EVE
12-11-17, 11:27 PM
https://i.pinimg.com/736x/51/0b/f6/510bf68eabbe52c8357df5beafae3f5f--fairy-tale-photography-forest-photography.jpg
قصة ما قبل النوم ( كان يحكيها لها رجل لا تراه إلا في الحلم فتصحو فزعة ) :
كان في سالف الزمان في مكان لا سبيل له
أرض لم تطئها قدم إنسان
روض كالبستان فيه من الزرع و الثمر من كل الألوان
عذراء لم يمسسها شرّ كائناً من كان
كأرض موعود بها رجل صالح لم يبلغ الحلم حتى الآن
ليقطف منها ما يكفيه و يغرس فيها ما يشتهيه
خرج ذات يوم رجل عليه سمة الوقار مضطراً لسفرٍ طويل
يطلب علماً و رزقاً يكفي بهما نفسه شر فِتن الزمان
لم يملك إلا عصا ضرير و سكين ينحت بها و يحفر على الخشب و الحجر
طاف أرجاءً معمورة
و مرّ بأخرى مهجورة
قابل الحكيم و الجاهل
حدث المجنون و العاقل
جالس العلماء و مازح الظرفاء
صنع بالسكين تماثيل بلا ملامح و لا تحمل أسماء
تعلّم حرفاً كثيرة من الحطاب و النجار و الحداد و الدباغ و البناء و الخطاط
من كل صنعة اكتسب حرفة و حرفاً
و ما اكتفى
شيء ما يخبره بأنه موعود بشيء خفي
فواصل رحلته أعواماً بلا إحصاء
قد سألوه كم بلغتَ يا هذا ؟ فيجيب متحيراً : لم أبلغ ما تمنيت ! لا زلت غضّاً و عصاي لم تهرم حتى الآن .
لا زلت أعمى أرى و لا أبصِر كل الألوان
استقر به المقام عند بائع توابل يجلبها له تاجر بهارات
علّمه ما لم يعلمه عن سرّها و جوهر فائدتها
و كان ضيفه لتسعة أيام
طاب له المقام بين تلك الروائح و النكهات
و زاده أنساً حديث البائع و إلقاءه النكات
عن أحوال البلاد و زاد العباد بما يشبع البطن و الفؤاد و العقل
أثاره حديثاً عابراً عن أرض بلا سبيل
مجهولة بلا دليل
و لا ذكر لها إلا في كتاب قديم
.
و سكت رجل الحلم عن تلاوة القصة
فاستيقظت الحالمة و في قلبها غصة .
يتبع ( ذات يوم )
قصة ما قبل النوم ( كان يحكيها لها رجل لا تراه إلا في الحلم فتصحو فزعة ) :
كان في سالف الزمان في مكان لا سبيل له
أرض لم تطئها قدم إنسان
روض كالبستان فيه من الزرع و الثمر من كل الألوان
عذراء لم يمسسها شرّ كائناً من كان
كأرض موعود بها رجل صالح لم يبلغ الحلم حتى الآن
ليقطف منها ما يكفيه و يغرس فيها ما يشتهيه
خرج ذات يوم رجل عليه سمة الوقار مضطراً لسفرٍ طويل
يطلب علماً و رزقاً يكفي بهما نفسه شر فِتن الزمان
لم يملك إلا عصا ضرير و سكين ينحت بها و يحفر على الخشب و الحجر
طاف أرجاءً معمورة
و مرّ بأخرى مهجورة
قابل الحكيم و الجاهل
حدث المجنون و العاقل
جالس العلماء و مازح الظرفاء
صنع بالسكين تماثيل بلا ملامح و لا تحمل أسماء
تعلّم حرفاً كثيرة من الحطاب و النجار و الحداد و الدباغ و البناء و الخطاط
من كل صنعة اكتسب حرفة و حرفاً
و ما اكتفى
شيء ما يخبره بأنه موعود بشيء خفي
فواصل رحلته أعواماً بلا إحصاء
قد سألوه كم بلغتَ يا هذا ؟ فيجيب متحيراً : لم أبلغ ما تمنيت ! لا زلت غضّاً و عصاي لم تهرم حتى الآن .
لا زلت أعمى أرى و لا أبصِر كل الألوان
استقر به المقام عند بائع توابل يجلبها له تاجر بهارات
علّمه ما لم يعلمه عن سرّها و جوهر فائدتها
و كان ضيفه لتسعة أيام
طاب له المقام بين تلك الروائح و النكهات
و زاده أنساً حديث البائع و إلقاءه النكات
عن أحوال البلاد و زاد العباد بما يشبع البطن و الفؤاد و العقل
أثاره حديثاً عابراً عن أرض بلا سبيل
مجهولة بلا دليل
و لا ذكر لها إلا في كتاب قديم
.
و سكت رجل الحلم عن تلاوة القصة
فاستيقظت الحالمة و في قلبها غصة .
يتبع ( ذات يوم )