المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عابث القرن الأخير


العراب الاخير
12-24-16, 12:25 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذا المقال وصلني من أحد الأصدقاء واحببت
ان أضعه بين أيديكم للفائده

ما بين فرعون مصر الذي قال
(انا ربكم الأعلى) [النازعات: 24]
مرورا بهولاكو خان المغولي التتري (1217ـ1265م)
الذي احتل معظم بلاد جنوب غرب آسيا
بعد أن قتل الملايين من أهلها
وانتهاء بهتلر الألماني النازي (1889ـ1945م)
الذي فاق عدد ضحاياه خلال الحرب
العالمية الثانية حد التصور قبل أن
يموت منتحراً في مخبئه ما بين هؤلاء
وأولئك ثمه أسماء أخرى عبثت
بتاريخ البشرية محوله اياه كيف شاءت
تاركه علامات حمراء قانية على خارطة الإنسانية

ولكن عابث القرن الأخير الذي أنا
بصدد الحديث عنه في هذا المقال ليس
كسابقيه ممن امتهنوا سفك الدماء وتقطيع
الأشلاء فعبثه من نوع آخر عبث
يستهدف العقول ويزيغ القلوب في
المقام الأول عبث استطاع بموجبه أن
يستحوذ على أغلى ثروات إنسان
هذا القرن وهو (الزمن)
ليس كما كان يستهدف عابثو القرون
السابقة بعبثهم من امتلاك القوة والثروة
والنفوذ وبسط السلطان
والجبروت ترهيبا لا ترغيبا

"مارك زوكربيرغ" (1984ـ2015م)
أو كما أسميته "عابث القرن الأخير" ذلكم
الفتى الأمريكي الذي يقف الآن
على عتبات التاريخ ممسكا ببوابته "التقنية"
بقوة رافضا المنافسة أو المساومة
على "عرش" مملكة التقانة والذي
تربع عليه بواسطة مشروع تخرج
جامعي أسماه آنذاك (Facebook)
ويعد الآن أضخم موسوعة توثيقية
تشهدها البشرية ليستطيع من خلاله
التواصل مع أصدقائه بعد التخرج
(ومن هنا جاءت تسمية مواقع التواصل الاجتماعي)
خوفا من أن ينسى بعضهم بعضا بعد
أن تتفرق بهم السبل والذي رفض كل
عروض شراء مشروعه هذا من كبريات
شركات المعلومات في العالم بل وأتبع
ذلك التفرد بشراء موقع التواصل
الاجتماعي الآخر ذائع الصيت (WhatsApp)
أو الدردشة الفورية كما يحلو للبعض
تسميته بمبلغ تسعة عشر مليار دولار
بعد أن رأى فيه منافساً يمكنه سحب
البساط من تحت قدميه بسهولة

كيف يعمل (فيسبوك) وكيف يفكر؟

مجموعه من الروابط التشعبيه أو
التشبيك الغريب الذي يربط حسابات
الأصدقاء عبر (فيسبوك) بعضهم بعضا والذي
قد يربطك بأصدقاء انقطعت العلاقة
بينكم لسنين عددا ولكن ظهور أحد هؤلاء
الأصدقاء على صفحتك الشخصية يمكنه
أن يأتي لك بالبقية الباقية دون
عناء كذلك يحب (فيسبوك) المشاركات التي
تتطلب أن تنقر بمؤشر الفأرة عليها
لأنها تضمن تفاعل المستخدمين مع
المحتوى الذي تعرضه أكثر من مجرد
قراءة ما تكتبه على حائط صفحتك
الشخصية لذلك فهو يفضل
مشاركات الصور والفيديوهات
ووصلات المواقع الخارجية ويضعها في مرتبة
أعلى من الأهمية فالهدف الأسمى
لموقع (فيسبوك) إذن وربما أي موقع آخر
من مواقع التواصل الاجتماعي هو أن تزوره
دوريا وأن تظل على الموقع لأطول فترة
ممكنة لذلك يوفر لك (فيسبوك) منصة
هائلة للتطبيقات من مشاهدة مقاطع الفيديو
ومشاركة ألبومات الصور والاشتراك في
مجموعة من الألعاب الترفيهية وصولا
إلى متابعة آخر الأخبار المحلية والعالمية
دون أن تترك الموقع نفسه وهذه التطبيقات
جميعها تتطلب من المستخدم بالضرورة
أن يتفاعل معها غالبا
(عن طريق استخدام مؤشر الفأرة)
ويفسر ذلك بشكل كبير لماذا يحب (فيسبوك) النقرات

