جملة مفيده
08-02-19, 10:41 PM
ملاحظة: القصة هي محاولة لكتابة شيء طويل،، ومن وحي الخيال.. وهي وليدة لحظتها، لذا عذراً لركاكتها اللغوية والتنسيقية.
كان يصفرّ لحناً غربياً على ما يبدو، لم يكن يفصل بيني وبينه سوى حاجز زجاجي فيه بعضاً من الثقوب.. وكثيراً من المخاوف.
هو طبيبي، الذي ينظر إليّ تارة ويبتسم ابتسامة شريرة أكثر من كونها عريضة تارة أخرى، ممسكاً ببعض أدوات الجراحة فيرفعها قليلاً ويسنّها ببعضها البعض ويحرك شفتيه " والله لأشق راسك".
يفتح باب صندوقي الزجاجي، وتتبعه ممرضة بيدها قطعة قماش فيأخذها منها ويتجه إليّ فيرميها عليّ ويقول: إشلح! إلبس هذا الروب وهيا إلى غرفة العمليات.
- دكتور خلي الممرضة تطلع!
- لأ الآن.. اشلح!
- يا دكتور عيــ..
- أحكيلك اشلح يا فرات الممرضة بعمر أمك!
- يا دكتور انا حتى قدام أمي ما كنت أشلح!
- ماشي.. بنرجعلك بعد خمس دقايق تكون جاهز!
***********
- دكتور الآن انا جاهز، ولكن ممكن اعرف لما تتكلم معي بهذه الطريقة؟
- صدمتني وأحرجتني! لما كل هذه الوقاحه.. أحببتك و اعتبرتك مثل أخي الصغير وبالآخر تصدمني هكذا!
- صدمتك!؟ كيف صدمتك؟!
- عندما عملت لك العملية الأولى خرجت يومها وانت تتغزل بالممرضة، تتغزل ب ملاك يا فرات.. ملاك وتصفها وكأننا في العصر الجاهلي!
للأمانة.. ملاك جميلة جداً، وأجمل ما في النساء بالنسبة لي اللطف والوداعة، وقد كانت لطيفة.. ودودة.. ابتسامتها بحد ذاتها مسكن.. لكن حينما التفت إلى الطبيب أشعر وكأني في سجن غوانتنامو والسجانون يهيؤون انفسهم لسلخي!
- حسنا يا دكتور، كنت مخدر.. اعتذر.. لم أكن أقصد.. أصلا هي بشعة، وحبة الخال التي في عنقها بشعة، وحتى ابتسامتها تسبب المرض!
سكت الطبيب على مضض.. وقاد بي السرير إلى غرفة العمليات.. ودخلنا سوية.. دخلنا غرفة العمليات!
،،،،،،،،،
الرائحة طيبة رغم انها غرفة عمليات، ووجه مشرق قابع بالزاوية يضحك ضحكة مخنوقة يخشى من العقاب إن خرجت.. أمَلتُ رأسي لأرى صاحبته فلمحتها، أمسك الطبيب رأسي بسرعة وأماله بقوة كما كان..
بدأوا بوضع الاجهزة علي، فقلت لنفسي سآخذ نظرة أخيرة وحينما أملت رأسي سمعت الطبيب يقول:
- نسبة المخدر جيدة... هيا لنفتح رأسه.. لنخرج الحشائش من رأسه، تمتمتُ:
- قصدك لتخرج ملاك من ......، ولم استيقظ إلا بعد سويعات في غرفتي...
جاءني الطبيب سعيدا.. بل تملؤه السعادة، كان يدندن أغنية لبنانية قديمة "واشرح لها.. عن حالتي" ظل يكرر المقطع وكأنه لا يحفظ غيره..
- آه يا حبيبي يا فرات.. هل تشعر أنك بخير؟ كيف رأسك؟ اتمنى أن كل شيء بخير..
- دكتور رأسي اشعر بأنه ثقيل، ثقيل رأسي جدا..
- طبيعي.. هذه عملية وبالرأس، بعد أيام ستغادرنا.. لا ترجع ابدا .. عليك بمستشفى آخر إن تعبت.
- دكتور رأسي ثقيل.. أشعر وكأن فيه أحد!
- يمكن نسيت المقص فيه.. أو يمكن نسيت فيه ممرضة!
