شغف ••

[شَمْس]

أتدثر عن الشمس إذا بزغت
فالنهار فاضح ، و الليل ساتر
و الشوق يفضحني كلما أطل الصباح

يواسيني الليل بدثاره الوحيد
رغم طوله و قسوته



بشغفي أيها الليل
أحملني على رداءك
دعني أصب مشاعري
و لتكن في طي الأزمان
و النسيان

[شَمْس]

و أحارب النسيان ببسالة
خوفا عليك من سطوته
خوفا أن تغيب صورتك من ذاكرتي
و خوفي من فقد أي شعور جميل أحمله اتجاهك

أستجلبك حنينا
و شوقا
و تلهفا و دمعا

و أتمسك بك و أمنع عنك النسيان
صارخة به

أتركه لي
فما أطيب العيش على ذكرياته

[شَمْس]

و ما يضرك
أن تلقي علي السلام
أن تغني لي الكلام
أن تزرع الورد على جدائل السعادة
و تمنح القلب الأمان

ما يضرك
أن تقاسمني وقتاً
و احساساً
و شعوراً

ما يضرك

[شَمْس]

أناديك في من مكان مزدحم
يلتفني فيه الجميع سواك
أناديك خوفا من أن تتلاشى ملامحك في زحام الوجوه

خوفي بدأ يستحوذ علي
لا تتركني

[شَمْس]

دائما ما يقال
أن الحب اهتمام


ماذا عساي أفعل
أستطيع أن أحبك بالقدر الذي أشاء
و لا أستطيع الاهتمام بك و لو بقدرٍ ضئيل

صدقني
كم أعاني الحرمان من ذلك

[شَمْس]

ربما افترقنا بملء إرادتنا
و لقنا أنفسنا قولاً آمنا به

نحن نستطيع ممارسة النسيان
كل ليلة
حتى تختفي الذكريات


لم نعلم أن للحب في القلب و الذاكرة وشم لا يزول

[شَمْس]

أتحدث إلى نفسي دائما

يجب علي أن أغير من إمكانياتي العاطفية
أغير قلبي
و أُهِن ذاكرتي
و أقوي النسيان

لأجعلك سريع الزوال من كل أجزائي
حتى لا يبقى شيء منك في أوردتي
و لا أثراً في قلبي
و لا صورةً في ذاكرتي

رغم ذلك أعود إليك
أتشبث بك لأسكنك قلبي عنوة
أطبق على ضلوعي بيدي

مهما كنتَ مهملا
إبقى

[شَمْس]

أعبر بشغف و أصمت
أنظر لمعالمك المتغيرة
و لنظراتك الحائرة

أعود لوسادتي
أسرح في صورتك و ملامحك التي اختطفت عيني منها نسخةً في الذاكرة
أفكر في الأسباب التي جعلت منك مختلفا خلال ثلاثين يوماً

أغمض عيني
فتراودني في حلم
و تخبرني بالأسباب

[شَمْس]

في كل مرة يتملكني فيها الصمت
أفكر في نفسي المعلقة فيك
و أشفق عليها لأنها لا تستطيع المضيّ بدونك
تفتش عنك في كل بقعة
في كل حرف و كلمة
تعانقك في حلمها و خيالها

نفسي ضائعة لأنها بعيدة عنك
و لا ترضى إلا أن تسكنها و تسكنك

[شَمْس]

إن الوصول إليك بات صعبا
و أحتاج لأشواط و أشواط من الصبر و الإنتظار

لم أعد أشعر بالارتياح
و لعلك أنت الآخر لم تشعر بالارتياح حين سمحت لي بالاقتراب
فنصبت العوائق

رجاءاً
أخبرني بذلك
حتى أصد عنك و أكتفي بالبكاء دون الوصال

[شَمْس]

أنت ملاذي الوحيد الذي أرتحل إليه في كل مرة يهزني فيها الشوق
أصرخ بأعلى صوتي

إنّي أعاني مرارة الغياب
و لا أجد جواباً غير صداي
الذي يزيدني ارتعاباً و خوفاً

أنت في الذاكرة فقط
لم تعد ملاذاً لي

[شَمْس]

أفهمك الآن
أفهم تكراك السؤال
أفهم غيرتك
أفهم ترقبك
حبك
شغفك

أفهم أن الصمت أبغض جواب

[شَمْس]

