ميــّم
11-19-18, 07:51 PM
•
https://d.top4top.net/p_1053ijf5i0.png (https://up.top4top.net/)
إشتقتُ كثيرًا لِـ تلك الأيام .
كُنت أحب الجلوس في منزلها أكثر من منزلنا .
فَـ منزلنا لا أعرفه إلا وقت النوم و بِـ أمرٍ من أمي .
كُنت أحتمِي بها من أبي ، عندما أخطئ لا أخاف .
لأنني أعلم أن هُناك من سيُدافِع عني .
جدائل شعرها و مشطها ، رائِحتها ما زالت تُداعب أنفي .
لم أنسى عندما كانت تطلب من جدي شراء اللبن و العصير و يأتي به و يقول :
خُذي جعله سمّ في بطنك !
كُنت أكرهه و أكره قسوته .
لم أنسى ذلك اليوم عندما علمنا بِـ مرضها .
لم أنسى عندما إِقتربت منها لإحتضانها كيف أبعدتني عنها !
لم تكُن تُريد لي الإصابة بِـ المرض و لكنني لم أكن أعلم بِـ مقصدها في ذلك الحين .
لم أنسى تلك الأعياد ، عندما نذهب قبيل العيد لإحضارها من المستشفى لِـ تشاركنا فرحتنا .
لم أنسى تلك الهدايا التي تُحضرها لي عند إنتقالي من صفٍ لِآخر .
لم أنسى آخر عيد لها معنا ، كانت تودعنا على غير العادة ، إحتضنتني لأول مره بعد إصابتها بِـ المرض .
أوصتني بِـ نفسي و بِـ دراستي ، أخبرتني أنني الوحيدة من بين جميع أحفادها أشبهها و أنها تُحبني كثيرًا .
لم أنسى تلك الأريكة ، عندما أتت أُختي لِـ إيقاضي :
بنت ميم ، جدتي توفت !
لم أنسى ردي عليها في ذلك الوقت :
ليت جدي اللي توفى مو هي .
أستغفر الله ؛ لم يكن ذلك إعتراضًا على قدر الله ، لكني لم أستوعب ذلك الحين .
لم أنسى عندما دُفنت في مكة أطهر بقاع الأرض و لم أنسى أني ذلك الوقت لم أودعها .
لم أنسى وجه أبي أيام العزاء ، كانت المره الأولى و الأخيره التي أرى بها إنكساره ، أرى الدموع تذرفها عيناه .
لم أنسى جدي و نحيبه ، كُنت أتسائل كيف غادرته القسوه ذلك الوقت !
و لم أنسى عمتي عندما كانت تُصلي و رن هاتفها و هي راكعة فَـ ردت على المتصل :
جالسة أصلي و أنهارت بِـ البكاء ، لم تكن في وعيها ذلك الحين .
رحلت رحمها الله بعد أن تركت جُرح كبير بيننا و جرحٌ أكبر في قلبي .
رحم الله تلك الروح الطاهرة وغفر لها و أسكنها فسيح جناته و جمعني بها في الفردوس الأعلى بِـ إذن الله .
https://d.top4top.net/p_1053ijf5i0.png (https://up.top4top.net/)
إشتقتُ كثيرًا لِـ تلك الأيام .
كُنت أحب الجلوس في منزلها أكثر من منزلنا .
فَـ منزلنا لا أعرفه إلا وقت النوم و بِـ أمرٍ من أمي .
كُنت أحتمِي بها من أبي ، عندما أخطئ لا أخاف .
لأنني أعلم أن هُناك من سيُدافِع عني .
جدائل شعرها و مشطها ، رائِحتها ما زالت تُداعب أنفي .
لم أنسى عندما كانت تطلب من جدي شراء اللبن و العصير و يأتي به و يقول :
خُذي جعله سمّ في بطنك !
كُنت أكرهه و أكره قسوته .
لم أنسى ذلك اليوم عندما علمنا بِـ مرضها .
لم أنسى عندما إِقتربت منها لإحتضانها كيف أبعدتني عنها !
لم تكُن تُريد لي الإصابة بِـ المرض و لكنني لم أكن أعلم بِـ مقصدها في ذلك الحين .
لم أنسى تلك الأعياد ، عندما نذهب قبيل العيد لإحضارها من المستشفى لِـ تشاركنا فرحتنا .
لم أنسى تلك الهدايا التي تُحضرها لي عند إنتقالي من صفٍ لِآخر .
لم أنسى آخر عيد لها معنا ، كانت تودعنا على غير العادة ، إحتضنتني لأول مره بعد إصابتها بِـ المرض .
أوصتني بِـ نفسي و بِـ دراستي ، أخبرتني أنني الوحيدة من بين جميع أحفادها أشبهها و أنها تُحبني كثيرًا .
لم أنسى تلك الأريكة ، عندما أتت أُختي لِـ إيقاضي :
بنت ميم ، جدتي توفت !
لم أنسى ردي عليها في ذلك الوقت :
ليت جدي اللي توفى مو هي .
أستغفر الله ؛ لم يكن ذلك إعتراضًا على قدر الله ، لكني لم أستوعب ذلك الحين .
لم أنسى عندما دُفنت في مكة أطهر بقاع الأرض و لم أنسى أني ذلك الوقت لم أودعها .
لم أنسى وجه أبي أيام العزاء ، كانت المره الأولى و الأخيره التي أرى بها إنكساره ، أرى الدموع تذرفها عيناه .
لم أنسى جدي و نحيبه ، كُنت أتسائل كيف غادرته القسوه ذلك الوقت !
و لم أنسى عمتي عندما كانت تُصلي و رن هاتفها و هي راكعة فَـ ردت على المتصل :
جالسة أصلي و أنهارت بِـ البكاء ، لم تكن في وعيها ذلك الحين .
رحلت رحمها الله بعد أن تركت جُرح كبير بيننا و جرحٌ أكبر في قلبي .
رحم الله تلك الروح الطاهرة وغفر لها و أسكنها فسيح جناته و جمعني بها في الفردوس الأعلى بِـ إذن الله .