مشاهدة النسخة كاملة : لَا صَخَبْ ..!
عليَّ أنْ ألتقِطَ الهواء النقي ، حتى تتشبع رئتيّ و قلبي و دمي به
إنّ عقلي يسألني الصفاء و النقاء ..
لكنيّ و لفترةٍ طويلة أسقيتهُ وِرداً عكِر !
سأرفعُ رأسي دائماً نحوَ السماء
سأسكنُ القِمَم !..
فهيَ دائماً غنية بالنقاء .. و مفيدة !
•
•
أتساءَل .. متى سأرى الشياطين تسقط !؟..
ضللتُ خريطتي ..
فما اهتديتُ لنفسي ، و ما عثرتُ على أهدافي التي رأيتُني فيها ذاتَ حلم ..
ما زلتُ واقفةً أبحثُ عني بينَ الزحام ..
و لم أجد شيئاً .. غيرَ الصور !
•
•
ربما حاولتُ استجماعَ نفسي ألفَ مرة !..
لكنّ أجزائي تتهاوى معَ كلّ دمعةٍ أذرفها ...
سيطولُ جمعي
ستطول بعثرتي و حزني !..
•
•
حسناً .. في كلّ كتابٍ هروب ..
هذا الجواب ..!
ما زلتُ تحتَ السماء بعدَ أنْ غربتِ الشمس ..
أنتظرُ موعداً معَ القمر ..
•
•
هل سابقتمْ القمرَ يوماً ؟!
ما حيلةُ الشمس !..
قَد خلقتْ نجماً وحيداً
تحترق ، و تخافها كل النجوم و الكواكب ..
.
.
أيتها الشمس ، لا أعلم وحدتكِ و حزنك
و لا أعي دموعك
لكننا متماثلتان .. أنا أشعر بكِ ...
•
•
إنّ العمرَ مزدحمٌ بالأحداث .. مزدحمٌ بالتغيّيرات
مزدحمٌ بالمشاعر التي يتأرجحُ بينها القلب ..
يبدو العمر طويلاً حافلاً بالأوقات الصعبة ، و ها أنا أتعقدُ أكثر معَ ظروف الأيام
لن أجدَ الملاذ في طريقٍ منقطع !..
سأحوم في الضياع !..
•
•
كنتُ الأضعَفْ .. و ذلكَ أدماني !..
لا أعرفُ إن كنتُ أنتمي ، لكني لا أستطيعُ الإنفصام ..!
شكراً لعصافيرِ المساء !..
ما زلتُ هادئةً بشكلٍ مخيف ..!
أشعر بالحاجةِ الشديدة لنسيمٍ يثيرني ..
•
•
نحنُ نتلاشى ، و كل ما فينا يتلاشى !
و ربما لا ندرك ذلك إلا بعدَ حين ..
قدْ أفرَطَ الوردُ أوراقه في يديّ ..!
و تناثرت مني .. كما تتناثر كل الملامحِ الجميلة للحياة ..
إنّ السعادةَ تعاني من ضعفٍ شديد ، و كل معانيها ركيكة
قد غابت عن سمائها ألوان الطيف .. رغمَ المطر ، رغمَ ضياء الشمس
.
.
ما زلتُ أسيرُ تحتَ سماءِ السعادة بقدمينٍ حافيتين
لعلّها تمطرني ، فأعبث كطفلةٍ صغيرة تهوى القفز عندَ مياه المطر
ما زلتُ أحملُ الوردَ رغمَ تناثره ، أصنع منه رسالاتٍ للأحلام ..
إنّ الفرح يسكننا ، و لو في حلم ..
ربما فقط .. يجدرُ بنا أنْ نهتمَ بذاتنا حتى تُنْبِتَه ..!
و مهما تساقطت ملامح السعادة .. سأحملها ذات يومٍ و أضعها في روحي ..
كل الجدران تتسلقها نباتاتٌ مزهرة ، معَ ذلكَ قلبي وجِل !
إنّ المتاهة مهما تزينتْ .. تبعثُ الخوفَ في القلبِ الوحيد !..
دعنا نناجي الغيم .. دعنا لا نترك ناظرينا للإنكسار !..
