المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآن أستطيع أن أنام


السهم الأخير
11-06-17, 03:00 PM
خرج القلب مسرعا وهو يقول : إن أخبروك شيئا فلا تحكم حتى ترى بأم عينك .
فاكتفيت برفع حاجبي المتهدل وعيني التي أحاط بها البياض وكأنه يعلن قدوم شتاء المواجع .
وما هي إلا لحظات حتى جاء العقل مسرعا خلف صاحبه محركا كتفيه : لا أراك تمانع خروجي أيضا فقد ضاق الفضاء علي رغم اتساعه.
هنا أتى الضمير من خلفي يقول : لقد ارتكبا حماقة ما ولا يريدانك أن تلومهما و أظنها سيعودان متأخرين هذه المرة.
هنا استندت على عصاي وتوجهت نحو الباب وهو خلفي يذكرني بأن الليلة باردة وقد أوشك الظلام على الحلول .
تجاهل العجوز كلمات الضمير وحاول إغلاق الباب من خلفه ولكنه لم يملك القوة ليغلقه باحكام وجلس مسندا ظهره للحائط قريبا من الباب .
عاد القلب والعقل قبل بزوغ الفجر وإذا بالعجوز مطرقا عند الباب ظنا منهما أنه صحى للتو من نومه .
تقدم القلب خطوة ولاحظ سكون العقل وهو ينظر حال العجوز وقد بدا الخجل على وجهه .
أمسك القلب يده وقال هيا بنا يا صاحبي فقد أرهقني السهر وأنا بحاجة لأن أغض في سبات عميق.
رد العقل قائلا: لقد كان قلقا علينا ولذلك كان ينتظر قدومنا طوال الليل .
رد القلب : لا يا صاحبي فلو كنا نهمه كثيرا لما أطرق رأسه هكذا . هو يحاول تجالهنا بطريقة ما.
هل ارتكبت حماقة ما ؟ أخبرني أيها العقل فأنا لست مستعدا لتحمل عاقبة طيشك ومغامراتك.
عندها خرج الضمير ودفعهما للداخل : كفاكما كلاما واخلدا للنوم فهو أنسب لكما وأريح فقد لاح الصبح.
وجلس بجوار العجوز قائلا: ألا تخبرني بما يجول في خاطرك؟ منذ البارحة وأنت صامت مطرق .
رفع العجوز نظره وفي عينيه دمعة لم تفارق مقلتيه . لا عليك. ليس بي إلا الخير.
فقال: إذا أخبرني سبب هذا الصمت الموحش فقد ضاقت نفسي ولم أجد حلا إلا بسؤالك .
نهض العجوز متثاقلا وقال: أردتُ فقط أن أجرب لمرة واحدة في حياتي قلق الأم على أطفالها .
ودخل أمام ذهول القلب والعقل والضمير وهو يقول بصوت منهك : الآن أستطيع أن أنام .


اهداء لكل أم في هذا الوجود

Dr.Amro
11-06-17, 03:18 PM
اللهم احمى وارزق كل امهاتنا بالخير والصحه العافيه
سلمت يمناك وبانتظار جديدك

منتظر المستحيل.
11-06-17, 05:42 PM
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

مطر الفجر
11-07-17, 02:16 AM
بداية سررت بعودة الاخ الكريم السهم الاخير
صاحب القلم المتألق والعقل الراجح والنير
كلمات رائعة من شخصية ذات حس مترفة
و حوار شيق بين القلب والعقل والضمير
وتلك المشاعر المتضاربة بينهم
نثرت لنا من رواع الاحرف بين هذه السطور والكلمات
قلم مبدع حقا تحيتي و تقييمي لك ...


SEO by vBSEO 3.6.1