- يمكن.. أي ممرضة فيهن!؟
نظر الي نظرة شك..
- دكتور... اشعر اني أحبها... أحبها جدا.. رأسي ممتلئ بها، أخبرني بالله عليك من التي نسيتها في رأسي؟؟
- ومن التي تحبها؟
- التي نسيتها في رأسي!!
- ومن نسيتُ في رأسك؟؟
- أخبرني انت.. أهي ملاك .. أملاك هي؟
- لا الممرضة السمينة أم حامد!
- أم حامد رأيتها قبل قليل، ولكن ملاك لم أراها... هي التي في رأسي، يبدو أنها في رأسي..
- ملاك بعد خمسة ايام.. خمسة ايام وتأتي.. تكون ذابت وخرجت من رأسك!
خمسة ايام! يا إلهي.. خمسة ايام كاملة!
سأكتب لها رسالة، رسالة طويلة... سأخبرها عن كمية الحشيش والاعشاب التي كانت في رأسي قبل أن أراها، سأخبرها أني قد أعمل كل يوم عملية لأراها.. وسأخبرها أكثر.. سأخبرها أن ضحكتها أعادت لي الحياة، كانت هي طبيبتي.. سأكتب وأكتب واكتب..
وسأضع لها الرسالة في حقيبتها دون ان تدري، أو سأضعها في خزانتها الخاصة.. أو أعطيها لأم حامد توصلها لها بينما انا مختبئ وراء الباب أو بالحمّام.. وقد أراقبها من بعيد لأرى ردة فعلها.. لعلها تضحك.. لعلها! أو لعلها تعانق الرسالة... لعلها! أو قد تركض إليّ وتعانقني.. أو تمزق الرسالة وترميها في وجهي! لا.. يبدو الاختباء في الحمّام هو الخيار الأمثل.. احتياطاً!
الأيام تمر بسرعة ووصلت رسالتي الصفحتين ونصف.. وأشعر أن ما زال لدي الكثير لأكتبه، كتبتُ كل شيء إلا كلام الحب الصريح، كتبت كم هي رائعة.. كم هي أنثى ودودة... كتبت أنها رائعة.. رائعة؟! بل شكلها الرائع.. وضحكتها الرائعة.. ما أكذبني..
مر يومين آخرين.. واخيراً.. أخيراً سأراها.. غداً .. نعم غداً..
سأختار ملابسي بعناية..نعم القميص الأبيض مع البنطال الأسود.. قد أظهر ك عامل في فندق أو مطعم ولكن لا يهم، أرى الشبابُ يلبسون هذا، و من أجل أن يكون البنطال مرتبا وبلا كسرات سأضعه تحت فرشتي وانام عليه.. أو لا يهم.. قد كنت عارياً في غرفة العمليات ولو البس بيجامتي العتيقة ستكون بالنسبة إليها بذلة رسمية بالمقارنة بما قد تكون قد رأته.. آه لو الطبيب يعيرني بنطاله!
كيف لهذا الليل أن ينتهي.. بقيت سويعات، الساعة التاسعة صباحاً سيبدأ عملها، كم هي قاسية، لماذا لم ترفض كل هذه الايام الطويلة من الراحة وبقيت جانبي.. تبا لها.. تبا لها.
،،،،،،،،،،،،،،،
ما اجمل شروق الشمس.. هذه المرة الأولى في حياتي التي استيقظ فيها باكراً، علي أن استحم، الماء بارد.. لكن لا يهم، وسأرتدي البنطال الأسود وأضع القليل من الجلّ، على شعري بالطبع وليس على البنطال، ومشيت في الغرفة تارة أنظر إلى الساعة وتارة أخرى أنظر إلى نفسي بالمرآة.. ولم يقاطع توتري هذا إلا صوت الطبيب -سامحه الله- :
- أوراقك جاهزة .. هيا لك خروج.. مريض آخر سيحتل الغرفة والسرير..
- لا يا دكتور لا.. أستحلفك بالله رأسي يؤلمني وسيشفى بعد نصف ساعة.. ارجوك نصف ساعة فقط!
- هناك مريض قادم الم تسمعني! هيا أخرج..
- دكتور .. انا مريض مثله.. ما زلت متعباً.. رأسي ثقيل.. ثقيل جداً!
