المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل السعاده أختفت أم نحن جيل لانعلم كيف نكون سعداء


أبوروان
11-07-16, 09:49 AM
(كيف أكون سعيدا في حياتي؟)
يحتاج في رأيي إلى إجابة مطولة ومتكاملة
تأتي على الكثير من الجوانب الدينية والنفسية والاجتماعية
حتى تعطي القارئ معنى لهذه السعادة المنشودة وتشرح له أسبابها..

السعادة هي أن تمارس الأمور التي ترى أنت أنها باب نحو السعادة..
والسعادة هي مجموعة من الأشياء التي تعني لك قدرا لا بأس به من الراحة والغبطة..
ابحث عن الأمور التي تعتبرها رمزا هو وجه العملة الآخر للسعادة..

الكثير منا لو أخذ ورقة وقلما
وكتب فيها الأشياء التي تسعده
لوجدها عديدة .. بل وأكثرها قريب من المرء
ولن يجد كبير مشقة في تحقيقها
لكن المشكلة تكمن في وضع هذه الأمور موضع التنفيذ..

ولو قال قائل أننا لا نشعر ولا نجد طعما للحياة
فأجابه أحدهم قائلا
( لأنك لا تأتي ما تحب وتفعل ما لا تحب لكان صادقا)

تأمل اللحظات الجميلة في حياتك..
تذكرها جيدا..
ارجع بشريط الماضي واستحضره الآن..
سترى بأن اللحظات الجميلة ما كانت كذلك
الا لأنك عشت خلالها ما تحبه فعلا..

فما تأتيه وما تتعايش معه
+ المعنى الذي تلصقه بهذه الأشياء
= الحالة النفسية الرائعة التي تكون عليها..

لنأخذ زيدا من الناس
والذي يجد نفسه في القراءة والثقافة ومتابعة الجديد من الكتب والمجلات الهادفة
هو يعلم من نفسه انه كلما قرأ وتعلم شيئا جديدا انه يرتقي في سلم السعداء درجة
( نقول درجة ولا نقول أصبح سعيدا)
انه بدأ خطوة نحوها
( ونقول خطوة )
لأنه بدأ ينفذ ما قررناه آنفا

إن مشروع السعادة يبدأ عند تمثل ما نحب وتطبيق ما نهوى..
وفي هذا المثال الذي ذكرناه
سنرى انه بقدر ما يفرط في تكرار هذه الهواية المحببة لديه
بقدر ما سيجد نفسه مع الوقت يتأخر درجة عن الفرح والغبطة..
وهذا شيء مجرب
فهناك من الناس لا يقدر على وصف سعادته
حين ينهي كتابا أو يسطر بحثا أو يكتب قصيدة أو أو ...

وقس على هذا مئات المجالات والسلوكيات والفرص والمحبوبات
التي هي مجال رائع لتحقيق السعادة..

أحد الشباب ذكر لي مرة :
أنه أذا صلى الصلوات الخمس في المسجد جماعة يقول
( اعتبر نفسي في نهاية اليوم أروع إنسان في الوجود )
انه يحكي إحساسا حقيقيا وليس أحلاما وردية
انه فعلا يشعر بسعادة في أعماقه
لماذا؟ لأنه يفعل ما يشعر انه فعلا شيء رائع بالنسبة له..

لا نحتاج إلى التذكير بأن السعادة والراحة والهناء القلبي
لا يمكن أن يكون في طريق المعصية والمنكر وإتباع الأهواء النفسية ..
بل هذه الأمور تحقق غالبا متعا حسية آنية
وبقدرها يكون الألم الداخلي
وبحجمها يكون شقاء النفس
فينقلب المأمول ( السعادة ) إلى الضد ( الشقاء)
بل إن السعادة في حقيقة الأمر منوطة بتحقيق الإيمان في القلب
وتمثله في الحياة
مع الاستمتاع بما أباحه الله في هذه الحياة
( ولا تنس نصيبك من الدنيا )

إن اليوم الذي تشعر فيه بالألم والتعاسة!
هو يوم لا يستحق منك أن تسبه أو تغضب منه..
بل الملامة ملقاة على عاتقك أنت..
تأمل هذا اليوم جيدا!!
ستجد انك بالفعل لم تقم فيه بعمل واحد مفيد في نظرك..
لم تعمل فيه أمرا واحدا تعلم انه سبيل إلى سعادتك..

واليوم الذي تشعر فيه بأنك تحلق بعيدا بعيدا وأنت في قمة الغبطة والانشراح..
ذلك لأنك أصبت الهدف جيدا..
فعرفت مصدر سعادتك وفرحك
ثم وضعته موضع التنفيذ..

ولهذا تجدون أهل الكسل والخمول والفراغ هم أشقى الناس..
رغم راحتهم البدنية..
لماذا؟
الإجابة واضحة
( لان السعادة كما قررنا مقترنة بالعمل والفعل )
لا على الخيال والأمل..
ضع ما تحب موضع الفعل
واقترب مما يؤنسك تجد السعادة

السعادة ليست لغزا يحتاج إلى إعمال الفكر والخيال والتصور لمعرفة حله!
ولكنها امتثال.. وعمل.. وهمة .. وبذل الجهد في سبيل تحصيل ما نحب..
وان كان كل مطلوب فلابد له من جهد
فكيف بمطلوب هو شغل الناس الشاغل هذه الأيام
حتى صارت السعادة شبحا نسمع به ولا نراه أو لا نعيشه!

