المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 8 رمضان قبل الافطار النفس الا مارة بسؤ


المحور
06-13-16, 06:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي سول الله علي تبينا محمد وعلي اله وصحبه .

قد تكلَّم ابن القيم - رحمه الله - عن أنواع النفْس، وتكلَّم على كل نوع، فبعد أن ذكَر صفَة النفس المُطمئنَّة وصِفة النفس اللَّوامة فقد ذكَر صفة النفس الأمارة بالسوء، فقال - رحمه الله -: (وأما النفس الأمَّارة فهي المَذمومة؛ فإنها التي تأمُر بكل سوء، وهذا مِن طبيعتها، إلا ما وفَّقها الله وثبَّتها وأعانها، فما تخلَّص أحد مِن شرِّ نفسه إلا بتوفيق الله له، كما قال تعالى - حاكيًا عن امرأة العزيز -: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53].


وقال - رحمه الله -: (وقد امتحَن الله - سبحانه -
الإنسان بهاتَين النَّفسَين الأمارة واللوَّامة، كما أكرَمه بالمُطمئنَّة، فهي نفْس واحدة، تكون أمَّارةً ثمَّ لوامةً ثم مُطمئنَّة، وهي غاية كَمالها وصلاحها، وأيَّد المُطمئنَّة بجُنود عديدة، فجعل المَلَك قرينَها وصاحبها الذي يَليها ويُسدِّدها، ويقذف فيها الحقَّ ويُرغِّبها فيه، ويُريها حسن صورته، ويَزجُرها عن الباطل، ويُزهِّدها فيه.

والخلاصة: أن الله - تعالى - منَح الإنسان الإرادة الحرَّة، ليَضعه موضع الامتحان، فإذا عمل خيرًا فإنه سوف يَرى خيرًا، ومَن عمل شرًّا فإنه سوف يرى شرًّا؛ كما قال - تعالى -: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

فلذا يَنبغي للعبد أن يتسلَّح بسلاح الإيمان القوي الذي لا يُخالطه شكٌّ ولا ريب للتخلُّص من هذه النفس، ويَحمل نفسه على معرفة الله بصفاته وأفعاله وآلائه ومحبَّته وإرادته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والشوق إليه، والأُنسِ به، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وشُكرِه على نعمه وآلائه، حتى يكون الله وحده هو محبوبه وإلهه ومعبوده وغاية مَطلبه، وأن يُحقِّق قول الله - تعالى -: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

وعلى العبد أن يُظهِر عجْز نفسه وذلَّها بين يدَي ربِّها الذي خلقها وسوَّاها وأطعَمها وسقاها، حتى تكون نفسه مطمئنَّةً، وحتى يَصدُق فيها قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30]، وذلك بفضْل الله ورحمته ومنِّه وكرمه.

اللهم اجعل نُفوسنا مُطمئنَّةً إليك، راغبةً فيما عِندك، مُمتثلةً لأوامِرك، مُجتنِبةً نواهيك، اللهم إنا نعوذ بك مِن شُرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، إنك حسْبُنا ونِعم الوكيل.

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب .

بسمة أمل
06-14-16, 04:31 PM
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

جزااك الله خير..

سعــــود
06-14-16, 04:47 PM
_


جزيت خيرآ وزوجت بكرآ :نبض: :27:

قمر العراق
06-19-16, 07:30 PM
احسنت في ميزان حسناتك
:x117:

saaad afouiz
06-20-16, 07:02 PM
لا حول و لا قوة الا بالله

شموخ عزي
06-28-16, 01:14 PM
هذا سَّر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام
طاب لي المرور


SEO by vBSEO 3.6.1