المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال احتار العلماء فيه؟


العراب الاخير
08-06-16, 06:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الدخول في الموضوع
والاستزاده منكم في أفكاره
وعلمه ونبوغه
تحيه مني والسلام لرواحكم الغاليه
هناك سؤال احترت فيه ولعلي
أجد الاجابه عند أحدكم وهو
مفتاح الاجابه لسؤال
لدي ثلاث أصدقاء وتحاورنا
في هذا الموضوع رغم اني
استغصيت من بعض المراجع والكتب
ولكن لم أجد الاجابه اليكم الموضوع

قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا
قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ
بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي
عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُقَالَ هَذَا مِنْ
فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ
كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(40)
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي
أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ
كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا
وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ
اللهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ
حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا
قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ
مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
(سورة النمل)

السؤال
من هو الذي عنده علم من الكتاب
وأحضر عرش ملكة سبأ ؟
وهو نفسه قال هذا من فضل ربي.

في روايه قيل
انه سليمان نفسه فبعلمه من الكتاب
أجاب العفريت الذي استعد بإحضاره
قبل أن يقوم من مقامه فرد عليه بأني
سليمان أحضره قبل ان يرتد اليك طرفك
وبالفعل استقر العرش أمامه فشكر الله تعالی
وقال هذا من فضل ربي يعني العلم
الذي مكنه من احضار العرش بهذه السرعة
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ
بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ
لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)

وفي روايه قيل
ان الذي عنده علم من الكتاب
هو اصف بن برخيا
رجل صالح من بني اسرائيل
اتاه الله علم من الكتاب
اي هو من بني البشر
مع العلم ان العفريت يصنف ملك
من ملوك الجن ولديه وزرائه
وخدمه ويعتبر القوه الخارقه
الاستثنائية من الجن ومع ذلك
سبقه أحد من بني البشر
اذا افترضنا أنه اصف بن برخيا
هو الذي عنده علم من الكتاب
وتحرك بسرعه فائقة أسرع من ملوك
الجن وأتى بعرش بلقيس قبل ان
يرتد طرف النبي سليمان واستقر امامه

السؤال
ما هو الكتاب؟

وشكرا لكم

misssugar20
08-06-16, 06:36 AM
حلو النقاش حول أمور كهذه ..
بما ان دراستي بـ هالتخصص وكانت رسالتي تخريج الاحاديث والقصص الضعيفه والصحيحة ..

حاولت البحث عن الموضوع وإن شاءالله تستفيدون ويفيد الجميع..

وقد اختلف المفسرون في المقصود بـ "الكتاب" في هذه الآية ،
فقيل : هو الكتاب المنزل من الله ، التوراه أو الزبور .
وقيل : كتاب آتاه الله تعالى سليمان عليه السلام ، كان خاصا به .
وقيل: المراد بذلك الكتب التي تضمنت الحكمة ،
فاكتسب منها ذلك الشخص الصلاح والتقوى.
قال ابن عطية رحمه الله :
" دعا الذي عنده علم من التوراة، وهو الْكِتاب المشار إليه ، باسم الله الأعظم" .
انتهى من" تفسير ابن عطية " (4/ 260) .
وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :
" (قال الذي عنده علم من الكتاب) المنزلُ ، وهو علم الوحي والشرائع .
وقيل: كتاب سليمان .
وقيل: اللوح المحفوظ .
قال البقاعي: ولعله التوراة والزبور " انتهى من "السراج المنير" (3/ 60) .
وقال ابن عاشور رحمه الله :
" أَيْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ مِنَ الْكُتُبِ ، أَيْ مِنَ الْحِكْمَةِ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ " .
انتهى من"التحرير والتنوير" (19/ 271)
والمقصود أن هذا الرجل كان من علماء بني اسرائيل ،
يعلم الكتب التي أنزلها الله ، ويعلم الحكمة ، فدعا الله باسمه الأعظم فاستجاب له .
فلم يكن هذا الكتاب من كتب العلوم الدنيوية ، في قول عامة المفسرين ، ولا هو كتاب يتعلم الناس منه التحكم في الأشياء ، أو تحريكها عن بعد ، كما يدعي ذلك البعض الآن ، ولا هو من هذه التوهمات ، والأماني الكاذبات بسبيل ؛
فدع عنك أالخيالات :
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ * في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

