عطاء دائم
05-04-19, 09:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://c.top4top.net/p_1219twczb1.jpg
صانعة السجاد
يحكى في قديم الزمان كان هناك سلطان في إحدى البلاد يحكم بالعدل ...
وكان هذا السلطان يحب العمل ويحث أهل رعيته على العمل واتقان الحِرف ...
وكان للسلطان إبن وحيد ارسله للتعليم في إحدى البلدان البعيده ، وعندما أنهى دراسته وعاد للوطن قرر السلطان ان يزوج ابنه الوحيد وترك للأمير الشاب أختيار عروسة من عامة الناس ليختبر ذكاء ابنه في أختيار زوجته ...
وبناءً على اوامر السلطان اخذ الأمير حصانه ولبس ثياب العامة وسار وسط المدينة وأخد يتفقد الناس وأحوالهم لكن استوقفه متجر كبير لبيع السجاد وحينما دخل سلم على صاحب المتجر وراح يتأمل في السجاد المعلق بالمكان وبعدما أقترب من قطعة سجاد لم تكتمل ،كان الجالس خلفها فتاة في ربيع العمر تقوم بنسج الخيوط وتضع خيوط الصوف الملون بكل براعة وخفة ..
اخد الأمير الشاب ينظر اليها بدهشة وأعجاب لما تفعله ثم بات يسألها عن عملها ومتى تعلمت هذه الحِرفة وهل هي مجبرة على العمل ...
فأجابت الفتاة على جميع أسألته دون أن تتوقف يديها عن العمل فقالت ::..
هذه الحِرفة أخدتها عن ابي وأجدادي ونحن تناقلناها من قديم الأزل وانا أعشق عملي ولا شيئ يجبرني لكي أعمل ..
وزاد أعجاب الأمير بالفتاة وتكررت زيارته لها حتى عزم في نفسه أنها الفتاة المناسبة لتصبح زوجة أبن السلطان وقرر مفاتحتها بالأمر ..
لكن الفتاة كان لها شرط فقالت أنا أريد رجلا يعمل وتكون له حِرفة .. فقال الأمير : ولكني لست بحاجة للعمل فأنا أبن سلطان البلاد وأملك الكثير من الأموال فلا حاجة لي للعمل ..فقالت أنت تملك المال والمال أذا زال ستبقى عاطل أما الصنعة أو الحِرفة فهي تبقى مع الأنسان حتى يموت فأنا لاأثق في المال بدون صنعة ..
وأصرت على شرطها كمهرٍ لها ... وأخيراً وافق الأمير أن يتعلم حِرفة صناعة السجاد وظل يحضر كل يوم لتعلم صناعة السجاد وحَرَصت هي على تعليمه حتى بات ماهر في عملة واتقن العمل بكل براعة ...
واقام السلطان حفل زفاف أبنه الوحيد واسكنه مع صانعة السجاد في قصر السلطان ووفر لها جميع سبل الراحة ، ومرت الأيام وبان الحزن على الأميرة والضجر فأخد أبن السلطان يسأل عن سبب هذا الحزن والهم فقالت بكل تواضع..
أنا يأمولاي تعودت على العمل وكانت حياتي مليئة بالعمل ولا أشعر بالسعاده الا حينما أعمل ولكن منذ قدومي للقصر بت أجلس ساعات طويلة ولا أعمل شيئ غير التنزه وهذا الامر بات يضجرني وأصابني الملل ..
عندها غادر الامير وبعد يوم حضر اليها مفأجاة فقد حول إحدى الغرف الى مشغل للسجاد وأحضر جميع أنواع الصوف ووضع له مكان ليعمل معاها لكي يتسلى هو الآخر وعادة البسمه على وجهها من جديد ..
وفي أحد الأيام خرج الأمير لرحلة صيد في ****** لكن حصانه شرد منه فجأه ووجد نفسه بعيد عن أصحابه وقبل أن يعود للطريق وقع في يد قطاع الطرق وكانوا عصابة من الأشرار يسرقون المارة ثم يقتلوهم حتى لايتعرفوا عليهم عند الحاكم لذلك بعد أن أسروه وأخدوا مامعه من مال وارادو قتله فقال لهم لاتقتلوني وابقوا عليّ فأنا سانفعكم أكثر مما تتخيلوا..