أم بك جُنة يا حرفي ؟
ترتجف و كأنك تحت المطر
تلفحك البرودة فتهتز في ارتعاد
لا عاصم اليوم يا حرفي
لا عاصم من برد الجوى

لا تتدثر
و اظهر
و عانق الدفء من انسكاب الوريد

انبض
فالنبض حياة
و الحب ربيع
و الشعور وليد

لا تتولى
و تغنى
رتل ما تريد

[شَمْس]

أكاد لا أسمعك
و لا أسمع دقات قلبك التي كانت تخفق بجنون لي
و كأن القرب جعلنا ننفر من كلانا

و كأن الحب
ذاب بسرعة حين اندمجنا
ربما انصهر من حرارة قلبي المتقد

فها أنا أحترق
و أنت بالمقابل تتسرب مني لتعود إلى نفسك من جديد

لا يهم
سنفترق
و ابحث عن نفسك و انطلق
أما أنا فكفيل بقلبي النسيان
سينتزعك مني حتى يبرد قلبي و ينساك

[شَمْس]

إلى أصدقائي في الحب
إلى متى نبقى للذبول ؟

[شَمْس]

ها هي صغيرتي
تشد بيدي بكلتا يديها
بعينين قلقتين
ملامحها المرتعبة تجعلني أطيل التفكير في أعماقها و مشاعرها

هي ليست طفلة
لكني أسميتها بيني و بيني صغيرتي
لأنها تفرط في اهتمامها بي
تفرط في خوفها علي
تفرط في مشاعرها دائماً حتى أخالها تحبني

و تجعلني حائراً ما بين ابتسامتها و دمعها
ما بين انجذابها و صدها
ما بين اهتمامها و لا مبالاتها
ما بين
و ما بين
و ما بين

يا حبيبتي لو تعلمين
كم سكنتي الحنايا و استوطنتي الروح
لما تلاعبتي بأوتار حبي التي ما عادت تستطيع الصمود أكثر

تهز ذراعي بكفي الذي تضمه يديها
فتعيدني منها إليها

- ما بك لما لا تجيب ؟

فأعود إليها في أفكاري
و أطرح عليها التساؤلات
هل أقدم عليك بالسؤال ؟
هل تتقبلين حبي ؟
هل تحبيني ؟

و لكني عاجز معك
عاجز معك على هذه الأرض
لا أستطيع أن أخبرك بما في هذا القلب و أنت لا تبدين غير الاهتمام
ماذا أكون و أين ؟
قابع في أيسرك ؟
سكنت سويدة القلب أم هامشه ؟

تعيدني إليها من جديد

- أين ذهبت ؟

أجيبها دون اتزان

- دعيني
سأغرب
سأستعيد نفسي المهزوزة و أعود

[شَمْس]

تفلتني
و تتركني للعودة
كيف أعود ؟
و كل الطرق
بها أنت ؟

[شَمْس]

كان من السهل أن نغزل الحب
و كان من الأسهل نقضه



بل كان أوجع

[شَمْس]

مكثت طويلاً في محطةٍ لن تقلني
لكنه طيفك
أرغمني على الانتظار

إن كنت لن تعود
فخذني معك
أو خذني لطريقٍ يخلو من كل شيءٍ إلا منك

[شَمْس]

لا تكوني أنثى جميلة
فقد تقتلين رجلاً

[شَمْس]

ها هو كتابك بين يدي
قرأته كل يوم
و في كل يومٍ أراك كما لم أراك من قبل

و في كل يومٍ أعجب بك أكثر
و أتعلق بك أكثر

و وددت أنك لم تنتهي
و أن فصولك أطول
و أوراقك أكثر

و كلماتك أسهب و أكبر

ها قد أغلقتك
و عقلي لم يغلق عنك
أسترجع كل عبارةٍ فيك
كل ما اكتشفته عنك
كل ما شدني إليك

ربما أعود لقراءتك يوماً
لكن
هل ستكون صفحاتك بذات البريق؟
و حروفك بذات الوضوح ؟

هل سأقرأك كما قرأتك في المرة الأولى
أو كما المرة الأخيرة ؟

[شَمْس]

