المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحطة قبل الأخيرة


شريان قلب
06-12-18, 11:29 AM
المحطة قبل الأخيرة

والقمر يسفر عن وجه مكتمل الملامح عينين ولسان وشفتين والحديث معه يحتاج ألي أستدعاء ذاكرة أشبه ما تكون قطعة من الخشب أكلت دابة الأرض من أطرافها الجزء الأكبر ثم تركت بعض فضتلاتها لتدل علي أنها هي التي فعلت ذلك ،
ووسط كل ذلك التنازع مابين أستدعاء الذاكرة وواقع الحال كانت دابة الركشة هي وسيلة الأعلام تجوب شوارع القرية الغارقة في تجهيز مستلزمات العيد فيخرج صوت الما يكفرون من الرقشة يدعوكم عبد المحظوظ غلام الدين لتناول الجردقه الترابيه وذلك بمناسبة قدومه علي ارتباطه الأزلي علي كريمة عمه فرج الله حامد الله بالحيل والعاقبه عندكم في المرمات ،
الخيال هو الشئ الوحيد في هذا الكون الذي أستطيع أن اصنع منه أهرامات من الجمال أما الواقع قد أصبح عندي ساحة للصراع بين ما أعتقد أنه يجب أن يكون وما هو كائن لا أستطيع تغيره بكلمة أو بفعل ،
أذا علي أن أستسلم وارفع رايتي البيضاء معلنا الأنهزام في معركة غير متكافئة أبدا .
في تلك الليلة كان الشتاء ينازع الصيف الرداء البالي حتي تمزق والجسد المجهد من عناء الركض بين بيوت العزاء وولائم الأفراح وصيواناتها ثم الذهاب الي المقابر لدفن فقيد آخر ، حاولت وسط كل هذا الصراع الحياتي والتزاوج بين الرحيل والأوبه أحاول جاهدا أن أستدعي ذاكرتي لأكتب في الصباح شيأ ماء أي شئ علي أن أشعر أو أشعر من حولي بأني موجود أنا أكتب أنا موجود ففي الصباح سيكون الذهن صافيا والركشات ما ذالت تغط في نوم عميق
قفذ ألي ذهني الخروف بطريقة كادت أن تسقطني من سريري لقد تقوقع عندي كل شئ هذا العام وانزوي الأستمتاع بشراء الخروف فأوكلت من ينوب عني لشراءه لم أستمتع حتي بالنظر أليه حين تشريفه لنا بالحضور والظهور أو أشعر بالمتعة التي كنت أشعر بها في السابق بل أوكلت من قام بذبحة وسلخه وتقطيع لحمه أربا أربا أنابة عني وأكثر الأشياء الجميلة والتي كنت أجري نحوها طربا صرت اليوم اهرب منها هروبا لم أجد تفسيرا ،
أن أكثر الأشياء إيلاما للنفس هو أن يتراجع عندها الشعور بالأنتماء للوطن الكبير أو الصغير مثل القرية التي سقط فيها رأسي ثم حبوت بركبتي هاتين علي ترابها وهذا هو قمة الأسي وكثيرا ما يعتريني مثل هذا الأحساس فأحاول جاهدا أن أطرد من ذهني هذه الفكرة الغير محببه فعلي مستوي خريطة الوطن العربي نحن كسودانيين مطعون أصلا من قبل البعض من أخوتنا العرب في ذمة أنتمائنا للعروبة غير ذلك اللسان أما انتمائنا وغيرتنا وخوفناعلي ما تبقي من خريطة السودان والتي طبعت في أذهاننا منذ نعومة الأظافر المتبقي منها الأن صرنا ننظر أليه كجيفة أكل السبع منها ثم ترك البقية للذئاب والراعي مشغول بأصلاح مزماره ،
أذا قد أضعنا الأنتماء ألي بلد أصبح أشبه مايكون كالنطيحة والمتردية أو أن الحكام قد أعطونا الأن هذا الأحساس بعدم الأنتماء وتبقي لنا فقط الأنتماء لعقيدتنا الدينيه والتي بأسمها قد أمطتو بها ظهورنا فصرنا أشبه بالشياه فى الليلة المظلمة والمطيرة ،