- سأدعو لك الأمن ليحملوك خارجاً.. انت حر!
تخيلت للحظة أن الأمن يجذبني من قميصي.. أو بنطالي الأسود.. فتراني هي فجأة في مثل هذه الحالة.. وحينها ستخرج من رأسي أو تخرج نفسها.. فخرَجتُ بكل أدب، وما زالت ملاك في رأسي.. مع أني أُراهِنُ أنّي لو رأيتها غداً لن اعرفها!
فُرات.
كان يصفرّ لحناً غربياً على ما يبدو، لم يكن يفصل بيني وبينه سوى حاجز زجاجي فيه بعضاً من الثقوب.. وكثيراً من المخاوف.
هو طبيبي، الذي ينظر إليّ تارة ويبتسم ابتسامة شريرة أكثر من كونها عريضة تارة أخرى، ممسكاً ببعض أدوات الجراحة فيرفعها قليلاً ويسنّها ببعضها البعض ويحرك شفتيه " والله لأشق راسك".
يفتح باب صندوقي الزجاجي، وتتبعه ممرضة بيدها قطعة قماش فيأخذها منها ويتجه إليّ فيرميها عليّ ويقول: إشلح! إلبس هذا الروب وهيا إلى غرفة العمليات.
- دكتور خلي الممرضة تطلع!
- لأ الآن.. اشلح!
- يا دكتور عيــ..
- أحكيلك اشلح يا فرات الممرضة بعمر أمك!
- يا دكتور انا حتى قدام أمي ما كنت أشلح!
- ماشي.. بنرجعلك بعد خمس دقايق تكون جاهز!
***********
- دكتور الآن انا جاهز، ولكن ممكن اعرف لما تتكلم معي بهذه الطريقة؟
- صدمتني وأحرجتني! لما كل هذه الوقاحه.. أحببتك و اعتبرتك مثل أخي الصغير وبالآخر تصدمني هكذا!
- صدمتك!؟ كيف صدمتك؟!
- عندما عملت لك العملية الأولى خرجت يومها وانت تتغزل بالممرضة، تتغزل ب ملاك يا فرات.. ملاك وتصفها وكأننا في العصر الجاهلي!
للأمانة.. ملاك جميلة جداً، وأجمل ما في النساء بالنسبة لي اللطف والوداعة، وقد كانت لطيفة.. ودودة.. ابتسامتها بحد ذاتها مسكن.. لكن حينما التفت إلى الطبيب أشعر وكأني في سجن غوانتنامو والسجانون يهيؤون انفسهم لسلخي!
- حسنا يا دكتور، كنت مخدر.. اعتذر.. لم أكن أقصد.. أصلا هي بشعة، وحبة الخال التي في عنقها بشعة، وحتى ابتسامتها تسبب المرض!
سكت الطبيب على مضض.. وقاد بي السرير إلى غرفة العمليات.. ودخلنا سوية.. دخلنا غرفة العمليات!
،،،،،،،،،
الرائحة طيبة رغم انها غرفة عمليات، ووجه مشرق قابع بالزاوية يضحك ضحكة مخنوقة يخشى من العقاب إن خرجت.. أمَلتُ رأسي لأرى صاحبته فلمحتها، أمسك الطبيب رأسي بسرعة وأماله بقوة كما كان..
بدأوا بوضع الاجهزة علي، فقلت لنفسي سآخذ نظرة أخيرة وحينما أملت رأسي سمعت الطبيب يقول:
- نسبة المخدر جيدة... هيا لنفتح رأسه.. لنخرج الحشائش من رأسه، تمتمتُ:
- قصدك لتخرج ملاك من ......، ولم استيقظ إلا بعد سويعات في غرفتي...
جاءني الطبيب سعيدا.. بل تملؤه السعادة، كان يدندن أغنية لبنانية قديمة "واشرح لها.. عن حالتي" ظل يكرر المقطع وكأنه لا يحفظ غيره..
- آه يا حبيبي يا فرات.. هل تشعر أنك بخير؟ كيف رأسك؟ اتمنى أن كل شيء بخير..
- دكتور رأسي اشعر بأنه ثقيل، ثقيل رأسي جدا..
- طبيعي.. هذه عملية وبالرأس، بعد أيام ستغادرنا.. لا ترجع ابدا .. عليك بمستشفى آخر إن تعبت.