أريد محاربةَ كل الأشياء ، فنفسي لا تريد المزيدَ من الوجع !..
إنّ اللحظات الجميلة لا تدوم .. على الأقل في حياتي !
إلا إن تغيرت أقداري !..
لا أحدَ يشعر بمرضك
لا أحدَ يصدقكَ حينَ تخبرهم بوجعك .. لأنكَ بينهم و تضحك
و كأنهم لا يعلمونَ أنكَ تمارس الصبرَ لأنكَ بينهم
لأنكَ تخفي أوجاعكَ لتشاركهم وقتاً بدلاً من أن يشاركوكَ وجعاً ..
لذلكَ هم لا يصدقوك !..
يتيقنونَ من ذلكَ فقط .. حينَ تقع !
لا أستطيع .. أنْ أرى نفسي في امرأةٍ أخرى ..
عفواً !..
لا واحدةً تشبهني 😴
تزاحمني الأفكار المحبطة ، و كل ما حولي يزيدني بؤساً ..
و لعلّي أنهيتُ الطريقَ و توقفتُ عندَ السد المنيع .. سأستظل بظلهِ إلى .. إلى الأبدِ ربما !
أما ما خلفي فهو الشر الذي لابد منه !..
من يعلم ، ربما تتغير كل المعالم في المستقبل ..
شفافةٌ أنا .. أستطيع التوغلَ داخلكَ دونَ أن تعلم
و أقرأُكَ حرفاً حرفاً ، و تفصيلا ..
أقاومُ انسدال جفوني ..
فالحياةُ لا تتيحُ لي وقتاً لأغفو على وسادةِ الراحة ..
.
.
مجرد خربشة
في الحقيقة ، أشعر أنّ شيئاً بي قد تحجّر ..
ربما كانَ هذا هو التبلد الذي يصيب الشعور و الإحساس !..
ما عدتُ أستيطع أنْ أجدَ ذاكَ السيل في داخلي ..
ربما أذنبَ الحرفُ أيضاً ..
كما أذنبت أيادينا ..
أتساقطُ ببطء..
أتساقطُ رويداً رويداً حتى أفقدَ حواسي ..
حتى أفقد الشعورَ بما حولي ..
حتى الإغشاء !..
تتساقط ندف الثلج ببطء
تلامس خدي .. تتجمد !..
أفتحُ عيني ..
أتذكر ، و أتذكر ، و أتذكر ..
أذرف دمعي .. و أزفرُ قهري
و أختنق بالبكاء ..
ندف الثلج لا تتوقف ..
لا تتوقف ..
تدفنني بسلام ..
لا شيء يبدو رائعاً .. و كل شيءٍ ينتهي ، كل شيءٍ مؤقت !..
أحتاج لبعض التغيير الفعلي حتى أكون أفضل ..
سأرى ما يمكنني أن أفعل ..
ليتها تطوي بي الأرض .. إلى حيثُ لا أراهم ..
أتنحى عنكما ..
ليسرقكما نسيمَ الليل
و تمارسا العزف ..•
إنَّني حُلم .. لا ينقطع ..
لا ينتهي .. لا نهارَ و لا حدَّ له ..
ينمو على ضوء القمر ..
كان ما بينَ البدايةِ و النهايةِ فراغ ..
انتقلنا من البداية إلى النهاية .. دونَ شيءٍ يُذكر ..
و ها نحنُ .. فراغ !..
ثمانيةٌ و عشرونَ ورقة تساقطت من شجرتي ..
ورقتانِ منهما .. شديدتا الإصفرار
مقضومتان .. عروقها حمراء ..
كانت محملةً أيضاً بالدموع !..
طُبِعت بصماتي على الزجاجِ البارد ..
ظهرت الشمس .. و الزجاج لم يدفء !
و بصماتي لم تغادر ..
لماذا ؟!..
لماذا تخليتُ عن نفسي الآن ؟
و كأني فقدتُ قيمةَ الأشياء
و فقدتُ قيمةَ نفسي !
لا تربت على كتفي ..
لا تضمد جرحي ..
حتى لا تستجدي دموعي !
دعني ..
