المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين تنفض الذكريات غبارها


فوهة العدم
12-09-16, 03:45 AM
كانت الساعة قد جاوزت منتصف الليل ببضع دقائق .. في أول ليالي [ديسمبر]
ما يعني بتوقيت قلبي انه حان موعد الوجع ..
وكعادة مخيلتي التي دائما ما اتفقت معه علي .. اخذت تسترجع ذكرياتي ..
بعضها لم يمض عليه سوى اسابيع عدة .. وبعضها كان قد عفا عنها الزمن ..
تلك بالذات .. كانت صعبة ليس فقط لمقدار الوجع بها .. بل لان نفض الغبار عنها بغية توضيح الصور .. والاصوات .. كانت شاقة جدا..

حب جديد يداهمني .. ورغم حيطتي الكبيرة وقعت .. وعاشقة لوقوعي ذاك .. كان التاسع لاغسطس شهر الصيف الجميل الملتهب كحبي هذا .. من عامي الحالي .. حين لعبت الصدفة ولمرتي الاولى سأعترف ((اؤمن بالصدف)) .. فلولا صدفتي لم اكن لاحيا حكاية الحب الاجمل في الوجود منذ ولادة البشرية.. حمدا لله حتى يبلغ الحمد منتهاه

تخرجي واخواتي من الجامعة دموع الفرح تغرق وجهي ابي وامي .. نظرة فخر بعيني ابي كنت قد تخيلتها ورسمتها منذ عشرين سنة .. لكنها ورغم امكانياتها لم تتمكن مخيلتي من الوصول لخمسها .. ما اشد تلك القبضة التي احكمها ابي على رؤوسنا انا واخواتي يومها .. امي لم تتمكن سوى من البكاء ..

هناك اقف امام شاشة الكاميرات الرئيسية بغرفة والدي .. كنت اقف بوضع "هزاز" امسك بيدي كأس النسكافيه الذي لست ادري طعمه ولا حرارته ولا ان كنت شربته ام لا حتى لحظتي هذه .. في الثالث من شهر مارس .. ارقب حب حياتي يصافح ابي .. وكلاهما يبدو عليه القلق حديث طويل الفته برأسي لان الكاميرا ولسوء حظي تعرض صورا فقط .. لم يجاوز اللقاء ربع الساعة في الواقع .. لكنه بواقعي جاوز الربع قرن .. كانت تلك مرتي الاخيرة التي المحه فيها .. نظرة لم استطع تفسيرها رافقت مصافحتهما الاخيرة .. وانتهت هناك قصتي واياه بجلسة عائلية على مائدة العشاء يومها وابي يصف جرئته بالوقاحة الساذجة ويهزأ منه والجمهور يضحك ملئ شدقيه وقلبي يحترق معدتي تثور حتى قذفته مع محتوياتها في المكان المخصص لذلك (حاشاكم) ..

خطبة تنفسخ لصحوتي من غيبوبة "ظل راجل ولا ظل حيطة"..
ولأنني كنت قد فضلت الحائط مهما كان مائلا مهترئا على الارتباط بجزء من مليون من الرجل ولا اقصد الذكر فهو كامل الذكورة ناقص الرجولة ما لا يناسب انوثتي .. ولحسن حظي عانتني كل الظروف والفضل بعض الله كان لعائلتي والحمدلله..

31/9/2011 دمعة فراق لم تكن الاولى لكنها الاكثر حنانا.. ابي يغادر موقف السيارة التابع لعمارة سكنية تاركا خلفه قطعتين منه .. امي لم تنفك عن البكاء شهرا كاملا قبيل تلك اللحظة .. يبتعدون .. ولانني الكبرى رمت اختي راسها على صدري وارتفع بكاءنا .. السيارة تلتف وتعود .. يخفق قلبي عاد [ اماني] ..
نزل ابي .. احتضننا بشدة وبكا .. كانت تلك ثاني مرة اسمع بها صوت بكاء ابي .. "تعب 19 سنة بايديكن حافظن ع اسمي يابا" ثم التفت الي وخصني بقوله "انت فرحتي الاولى انت انا هون .. كوني ابوها وامها" .. بكاء عميق وجع شديد وفراق..