فقال كبيرهم ..كيف ستنفعنا ؟
قال الأمير ..ياسيدي أنا صاحب حرفة تخُرج ذهب لوأحضرت لي الأدوات التي أطلبها منك فسوف اصنع لك قطعة من السجاد لاتليق الا بالسلطان وعندها يعطيك كيس مليئ بالذهب وتصبح غني ..
فكر اللصوص فيما بينهم واعجبوا بالفكرة واحضروا له الادوات والصوف وأخد يعمل ليل نهار ويبرع في عمله دون توقف..
وكان السلطان يبحث عن ابنه في كل مكان دون جدوى وخاف عليه أن يكون مكروه قد اصابه وباتت صانعة السجاد قلقة وحزينه على غياب زوجها ...
وبعد عمل متواصل أخيراً أكمل الأمير قطعة السجاد وقام بلفها بعناية وقدمها للصوص وطلب منهم أعطائها للسلطان ويخبراه انهما تجار وهذه القطعة لاتليق الا بقصر السلطان وسيحصلون على مكافأة مجزية...
وفعلاً لبسوا ثياب التجار وذهبوا لكي يبيعوها للسلطان وما ان عرضوا بضاعتهم عليه حتي أعجب السلطان بها وبجمالها فطلب أرسال لزوجة ابنه كي تراها فقد يؤنسها ويسعد قلبها بعد غياب زوجها ..
وبعد حضور الأميرة ورأت السجادة حتى بان عليها الدهشة والقلق فأخبرت السلطان فوراً قائله : يامولاي والله إني اعرف من صنعها أنه زوجي وهو مع هؤلاء الرجال ...
صُدم السلطان من الخبر فقد كتب الأمير رسالة بين زخرفة السجاد وأخبرهم عن مكانه وعن العصابة وزوجتة هي الوحيده التي تمكنت من قراءتها لأنها ماهره في صناعة السجاد ...
والقى القبض على الرجلين وتمكن السلطان من العثور على أبنة وفرح الناس بالخبر فبعد تحرير الأمير تخلص الناس من العصابة الاجراميه...
يقول المثل ... حِرفة اليدين خير من ورثة الجدين...
ويقول الله تعالى .. وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..صدق الله العظيم..
دمتم بعافية
:x117:
https://c.top4top.net/p_1219twczb1.jpg
صانعة السجاد
يحكى في قديم الزمان كان هناك سلطان في إحدى البلاد يحكم بالعدل ...
وكان هذا السلطان يحب العمل ويحث أهل رعيته على العمل واتقان الحِرف ...
وكان للسلطان إبن وحيد ارسله للتعليم في إحدى البلدان البعيده ، وعندما أنهى دراسته وعاد للوطن قرر السلطان ان يزوج ابنه الوحيد وترك للأمير الشاب أختيار عروسة من عامة الناس ليختبر ذكاء ابنه في أختيار زوجته ...
وبناءً على اوامر السلطان اخذ الأمير حصانه ولبس ثياب العامة وسار وسط المدينة وأخد يتفقد الناس وأحوالهم لكن استوقفه متجر كبير لبيع السجاد وحينما دخل سلم على صاحب المتجر وراح يتأمل في السجاد المعلق بالمكان وبعدما أقترب من قطعة سجاد لم تكتمل ،كان الجالس خلفها فتاة في ربيع العمر تقوم بنسج الخيوط وتضع خيوط الصوف الملون بكل براعة وخفة ..
اخد الأمير الشاب ينظر اليها بدهشة وأعجاب لما تفعله ثم بات يسألها عن عملها ومتى تعلمت هذه الحِرفة وهل هي مجبرة على العمل ...
فأجابت الفتاة على جميع أسألته دون أن تتوقف يديها عن العمل فقالت ::..
هذه الحِرفة أخدتها عن ابي وأجدادي ونحن تناقلناها من قديم الأزل وانا أعشق عملي ولا شيئ يجبرني لكي أعمل ..
وزاد أعجاب الأمير بالفتاة وتكررت زيارته لها حتى عزم في نفسه أنها الفتاة المناسبة لتصبح زوجة أبن السلطان وقرر مفاتحتها بالأمر ..
