المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا و ليلى💔


خاطرة الزمن
09-14-17, 04:16 PM
يقول كاظم الساهر عندما قرأت كلمات قصيدة (أنا و ليلى ) بقيت أبحث عن الشاعر خمس سنوات و عندما نشرت نداء و إعلان لمعرفة مؤلف تلك القصيدة وجدت كاتب القصيدة رجل فقير مسكين وهو استاذ لغة عربية يدرس في إحدى المناطق النائية في بغداد و عندما جاءني جلب لي القصيدة كاملة ٣٥٥ بيت شعر و كان كل من يدعي أن هذه القصيدة له يجلب لي بيتان أو أربعة أبيات من القصيدة فلما جاء حسن المرواني إلى الأستوديو و بدأت بتلحين القصيدة بدأ البكاء...
و قال لي أنا لست شاعرا..
لأنني كتبتها تعبيرا عن حالة إنسانية مررت بها أثناء دراستي في الجامعة لقد أعدت لي الذكريات...
القصة...
حسن المرواني...
من العراق..
من مدينة ميسان..
كان شاب من عائلة فقيرة جدا..
كان يشقى و يدرس..
و مرت الأيام..
و أصبح من الطلاب المجتهدين في جامعة بغداد (كلية الآداب ) ...
كان إنسان بسيط متساهل.. صاحب لسان و كلمات براقة..
بسيط اللباس و لكن داخله كنوز و ماس..
وقعت أنظاره على فتاة تسمى ليلى...فأحبها و أحبته..و اتفقا على الزواج بعد التخرج..
و في آخر سنة من الدراسة أتت ليلى ومعها خطيبها..
انصدم حسن المرواني بعدها..
ترك الدراسة فترة زمنية و من حسن حظه..
أنه لم يرقن قيده..
وفي يوم التخرج دخل حسن المرواني يرتدي قاط أسود..
و لكن الدمعة مخنوقة بأعجوبة...مكابرة يا مرواني..
..المهم..
سلم على الأصدقاء و جلس معهم قليلا من الوقت..
قبل ذلك بيومين قال حسن المرواني لصديقه أشرف الكاظمي أنه كتب قصيدة لكن ليس بوسعه أن يقرأها..
فقال له أشرف سنرى عزيزي...من الأعز (تقرأها أم تخسرني )..
و بعد نصف ساعة من جلوس حسن المرواني مع أصدقائه...إلا و صوت ينادي..
ستسمعون الآن يا إخوان قصيدة من حسن المرواني..
تقاجأ من الأمر لكن و بعد إصرار من صديقه قام و أخذ المايكروفون..و قال سألقي لكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة...
فالتفت و نظر إلى الحبيبة بنظرات محزنة و خطيبها بجانبها..
و قال..
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي..
و استسلمت لرياح اليأس راياتي..
جفت على بابك الموصود أزمنتي...
ليلى...و ما أثمرت شيئا نداءاتي..
فبكت ليلى و ذهبت و جلست في المقعد الأخير..و دموعها تحرق وجنتيها..
فنظر إليها من جديد و إلى خطيبها نظرة سريعة و قال..
عامان ما رفني لحن على وتر ولا استفاقت على نور سماواتي..
أعتق الحب في قلبي و أعصره...فأرشف الهم في مغبر كاساتي..
قالت..يكفي يا مرواني أرجوك..
ضعف المرواني و شارف على أن يترك المايكروفون إلا أن أشرف صرخ..أكمل..
نزلت أول دمعة من دموع حسن المرواني و بدأت عيناه بالاحمرار..و قال..
ممزق أنا...لا جاه ولا ترف..يغريك فيّ فخليني لآهاتي...
لو تعصرين سنين العمر أكملها...لسال منها نزيف من جراحاتي...
فأشار إليها بإصبع الشهادة و بحرارة و قال..
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي...
و لكن عسر الحال... فقر الحال... ضعف الحال مأساتي...
عانيت..عانيت..لا حزني أبوح به و لست تدرين شيئا عن معاناتي..
أمشي و أضحك يا ليلى مكابرة...لعلي أخبي عن الناس احتضاراتي..
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني..و لا سبيل لديهم في مواساتي..
يرسو بجفنيّ حرمان يمص دمي...و يستبيح إذا شاء ابتساماتي..
معذورة أنت إن أجهضت لي أملي...
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي...
أضعت في عرب الصحراء قافلتي.. و جئت أبحث في عينيك عن ذاتي...
و جئت أحضانك الخضراء منتشيا..كالطفل أحمل أحلامي البريئات..
غرست كفك تجتثين أوردتي...و تسحقين بلا رفق مسراتي..
فبكى أشرف..و قبٌل حسن...و قال أكمل..
..فقال..
واغربتاه...و اغربتاه..مضاع هاجرت مدني عني و ما أبحرت منها شراعاتي..
..و صرخ..
نفيت و استوطن الأغراب في بلدي.. و دمروا كل أشيائي الحبيبات..
فكل من كان موجود في القاعة بكى على كلماته و على شكله..
فالتفت عليها و قال..
خانتك عيناك...خانتك عيناك..في زيف و في كذب..
و التفت على خطيبها و قال..
أم غرّك البهرج الخداع مولاتي...
فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي لديك فاحترقت ظلما جناحاتي..
أصيح و السيف مزروع بخاصرتي.. والغدر حطم آمالي العريضات..
و قالت وهي فائضة بالدموع يكفي أرجوك أرغموني على ذلك لأنه ابن عمي..
..فصرخ..
و أنت أيضا ألا تبت يداك... إذا استأثرت قتليَ و استعذبت أناتي..
مللي بحذف اسمك الشفاف من لغتي..إذاً ستمسي بلا ليلى..
ليلى....حكاياتي..
فترك المايكروفون و احتضنه أشرف و قبّله و قال له..
يا ويلي..
قد أدمع عين الناظرين بالبكاء..و دمج الأذنين مع البكاء..و خرج..و بعد خمس دقائق أغمي على ليلى و نقلوها للمشفى.. و رجعت بحالة جيدة..و لكن كان لها أباً قاسياً جداً ...و خطبها لابن العم..
فذهب ابن العم إلى حسن المرواني و بكى و قال...ما كنت أعرف هذا والله..
و قد جرت أحداث هذه القصة عام ١٩٧٩..و رحل حسن المرواني و سافر للإمارات بسببها..
و بقي هناك ١٦ سنة و إلى يومنا هذا..
أما القصيدة فقد خطت على جدار جامعة بغداد و هي موجودة حتى الآن تخليداً لهذا الحب الرائع المحزن...
راقت لي..💘💘

نواف عبدالله
09-14-17, 04:23 PM
لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز

ســمــا الـروقي
10-19-17, 05:15 PM
يعطيك الف عافيه

الفيفي2017
10-19-17, 06:11 PM
شكرا لك على هذه القصه والفصيده

رموز المشااعر
11-13-17, 11:56 PM
جميل وروعه استمرر





بالتوفيق

سعود العجمي
11-14-17, 01:31 AM
يعطيك الف عافيه

المتفاهم
02-19-18, 02:36 PM
يعطيك العافيه

عهد :(
05-26-18, 05:56 AM
يعطيك العافيه


SEO by vBSEO 3.6.1