شيء منك
خسف القمر
و شيء مني
كسف الشمس

نحن لا نستطيع أن نكون شيئاً مكتملاً
بل أن كلاً منا يقضم الآخر
حتى الضرر

[شَمْس]

تكبلني
و يفرط بي الشوق

و لكني لا أعود

[شَمْس]

أتردد على ذات المكان
ذات المقعد
ذات الوقت

أعرف تماماً أني لن أجدك هنا في كل مرةٍ آتي فيها
لكن الحنين يرغمني على المجيء
أسترجع الكلمات
الضحكات
الهمسات

أسترجع كل السعادة التي سرقتها حين رحلت

أضحك بمرارة حين تسعدني الذكرى
ثم أبكي

و أحمل عطراً منك
أتنفسه لتتخدّر روحي

و أنام

[شَمْس]

أختنق بعطرك
و أتضاءل
و أبتعد

استبدل عطرك
حتى لا انزعج
حتى استطيع أن أتنفس براحةٍ و أنا بقربك

حتى أكون
أقرب أكثر منك
و أكثر

[شَمْس]

لا أريد قلباً
بل أريد روحاً تتقاسم روحها معي

[شَمْس]

هل يكفي أن افتقدك ؟
أن اشتاق إليك ؟

أن أتذكرك و احن إليك ؟
حتى أكون في عرفك عاشقة !؟

هل يكفي أن تهزني الذكريات
أن أبكي من فرط الحنين ؟
أن ابتسم و أنخرط في تذكر أيامنا الزهرية
هل يكفي كل ذلك ؟

هل تكفي سعادتي التي تملؤني حين استعيدك لتجعلني أحبك ؟
ماذا لو كنت أحببتك بعد فوات الأوان ؟
ماذا لو عدت حين غبت عن قلبك ؟
ماذا لو أني انطفأت ؟

ماذا ؟

[شَمْس]

اهديتك للنسيان
لكنه صفعني بك

[شَمْس]

يقف بعيداً
ينظر إلي بصمت

و أنا أسير بخطواتٍ ثقيلةٍ نحوه
و ذراعي تتدلى بالسكين الملوثة بدمها

نظرت إليه
و حال لساني يقول

قتلتها لأجلك
هل ذلك يريحك ؟

[شَمْس]

جميلةٌ أنا
لأنك بقربي
لأنني بعينيك
لأنك تراني

جميلة
لأنك تحبني



لا أستطيع أن أجد نفسي إلا معك
معك فقط
أكون أكثر تلقائية
أكثر عفوية
أكثر حباً للحياة
و أكثر جمال

[شَمْس]

احكم قفل قلبك
و اخفي مشاعرك عني
فلا طاقة لي لأعيش حباً شارد
أو ألماً طويل
أو ذكرى تطاردني

[شَمْس]

أ تلك السنوات لا تنسى
أم أنا لا أرغب بالنسيان
لا أرغب بانتشالك من عمقي الدامي
و كأن داخلي مقبرة
لم يدفن فيها سواك
و أنا أرثيك
عمراً
و دمعاً
و دهراً طويل

تتحرر روحك مني
تتحرر
لكن ظلك باقٍ
سكنني حتى أظلم داخلي
حتى اهملت روحي و اعتنيت بظلك

[شَمْس]

إنه لمن الغريب أن أكتب إليك بعد كل هذا الصمت
و لكنني أدركت
أنك وجهتي الدائمة و وجهتي التي لا مفر منها و لا مناص
كلما ابتعدت عن أبوابك و كلما لزمت الصمت
و كلما انخرطت في قراءةٍ بعيدةٍ كل البعد عنك و عني
أجدك عنوان سطوري
أنت الموضوع لكل مقال
و البداية لكل نص
و الفكرة التي تختزلها خواطري و نثري
آهٍ منك
يا دمعي الذي أعمى عيني
يا فكري الذي أرّق ليلي
يا سهادي الذي أجزع وحدتي
أ أتخلى عن كبريائي الآن ؟
و أنسى الجرح الذي تركته في قلبي ؟!
أ أكتب إليك كما كنت أكتب إليك منذ ثلاثة أعوام ؟
رسائل مملوءة بالاشتياق و العاطفة فقط
بعيداً عن الألم و الحزن و الوجع !
سأكتب إذاً كيف الحال ؟
كيف أنت و أنت البعيد عن الروح ؟
غبتُ عنك عام
بلا سلامٍ و لا أيّ وصال
أتراك تعتب ؟
أم أن صمتي لا يؤثر في نفسك شيئاً ؟!
لأخبرك أمراً
اشتاق إليك
اشتاق للحديث عنك
اشتاق لترديد اسمك
اشتاق للكثير و الكثير لكل ما هو متعلقٌ بك
و ما زلت أتمنى أن تكون مثلي
تشتاقني و تذكرني و تحب الحديث عني
رغم أني على يقينٍ بأن الحياة قد أرغمتك على إهمالي
لكن لا بأس
اهملني
فأنا أهملتك عاماً
و سأهملك أيضاً بعد النقطةَ الأخيرة .