فالزمن كفيلٌ بي ..
نبقى في حلم .. حتى نصحو ..
لنجدَ أنفسنا عندَ الصمتِ المطبق ..
رحلَ الحلم
و رحلتُ أنا ..
و ظلّ الصمتُ يبتلعُ كلانا ..
كثيرةٌ هي الأوقات .. التي نتمنى فيها القوة
الصلابة .. التحجر ..
نحنُ عاجزون حينَ ننكسر
صامتونَ حينَ نضعف
نحنُ لا نستطيعُ حتى أن نبتسم ..
أيتها الشمس ..
هل تبزغينَ على قلبي ؟!..
لقد ماتَ في العتمة !..
دونَ أن يدركه أحد ..
من سيبدأ ..
و من سينتهي ؟!..
لا تبدو لي الأمور هنا طبيعية ..
أم تُراني أتوهم ؟!..
ربما لا أستطيع الوثوق بحاستي السادسة الآن ..
عندَ اللوحةِ السوداء ..
فجأةً ..
أكرهُ كلَّ الأشياء !..
ما زلتُ غريبة ، و كل الوجوه تفزعني ..•
حادٌ يا صمتَ الليل
كحد ورقة لم يرسم فيها القلم بعد ..•
تأخذني من نفسي كلُّ الأشياءِ الجميلة
حتى أنسى أنني كائنة ، في مكانٍ ما ..
لا أعرف أي بحرٍ يموج بي
لكنني لستُ على بساطِ الأرض ..•
نحنُ في فصلٍ آخر
فصلٌ يتعدى مدار الشمس و الأرض
هل وقعنا من سماءٍ ثانية ؟!..
لم يستطع القمر حمل البشر
فهم رقطٌ سوداء !..
و هوَ قمر ..•
هل أرسمُ نصفاً ؟.. و هل تكملُ أنتَ النصفَ الآخر ؟!..
سأرسمُ عمقاً ، و لترسم سطحاً
حتى تكتمل الصورة
حتى نكون .. بعضاً من بعض ..•
كل الأشياء ، بلون الضباب
أنا لا أرى شيئاً !..
أهدرتُ نفسي كثيراً ، أنا الآن بلا فائدة !
إلا معَ مرآتي ..•
عدتُ إليكِ يا نفسي .. عامينَ من العمر !
و كم لا احتملكِ
كما كنتُ لا احتملك ..!
ككرة تتدحرجُ من منحدر ، أجدني ..
كل شيء يجب أن يغلق عينيه
أن يوصد أذنيه
أن يطبق شفتيه ..!
حقاً
أتمنى أن أكونَ في مكانٍ ضيقٍ لا يسعُ سواي
أتمنى أن أنفرد قليلاً ..
إلى الرماد ..
هل من المعقول أن تنفخ فيكَ روح ؟!..
هل تحيا بعدَ الوفاة ؟!..
هناك ( آه ) .. مهما تزفرها
لا تغادر صدرك ، تنكمشُ فقط ثمَ تمتد لتملأ صدرك من جديد
تحتاجُ لبعضِ الوقتِ لتختفي
لتتلاشى رويداً
و ربما تحتاج وقتاً من العمرِ طويل !..
حينَ نكون مجرد ذكرى عابرة ، هل تكون لنا رائحة الياسمين ؟!
لقد أوشكَ الربيع !..
لماذا تتساقط أزهاري قبلَ الأوان ؟!..
لكل شيءٍ ملمس !.. حتى الأيام
و يومي هذا بملمسِ الورود ..•
أجيد الغرق !..
و أجيدُ حصدَ المرجان ..
تلكَ الشمس عمياء
مهما تقشعت الغيوم عنها
لا تبصر !..
قطراتُ المطر هادئة هذا الصباح
رقيقة ..
باردة ..
تقعُ على مهلٍ و رفق
تقبلُ جبينَ الورد
حتى تبتهج
حتى تفوح بالسعادة
و هكذا تهدهدني ..
قطراتُ المطر ..•
و هل بعدَ الإنكسار ، نظرة غير مكسورة ؟!..
من منا لم يفيض ؟!..
نفيضُ حباً
و نفيض كرهاً
و نفيض ألماً
و نفيض حقداً
و نفيض حزناً
.
.
لكن ماذا بعد ؟!..
غيمة شديدة السواد ، لكنها معطاءة
تسعد الناظرين !..
إلى الذينَ غابوا ، و إلى الذينَ فضلنا الغيابَ عنهم ..
هل أنتم بخير ؟..
و لماذا أكتب ..!!
و لمن ؟!!
هناك الكثير مما يستحق القول و لكن قد لا يستحق الإنصات ..
فكيف بي بورقة نقية بيضاء بريئة من كل هم و حزن ..
أوَ أُثقِلها بما سيعييها حمله .. و لن تلقى لعينٍ قبول و لا لقلبٍ من الإنصات !!
ما ليَ و الورق .. و لي ربّ يسمع حتى ما لا أقوله .. و قد أعجز عن رصّه على هيئة أفكار مشتتة في رسالة ..!!
كتبت .. و ما حدث شيء !
بكيت بلا حولٍ مني .. و ما حدث أي شيء ..!!
حطّمت كبريائي .. و قدّمت ما لم أقدمه لسواه .. !!
و ها هو مصيري .. أمكث في هذه الساعة وحيدة يلفني الصمت و السكون المخيف ..
ترعبني ضجة أفكاري و صخب ذكرياتي معه ..!!
يا عزيزتي ..
أكتبُ لأزدادَ وجعاً .. و أنا أقلّب الحرف على كل الوجوه .. و أستشعر فيه عطراً لا أعرفه
و معانٍ لا تصِفني و لا تنصفني .. !!
أقترب .. فيلفحني صقيع البرود .. !!
كأن ما كنتُ أشعل أقدامي على طريق معتم لأجل لقاء .. و أسترق من الحياة نفسي طوعاً له .. !!
مفارقة ساخرة .. يا مرجانتي
أنني كنت أهرب من الحياة لأصل إليه .. بات يذهب في كل اتجاه إلا الطريق الذي قد يجمعنا !
هناك دين لي في عنقه .. لن أُسقِطه و لن يعرفه ..
أوّاهُ يا عزيزة
من حبرٍ عاصي ، و قلبٍ متمرد ، و مشاعر معتلة لا تستهوي إلا ما يمزقُ القلبَ إرباً إرباً لتغدقَ بهِ على البياض
أوراقكِ و نحيبكِ و عيناكِ الدامعتان ، و صمتكِ الذي لا يجدي سوى في السفرِ إلى الماضي
ما من جدوى يا عزيزة ..
إن تحررَ القلم أو أُلجم
أو إن مارسنا الحديثَ أو صمتنا
فالإتجاهُ واحد !..
و الشعورُ حتى إن قُتِل ، يبقى صوتُ الرثاء يتردد
و كأننا نحكي مرثيةً أبدية
و نقضي حداداً أبدَ الدهر !..
لماذا نكتبُ يا عزيزة ؟!..
لن نكتبَ إن كان الحرفُ لا يكتبُ سوى الجراح القاتلة
لن نكتبَ إن كان الورق لا يحضنُ سوى العمرِ المقصوف
لن نكتبَ إن كانت الذاكرة عديمةَ الجدوى ، و لا تختزلُ السعادة
بل تكتفي بالألمِ و تتجمد عندَ ذاك الحد
يا سريالية ، و ما الكتابة إلا سهام ترشقنا كلما رشقنا الورقَ بالقلم
لكن ..
إن كان الأمر سيان ، فعبثاً تصمتين
إلى روحكِ السلام
و ألفَ وردة ، و قبلة ..
حياة جديدة تنتظرك ..
هل ستكون خالية مني ؟!..
أريد التشكل من جديد ..
لذلك " لننساني الآن "
الْمشاعِر ..
إلى أيّ حدٍ تسكنُ فينا الْمشاعِر ؟!
و ما هيَ حُدودها ..؟
لمَ نشعر أَنَّ الحزنَ يتلبسنا ، و الْفرَحَ يغمُرُنا ، و الْحب يتملّكُنا ، و الْغيرَة تسيطِرُ على كُلِّنا ؟
الفَرَح ..
