المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ما حدث..


مغلف أبيض
02-18-19, 10:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


"يَشعُر الاشخاص الذين جمعتهُم المأساة المُشتركة بنوع من الأرتياح عِندما يَجتمعون معاً "

-تشيخوف



هذا ما حدث..
يوم عدت للمنزل في الساعة السابعة والنصف صباحا توجهت سريعا للمطبخ كنت اشعر بجوع شديد لم اكن اعرف ما الذي ارغب في تناوله لم يكن صنف الطعام المهم المهم ان اسد جوعي، اخذت سكينا لتقطيع بعض الطمام التي اخرجتها من البراد للتو، وتفحصت السكين شعرت انه لابد من غسلها رغم انها تبدو نظيفه ظاهريا تناولت اسفنج المواعين وبدأت بدعك السكين لتنظيفه كنت امسك بالاسفنج في راحة يدي اليمنى والسكين في يدي اليسرى وخلال عملية الدعك كان يظهر لي لون احمر غريب مجهول المصدر، غسلت السكين ولكن اللون الاحمر او السائل الاحمر استمر في التدفق دون توقف بعد برهة كانت رغوة الصابون قد اختفت وتبين انني جرحت يدي جرحا عميقا اثناء تنظيف السكين نظرت إلى يدي بتمعن كان الجرح عميقا جدا والدم يتدفق بغزارة كبيرة حتى انه بدأ يغطي ارضية المطبخ مالم افهمه انني لم اكن اشعر بأي ألم مطلقا استدرت ابحث عن منديل او قطعة قماش اضعها على يدي لأوقف النزيف. لكن لم اجد شيئا منذ لك، اخذت هاتفي وغادرت المنزل ركبت سيارتي بصعوبة بينما يدي تنزف وبغزارة وبالرغم انني لم اكن اشعر بأي ألم لم استطع تشغيل السيارة اخرجت هاتفي من جيبي وفتحت احد تطبيقات الذي يقدم خدمة طلب سيارة بعد دقائق كان الرجل يقف بسيارته امامي سألته ان يأخذني الى المستوصف القريب إلا انه ذعر عندما رأى يدي قال لي انه لن يتحمل مسؤولية ما قد يحدث لي وانا في سيارته وطلب مني ان اتصل بالإسعاف.. ثم غادر المكان ، في تلك اللحظة كان علي ان اجد وسيلة للذهاب الى المستوصف فـ بالنظر للنزيف الذي اتعرض له سأفقد وعيي قريبا ، اتصلت بسيارة الإسعاف دقائق حتى اتت السيارة اخذتني لاقرب مشفى فورا تم ادخالي لقسم الطوارئ كانت يدي متضررة بشكل كبير و اي شخص سينظر لها سيدرك ذلك حتى وإن لم يكن يتمتع بأي معرفة طبية اخذتني الممرضة نحو احد الأسرّة في قسم الطوارئ طلبت مني ان استلقي واغلقت الستارة من حول السرير ..ثم طلبت الطبيب فورا ، اتى طبيب جراح والذي يبدو انه في اواخر الخمسينات تفحص يدي وسألني ما الذي حدث لها اخبرته انني اذيت نفسي بالسكين نادى على الممرضة الا انها لم تجبه لم تكن يدي تحتمل الإنتظار لذا وضع عليها بعض المطهرات والمحاليل وقام بتنظيف الجرح ثم بدأ بتقطيبه كنت صامتا تماما لم أتي بأي حركة بعد بضع دقائق اتت الممرضة ونظرت الى الطبيب بدهشة ثم بدأت تهمس له بالإنجليزية ولم افهم شيء مما تقوله توقف الطبيب فجأة عن تقطيب الجرح ونظر لها في محاولة فاشلة للسيطرة على تعابير وجهه كان مصدوما نظر الى عيني وسألني ان كنت اشعر بأي شيء غريب اجبته بكل صراحة انني مستغرب لم لا اشعر بالألم في يدي هز رأسه بشكل مبهم وهمس للممرضة ببضعة كلمات وغادر المكان طلبت مني الممرضة ان انتظر الطبيب ،كان قد اغلق الجرح تماما واظن ما بقي فقط ان يلف الشاش عليه وربما توضع بعض المطهرات والمضادات الحيوية انتظرت هناك وطال انتظاري مرت عشرون دقيقة وانا ما ازال انتظر فتحت طرف الستارة لأرى أين ذهب الطبيب او الممرضة ثم لمحت الطبيب يقف على بُعد بضعة امتار مني وإلى جواره رجل في زي شرطي، ثم تبين لي من الرقعة على كتفه انه من مكافحة المخدرات بدأت بتحليل الموقف ثم ادركت انه من المؤكد ان الطبيب شك في اني اتعاطى المخدرات ولهذا لا اشعر بأي ألم حملت هاتفي بسرعة واخذت بعض الضماد من على العربة القريبة مني وتسللت عبر الستائر المجاورة لي وغادرت المكان سريعا ،الله وحده يعلم ما الذي كنت سأتعرض له ان بقيت