[شَمْس]

ماذا تتصور ؟
أن أعود إليك كالشمس التي لا تخلف الميعاد ؟!

لا تكن على أمل
لا تقترب من السراب
لا تحاول أن تبحث عن مخرجٍ و أنت تحفر بالتجاه القاع

أنت فقدت ما فقدته
إلى الأبد

[شَمْس]

السماء عقدت هدنةً مع الصبح
إن لم نبكي حنيناً ستمطر

هي اليوم
تمطر

[شَمْس]

و أعود إليك
للمرة الـ "كم" لا أعرف

أنت تثبت للنسيان كل يومٍ انتصارك
تثبت مدى حجمك في قلبي
استحواذك على عقلي

و ازداد يقيناً معك أنك لن تغادرني
ازداد إيماناً أنك حبي
حبي الذي لا مناص منه و لا مهرب

[شَمْس]

العصافير
و كأنها تغرد بك
تذكرني
عن صباحٍ جمعني بك

كان الفجر جميلاً حين ينبثق على همسك
كان اليوم مختلفاً حين يبدأ بأنفاسك

و كان وقتي رائعاً
لأنه ينبض بك

[شَمْس]

ساعاتِ الصباح الأولى كانت صاخبة
و أما ما بعد السابعة و النصف
فقد كانت شديدة الهدوء لولا أني

أتذكرك

[شَمْس]

ربما هي ليست المرة الأولى
التي أبحث فيها عنك داخلي و لا أعثر عليك

أمقت نفسي الخالية منك
أمقت روحي التي تخلت عن توأمها
و أمقت النسيان الذي خطفكَ من ذاكرتي التي غدت لا تسعفني على تذكرك
أو للحنين إليك

أنت أكثر من ضبابي
أكثر من معتم

أكثر من الضوء الذي يكسر بصري
أنا لا أستطيع النظر إليك
لا أبصرك
لا ألقاك في قلبي و عيني

أين أنت ؟

[شَمْس]

ماذا أعطيتني حتى أمنحك هذا الولاء كله ؟!
و أبجلك و أكون شديدة الشكر و الامتنان
لأكون خاضعةً
وفيةً لذكراك !

ماذا منحتني غير الحزن
و اعتيادك و هدر الدمع ؟

أفيض بك في مساءٍ شاحب
يفتقد البدر المكتمل
يمطر اختناقاً و يمطرني اختناقاً كذلك

امسح دموعي على مهل
و أنا أفكر في الحزن العميق الذي عاد بي
لم
،
؛
مازلت سبباً للألم ؟

[شَمْس]

الغياب عنك جعلني لا أشتاقك كثيراً
و لكن
ما زلت أحن أليك
كأنك الموسيقى الوحيدة المحبذة لي سماعها في وحدتي
أوفي خيباتي و فراغي
و حتى نجاحاتي

رغم انقطاعنا أنا مازلت أتمنى الوصال !
أتمنى أن تزاحمني يومي
أن أهرع إليك لأطلعك على آخر مستجداتي
أن تصفق لي و تبارك نجاحي

أتمناك كخرير مياه لا أحب انقطاع صوته
كتساقط مطرٍ رقيق
كعبير الياسمين

سؤالٌ يلح علي الآن
ما أخبارك ؟

،

[شَمْس]

هناك سر في صدرك
و صدره
و صدري

،
؛

[شَمْس]

"أنا حولك
؛
و حولك
؛
و حولك
ما راح أخليك
أنا شوقي يطريك
أنا ذكرياتي تغنيك"

[شَمْس]

ماذا لو كنا نتحلى بجرأةٍ أكبر ؟
أن نختصر المسافات في سفرٍ طارئ
أن نحيلَ الحلم إلى واقع

أن نضحي بأنفسنا لأجل من نحب

لو
لو
لو !