ما هوَ إلّا شُعورٌ مؤقت .. لحظي ، سرعانَ ما يزول و يختفي .
بعكسِ الْحُزن ..
الّذي يتمكّنُ منّا و يتَلبّسُنا لِفترةٍ طويلة ، و يبقي أثراً و رُبما موقفاً ما !
الْحُزن الْمرتبِط بِكل الأمورِ السَّلبية ، يورثُ التّشاؤم ، و قد يهتِكُ بالنفس .
أمَّا الْفَرح فهوَ الْمُرتَبطُ بالْجَمال ، يطالُ الجميع أحياناً بانعكاسِ نفسكَ عليهم .. يورثُ التّفاؤل .. و قَد يُحسِّنُ من صحَّتكَ كذلك .
أمَّا الْحُب .. فهوَ الشُّعور الْحاد ، هوَ الْحزنُ و الْفرح ، و الشّؤم و التّفاؤل !
هوَ ما جمعَ المتناقضين .. رغمَ ذلك ، هوَ تاجُ الْمَشاعِرِ و أرقُّها و أحبُّها للنفس .
تَتلاعبُ بِنا الْمشاعرُ و لعلّها غالباً منْ تحركنا ..
نحنُ الْعاطفيّون ، تَسْكُننا أكْثَر ، وَ تؤثّرُ بنا أكثر .
رُبما الإنْسان ما هوَ إلّا قَلْباً و شعور !
و الْجسد ما هوَ إلّا الصورةَ المُعبِّرة عنِ الْقلب ..
أمّا العقلْ ، فهوَ الْمُفكِّر .. الْمفكِّرُ وَ حسْب .
متأني .. كتأني السحاب
أسير في كل الفصول
و كأن الفصول بلا ربيع
و بلا صيف
و بلا خريف
و بلا شتاء
خطواتي ليسَ لها رنين
عيناي ليسَ لها بريق
خطفت بريقهما السماء
و رنينُ أقدامي
رحلت به الرياح
أينَ أنا ؟
تقف بوجهي الراسيات
كثبانٌ من رمال
و دخان
و أفق بلا ألوان
ألفني بمعطفي
أطأطأ رأسي
أسأل نفسي
ماذا الآن ؟!
و إلى أين ؟
يكفي أنْ تستطيع جرّ أنفاسك .. لتتأكد ..
أنكَ ما زلاتَ على قيدِ الحياة !..
لم أجدك ..
فرسمتكَ على لوحتي البيضاء ، قطرةُ دمٍ .. و دمعة ..
الفضاء الغارق في الظلام .. يشبه تماماً الفراغ الذي يخلفهُ انعدامك !
نعم أنتَ معدم ، و أنا التي تخلقكَ في حلم
في لوحة
في ارتواءِ زهرة
في موج بحرٍ .. و نسيمِ فجرٍ
و سطوع بدرٍ و إشراقِ شمس ..
أنا التي أفلتت حمامةَ الشوق .. لترحلَ إليكَ بفيضي و توقي
التقف رسالتي المعلقة عندَ ساقها .. و حُلّ العقدةَ البيضاء
اقرأ سطوري الحمراء
اقرأني ..
و أعِد إليَّ نبضي ، و ليلي و صباحي
أعد لونَ حياتي و تغاريدَ أيامي
أعد وجودي .. و كن .. و كن موجوداً ..•
و رأيتُ نفسي في عتباتِ الماضي ..
قنديلٌ منطفئ !..
و زهرةٌ ملقاةٍ على الطريق ..
و مرآة ، مبعثرة الشظايا عندَ الرصيف ..
صورتي مكسورة ، فقدتُ فيها ملامحي
فقدتُ هويتي ..
و الطريق فقدَ أثري
فقدَ خطواتي ..
و الماضي ؟!..
الماضي فقدَ اسمي ، فقدَ روحي
ما عاد يذكرني
ما عاد يفتح عينيهِ على طيفي
نامَ طويلاً ، و لمّا أفاق .. تذكّر كل الأشياء
إلا أنا ..