العراب الاخير
08-06-16, 06:50 AM
حلو النقاش حول أمور كهذه ..
بما ان دراستي بـ هالتخصص وكانت رسالتي تخريج الاحاديث والقصص الضعيفه والصحيحة ..

حاولت البحث عن الموضوع وإن شاءالله تستفيدون ويفيد الجميع..

وقد اختلف المفسرون في المقصود بـ "الكتاب" في هذه الآية ،
فقيل : هو الكتاب المنزل من الله ، التوراه أو الزبور .
وقيل : كتاب آتاه الله تعالى سليمان عليه السلام ، كان خاصا به .
وقيل: المراد بذلك الكتب التي تضمنت الحكمة ،
فاكتسب منها ذلك الشخص الصلاح والتقوى.
قال ابن عطية رحمه الله :
" دعا الذي عنده علم من التوراة، وهو الْكِتاب المشار إليه ، باسم الله الأعظم" .
انتهى من" تفسير ابن عطية " (4/ 260) .
وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :
" (قال الذي عنده علم من الكتاب) المنزلُ ، وهو علم الوحي والشرائع .
وقيل: كتاب سليمان .
وقيل: اللوح المحفوظ .
قال البقاعي: ولعله التوراة والزبور " انتهى من "السراج المنير" (3/ 60) .
وقال ابن عاشور رحمه الله :
" أَيْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ مِنَ الْكُتُبِ ، أَيْ مِنَ الْحِكْمَةِ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ " .
انتهى من"التحرير والتنوير" (19/ 271)
والمقصود أن هذا الرجل كان من علماء بني اسرائيل ،
يعلم الكتب التي أنزلها الله ، ويعلم الحكمة ، فدعا الله باسمه الأعظم فاستجاب له .
فلم يكن هذا الكتاب من كتب العلوم الدنيوية ، في قول عامة المفسرين ، ولا هو كتاب يتعلم الناس منه التحكم في الأشياء ، أو تحريكها عن بعد ، كما يدعي ذلك البعض الآن ، ولا هو من هذه التوهمات ، والأماني الكاذبات بسبيل ؛
فدع عنك أالخيالات :
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ * في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

اشكرك بعمق
على المقال الرائع
وزادك الله من علمه وفضله
المقالة لم تأتي إلا بروايات
وبما أن مثل هذه المواضيع المهمة هو من تخصصك
اتمنى الاستفادة منك أكثر
الحكمه ضاله المؤمن فإن وجدها فهو الأحق بها

misssugar20
08-06-16, 06:52 AM
إن شاءالله راح افيدكم واستفيد منكم

حُسآم
08-06-16, 09:04 PM
~ .. /



العرآب ..

هُنآ سؤآل يقلبُ الأرضَّ رآسآ على عقبَّ في لمح البصرَّ
سأخشع على هذآ الرصيفَّ لـِ علي ألتمسُ نورآ مُبين . !

سُبحآن الله وبحمده سبحآن الله العظيم


"

أشكرك كثيرآ لأنه موضوع جدآ يثيرُ الجدلَّ
ويردُ البصر خآسئآ وهو حسيرَّ ، متربصَّ ..

العراب الاخير
08-06-16, 09:44 PM
~ .. /



العرآب ..

هُنآ سؤآل يقلبُ الأرضَّ رآسآ على عقبَّ في لمح البصرَّ
سأخشع على هذآ الرصيفَّ لـِ علي ألتمسُ نورآ مُبين . !