ليستجوبني ذلك الشرطي ، غادرت المشفى وطلبت سيارة لتوصلني للمنزل بعد بضعة دقائق كانت السيارة امامي ركبتها سريعا وطلبت منه ان ينطلق خشية ان يراني احد كانت القطب في يدي ما تزال مكشوفة ومظهرها مهيب ومقزز سألني قائد السيارة عما اصابني ثم بدأ بالثرثرة والأسئلة التي لا تنتهي وطيلة خمس دقائق كان يتحدث دون انقطاع طلبت منه ان يتوقف لأنزل في منتصف الطريق لم اكن ساتحمل ثرثرته حتى اصل للمنزل لكنه رفض ان ينزلني لان ذلك يؤثر على تقييمه في عمله كسائق اجرة، واكمل ثرثرته دون توقف بدأت وقتها اتصبب عرقا من كتمي لغيضي ثم وبدأت اتخيل كيف لو انني انفجر فيه اقسم انه ان لم يصمت سأخلع المقود من مكانه واحشره في فمه الثرثار حتى امزقه وثم انتزع لسانه من حلقه واثبته على الجزء الامامي من سيارته الغبية و اغزر فيه قلمه وبهذا يتعلم الصمت كان خيالي جامحا اكثر مما يجب لكن فؤجئت بالسيارة تتوقف فجأة وطلب مني الرجل النزول نعتني بالمختل المجنون بينما كنت اغلق باب السيارة، ويبدو أنني كنت افكر بصوت مرتفع عندما تخيلت ما سأفعله به ، لم ياخذ مني مقابل بمجرد ان انزلني غادر سريعا ، لم يكن يفصلني عن البيت مسافة كبيرة لذا قطعتها على الاقدام رغم ان الساعة كانت تشير للتاسعة والشمس حارقة وصلت للمنزل كنت قد ضمدت يدي واخفيت القطب الظاهرة كان موضوع عدم شعوري بالألم محيرا ربما تكون هناك مشكلة في الاعصاب او في ارسال اشارات الألم من الدماغ وإلى يدي و ربما تلقيت ضربة ما أدت الى ذلك
ما إن دخلت الى المنزل حتى اتجهت سريعا للمطبخ لأنظف الفوضى التي احدثتها هناك استغرق مني ذلك وقتا طويلا بعد ان انتهيت نظرت إلى يدي المصابة وبدأت بتأملها ثم لاحظت ان هناك شيء مختلف بدا وكأنها ليست يدي نظرت الى ذارعي ثم الكتف وكأنها حقا ليست يدي اتجهت الى المرآة وخلعت قميصي لأرى الى أي حد تبدو هذه اليد وهذه الذراع ليست لي عندما نظرت عبر المرآة شعرت بالذعر والخوف كان الوجه الذي ينعكس عبر المرآة ليس وجهي من هذا كيف ذلك لا اعرف حاولت ان اتذكر كيف ابدو شعرت بالضياع هل فقدت عقلي انا متأكد ان هذا ليس وجهي وهذا الجسد ليس جسدي جلست لبضعة دقائق لأحاول ان استوعب ما يحدث ، لم يبدو لي انه شيء يستوعبه عقلي هذا ليس جسدي وهذا ليس وجهي وهذه ليست يدي ربما أنني احلم او انا في حالة تنويم مغناطيسي او قد اكون ضحية تجربة علمية ما وانا عالق في جسد شخص اخر لكن من انا العالق هنا ..كل ما اعرفه انني لا اشعر بألم هذا الجسد بدأت بلكم الجدار لكمات متكررة حتى تهشمت اصابع يدي وبرز العظم من خلال اللحم الممزق والدماء تسيل دون توقف ولم اشعر بأي شيء مطلقا كيف اتمكن من السيطرة على تحركات هذا الجسد دون الشعور بألمه كيف استعيد جسدي وحياتي كيف اعود لما كنت عليه ووضعت نظريات مختلفه مبنية على وقائع مزيفة شاهدت بعضها في أفلام الخيال العلمي وبعضها قرأتها في مقالات مشكوك في صحتها ،لتحرر من هذا الجسد على ان اغادره وربما انني اكون روح غادرت الجسد الاول وانتقلت لهذا الجسد عن طريق الخطأ ثم لأغادر على ان اجد منفذا عبر هذا الجسد ربما اذا شققت الصدر استطيع الظهور بصورة طيفية واغادر ولكن ما الذي سيحدث لهذا الجسد ان غادرت هل سيموت ثم انا هل سأتمكن من العودة لجسدي ، لم اكن ارغب في اذية هذا الجسد اذى قاتل ولهذا بدأت بإحداث جروح في امكان مختلفة بسكين حادة بعض الجروح في الساق في اليدين في الرقبة في الوجه لكن أي منها لم يجدي نفعا والمكان اصبح ممتلئ بالدماء وجسدي اعني الجسد الذي انا فيه اصبح مغطى بالدماء وكأنه جثة حية بالنظر لكم الجروح التي تغطي الجسد كان الوقت قد شارف على المغيب وانا لم اجد حلا بعد، استلقيت على الآريكة واغمضت عيني آملت ان يكون هذا مجرد حلم مزعج ينتهي فور استيقاظي منه اغمضت عيني وغططت في النوم ..