ربما هناك الكثير من الأشياء العالقة
تستحق أن تحسم ..
كمشكلة مهملة ، آن الأوآن لحلها ..
أعتقد ، أنَّ ثمةَ أشياء .. دواؤها الإهمال
" علميني يا سماء ، كيفَ اهملتِ الأرض ، و أذبلتِ الأشجار
و اسقطتِ أوراق الغصون "
و أشيد حصناً و سوراً
أبني مدائنَ الورد .. و مدائنَ الماء ..
أروي الوردَ بالماء ليلاً و نهار
أتعلم السقاية
أمتهنها ، سأسقي العصافير
و الزائرينَ و العابرين
سأهديهم الورود
ثم أودعهم برشفةٍ أخيرة
و عطرٍ أخير ..
أحببتُ الإبقاءَ على قدميّ حافيتين
أحببتُ الإلتصاقَ بالجدار ..
فالأرضُ و هوَ شديدان البرودة
و أنا أعاني الحُمّى !
أسقمني الفؤاد بثقلهِ و غمه !..
أسمعُ صوتَ الزوايا ..
تطلبُ التهامي !..
تغريني البرودةَ المنبعثة منها
لكن كلما أغمضتُ عيناي
و أرخيتُ حواسي
و أرهفتُ مسامعي ، ترتعدُ فرائصي من أزيزِ نهمها
•
•
•
هل سيطولُ نومي ؟!..
الشريطُ أسود !..
و الصورُ سوداء ..
لم تتجلّ ملامحها حتى في بزوغ الشمس الساطعة
كل شيءٍ عديمُ الملامح
كل شيءٍ يبدو كالظل !..
شاحب
مهيب !..
و أنا لا أستطيع رسمَ ملامحَ جديدة
فمحبرتي سوداء
و نبضي .. و دمي .. و روحي سوداء ..
يخال إلي ، أن النجمَ قد سرقَ الألوان و غادر
هربَ إلى حيثُ لا أراه
إلى المستحيلِ الذي لا أجده !..
كم مرةً عليّ أن أغير ذاتي ؟!..
كل شيءٍ زائل
ينسحبُ مع الأيام
كانسحابِ الشمسِ من السماء
كل شيءٍ ينسى
كل شيءٍ يختفي
كل شيءٍ يتغير
و أنا ما زلتُ أنتظر الفرصة
الفرصة التي سأرزقُ فيها نفساً نظيفاً ..•
لا احتاج لمنامٍ الآن
سعيداً كان أم كابوساً !..
احتاج لأن اقرضَ النهار بنومٍ عميق ..
عميقٍ و حسب
نوم هنيء ، لكل الساهرينَ مثلي ..•
ألقيتُ برسالتي خارجاً
فلا محلّ للعواطفِ هنا !..
لا تبحثو عن نبضي
فلقد فقدته !
محبرتي فارغة جداً
من سيسقي ورقي الليلةَ إذاً ؟!..
ربما أنا أكثرُ شخصٍ أدركَ معنى ( على الهامش ) ..•
عبرتَ على قلبي ..
كعبورِ الغمامة الماطرة ، الماطرة بغزارة
سرعانَ ما تجاوزت قلبي و اختفت
لقد حل الصيف
و تقشفت السماء من الغمام
و ها هو قلبي يعاني الجفاف !..
هل ينتظرُ حلولَ غيثكَ من جديد ؟
ينتظر عبورك في ذاتِ الفصلِ الهارب ؟
هل سيطول سيرك حتى تعود ؟!..
تلكَ العروق تيبست
و القلب باتَ صلباً و كل ما بهِ تخثر ..
كيف له أن ينبضَ دونك ؟!..
أشياءٌ كثير تضجّ بي
و أنا إن استوعبتُ قليلها ما استوعبتُ كثيرها ..
أنا حتى الآن لم أتمعن جيداً
لم أفهم ..
لم أجدي بعدَ ذلكَ نفعاً ..!
لا بأس ، لقد تعبت عنقي الممتدة للأعلى
سأحنيها قليلاً ..
هل هناك ما هو أسوء من التعلُّق ؟!..