سُبحآن الله وبحمده سبحآن الله العظيم


"

أشكرك كثيرآ لأنه موضوع جدآ يثيرُ الجدلَّ
ويردُ البصر خآسئآ وهو حسيرَّ ، متربصَّ ..


اهلا بك يا سيدي
وتوقعت منك المشاركه وهذا يشرفني
صحيح كلامك
هذا السؤال يقلب موازين العلم رأسا على عقب
وانا أكاد أجزم أنه كتاب دينوي وليس دعاء وليس هو اسم الله الاعظم
ولو ثبت أنه كتاب دينوي
اننا باختصار التكنولوجيا العملاقه الذي وصلها العالم اليوم عباره عن صفر بنسبه لهذا الكتاب ومن جه اخرى ان العالم سينتقل نقله نوعيه إلى علم مختلف جدا وللموضوع تفرعات كثيره

حُسآم
08-06-16, 10:58 PM
.. / ~

فَ إلم يخبّْ ظنيَّ بـِ أن القرآن الكريم
خلفهُ علمٌ مدفون يحتآجُ نفخ الأتربه ..

فَ الروح علمٌ مجهول
هنآ حكآيه جُبهآ تدثر خلف مخيلآت العقول
الذي خلقَّ الجن والذي خلق الإنس وآحد
فدمج الإثنين في النفسَّ ، /

الله خلقَّ كل شيء وهو أعلمُ بكل شيء
فَ الأغلب يظنُ بـِ أن إبليسَّ تكبر بـِ إرآدته
ولم يعلم بـِ أن الله هو الذي في أنفسنآ ..
ف هنآ آيه تدلل وتبرهن لـِ إبن آدم " قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)"

هذآ الشيطآن يقسم بـِ إغوآء الله له ولله في هذآ حكمه
فَ الذي لآ يصبرُ على نفسه سيجلبُ له النفور و الغذلآن

سيديَّ

مآزآل ظنيَّ يقودني كلَّ ليله بِـ أن الذي في عرق الوتينَّ
أعظم ممآ نتخيل أعظم ممآ تقول عنهُ الألسنه فقد شهدت
يدي على على مآ إقترفتهُ من ذنوب من دون لآ أشعر كيفَّ ومتى وأين . ؟!
ولكن الله غفور رحيم .. ورحمته سبقت عذآبه الشديد ، / !
نحنُ مجهلآء وظلمه كمآ حث القرآن الكريم علينآ ..
فمهمآ تطور العلم يبقى ومآ أؤتيتم من العلم إلآ قله كـ ذره

فَمآ بآلك بـِ كره الأرضَّ والأكسجين نحنُ من قمه جهلنآ عندمآ
عندمآ نريدُ أن نفشي السلم دون سلآم يرآق لـِ أفئدتنآ فَلم يسلم
أحد إلآ إذآ وفقهُ الله في سلم حتى دبيب النمل من بطشه ليسَّ إلآ لأنهُ
يركضَّ إلـى عآلمٍ مليء بـِ التعقد في الأنفسَّ وفي الذي من حوله ، فسليمآن
علم منطق الطير والحيوآنآت و الجن و النمل .. إلخ

فَ عندمآ تبسم ضآحكآ من قول النمله هنآ شيءٌ مبين بأن الذي أنطق النمل
هُو الخآلق والمدبر لـِ الأمر ، و الذي عندهُ علم الكتآب هذآ قد إبتلآهُ الله في سره
لـِ ينظر هل يشكر أم يكفر ، وبعدهآ أوضح الله بأن من يشكر يشكر لنفسه والله غني غني غني
عنآ ، وحميد

فَ السَحرُ والشعوذه لآ تصيبُ إلآ من كآن قلبهُ غآفلآ لأن أهل الذكر محصنون
بجنود ليسَّ لهم قبلَّ فَ البرزخ الذي بيننآ ويوضح بأن الذي يأمرء بـِ السوء ليسَّ إلآ نثيثُ كلمآت
فَ عندمآ يتقدم الهوى إلـى رجل بني آدم سقط عنهُ العقل لأنه إتبع خطوآت الجهلَّ .. !

فَ كيدُ الشيطآن ضعيف جدآ , والذي في دآخلنآ روح من عند الله
ستفشي كل شي يحن يأمرهآ ، أمآ في مبلغ العلم فإن الله إذآ أرآد شيءً سيقول لهُ كن فيكون
في عآلم الأحلآم ، هنآك رؤيآ تقع وتصبح حقيقه .. !!

ليس هو من أطلع الغيب ولكن الله يلهم البشر ليعلمهم أشيآء لم يكونوآ يعلموهآ
فبعدنآ عن الله تصغر به العُقول وقربنآ تكبر به كل شي وليست العُقول فقط .. !!

إن الكتآب المهجور يقُود الإنسآن إلـى جنه فلو كنآ أحيآء حقآ لمآذآ سجده تذهب
جُنود الله التي بلغت عنآن القلوب كـ الهموم والغموم والحزن / !

فَ الموت الذي نفر منه هو ينتظرنآ أتعلمُ إن من قمه جهلي ظننتُ بـِ أن هذه الأرض
هي جهنم فَ الخيرُ فيهآ قله قله قله حتى وإن صدر يرسمُ الأسى بـِ إعجآز لأن نبذ الحق
فأصبح الحقُ بآطلآ ,, !

فَ الذي خلق الكون وقد له كيف مآكآن يكون حتى أسمآءه الحسنى لآ تكفي لِ الثنآء عليه
فَ إعجآز علمُه دقيق جدآ جدآ جدآ
ف كيف لسمآء تترآكم عليهآ السحب وكآنت ذرآت مآء تبخرت فتكثفت لـِ تمطر ويصدرُ الرعد والبرقُ يخرجُ
منهآ لتهتز الأرضُ أحيآنآ بـِ الفرح لـِ تنمو حشآئشهآ الخضرآء حين يصآفحُ الغيثَّ صدرهآ أمآ المطر فهو عذآب لأن القرآن يدل على ذآلك ..

عذرآ تشتت الفكرُ والنطقُ عني
ولكن هنآك أشيآء أجهلهآ كثيرآ كمآ أجهلهُ حآلي الآن


سيدي شكرآ لك ولكني حقآ أيقنُ بـِ أن القرآن
هُو خيطٌ لهذآ كله من الأسئله فَ العقلُ يدركُ
والبصيره تحثُ بأن ليس كمثلهِ شيء حتى في علمه
فلآ أحد يقدرُ يطلع عليه إلآ بإذنه ، فلو أذن له الله لأصبحت
الأرضُ جنه ، ولكن أسبآب الفشل هو محصور على شيء
مُربثَّ في خآصره العمرَّ .. !!


:MonTaseR_137:

شموخ المجد
08-07-16, 10:18 AM
أخي العراب الأخير

آيات القرآن الكريم لا ينبغي طرحها للنقاش وخصوصاً في مسائل الغيبيات وإنما الرجوع لكتب التفسير الصحيحة لمعرفة معانيها

وسؤالك هذا كان الأولى بك عرضه على أحد العلماء والمشائخ الأجلاء لتعرف جوابه وليس طرحه للعامة .

فيما يلي فتوى إجابة على سؤالك من موقع / الإسلام سؤال وجواب

والمشرف عليه الشيخ / محمد بن صالح المنجد حفظه الله

أتمنى أن تجد فيه الفائدة ...