كثيراً ما نحلم
كثيراً ما نثرثر

و كثيراً ما نتذكر عجزنا و نبكي

[شَمْس]

نحتاج دائماً لقلب الصفحات
لورقةٍ بيضاء جديدة
لسطرٍ أول
لبداية و بداية
و بداية


نحن في كل يومٍ نبدأ من جديد
في كل شروق نملأ صفحةً جديدة من صفحات العمر

لكل يومٍ عنوان
لكل يومٍ قرار
لكل يومٍ امتحانٌ نخوضه !

يجب أن تحافظ أوراقنا على بياضها
أن تكون كلما طوينا صفحةً ماضية
تليها صفحة أشد منها نصوعاً و بياضاً حتى ملء السطر الأخير

لأننا نتقدم
و نسعى للأفضل
دائماً

[شَمْس]

قلوبنا تحتاج للأسوار
لحصونٍ مشيدةٍ و أقفال
،
؛
الثقب في قلبي عميق و غزير
ربما كان أجدى للساكن فيه حتى يتنفس .

[شَمْس]

نقطة البداية قريبة
و كذلك نقطة النهاية

إلى أين أخطو ؟

[شَمْس]

سرحت في بزوغ يومي
فذكرتك
و ذكرت يومنا الأخير
و ذكرت الأيام الربيعية التي سبقته

فذكرت أن اليباسَ قاسٍ
و أن الجفاء يشبه الموت

تذكرت الأشلاء التي سحقها الغياب
الصدوع
الدموع
الأيام الصاخبة بالحنين و الأنين
الصباحات الحزينة
الشجون
الألم
،
،
كانت المصافحة الأخيرة مرهقة
مستنزفة لكل المشاعر

ظننتني فقدتكَ حين كفت يدانا عن التّماس
لكني أخطأت
فقد تجذرتَ بقوةٍ أكبر لحظة الفراق
،
،
ويحَ النسيان

ما اقتلعك من أرض قلبي
ما انتشل كل شعور
و لا احرق كل ذكرى
و لا أبرد نار الشوق
و لا أخمد الحنين

،
،
ذكرني هبوب الريح بذاك الصباح
فذكرتك
و ليتني لم أذكرك

[شَمْس]

طريقة جيدة لقتل ذاك الشيء فيك
أبحث عن مشكلةٍ ما و اغرق نفسك فيها !

[شَمْس]

أراك واقفاً في المنتصف
لا تستطيع الميل و لا الميل

ربما نالت كلماتكَ منكَ فأوقعتك
ربما أحرقك نبض
و جمّدك نبض
ربما قررتَ الإنسحاب من دوامةٍ اسمها أنثى

كبلك الصمت
و كلّلكَ الكلام الذي أطبق بضلوعك على قلبك
كم من مرةٍ أعلنتُ التواري
كم من مرةٍ حملتُ نفسي بعيداً

و لكنكَ العائد من بعد الصمت
العائد من بعد التجمد

المتقد
المتحدي !..
الذي يزعزعُ صمودي و صبري

لا أعرفُ إن كنتُ غائبةً عن بعض الحقائق
و أخذتني ظنوني في الزوايا المعتمة من أفكاري

لكنني أعلن التخلي
ككلّ مرة

ككلّ مرة

[شَمْس]

أتتبع خطواتك
و قبل الوصل
أستدير للعودة

،
؛

[شَمْس]

ليتني شخصٌ مثلك
لا يعرف وقتاً للانطلاق
و لا حداً للتوقف

يركض دون كلل
دون أن يستقطع وقتاً ليلتقط أنفاسه

دون أن يستدير للخلف
و ينظر للمسافة الطويلة التي سارها
أو يصفق لنفسه تجاوزه كل هذه المسافة

ليتني مثلك
أنظر للأمام فقط
أسعى للحياة و أنسى العثرات

،

أتراك بلا ذاكرة !؟
أم أنك مليءٌ بالحياة فقط ؟

،
؛

[شَمْس]

