المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة انتقام ممطر / فعالية يدا بيد


أمير الأبجدية
08-04-16, 06:57 PM
قصة انتقام ممطر

http://up.graaam.com/img/0550a88b92f6359d063e601fa87ff92d.jpg

ذات صباح ماطر استحال فيه المسير , إلتجأت
للمقهى الصغير القابع فى هدوء ،
فى ركن منعزل عن العالم , ألتمس قليلاً من الدفء
وبعضا من القهوة المرة ،
وشرعت أُنجز بعض المقالات الصحفية المطلوبة
على الكومبيوتر المحمول خاصتى.

حينما أتت النادلة بقدح القهوة ،
وبعض الفطائر المحلاة المدفوعة مقدماً ،
نظرت بإمتعاض إلى جسدى المترهل ، وتساءلت فى سخرية :-
متى أٌمارس حمية ما... ، ثم هززت رأسى فى فتور متمتماً :
بضع فطيرات لن تزيد الطين بله .... نظرت للزجاج العاكس للكومبيوتر ،
أرقب جسدى مرة أخرى ، وأقارنه بأجساد الآخرين . وهواية التلصص
هذه ليست جريمة فى عالمنا الصحفى ، وخاصة
اذا كان الأمر يتعلق بالحسناء الجالسة فى توتر
، فى أقصى الركن خلفى تماماً ، ترمق بقايا مشروب ما ،
فى سكون متناقض
مع هدير الأمطار العاصفة ،... تضرب الزجاج خلفها بلا شفقة ،
وهى تنقر بأصابع طويلة مترفة ، المفرش أمامها ،
بينما تعبث يدها الأخرى
فى شعرها الأسود الحائر على كتفيها فى إنسدالة عابثة .
حينما أغمضت عينيها ، وهدأ جسدها فى المقعد الوثير ،
غمغمت فى سخرية -
:
إمرأة تشعر بالملل لا ريب , وكنت بدأت أشعر بالسأم من الموقف الراكد ،
إلا إنه فجأة اهتز جسدها وارتعش ، وجلست منتصبة كقمرية وادعة ،
ترمق الباب فى حزن ، ظهر فى إلتماعة الدموع فى عينيها ،
وإلتفاف ذراعيها حول صدرها ،وإرتعاشة جسدها بشكل مثير للشفقة
... مما جعلنى التفت بقوة بدورى،
لأرمق الرجل الوسيم القادم عبر الباب , حيث جلس لتوه مع فاتنة أخرى
ذات وجه ملائكى وجسد رقيق . كانت صورة متناقضة من تللك الثاثرة ،
ذات الدماء الحارة ، ببشرتها الزيتونية ،
وفمها الممتلئ ، التى ترمقهما فى ألم....
هالنى إنحناءة رأسها على المنضدة ،
وانسكاب المشروب على ثوبها الأسود كمزاجها
، بينما انكسرت أغصان شجرة فى الخارج ،
وترنحت بقوة على الزجاج خلفها.
صدرت ضحكة رقيقة من الفتاة الأخرى ، القابعة فى طمأنينة ،
ويدها ترقد فى يد الوسيم .
..تبتسم له فى أنوثة ، بينما ترمق السمراء فى إلتفاتة جانبية متشفية ،
فاتت الرجل المسحور بدلالها , أو لم تفته.
لبثت أرمقها فى تعاطف ، وهى تمسح عينيها بأطراف أناملها خلسة ،
حتى لا يلحظها الحبيب الغادر ،
والنادل يمسح الفوضى أمامها ، وصاحبنا يرمقها
فى لامبالاة فجأة ، ثم ينهمك فى حديث دافئ
مع الشقراء الماكرة ؛ كى يزيد ألمها