فتحت عيناي كانت الستائر البلاستيكية البيضاء التي تغطي النافذة والسرير الكبير الذي انا فيه يظهران انني في المشفى وعندما نظرت للمكان من حولي وللباسي تيقنت اني في المشفى عندما حاولت النهوض شعرت بالألم وقد شعرت بسعادة غامرة لهذا الشعور بالألم ..لقد عدت لجسدي وعندما رغبت في النزول من على االسرير كان هناك امرا لم افهمه ساقي اليمنى كانت غير موجودة لم استطع استيعاب الامر في تلك اللحظة دخلت والدتي الغرفة سألتها: ما الذي حدث لساقي هزت برأسها وكأنها هي الاخرى لا تستوعب الأمر
"لقد جن جنونك وبدأت في الهذيان والتحدث بامور غير مفهومة عن رغبتك في العودة ثم قمت ببتر ساقك بقطعها بمنشار .. لتغادر هذا ما كنت تكرره مرارا (اريد العودة لجسدي) "



انتهى

مرجانة
02-18-19, 11:25 AM
حسيتني بفلم دموي

بربك ديزاينر !!.. أي فلم أثر فيك قبل لا تكتب هذا النص ؟
ههههههههه

ممتع عموماً
يعطيك العافية

حلوة البحرين
02-18-19, 11:32 AM
كلمات صادقه طعنت منطقه هشه فى القلب

احسست بصدق كلماتك

لامست فيها امنيات القلب وعذابه

والخوف من المجهول ومفاجاته

لك ولحرفك كل التحياتى والتقدير

تحياتي

مساحة قلم
02-18-19, 02:08 PM
طريقه سرد جميله فيها تشويق كثير
يختم ويثبت لمده

بانه
02-18-19, 03:27 PM
يا الله ,,,
افكار وخيآلات نفسية مرعبة
عشت مع الأحداث لدرجة اشعرتني بالخوف الحقيقي

Desiĝner
تملك موهبة فذة وقدرة فائقة على التحكم بالحروف والكلمات
لدرجة تجعل من يقرأ لك يعيش مع الأحداث وكأنه داخلها ...

اهنيك استاذي
استمر والى الأمام دائماً
لك ولقلمك المميز المزيد والمزيد
من الأحترام والتقدير

شَغَف
02-18-19, 11:53 PM
سرد مُذهل ،
وخيال شاهِق ،
بالحقيقة راودتني أسئلة عديدة بينما أقرأ القصة ،
منها فكرة قصة تلك العائلة التي أراها قد حظيت بنعمةٍ ونقمة بذاتِ الوقت ،
والتي تعاني من "متلازمة مارسيلي" ،
المرض الذي يمنعهم عن الاحساس بأي ألم جسدي .
ثم راودتني فكرة "تناسخ الأرواح" التي يعتقدها معتنقوا بعض الاديان ؟ ! ! .

خيال واسع ،
وحرف حاضر البديهة ،
لحرفك المجد .

شطرنج
02-19-19, 02:24 AM
ديزاينرتوف
ذكي القلم والمشاعر
اي عقلا تحمل يا صاح
جاوزت حدود الفكر المدرك
كبلت الحواس المستعمره في الجسد
في قيود الصمت
وحررت الكلام من قاموس الضياء
قاد عنانه لمطلع نواميسك
فما اسبر قلمك على ورق
بل هطل امتزاج يثير دهشة القارئ
جاذبيه الالم
انشطار الارواح منذ الازل
اعدت لجيران الظلوع متكئ
انهزام المكان
وركلت الوقت بمشهد رائع
اتتك الابعاد الاربعه صاغره
تشهد نبوغ فضيلتك
طقوس النص تعلن حياة من نوع آخر
سمو فوق قوة المشاعر
و لو عرضت هذا النص على الاعلام
لوضوعه في مشاهد بولسي
وعلم الجنايه يعجز في فك احجيته
وعادو خائبين
لأنهم لا يرون الا بتقنيه المحدوده
هنا
المشاعر لها عيون والروح مجسده
بشكل ملائكه
وانا من المعجبين بالاديب الروسي تيشخوف
الذي استبصر العالم بدقه شديده من غرفته
واعطى تجريدا ادبيا وعميقا للأحداث