فيسبوك وتحدي الزمن:

ربما كان المعول الأساسي لنجاح اختراع
مارك زوكربيرغ (أي فيسبوك) هو الزمن
ففي القاعدة الثابتة التي تنص على انه
إذا أردت النجاح والتميز وامتلاك زمام المبادرة
في كل شيء فما عليك الا وأن تملك الزمن
تصرفا وتقديرا فكلما كنت أسرع من غيرك
كلما كنت أنجح وأكثر تفردا ولكن مع (فيسبوك)
تعمل هذه القاعدة بطريقة مقلوبة أو من
طرف واحد أي كلما أراد مؤسس (فيسبوك)
أن يستحوذ أكثر على مال المعلنين من خلال
موقعه هذا والذي يدر عليه مليارات الدولارات
سنويا من خلال الإعلانات التي تظهر يمين
أو يسار صفحتك فيه كلما زاد الأخير
من وتيرة تحديثات البرنامج باستمرار ليظل
المستخدمون أكثر تعلقا به والتصاقا بشاشات
حواسبهم الثابتة أو المحمولة أو هواتفهم الذكيه
فمارك زوكربيرغ يثري وتزداد ثروته تضخما
ساعه بعد ساعة على حساب (إضاعة)
المستخدمين (الذين تجاوز عددهم 1.23 مليار شهرياً وهي إحصائية قديمة نوعا ما)
لأوقاتهم والذين يقضون ما بين ست إلى
سبع ساعات يوميا فيه

مواقع التواصل الاجتماعي تواصل أم انقطاع؟

مره أخرى نجد أنفسنا غارقين في جدلية
مصطلح نعلم يقينا أنه مخالف للواقع الذي نعيشه
ولكن قوة التيار تأبى إلا وأن تجرفنا في
الاتجاه المراد لنا السير فيه دون أن يكون لنا
مجرد حق الالتفات أو تعديل المسير فيسبوك
وغيره مما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي (جدلاً)
أرى انها لم تحقق التواصل الاجتماعي الحقيقي
والمرادف لمسماه فضلا عن أن تكون قد
أسهمت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
في اندثار كثير من العادات والتقاليد
التواصلية المجتمعية التي كانت سائدة في
بلاد المسلمين سابقا كالزيارات المتبادلة
وتلبية الدعوات والمشاركة في المناسبات
المختلفة واستعاض الناس عنها بهذا التواصل
من خلال هذا العالم (الافتراضي)
الذي لم يقتصر فقط على التواصل به
حال الفرح بل تعداه إلى تبادل التعازي
عند الوفاة والمواساة عند المرض أو الإصابة
بأي مكروه وهذا قمه التدني المجتمعي أن
تصل العلائق فيه لهذا المستوى فمع
هذه الوسائل التواصلية الجديدة نجد أننا
قد منعنا خيرا كثيرا عن أنفسنا عندما
نلتقي وتلتحم أجسادنا عناقا ومصافحة
تتساقط معها الذنوب والسيئات
كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه
عندما قابله ذات مره وبسط إليه يده لمصافحته
فكف حذيفة يده فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم)
تكف يدك عني؟
فقال حذيفه: ليس رغبه عنك ولكني جنب
فقال: (إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا
تحاتت ذنوبهما كما تحات الورق) [حديث مرفوع]
كما ان (نظرية المؤامرة) تتراءى لي من
خلال هذه الوسائل بغرض ضرب النسيج
المجتمعي في الأوساط المسلمة والذي
يفتقده الغرب عموما لتكون العلاقة بين
المسلمين مجرده من جميع مشاعر الحب
والإلفة والمودة لأنها ببساطة تتم في عالم
من نسج الخيال هذا إضافة للأجندة الخفيه
التي يبطنها هذا العالم (الإسفيري)
والتي لا تخلو من ميول تجسسيه تعقبيه
من خلال حسابات المستخدمين المحتوية
على أدق المعلومات عنهم هذا فضلا عن
علاقة مؤسسه بالمحافل اليهودية والتي
لا يخفيها بل يعلنها على الملأ تأييدا ودعما
وما نجمة داود التي يتخذها شعارا لمؤسسته
والتي كشف عنها أسفل معطفه في اللقاء
الشهير الذي أجرته معه إحدى القنوات
الفضائية الأمريكية إلا تجسيدا لهذا المعنى
ولكن رغم ذلك فلـ(فيسبوك) وغيره من الوسائل
دور مقدر ومقدار لا ينسى في تواصل الأصدقاء
والأهل الذين تفرقو عبر أصقاع الدنيا ولكن
أن يكون هو الشغل الشاغل لمستخدميه
على مختلف قطاعاتهم طوال أو أغلب اليوم
فهو المرفوض

ساحر القرن الأخير!

على طريقة عبقري الدمى الكرتونية (كونان إيدوجاوا)
في رائعته (ساحر القرن الأخير) والذي استطاع
خلالها الإطاحة بأعتى المجرمين كعادته
والذي كان تحديدا في هذه الحلقة المشار
إليها أحد السحرة الساعين للحصول على (بيضة الذكريات)
التي لا تقدر بثمن يؤدي زوكربيرغ
وغيره من "السحرة العابثين" ذات الدور في
هذا القرن من خلال (فيسبوك)
وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي
ساعين للحصول على أغلى ما عند الإنسان
عموما والشباب خصوصا وهو (الزمن)
الذي لا يقدر بثمن
قال الرسول الكريم
(لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتى يسأل عن
أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما ابلاه
وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه) (رواه الترمذي وصححه عن أبي برزة الأسلمي)
فهل من "كونان" مسلم لتصدي له؟
أم ان الامه المسلمة قد أضحت مستهلكه متلقيهفقط
اما الإنتاج والإبداع والابتكار قد ولى إلى غير رجعة؟

منقول

الفاقد
12-24-16, 09:49 AM
العراب الأخير


مقال ممتاز ومفصل واعجبني بالحيل
الله يسعدك ع هذا الانتقاء المميز
واللي ليسى بغريب عليك
لاهنت يالغالي




تحيتي لك

العراب الاخير
12-25-16, 12:35 AM
العراب الأخير


مقال ممتاز ومفصل واعجبني بالحيل
الله يسعدك ع هذا الانتقاء المميز
واللي ليسى بغريب عليك
لاهنت يالغالي




تحيتي لك

انرت رفيق
وكلي امتنان لنثر حروفك
البورجوازية في متصفحي
دمت نابغه خلف قلمك المتميز
وأشكرك بعمق على التقييم

6rr6
12-25-16, 05:18 AM
مقال تشكر عليه :)

حسين سلطان
12-25-16, 06:49 AM
موضوع اكثر من رائع
بوركت اخي

ساحر القلوب
02-14-17, 09:43 AM
https://uploads.sedty.com/imagehosting/473622_1455226481.gif

ﻣ̝̚حّـﻣ̝̚دّ
02-15-17, 09:42 PM
جدا حلووو ... اهنيكـ ,’’


SEO by vBSEO 3.6.1