، ويسكن نصله الحاد بين ضلوعها. نظرتُ إليه فى غيظ ،
ثم عدت للتى أسرتنى بألمها ،
أرقبُها مرة أخرى ، وقد عقدت حاجبيها فى غضب هذه المرة ،
وتركزت نظرتها على ظهرى , فقد انكشف تلصصى ،
وهممت بغلق الكومبيوتر.
...لم ألحظها تنهض ... ثم تقف أمامى ، قائلة :-
- هل تسمح لى ؟
أومات بوجه متصبب من العرق ، رغم الجو الغارق فى المطر ،
وقد جلست أمامى
، ترمق وجهى المتورد ، بينما تشبك اصابعها أمام وجهها متمتمة:-
أعرفك , أنت شهير يا سيدى , صحفى ومقدم تلفزيونى أليس كذلك ؟!
أغمضت عينى ، وقد أخذتنى مودتها المفاجئة ، بعد أن توقعت أن تصب
على جام غضبها وألمها ، ولكن تلك الابتسامة الرائعة غير المبررة ،
وقد أنارت وجهها حيرتنى كثيراً ، وهى تتمطأ كقطة خجولة ،
وتجلس فى دعة
، كأنها تعرفنى منذ زمن بعيد .
سألتها ، وقد أخذتنى المفاجأة :-
هل أنت بخير ؟ ما اسمك؟
أغمضت عينيها نصف إغماضة ، بطريقة عفوية مثيرة ،
وابتسمت كطفلة شقية:

لا يهم اختر ما شئت !
كانت قد هدأت واسترخت ، وهى ترتشف العصير الذى طلبته لها ,
كنت مأخوذاً بها ، وقد تناسيت الوسيم وصاحبته الشقراء ،
وهم يتلصصون هذه المرة بينما تقدم لى الكأس المملوءة للنصف ،
وتقربه من فمى ،هامسة فى دفء:-
افعل لى معروفاً ، وارتشف قليلاً منه .
حاولت إبعاد اليد عن فمى ، حين تبين لى غرضها الشرير ،
إلا أن يدها الأخرى أمسكت برسغى ؛ فانصعت راضياً مسحوراً.
قالت وهى ترجع جسدها فى هدوء :-
-أحسنت

-هتفت ببلاهة:
ماذا؟

هزت رأسها فى لامبالاة :-
لا شىء ..، فقط شكراً للمساعدة ... نهضت ، وهى تحكم معطفها الأحمر
الصوفى حول جسدها ، وقد نهضت بدورى ألعن جسدى المترهل خاصتى .
قبلتنى فى خدى ، ثم مضت بجسدها اليافع عبر الباب ، دون أدنى التفاتة لى ،
أو للشقراء المهزومة المنكسرة ،
مع انكسار الغصن الثانى للشجرة ، أو للوسيم الذى
وضع رأسه بين يديه ، وقد توترت ملامحه فى غضب وغيرة , ...
يرمقها تمضى عبر الباب ، ثم يرقبها فى هيام عبر الزجاج ،
تمد إصبعاً للمطر ، ثم تتذوقه فى دعة ، بينما تعبث الريح بجنون ولهو ،
بشعرها الليلى ، وتزيده عبثاً فوق عبث


إعداد / تراب الحياة



...


.

azOoOoOoz
08-04-16, 07:44 PM
http://store2.up-00.com/2016-07/1469887329242.png (http://www.up-00.com/)[/URL]

دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم
وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ
تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي
لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله

http://store2.up-00.com/2016-07/1469887329242.png (http://www.up-00.com/)[URL="http://www.up-00.com/"]

كنت هنا azOoOoOoz

تراب الحياة
08-04-16, 09:01 PM
اهلا وسهلا مرورك الاجمل
لا عدمت هالطلة

إمبراطورة البحر
08-04-16, 09:12 PM
قصة جميلة
استمتعت بقرائتها ..
شكراً للطرح والانتقاء الجميل ..

دمت بود

:81:


...

تراب الحياة
08-04-16, 09:36 PM
مرورك الاجمل امبراطورة
نورتي الموضوع يا جميلة :Dl3:

رموودي
08-05-16, 09:36 PM
يعطيك العافيه على الطرح الرائع

تراب الحياة
08-05-16, 09:56 PM
الله يعافيك
انرتي ياراائعة :ah11:

الفاقد
08-13-16, 01:05 PM
يعطيك العافيه على الطرح الرائع
تسلم يمناك ولاهنتي يالغلا


SEO by vBSEO 3.6.1