راق لي قلمك ونص مثالي

آسيرة حرف
02-19-19, 05:23 AM
الفاضل / Desiĝner

في البدايه عندما شاهدت اسمك هنا لم اصدق فتواجدك هنا قليل
ولكن كنت متوقعه ان خلف اسمك هنا مفاجئه لذلك قلت لنفسي استعدي

يالهذا الضياع لاوصول فيه ولامنتهى !!

قد يكونو متشاركين في المأساه مختلفين في قوة تحملهم ، تقبلهم ، تقواهم وقد يكون هناك اختلاف في مشاعرهم لن تكون دوماً المشاركه كافيه هي كلباسٍ متشابه يختلف من يرتديه
اتعتقد ذلك ؟
وخالقي انا اعتقد ذلك

حطامنا الداخلي قد يصنع من حياتنا طامة كبيره
كبتره لساقه بنفسه !!
وهذيانه بالعوده
هل كانت غفوه كافيه يتلبس فيها عقله واقع مختلف ويقاسي واقعه الحقيقي
الى اين قد يوصلنا الخيال الى اذية النفس
الى ماذا بالضبط ؟؟
ايعقل ان يكون الخيال هو البوابه الزمنيه التي تربط بين الاثنين
بينما من يتعداها يتضرر ولن يكون هناك اثر عليها وانما ع من يستخدمها

نعم فشلت في الحقيقه في توقع ماحصل له
هل كان عدم احساسه ب الالم لان السكين مسموم !! ولكنه نظييف تماماً
بينما مالذي ارعب الدكتور
قد يكون خبر بتر يده هذا ماتوقعته وبنهايه يبتر ساقه بنفسه
حيرتني عندما جعلتني اركز ع يده وصدمتني عندما بترت له ساقه :لا بالله:
ومع تضرر بدنه الا انه تخدير مؤقت
ربما استعاره عالم آخر جعل من هذيانه نهاية له
نهاية موشومه بالمعاناه والصدمه الذاتيه هي نهايه مشؤومه :26:

احتاج ان اطفئ عقلي قليلاً بعد ان اتممت قرائتها بالفعل عقلي يحتاج الى الراحه


تستحق التقييم وخالقي
لطالما تروق لي كتاباتك انت بالفعل ملهم
تهتم بمانحمله في داخلنا فتخفيه
كيف ، لماذا ، ما الذي يحدث تتضح في النهايه
ابتسم لعقليتك حماك الرحمن

انا ع يقين ان جديدك القادم قد يأخذني في جولة آخرى

تقبل ردي وعبق وردي مع خالص احترامي لسموك
آسيرة حرف

آلنـور
02-22-19, 09:28 AM
اوقات كثيرة نشعر بأننا روح سكنت جسد آخر
و ما يؤكد لنا ذلك تصرفاتنا الغريبة .. التي لم نتعود عليها ..
افكارنا المجنونة ..
نصرخ بدون صوت .. نضحك بشكل هستيري ..
لكن لايرانا سوى ذاك الجسد الذي نسكنه ..


نص يدعو للتأمل
ابدعت

حسناء الفارس
03-22-19, 03:24 PM
موضوع جميل.. دمت بخير

ذات
03-23-19, 01:33 AM
كنت ستجاهل الطرح لمجرد رؤيتي تلك السطور الكثيرة
ولكنك احسنت في وضع مقبلات تشيخوف لحروفك
و من بعدها اخذني اول سطر الى اخر سطر دون ان اشعر
ابدعت يا اخي و لا حدود لابداعك
وفقك الله

أطياف الفرح
03-23-19, 03:38 PM
اعجز عن تشكيل رد يليق
دائما مبهر ومبدع
وليس بغريب عليك هذا الابداع
استمر ومتابعه لكل جديد لك باذن الله
التقيم+الفايف ستارز

EVE
03-26-19, 09:22 AM
شكرا لشيء جرّني إلى هذه الصفحة
شعرت بأن أجزائي تلتئم و أنا أقرأ ما حدث يا ديزاينر

jrm99
03-27-19, 02:54 AM
للامانه اول مره اقرا قصه بهذي الغرابه
شي مذهل ابدعت ي ديزاينر
ننتظر جديدك :ورده:


SEO by vBSEO 3.6.1