اخر ليالي شهر اكتوبر عام 2005 م.. والليلة التاسعة بعد العشرين من شهر رمضان الكريم .. جدي ينازع الموت ويستسلم ما ان اطلق المؤذن النداء الاول .. فارق الحياة .. وانتزع جزءا من روحي بذلك الفراق .. لم تكن لوعتي الاولى كذلك لكنها الاشد على الاطلاق .. حياتي بعد جدي لا تشبه الحياة معه ابدا .. كبر ابي فجأة .. اصبح شيخا ولم يجاوز الاربعون ..

دلوعته الصغيرة .. الحفيدة الاولى .. الشقراء المدللة .. وهو عمي الاصغر ..
صديقي .. حبيبي .. ابي بجسد اخر .. لم اجاوز السادسة بعد .. لوعتي الاولى على الاطلاق .. فراقي الاول .. طعم الموت الاول ..****

غالبت النعاس .. حتى غلبني ..


**** سأقتضب فوجع كهذا لن تكفيه فقرة.. ولعل في الغيب لنا خاطرة تحكيه

9/12/2016
02:39
بقلمي
فوهة العدم

آلـهوى آلغـآيب
12-09-16, 04:20 PM
نزف مشاعر وحكايا على رصيف الشتات .,
كان لحرفك ايقاع ذو صدى في حنايا الرووح .,
دمتي بخير يازيتونة فلسطين .,

اولى تخرج
12-09-16, 07:47 PM
اقشعر جسدي لما سطرتيه
ولاكن هذه ذكرى ويوجد الاكثر من هذه فكري بالجميل فقط

العراب الاخير
12-10-16, 01:17 AM
تصوير اتراجيدي من ذكريات الماضي
الماضي مثل شخص يجلس على كرسي
ويشرب كوب من القهوه ويشاهد ايقاع تحركات
الحياة أمام عيناه ودمعة حائرة وبسمه ساخره
من ترهات الدنيا
دمتي بورد ودام نبضك ومسيرة قلمك

فوهة العدم
12-10-16, 01:23 AM
شكرا لوجودكم هنا ..
لدعمكم
للطف حرفكم
شكرا جزيلا

عتيم
12-10-16, 02:19 AM
أمـنـيـه ...


كـم أتـمـنـى أن يُـعـطـى هـذا الـنـص حـقـه


//


لـهـذا الـنـص روح .. إسـتـطـاعـت أن تـعـانـق جـمـيـع الأجـسـاد

حـتـى وإن صُـبَّ عـلـى مـسـامـع الـمـوتـى ... لأوعـزوا لـكـفـوفـهـم بـالـتـلاقـي حـدود الـصـخـب


ولـظـلـت الأهـداب تـمـارس الـتـحـديـق .. تـعـبـيـرا عـن الـدهـشـه


..


هـمـسـة .. لأنـــتِ



إذا كـان هـنـاك مـا يـنـقـص الـنـص .. فـهـو الـبـعـض مـن الـتـمـاسـك


..

... عـتـيـم

فوهة العدم
12-13-16, 02:33 AM
شكرا لك بحق

بمناسبة التماسك
عمدت ها هنا البعثرة في الافكار
الانتقال من مشهد لاخر بلا مقدمات ..
هدفي كان ذاك وحققته .. ودليلا ما نقصه بعينك ..

شكرا لك مليون ..

ورده بريـــــه
12-13-16, 09:41 AM
ذكريات كثيره ومزدحمه

نقد بسيط اتمنى ان تتقبليه بصدر رحب عزيزتي

اتمنى ان تترابط قفزات ذكرياتك اكثر

وان كانت ذكريات مزدحمه فافصليها واجعلي لكل ذكرى موضوع خاص بها وامنحيها حقها في التعبير

لا شك ان مشاعرك وصلت وبقوة

انتظر قادمك

دمتي بخير

عاشق الحرية
12-13-16, 10:10 AM
معذرة ولكني أرى هنا أن الذكريات نفضت رمادهآ فأحرقت كل مآجوراها


مشاعر مُرهفة تسللت للأعماق ببساطة التعبير فكانت القلوب تتصافح مُحاولةٍ التخفيف على بعضها البعض


فوهة العدم ..

تستحق التقييم والإعجاب .. لكـ مني أجمل تحية

عاشق الحرية

ahmed maher16
12-18-16, 01:54 PM
جميـــــــــــــــل

فوهة العدم
12-22-16, 03:15 AM
شكرا من كل قلبي
لمروركم اجمع

des.abdullah
12-22-16, 09:24 AM
ابدعت في الطرح سلمت اناملك

فوهة العدم
03-16-17, 02:27 AM
شكرا لك اسعدتم قلبي


SEO by vBSEO 3.6.1