ثم أطرح علي نفسي السؤال هل تبدلت أنا بفعل حدث ظرفي قد يكون قد غير الكثيرون ولم يصرحو أم تبدلت الأشياء، لا أبدا الأشياء هي الأشياء كما أن الخروف الموعود غداً هو الخروف نفسه ذلك الخروف ولكن هنالك لي أقارب وأحباب لي سيعجزون قطعا عن شرأه وأنا أحزن لهم ولا أستطيع حتي النظر ألي عيونهم لأن الظروف ليست كما هي الظروف والحروف أيضاً الأن هنا ليست هي الحروف فالحرف الذي الذي كان يسرج الخيال ثم يحلق به في سماوات قد قصت أجنحته فأصبح لا يحلق ألي الأعلي كما كان يفعل سابقا ولايري بأن القمر الذي كان يحرك شفتيه حينما نشرب الحليب ثم يغمض عينيه حينما تنتهي حدوتة الغول وفاطمة السمحة ثم يخرج لنا لسانه سخرية حينما نستسلم للنوم انه ليس قمرنا القديم فقد شغله ذلك الخبر العجيب وهو كيف أستطاعت حفنة من الشماشه وعصابة النقرز أن يهزو عرش مملكة كهذه لمدة يومين كاملين وبيت مالها موظف جله لحفظ امنها، من يصدق من ومن يكذب من فالسلطان ووزراء السلطان لا يكذبون ابدا أبدا حينما يطلون من الشاشات وعلي موجات الأثير ولكن لماذا لا نصدقهم نحن بأن هؤلاء هم فعلا شماشه كان هدفهم هو أن يغمسو تلك الخرق الباليه في البنزين حتي ينتعشون أربعون الدعم أيضا عن السلسيون سيدي الوزير لنري أنتفاضة أخري أرفع الدعم عن كل شئ أن كان هنالك شيئا مدعوما ( أنا أشم البنزين أذا أنا أفكر أنا أكتب أنا حمار بعد أن صرت أصدق ما تقولون أنا آكل البيتزا ولكن أمين بيت مال المسلمين يقول لنا أيها الناس أسمعو وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم هذا هو كلام الله ، أرجعوا ألي الدبلبه بتاعتكم الزمان لأن رخيصة جدا لأن الرغيف هو أكل الكفار وطعام أهل النار ، أعوذ بالله من النار ومن حر النار ومن رغيف النار ،


والفجر ينازع المساء ردائه وعلي غير العادة تأتينا طقطقة مكبر صوت المسجد أنه ود قسم الله لابد أن أحد سكان البلدة قد غادر للدار الآخرة هكذا تعودنا في هذه البلدة أن يرحل الناس مع الفجر ليتركونا وهم غير آسفين علي فراقنا لقد يئسو من أن ينصلح الحال فقرروا الرحيل ألي دار المقام ،
ما أن نشيع أحد من سكان البلدة ونجلس في صيوان العزاء فتختلط عندنا الوجوه بالوجوه ففي كل وجه حكاية لا تروي لكنها تقراء ففي كل سطر منها عبرة وفي كل حرف مسحة أسي تخبئه إبتسامة يحاول بعض منا أن يخفي بها ما لا يمكن أن يختفي ،


أذا علي أن أهرب من هؤلاء وبسرعة ابحث عن حذائي وسط كومة الأحذية البعض منها عجز الأسكافي المتخصص أن يزيل علته ولكن كان له أجر الأجتهاد بأن وجد فيه أماكن لغرز الأبره فكرت أن أخرج حافيا أو أن أدخل قدماي في أول شبشب سفنجه يقع عليها بصري لكنني عدلت عن هذه الفكرة السخيفة ، فحذائ أيضاً لا يختلف كثيرا عن هذه الأحذية فهو نفس الحذاء الذي صليت به عيد الفطر ولم يغادر قدماي طيلة الفترة السابقة نحن جميعا أحبتي في هذا الزمان نمشي في طريق واحد ونأكل طعام واحد هو الدبلبه نحتفل بها في رمضان فنصنع منها عصرينا ثم نأكلها أيضا في شكل لقيمات يقمن صلبنا في نفس اللحظة مع أختلاف تسميتها كفلسفه وثقافة غذائية لم توصلنا بعد عشرين عام ونيف مرحلة الكلب الحار الذي أخبرنا عنه سلطان هذا الزمان بأن نقلنا نقلة حضارية من عبار المريسة أبو ذبده ألي ثقافة غذائية تضعنا في مقدمة ركب الأمم !
ومكبر الصوت من بعد صلاة الفجر ومع شروق الشمس ينبهنا بأن صلاة العيد مواعيدها السابعة والنصف ثم يعقبه أعلان تحذيري موجه لأطفالنا الصغار بأن لايستعملو الكلاشات في ساحة المصلي حتي لايفسدو علي المصلين الأستمتاع بخطبة العيد في تلك الساحة عديمة الهوية والأنتماء بعد أن طالتها يد الصراع فالسفينة عندنا في البلدة لاربان لها يطاع وهي تبحر من غير شراع ؛

عذب القصيد
06-13-18, 07:33 AM
يعطيك العافيه

ويجزاك الخيـــــــــر ويسلمك ربي

وننتظر جديدكـ ......


SEO by vBSEO 3.6.1