المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغباء الجديد .. صناعي و رقمي


حسين سلطان
04-03-18, 10:45 AM
الغباء الجديد .. صناعي و رقمي


مع بدايات عصر الكمبيوتر كنا نتحدث عن الذكاء الصناعي، متخيلين تكوين نظم معلومات متكاملة تقدم لنا حلولا عملية وتطبيقية لمشكلات الإنتاج والإدارة والتنمية الاقتصادية الشاملة. وفي عصر الذكاء الرقمي تحول الخيال إلى واقع، وتحول معه الحلم إلى كابوس.
إذا كنت مديرا متواضعا مثلي؛ أي لا تحب "المنظرة، فإنك على الأقل تحمل جهازي موبايل وساعة رقمية ولاب توب وتستخدم عنوانين للبريد الإلكتروني؛ واحد شخصي والثاني رسمي، وتدخل على الأقل وبصفة يومية إلى ما لا يقل عن عشرة مواقع إلكترونية: مهنية وإخبارية وبحثية وشخصية. ولا بد أنك تعرف "جوجل" و"ياهو"؛ وربما لك تواجد على "الفيس بوك" و"يوتيوب" وثلاثة أو أربعة منتديات مهنية وشعبية.
أما إذا كنت أقل تواضعا فسوف يكون تحت أمرك موبايل و "بلاك بري" أو "آي فون" و2 لاب توب، واشتراكان إنترنت، و 4 عناوين بريد إلكتروني. فإن كنت أكثر حظا وثراء وترحالا، أو عدت للتو من أمريكا أو اليابان، وتتقن اللغة الإنجليزية ولغة ثالثة غير العربية؛ فأنت تملك قارىء الكتب الإلكتروني "كندل" من "أمازون" أو "سوني" وربما "نوك" من "بارنز آند نوبل" أو "بايبروس" الكوري من "سامسونج". وهذه كلها مكتبات إلكترونية تخزن آلاف الكتب التي تنوي قراءتها، ولكنك لن تقرأ منها شيئا.
أليست هذه أغرب مفارقة عرفتها الحضارة الإنسانية!؟
كلنا نملك مثل هذه الترسانة الرقمية المرعبة التي نظن أنها ستمكننا من الدخول إلى كل خزائن المعلومات في العالم لكي نقرأ ونتعلم ونتغير ونتطور، لكن هذه الأدوات هي نفسها التي تحرمنا من تحقيق نفس الهدف الذي صنعت من أجله. فهل من المعقول أن نحمل كل هذه الأدوات ونفتح كل هذه القنوات، ونبقى قادرين على القراءة والتركيز!؟
المفارقة المؤلمة هي أن هذه الرقميات وضعت كل معارف ونظريات واختراعات العالم بين يديك، ثم حرمتك من مجرد الالتفات إليها. فأنت تستطيع الحصول على كل كتاب في ثوان، وترجمة أي نص في دقائق، لكن "المسجات" و "التويترات" و "الإيميلات" و "الرنات" تحرمك من مجرد الالتفاف إلى هذه الموارد العظيمة التي تحملها بين راحتيك أو إحدى جيبيك، وتراها تلمع وتبرق وتغيم وتمطر داخل أجهزتك السريعة، لكنك مشتت الذهن ومنهك البدن، ولن تجد دقيقة واحدة أو فرصة سانحة لكي تلتقط أنفاسك وتبدأ في القراءة.
تحولنا إلى مخلوقات رقمية وسطحية؛ نملك أسرع وأعظم تدفق لسيول المعلومات في التاريخ، لكن تواترها و"تويترها" وتوترنا وتشتت أذهاننا يمنعنا من تحويل المعلومة إلى معرفة، ناهيك عن تحويل المعرفة إلى حكمة. فهناك فرق كبير بين المعرفة الواسعة وبين المعرفة العميقة.
بدأت علاقتي بالإنترنت عام 1996؛ وشاهدت وشاركت في مئات المواقع، لكن علاقتي لم تتوطد إلا مع عشرة مواقع، ربما تزيد أو تنقص قليلا. على رأس هذه المواقع ِAmazon لشراء الكتب، و Youtube و TED و Fora.tv لسماع المحاضرات ومتابعة الاتجاهات، و CNN وموقع الجزيرة للأخبار، و جوجل للبحث عن المعلومات، وأخيرا Edara.com لخدمة العملاء والقراء. بالإضافة إلى مواقع بعض المنافسين المتخصصين في مجالات التنمية البشرية والنشر الإلكتروني والتدريب. وكل ما تبقى، كان وما زال كالزبد الذي يطفو على سطح الماء ويذهب جفاء.
صحيح أن عصر النشر الورقي يوشك على الانتهاء، ولكن البدائل الرقمية لن تكون ذات قيمة إلا إذا حققت المعادلات الصعبة: الكيف قبل الكم، والتركيز قبل التشتت، والرسالة Mission قبل الرسالة Message، وإلا فسوف يتحول الإعلام إلى إعدام، والتربية إلى تعمية!edara.com
نسيم الصمادي.....صاحب نظرية التمتين

همسة حنين
04-08-18, 07:08 PM
يعطيك العـــــــــافيه ....

حسين سلطان
04-08-18, 07:51 PM
يعطيك العـــــــــافيه ....

الله يعافيك ويسلمك

عذب القصيد
05-18-18, 04:28 AM
سلمت يداك

حسين سلطان
05-20-18, 11:37 AM
سلمت يداك

الله يسلمك

عذب القصيد
05-23-18, 01:09 AM
جزيت خيرا

أورانوس
05-23-18, 04:33 AM
أثرت معرفتي بجديد الأجهزة الالكترونية التي تقرأ الكتب
فلم أعلم بوجودها سابقاً !
حقاً أريد اقتناء واحدٍ منها الآن ❗


نعم ، من غير المعقول أن يخضع تركيزنا على كل هذا الكم الهائل من التطبيقات والحسابات المنوعة
نحن فقط ننسجم مع اثنين أو ثلاثة منها كل فترة
ونبقي الباقي ليومٍ ما حين نملّ من السابق أو نضطر لاستخدامها لغرضٍ آخر !
ارضاء ضمير ((ربما)) ❕


لا أخفيك سراً أني أحمل في جهازي الايفون اكثر من 7 كتب احتفظت بها لقراءتها في وقتٍ لم يحن منذ اكثر من 3 اشهر


موضوع مفسد جزيت خيرا 🌷


SEO by vBSEO 3.6.1