يطوّعُني الصباح
و لست أنا من يطوع القلم في هذه اللحظات

لا أفهم أتراه يكسرني ؟
أم يحلق بي !
أم يجرني إليك عنوة

تنصبُّ أفكاري في قالبك فقط
مشاعري أنت
تفيض بك و تنسكب إليك

لن يموت هذا الشغف
و كلما أدركت ذاتي استسلمت

و تركت نفسي لقيود الصباح
قيود ذهبية
من شعاع الشمس

،
؛

[شَمْس]

نمتلك ذات المنطق
ذات الأفكار
و ذات القلب و ذات الأحاسيس

و نمتلك ذات الذاكرة !
أنا على يقينٍ من ذلك
فكلانا الآن يبتسم للآخر

كلانا يتذكر شغفه
خطوات الآخر
تلعثمه !
ارتباكه و اختناقه
تفاصيلنا المهملة نعود إليها كما لو أننا نسترجع حلماً جميل

ابتسم طويلاً
ابتسم فقط
تليق بك جداً تلك الابتسامة الهادئة

،
؛

[شَمْس]

مدهشة تلك التفاصيل التي عثرت عليها خلف سطورك
مدهشة للحد الذي يجعلني أحبس أنفاسي

صورٌ كثيرة شاهدتها
دموعٌ ساخنة لامستها
و مشاعر غارقة في بحرٍ عميق
في ظلمات التيه و الحيرة و الضياع

لم تسقطِ أنت بل أسقطتيني أنا !
أنا الذي تهاوى حين دوّت به الكلمات
أنا من ارتفع و ارتفع ثم ارتطم ليصحو على مصرعه

أنا من تيقّن و لكن لزم الصمت
و أنت .. أما أنت فكنت حكايةً ثقيلة المشاعر
شديدة العاطفة
مفرطة التفاصيل
و رغم ذلك لم تبتلعني سطورك بل حملتني إليك
حتى و لو حملتني إليك صريعاً

في النهاية أنا هنا
أتتبع بوصلة كلماتك
و أنهمك في حل لغز خريطتك

بعض الخرائط معقدة
لغز ممتع
أنت كذلك

خريطة لا يمكن الفرار منها دون حلها
،
؛

[شَمْس]

و كأنني أبحث عن ذريعةٍ لكتابتك
للعودة إليك
و كم هو مزرٍ أن ما يجعلني أكتبك هو ورقي المزدحم بك
و مشاعري المندفعة في سيلها إليك

إذ أنها تكتبك بلا تردد
بلا أن تتوانَ أو تتمهل

الشيء الوحيد الذي يخشاه قلمي أنت
الشيء الوحيد الذي يربكني البوح به أنت
رغم ذلك

أندفع إليك
أكتبك
أحلمك
أرسمك
و أطفئك على مهل مع آخر حرف

،
؛

[شَمْس]

قتلتك حين جئتني على هيئة فكرة
قتلتك حين جمح الشعور
و اهتز القلم
و تجاهلتك
قتلتك و تغلبت حين تغلبت على حزني
ما عدت يومي
ما عدت الفكرة التي تسلبني وقتي
ما عدت دموعي و رفيق وحدتي
ما عدت الرواية التي أقرأها و تغرقني
ما عدت تقرع قلبي كلما تساقطت حبات المطر
ما عدت الشوق الذي يطرق بابي كل مساء
ما عاد لك حنين
و لأجلك سهاد
و لا لحبك عتاب
تبخر الشعور
و بقيت ذكرى مهمشة
كصورة مسندة على جدارٍ أغبر
كان البحر يثيرك و يعصفني بك
كان الصباح ينشدك على مسامعي و أتعثر بك
كان المساء يجلبك حلماً أناجيه

،

كان و كان
و كل شيءٍ كان
كحبنا المخلوع من قلبيّ كلينا

،
؛

[شَمْس]

أخبرتها أن لا تبكي
أن تتوقف عن تهديدي بدموعها

فكلما أخبرتني عن بكائها
اختبأت عنها لأبكي أنا الآخر

فدموعها ذنب ارتكبه في حق نفسي قبل أن يكون في حقها

[شَمْس]

لا أريد شيئاً من كفيك
سوى أن تطلقان سراحي

،
؛