يقول أحد السلف :
انه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربا
وان كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي عيش طيب ..
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة

ترى هل نتصور كم كانت قلوبهم ترقص فرحا؟
ماذا كانوا يشعرون حينها؟
كيف وصلوا إلى هذه المراتب؟
ويعلم الله أني أعرف رجلا قال لي يوما ما بالحرف الواحد
( تأتيني لحظات أشعر أني أسير مع الناس بجسدي وروحي تحلق في السماء)

ترى عن أي شيء يتحدثون؟
السر يكمن في ثلاثة:

1- الطاعة
2- الاستمتاع بالحياة فيما أباحه الله
3- اجتناب المعاصي والمنكرات
4- هجر الكسل وتطليق العجز وتوديع الفراغ فإنها أبواب الشقاء..

مما راق لي

سكوت
11-07-16, 05:08 PM
موضوع جميل جداً


-

من وجود الساعده هو من عرف الطريق إلا الله

وفعل الامور وترك النواهي وأستلذ بالحياة في الحدود التي حده الله

هناك كثير من الاشخاص عندهم سبل وأنواع السعاده في هذه الدنيا

مال وبنون ولكن عندما يبعد عن الله فتتحول حياته إلى كدر

اللهم اجعلنا ممن يسعد بقربك وطاعتك :31:

هارون شحتور
11-07-16, 05:51 PM
مشكووووووووووووووووووووووور

فيه امل
11-07-16, 06:45 PM
موضوع رائع وجميل


السعادة في القرب من الله عزوجل

أبوروان
11-08-16, 09:50 AM
سلمتم جميعاًعلى المرور الطيب

المحور
11-08-16, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله علي نعمه الاسلام

السعادة بختصار ان ترضي الله بقولك وافعالك.

ورد التنويه عن السعادة في موضعين في القرآن من سورة هود (http://ar.islamway.net/search?domain=default&query=%22سورة هود%22): {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود:105]، والآية الأخرى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود من الآية:108]، وتحقيق السعادة في الآخرة متوقف على تحقيق العبودية لله في الدنيا لكن نلاحظ أن الآيات تتحدث عن السعادة في الجنة (http://ar.islamway.net/search?domain=default&query=%22الجنة%22) والآخرة لكن ماذا عن الدنيا؟


وفي القرآن الكريم (http://ar.islamway.net/search?domain=default&query=%22القرآن الكريم%22) مجموعة من النصائح التي ترشدنا إلى تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة
في الآية 130 من سورة طه: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ}.

فالله سبحانه يرشد نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الصبر (http://ar.islamway.net/search?domain=default&query=%22الصبر%22) والتسبيح بحمد لله تعالى في الأوقات المذكورة في الآية، ووضح السبب في ذلك فقال لعلك ترضى، لا حظ قوله لعلك ولم يقل: لعلي أرضى!


وما علاقة الرضا بالسعادة؟ لا أكون مبالغًا إن قلت أن أصل السعادة الرضا، بل هي أعلى درجات السعادة، أن ترضى بما حققت وبما أوتيت وبما ابتليت به، لذلك حينما تحدث الله على نعمه على رسوله صلى الله عليه وسلم في سورة الضحى قال: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ} [الضحى:5]، ولم يقل فتسعد.


التمسك بالقرآن وعدم الإعراض عنه وهجره، ففي أول سورة طه قال الله تعالى: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ} [طه:2]، والشقاء عكس السعادة {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} وفي أواخر السورة قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124]، فكأن الله يريد أن يعلمنا أنه أنزل إلينا هذا القرآن لنسعد لا لنشقى، ثم إنه سبحانه وضح سبب الضنك والشقاء بالإعراض عن القرآن الكريم.


إذًا تحقيق السعادة يكون في الرضا والصبر والتسبيح بحمد الله، والعفو عن الناس والأمر بالمعروف، والإعراض عن الجاهلين، والآيات كثيرة في القرآن تتحدث عن السعادة فابحث عنها وتأملها، وحاول أن تطبق لا أن تكتفي بالقراءة.

أسأل الله أن يرزقني وإياكم الرضا والفرح والسرور في الدنيا والآخرة.

سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك .

حرفٌ شامخ
11-08-16, 10:18 PM
و لست أرى السّعادة جمع مالٍ .. و لكنّ التقيّ هو السّعيدُ
و تقوى الله خير الزّاد ذخراً .. و عند الله للأتقى مزيدُ
وما لا بدّ أن يأتي قريب .. و لكنّ الذي يمضي بعيد ..!

موضوع رائع بارك الله فيك ..!
،،،،،

أبوروان
11-17-16, 10:28 AM
تلسم على المرور الطيب والتعليق الأكثرمن جميل :MonTaseR_205:

2000
11-17-16, 01:29 PM
موضوع جميل وراقي جزاك الله الف خير

أبوروان
12-12-16, 09:05 AM
سلمت على التواجدالرائع بموضوعي لاعدمناهالطله الرائعه اخوي

aida sharaf
12-17-16, 05:28 AM
رائعة مشكور علي ها المشاركة العظيمة :MonTaseR_109:

أبوروان
12-22-16, 10:32 AM
سلمتم على المرور الطيب

NORAH
12-22-16, 08:25 PM
يعطيك العافية موضوع جمييل
وسلمت اناملك ابو روان
والله يسعدك يارب
وكنت سوف اكون اكثر سعادة
لو كان الخط اكبر شوية:الحلا ذبحني:

سحاابة عطر
12-22-16, 08:36 PM
سسسسلمت يمييينك اخوي ابو روان

أبوروان
01-04-17, 12:24 PM
سلمتم جميعاُ على التواجدالأكثرمن رائع بموضوعي


SEO by vBSEO 3.6.1