القارظ العنزي
03-13-19, 09:47 AM
دارين :
هي إحدى مدن المنطقة الشرقية بالسعودية ، وما يسمى بإقليم البحرين بالجاهلية حتى بعد القرن السابع الهجري .
قيل عنها :
دارين اسم غير عربي الأصل ، وتعنى بالفارسية العتيقة ، وهي جزيرة تقع في مدخل خليج القطيف الى الجنوب من جزيرة تاروت ، وقد كانت حتى ظهور الاسلام من أكثر مدن البحرين عمرانا وأبعدها شهرة في ميدان الاستيراد والتصدير ، وقد كانت فيما مضى مرفأ تجاريا مهما وهمزة وصل بين الشرق والغرب ، وقد وصفها ياقوت الحموي بأنها فرضة بالحرين يجلب اليها المسك من الهند .
قال بن خلدون (دارين هي من بلاد البحرين ينسب اليها الطيب كما تنسب الرماح الى الخط بجانبها فيقال : مسك دارين ورماح الخط) .
وقد أكثر الشعراء من التنويه بدارين وما تعج به أسواقها من ألوان البضاءع والسلع الى حد أغرى اللصوص بالقدوم اليها من المناطق الناءية للسطو على كل ماتصل اليه أيديهم من انواع السلع في غمرة الزحام ، وهذا ما عبر عنه الأعشى بقوله :
يمرون بالدهناء خفافا ..... عيابهم
ويرجعن من دارين بجر . الحقاءب
على حين ألهى الناس جل أمورهم
فندلا زريق المال ندل ..... الثعالب
على أن شهرة أهل دارين بالاتجار في العطور بلغت حدا جعلت الداري اسما للعطار ذاته .
ومن ابدع ما قيل في هذا المضمار ما جاء في قصيدة حمديس منها قوله :
وراهبة أغلقت ... ديرها
فكنا مع الليل ... زوارها
هدانا اليها شذى . قهوة
تذيع لأنفك .... أسرارها
فما فاز بالمسك الا فتى
تيمم دارين أو .... دارها
وقد كانت هذه الجزيرة من أشهر موانيء الخليج عن طريقها تصل بضاءع الشرق الى مختلف أنحاء الجزيرة كالأقمشة وأنواع الطيب والأسلحة كالرماح والسيوف وغيرها لأنها تقع على ساحل تصل اليه السفن في يسر وسهولة لعمقه وقلة الحواجز الصخرية التي تعوق سير السفن .
وقد فقد هذا المرفأ أهميته بعد تأسيس ميناء البصرة في صدر الاسلام ثم ميناءي القطيف والعقير فيما بعد ، ولعل من أسباب ضعف دارين عدم اتصالها بطريق بري يسهل نقل ما يصل الى ميناءها من البضاءع الى داخل البلاد .
وقد اصبحت دارين في السنوات الاخيرة قرية صغيرة قليلة الاهمية ، وعلى مقربة منها توجد آثار عمران قديم على مرتفع من الارض لا يزال ينتظر البحث التنقيب لاماطة الستار عن تاريخ وأهمية هذه الجزيرة في العصور السالفة :
وقد قدر بعض الباحثين سكان الجزيرة في سنة ١٣٩٣ للهجرة بحوالي ٣٥٠٠ نسمة . أما الان فقد تبدل حالها ودب العمران فيها وتضاعف سكانها في ذلك شأن بقية بلدان المنطقة .
من كتاب تاريخ هجر وشرق الجزيرة العربية لعبد الرحمن عثمان ال ملا ج١ ص ٢٥٧ - ٢٥٨
القارظ العنزي
هي إحدى مدن المنطقة الشرقية بالسعودية ، وما يسمى بإقليم البحرين بالجاهلية حتى بعد القرن السابع الهجري .
قيل عنها :
دارين اسم غير عربي الأصل ، وتعنى بالفارسية العتيقة ، وهي جزيرة تقع في مدخل خليج القطيف الى الجنوب من جزيرة تاروت ، وقد كانت حتى ظهور الاسلام من أكثر مدن البحرين عمرانا وأبعدها شهرة في ميدان الاستيراد والتصدير ، وقد كانت فيما مضى مرفأ تجاريا مهما وهمزة وصل بين الشرق والغرب ، وقد وصفها ياقوت الحموي بأنها فرضة بالحرين يجلب اليها المسك من الهند .
قال بن خلدون (دارين هي من بلاد البحرين ينسب اليها الطيب كما تنسب الرماح الى الخط بجانبها فيقال : مسك دارين ورماح الخط) .
وقد أكثر الشعراء من التنويه بدارين وما تعج به أسواقها من ألوان البضاءع والسلع الى حد أغرى اللصوص بالقدوم اليها من المناطق الناءية للسطو على كل ماتصل اليه أيديهم من انواع السلع في غمرة الزحام ، وهذا ما عبر عنه الأعشى بقوله :
يمرون بالدهناء خفافا ..... عيابهم
ويرجعن من دارين بجر . الحقاءب
على حين ألهى الناس جل أمورهم
فندلا زريق المال ندل ..... الثعالب
على أن شهرة أهل دارين بالاتجار في العطور بلغت حدا جعلت الداري اسما للعطار ذاته .
ومن ابدع ما قيل في هذا المضمار ما جاء في قصيدة حمديس منها قوله :
وراهبة أغلقت ... ديرها
فكنا مع الليل ... زوارها
هدانا اليها شذى . قهوة
تذيع لأنفك .... أسرارها
فما فاز بالمسك الا فتى
تيمم دارين أو .... دارها
وقد كانت هذه الجزيرة من أشهر موانيء الخليج عن طريقها تصل بضاءع الشرق الى مختلف أنحاء الجزيرة كالأقمشة وأنواع الطيب والأسلحة كالرماح والسيوف وغيرها لأنها تقع على ساحل تصل اليه السفن في يسر وسهولة لعمقه وقلة الحواجز الصخرية التي تعوق سير السفن .
وقد فقد هذا المرفأ أهميته بعد تأسيس ميناء البصرة في صدر الاسلام ثم ميناءي القطيف والعقير فيما بعد ، ولعل من أسباب ضعف دارين عدم اتصالها بطريق بري يسهل نقل ما يصل الى ميناءها من البضاءع الى داخل البلاد .
وقد اصبحت دارين في السنوات الاخيرة قرية صغيرة قليلة الاهمية ، وعلى مقربة منها توجد آثار عمران قديم على مرتفع من الارض لا يزال ينتظر البحث التنقيب لاماطة الستار عن تاريخ وأهمية هذه الجزيرة في العصور السالفة :
وقد قدر بعض الباحثين سكان الجزيرة في سنة ١٣٩٣ للهجرة بحوالي ٣٥٠٠ نسمة . أما الان فقد تبدل حالها ودب العمران فيها وتضاعف سكانها في ذلك شأن بقية بلدان المنطقة .
من كتاب تاريخ هجر وشرق الجزيرة العربية لعبد الرحمن عثمان ال ملا ج١ ص ٢٥٧ - ٢٥٨
القارظ العنزي