228011:ما المقصود بـ "الكتاب" في قوله تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) ؟

السؤال :

في أثناء قراءتي للآيات (38-40) من سورة النمل شد انتباهي قدرة الجن على التحرك بسرعة كبيرة ، وتمكن الرجل الذي عنده علم من الكتاب من نقل العرش بلمح البصر فما المقصود بالكتاب ؟ وهل هو علم ديني أم دنيوي ؟ فأنا اعتقد أنّه في ذلك الوقت كان هناك كتاب يتعلم الناس منه تحريك الأشياء عن بعد ، أو التحكم في الوقت ، وأنه من الممكن أن يكون هذا الكتاب لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا ، في مكان ما في هذا العالم ؛ فما رأيكم بهذه النظرية ؟

الجواب:
الحمد لله
قال الله تعالى في قصة سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ : ( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) النمل/38- 40 .

وكان "الذي عنده علم من الكتاب ، فيما قيل ، " : رجلا من صالحي الإنس وعلمائهم ، وليس من الجن ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، والمشهور أن اسمه " آصف بن برخيا " .
انظر جواب السؤال رقم : (212677) .

والذي عليه جمهور المفسرين أن هذا الرجل الصالح دعا الله عز وجل باسمه الأعظم فاستجاب له .
قال القرطبي رحمه الله :
" أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا، وَهُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ صِدِّيقًا يَحْفَظُ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ " .
انتهى من" تفسير القرطبي" (13/ 204) .
وانظر : " تفسير ابن عطية" (4/ 261) ، "تفسير ابن كثير" (6/ 193) .
فحملت الملائكة العرش ، وأتت به سليمان عليه السلام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" والذي عنده علمٌ من الكتاب ، لمّا قال عفريتٌ من الجنّ لسُليمان: ( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وإِنِّي عَلَيهِ لقَوِيّ أَمِين قال الَّذي عِنْدَه عِلْمٌ مِنَ الكِتَابِ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) أتته به الملائكة ؛ كذلك ذكره المفسرون عن ابن عبّاس وغيره: أن الملائكة أتته به أسرع مما كان يأتي به العفريت " انتهى من "النبوات" (2/ 1066) .

وقد اختلف المفسرون في المقصود بـ "الكتاب" في هذه الآية ، فقيل : هو الكتاب المنزل من الله ، التوراه أو الزبور .
وقيل : كتاب آتاه الله تعالى سليمان عليه السلام ، كان خاصا به .
وقيل: المراد بذلك الكتب التي تضمنت الحكمة ، فاكتسب منها ذلك الشخص الصلاح والتقوى.
قال ابن عطية رحمه الله :
" دعا الذي عنده علم من التوراة، وهو الْكِتاب المشار إليه ، باسم الله الأعظم" .
انتهى من" تفسير ابن عطية " (4/ 260) .
وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :
" (قال الذي عنده علم من الكتاب) المنزلُ ، وهو علم الوحي والشرائع .
وقيل: كتاب سليمان .
وقيل: اللوح المحفوظ .
قال البقاعي: ولعله التوراة والزبور " انتهى من "السراج المنير" (3/ 60) .
وقال ابن عاشور رحمه الله :
" أَيْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ مِنَ الْكُتُبِ ، أَيْ مِنَ الْحِكْمَةِ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ التَّوْرَاةَ " .
انتهى من"التحرير والتنوير" (19/ 271)

والمقصود أن هذا الرجل كان من علماء بني اسرائيل ، يعلم الكتب التي أنزلها الله ، ويعلم الحكمة ، فدعا الله باسمه الأعظم فاستجاب له .

فلم يكن هذا الكتاب من كتب العلوم الدنيوية ، في قول عامة المفسرين ، ولا هو كتاب يتعلم الناس منه التحكم في الأشياء ، أو تحريكها عن بعد ، كما يدعي ذلك البعض الآن ، ولا هو من هذه التوهمات ، والأماني الكاذبات بسبيل ؛ فدع عنك أخي السائل تلك الخيالات :
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ * في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ

والله تعالى أعلم .

.................


SEO by vBSEO 3.6.1