في كل يومٍ أقطعُ وعداً مع نفسي
أكتبُ عهداً و وثيقة .. تتساقط حروفها كلما سرقني الحنين عندَ نافذتك
هكذا الروح تهفو
هكذا سحرك يغريني
هكذا تنسيني !..
لستُ حازمةً أبداً معك
أو مع نفسي
فهل لك أن تساعدني ؟..
بدأتُ أنحرفُ عن خططي و أهدافي
كنتُ صامدةً حتى تلكَ الساعة ..
أنا مشوشة جداً ..
جداً •
لحظة الإنقلاب !..
ماذا تعني ؟!
أخبروا فراشاتي الثائرة
أنِّي هربتُ من ظلي !..
أخمدي تلكَ النار
حتى لا يخنقكِ الدخان ..
و تجاهلي النداء
و لا تتبعي الصدى
فربما ارتد الصدى من قاعٍ أو وادٍ سحيق
لا تحدقي في المرايا ، و التمسي الحقيقة
الحقيقة فقط !..
و انظري دائماً إلى مصدر النور
لا انعكاسه ..•
لن تكونَ ناجحاً إن سلكتَ طريقاً تجهله
لكن يمكنكَ أن تبني طريقاً لنفسك !
تشيدَ جسرَهُ حجراً حجراً
حينها ستتركُ أثراً جميلاً في داخلك
قبل أن تتركهُ في الآخرين .
ترفع عينيها ، فتضعُ العجوز يدها عندَ عينيها قائلة :
- لا ترفعي عينيكِ إليه ، فهوَ من المحظورين عليكِ .
تكسر بصرها ، و تبعد يد العجوز عن عينيها و هي تنظر إلى وجهها :
- لماذا ؟
- حتى لا ينظرَ إليكِ .
- و لماذا لا ينظر إلي ؟
- حتى لا يكون محتملاً أن تأسري قلبه !
- هل أنظره ، دونَ أن يراني ؟!
- لا تنظريه .. حتى لا تتخذيهِ حلماً مستحيلاً .
- ...
- أرى شغفاً في عينيكِ يا صغيرة !
أغمضت عينيها و همست :
- محرمٌ أن أكونَ شغوفة ..
شكراً لكل من افتقدني و سأل و من لم يسأل
غياب مفاجئ ، سببه ظرف مفاجئ !
وفاة والدي العزيز
أدعوا له بالمغفرةِ و الرحمة
•
•
•
و جعلني رحيلك يا أبي في عداد الأيتام
امسحوا على رأسي فإني يتيمة !..
و توطدت علاقتي بالتراب ، مذ أنْ ضمّ جسدك
حفنة من قبرك تنفستُ رائحتها بشوق
بحب
بحنينٍ إليك
الأرض عالمٌ كبير
تضمُ زروعاً
و تضمُ أحياءً و تضم أرواحاً
و هنيئاً لها أن ضمتكَ يا حبيبي
و تعساً لي .. على فراقك ..
لا أريدُ هماً غيرَ همي
ليتضخم هم فراقكَ يا والدي
و ليتضاءل كل ما عداه ..
ما زلتُ أرْقُبُ الليلَ و الصبحَ في دهشة
كلاهما آية
و لكلاهما سهام
و لهما حكاية ..
لا تحاول النظر إلى عينيّ
فهي نوافذٌ بلا ستار
و يداي لا تستطيع حجبَ قلبي !..
عظيمة هي الأماني المستحيلة !..
هل الليلُ طويل ؟..
أم النهارُ قصير ؟..
أم أننا نقفُ كثيراً في المساء
و نركضُ في النهار ..
دثارنا الظلام
و جلاؤنا النور
نحنُ لا نختبئ !
بل الليل يخفينا ..
أحدِّثكَ في ألفِ ساعةٍ من الصمت
استنطقُ الفراغ بشيءٍ من الذكريات
فكل ما هُنا تكلّم ..
كل ما هنا حدثني ، و تلعثم ..
و أنا غارقةٌ فيك
استرجعُ ضحكاتِ الأيام العامرة بخطواتك ..
ليتَ خطواتكَ كانت خالدة !..
vBulletin® , Copyright ©2000-2024,