المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حينما كنت صغيره


يآسر
09-16-17, 08:59 PM
حينمَا تشعُر حنينا له و تفقد معنى الحياة فتحيا و كأنك لا تحيا !
و يضِيق صدرك فى الدنيا و لا ملجَأ فيها لك ، لا تنحَن هكذا فى ليلة بَاردة و تذرف الدَمع وحيداً فتُصاب بتخمة الوجع فى القلب ..
شُد ظهرك و مُد يديك فوق .. نعم مُدها أكثَر مُدها بحجْم ما امتلأ بهِ القلب .. مدها هَا هُنا ، صَوبها لمنْ رفع السمَاء و سجدت له الملائكة تحدث إليه كأنه قَريب منك إليك ، كريمُُ هُو برحمَاته تلك التى تُنثر فى الهوَاء و ليتنَا نستَطيع أن نجعلها شهيق دُون زفير فتسكن الأركَان دون رَحيل !


تودد إليه .. و اسكب كلماتك المُختبئة من دُون صوت هُو يعلمها ..
و هنا سيكُون القلب فصيحاً و جداً ، تحسس قلبك و قل :- لو تعلَم ( و أنت علام الغُيوب ) يارب كم أحبك ، ..
كيف أن وجودك يمنحَني القُدرة التى تُحيني سعيداً كما أشتَهي وجودك يارب يُؤمن خَوفي من وَجع البُعد .. يؤمن خَوفي من بُعد الفَرح فى الدُنيا ، و بعد الجنة فى الآخرة ..

أنت يارب حُب لا يدركه إلا المتقِون.. و طُوبى و ألف طُوبى لمن ذاقه ، حُب يغني عن تلك الحمَاقات التى تُسمى هُنا فى دنيانا حُب و التى غربتنا و لم تزل تُغربنَا عن مشاعر الطُهر ،

حينما كُنت صغيرة علمت أنك تراني ،
تسمعني و لا يخفى عليك شيء من أمري ( هكذا قالت لي أمى ) كُنت أستحي أن أفعل شيء يُغضبك ، كُنت أختَبئ خوفاً تحت الطاولة الكبيرة حينما أفعل ما لا ترضاه .. كُنت أبحث عنك ظناً مني أننى سأجدك و بقدَرتي و عقلى الصغير لم أجدك ، لكنى كُنت على يقين أننى يوماً سأجدك أهرع إليك من حُضن أمي أدفْء حُضن بالوُجود .. أهرع إليك فأنت أحن من ذا الحضن علي ،

أقف بأدب و أخفض جفني احتراماً لك و تقديراً أستأذن بإحمرار وجنتَين لأقُول لك كلمة ثُم أستأذن لأنصرف سريعاً خجلا منك ،/
أخبرت أمي أن فى حين الوقت سأقُول لكَ أحبك ياربي .. تضحك أمى حينها و تقُول :- و لا تنسى أن تخبريه أننى أيضاً أحبه .. !!

أبتسم و أعدها أننى سأخبرك أنها أيضاً تُحبك ، لكنى أخبرها أنني سأشتكي لك منها فهي أحياناً تغضبني و لا تشتَري لي الحَلوى عقاباً لي :"( ..

أذكر أنني كُنت أخط الرسالة تلو الأخرى بخط يكاد أن يُقرأ ، أعتذر لك فيها عن يوم أغضبت أمي و أذكر كلماتها حين تقُول بلهجة غاضبة :-
أن غضبك من غضبها .. يشتد الخَوف و أنام و أبكِ الظلام ، فأوقد مصباح غرفتي و أظل حتى الصباح حتى يدخل النور نافذتي فأنام حينها .. و توقظني بعدها أمى فأخبرها أن الليل عاقبني بالظلام و البكاء .. لغضبها !!

ما كُنت أعلم أن الليل منبع الأوجاع و شاطيء الأنين و بحر الدُموع من دُون أنس الله و دعواتها ..

كَبرت يا الله و ضَحكت حتى البكَاء على برائتي ، كبرت وَ كبرت شكْواي لك من الدُنيا و لياليها !!
كبرت و علمت أن الدُنيا تأخذ منا كلمات الحب و الإعتذار فننساها كَرها و تسلب منا المشاعر فتدك القلب دكا دكا .. كبرت و تمنَيت عقَاب أمي ، و اشتَهيت اشتهاء الظمأن لقطرة الماء أن تفعل الآن معي ما كَانت تفعَل ، علمت أن عقابها كان ألذ ما ذقته فى عمري !

كبرت و تيقنت أنك يا الله فعلا بالقُرب ..
قريب بالرحمات و الحُب .. قريب بلطفك علينَا ... قريب من القلب حد النبض !!
كريم علينا بعطائك .. جبار بجبرك لقُلوبنا حين تنكسِر
كبرت و تيقنت أنك أقرب إلينا من أنفسنا .. كبرت و تيقنت أنك وحدك ما يجب أن يخضع له القلب حُبا و حباً و حبا ، فلا يحق لحُب آخر أن يسكن القلب معك ..

كَبرت يا رب ولازلت صغيراً فى حُبك ،
كبرت يا رب ..... و آمنت بك ، و تُبت من الدُنيا !!
اعجبتني فنقلتها:b090:

دافي
09-20-17, 07:20 AM
صباح الخير يا ياسر
مقالة رااائعة
والأروع ذوقك في اختيارها

عادل المومني
09-28-17, 01:15 PM
تحياتي لك "

دمت بخير

منتظر المستحيل
10-08-17, 07:57 PM
رائع كـ العادة
احترامي لك


SEO by vBSEO 3.6.1