لكن الفتاة كان لها شرط فقالت أنا أريد رجلا يعمل وتكون له حِرفة .. فقال الأمير : ولكني لست بحاجة للعمل فأنا أبن سلطان البلاد وأملك الكثير من الأموال فلا حاجة لي للعمل ..فقالت أنت تملك المال والمال أذا زال ستبقى عاطل أما الصنعة أو الحِرفة فهي تبقى مع الأنسان حتى يموت فأنا لاأثق في المال بدون صنعة ..
وأصرت على شرطها كمهرٍ لها ... وأخيراً وافق الأمير أن يتعلم حِرفة صناعة السجاد وظل يحضر كل يوم لتعلم صناعة السجاد وحَرَصت هي على تعليمه حتى بات ماهر في عملة واتقن العمل بكل براعة ...
واقام السلطان حفل زفاف أبنه الوحيد واسكنه مع صانعة السجاد في قصر السلطان ووفر لها جميع سبل الراحة ، ومرت الأيام وبان الحزن على الأميرة والضجر فأخد أبن السلطان يسأل عن سبب هذا الحزن والهم فقالت بكل تواضع..
أنا يأمولاي تعودت على العمل وكانت حياتي مليئة بالعمل ولا أشعر بالسعاده الا حينما أعمل ولكن منذ قدومي للقصر بت أجلس ساعات طويلة ولا أعمل شيئ غير التنزه وهذا الامر بات يضجرني وأصابني الملل ..
عندها غادر الامير وبعد يوم حضر اليها مفأجاة فقد حول إحدى الغرف الى مشغل للسجاد وأحضر جميع أنواع الصوف ووضع له مكان ليعمل معاها لكي يتسلى هو الآخر وعادة البسمه على وجهها من جديد ..
وفي أحد الأيام خرج الأمير لرحلة صيد في ****** لكن حصانه شرد منه فجأه ووجد نفسه بعيد عن أصحابه وقبل أن يعود للطريق وقع في يد قطاع الطرق وكانوا عصابة من الأشرار يسرقون المارة ثم يقتلوهم حتى لايتعرفوا عليهم عند الحاكم لذلك بعد أن أسروه وأخدوا مامعه من مال وارادو قتله فقال لهم لاتقتلوني وابقوا عليّ فأنا سانفعكم أكثر مما تتخيلوا..
فقال كبيرهم ..كيف ستنفعنا ؟
قال الأمير ..ياسيدي أنا صاحب حرفة تخُرج ذهب لوأحضرت لي الأدوات التي أطلبها منك فسوف اصنع لك قطعة من السجاد لاتليق الا بالسلطان وعندها يعطيك كيس مليئ بالذهب وتصبح غني ..
فكر اللصوص فيما بينهم واعجبوا بالفكرة واحضروا له الادوات والصوف وأخد يعمل ليل نهار ويبرع في عمله دون توقف..
وكان السلطان يبحث عن ابنه في كل مكان دون جدوى وخاف عليه أن يكون مكروه قد اصابه وباتت صانعة السجاد قلقة وحزينه على غياب زوجها ...
وبعد عمل متواصل أخيراً أكمل الأمير قطعة السجاد وقام بلفها بعناية وقدمها للصوص وطلب منهم أعطائها للسلطان ويخبراه انهما تجار وهذه القطعة لاتليق الا بقصر السلطان وسيحصلون على مكافأة مجزية...
وفعلاً لبسوا ثياب التجار وذهبوا لكي يبيعوها للسلطان وما ان عرضوا بضاعتهم عليه حتي أعجب السلطان بها وبجمالها فطلب أرسال لزوجة ابنه كي تراها فقد يؤنسها ويسعد قلبها بعد غياب زوجها ..
وبعد حضور الأميرة ورأت السجادة حتى بان عليها الدهشة والقلق فأخبرت السلطان فوراً قائله : يامولاي والله إني اعرف من صنعها أنه زوجي وهو مع هؤلاء الرجال ...
صُدم السلطان من الخبر فقد كتب الأمير رسالة بين زخرفة السجاد وأخبرهم عن مكانه وعن العصابة وزوجتة هي الوحيده التي تمكنت من قراءتها لأنها ماهره في صناعة السجاد ...
والقى القبض على الرجلين وتمكن السلطان من العثور على أبنة وفرح الناس بالخبر فبعد تحرير الأمير تخلص الناس من العصابة الاجراميه...
يقول المثل ... حِرفة اليدين خير من ورثة الجدين...
ويقول الله تعالى .. وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..صدق الله العظيم..
دمتم بعافية
:x117: