المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية جمعت ثلاثة أمثال .. و"الحَدِيثُ ذُو شُجُون"


إحساس طفله
06-12-16, 02:05 PM
http://up.harajgulf.com/do.php?img=834668 (http://up.harajgulf.com/)

قتل ضَبَّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر، الحارث بن كعب في موسم الحج؛ وذلك انتقاماً لابنه سعيد، الذي قتله الحارث بن كعب، والغريب أن الحارث هو من روى لضَبَّة حكاية قتل ابنه، والأغرب أن ضَبَّة قتل الحارث بنفس السيف، سيف الحارث.

وروى الميداني قصة هذا المثل، مؤكداً أنها جمعت ثلاثة أمثال اشتهرت في التراث العربي، هي: "أسعد أم سعيد؟" و"سَبَقَ السيف العذل" و"الحَدِيثُ ذُو شُجُون".

يقول الإمام أبو الفضل الميداني:"الحَدِيثُ ذُو شُجُون" أي ذو طُرُقٍ، (وهو على حسب ما تقوله العامة: الحديث يجر بعضه بعضاً).



الحكاية



يقول الميداني: أول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضَر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سَعْد وللآخر سعيد، فنفرت إبل لضبة تحت الليل (هربت الإبل)، فَوَجَّه (أرسل) ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب، ‏وكان على الغلام بُرْدَانِ (ثوبان يرتديهما) فسأله الحارث (طلبهما لنفسه) إياهما، فأبى عليه (رفض)، فقتله وأخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَاداً قال‏:‏ أسَعْد أم سعيد‏؟‏ فذهب قوله مثلاً (يعني أسعد عاد بالإبل أم سعيد لم يعد) يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك (حزيناً) ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه حجَّ فوافى (وصل إلى) عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له‏:‏ هل أنت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك‏؟‏ قال‏:‏ بلى لقيتُ غلاماً وهما عليه فسألتهُ إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتُ بُرْدَيه هذين، فقال ضبة‏:‏ (ضربته) بسيفك هذا‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فقال‏:‏ فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني أظنه صارماً، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال‏:‏ الحديثُ ذو شجون (الحديث جر بعضه حتى عرفت الحقيقة)، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له‏:‏ يا ضبة أفي الشهر الحرام (أتقتله في الشهر الحرام)‏؟‏ فقال‏:‏ سَبَقَ السيف العذل (أي أن الأمر قد انتهى، ولم يعد ينفع الندم).



فضَبَّة بن أدّ هو أول مَنْ سار عنه هذه الأمثال الثلاثة‏

1- أسعد أم سعيد؟ للنجاح والخيبة.

2- سَبَقَ السيف العذل - أي أن الأمر قد انتهى، ولم يعد ينفع الندم.

3- الحَدِيثُ ذُو شُجُون - أي ذو طرق يعني "الحديث يجر بعضه بعضاً".



وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا المثَلَ "الحَدِيثُ ذُو شُجُون" ومثلاً آخر "الجُنُوُنُ فُنُونُ" في بيت واحد، وهو‏:‏



تَذَكَّرَ نَجْداً والحديثُ شُجونُ *** فَجُنَّ اشْتِيَاقاً والجُنُوُنُ فُنُونُ



وقال الفرزدق:



لاتأمنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَها *** كَضَبَّةَ إذ قال‏:‏ الْحَدِيثُ شُجُونُ‏

monster
06-12-16, 11:09 PM
-

إنتقاء مميز ,
يعطيك العافيه
:111:

الفاقد
06-14-16, 04:53 PM
موضوع جميل
تسلم يمناك

بسمة أمل
06-14-16, 07:40 PM
موضوع رائع

يعطيك العافية

تحياتي


SEO by vBSEO 3.6.1