- دكتور رأسي ثقيل.. أشعر وكأن فيه أحد!
- يمكن نسيت المقص فيه.. أو يمكن نسيت فيه ممرضة!
- يمكن.. أي ممرضة فيهن!؟
نظر الي نظرة شك..
- دكتور... اشعر اني أحبها... أحبها جدا.. رأسي ممتلئ بها، أخبرني بالله عليك من التي نسيتها في رأسي؟؟
- ومن التي تحبها؟
- التي نسيتها في رأسي!!
- ومن نسيتُ في رأسك؟؟
- أخبرني انت.. أهي ملاك .. أملاك هي؟
- لا الممرضة السمينة أم حامد!
- أم حامد رأيتها قبل قليل، ولكن ملاك لم أراها... هي التي في رأسي، يبدو أنها في رأسي..
- ملاك بعد خمسة ايام.. خمسة ايام وتأتي.. تكون ذابت وخرجت من رأسك!
خمسة ايام! يا إلهي.. خمسة ايام كاملة!
سأكتب لها رسالة، رسالة طويلة... سأخبرها عن كمية الحشيش والاعشاب التي كانت في رأسي قبل أن أراها، سأخبرها أني قد أعمل كل يوم عملية لأراها.. وسأخبرها أكثر.. سأخبرها أن ضحكتها أعادت لي الحياة، كانت هي طبيبتي.. سأكتب وأكتب واكتب..
وسأضع لها الرسالة في حقيبتها دون ان تدري، أو سأضعها في خزانتها الخاصة.. أو أعطيها لأم حامد توصلها لها بينما انا مختبئ وراء الباب أو بالحمّام.. وقد أراقبها من بعيد لأرى ردة فعلها.. لعلها تضحك.. لعلها! أو لعلها تعانق الرسالة... لعلها! أو قد تركض إليّ وتعانقني.. أو تمزق الرسالة وترميها في وجهي! لا.. يبدو الاختباء في الحمّام هو الخيار الأمثل.. احتياطاً!
الأيام تمر بسرعة ووصلت رسالتي الصفحتين ونصف.. وأشعر أن ما زال لدي الكثير لأكتبه، كتبتُ كل شيء إلا كلام الحب الصريح، كتبت كم هي رائعة.. كم هي أنثى ودودة... كتبت أنها رائعة.. رائعة؟! بل شكلها الرائع.. وضحكتها الرائعة.. ما أكذبني..
مر يومين آخرين.. واخيراً.. أخيراً سأراها.. غداً .. نعم غداً..
سأختار ملابسي بعناية..نعم القميص الأبيض مع البنطال الأسود.. قد أظهر ك عامل في فندق أو مطعم ولكن لا يهم، أرى الشبابُ يلبسون هذا، و من أجل أن يكون البنطال مرتبا وبلا كسرات سأضعه تحت فرشتي وانام عليه.. أو لا يهم.. قد كنت عارياً في غرفة العمليات ولو البس بيجامتي العتيقة ستكون بالنسبة إليها بذلة رسمية بالمقارنة بما قد تكون قد رأته.. آه لو الطبيب يعيرني بنطاله!
كيف لهذا الليل أن ينتهي.. بقيت سويعات، الساعة التاسعة صباحاً سيبدأ عملها، كم هي قاسية، لماذا لم ترفض كل هذه الايام الطويلة من الراحة وبقيت جانبي.. تبا لها.. تبا لها.
،،،،،،،،،،،،،،،
ما اجمل شروق الشمس.. هذه المرة الأولى في حياتي التي استيقظ فيها باكراً، علي أن استحم، الماء بارد.. لكن لا يهم، وسأرتدي البنطال الأسود وأضع القليل من الجلّ، على شعري بالطبع وليس على البنطال، ومشيت في الغرفة تارة أنظر إلى الساعة وتارة أخرى أنظر إلى نفسي بالمرآة.. ولم يقاطع توتري هذا إلا صوت الطبيب -سامحه الله- :
- أوراقك جاهزة .. هيا لك خروج.. مريض آخر سيحتل الغرفة والسرير..
- لا يا دكتور لا.. أستحلفك بالله رأسي يؤلمني وسيشفى بعد نصف ساعة.. ارجوك نصف ساعة فقط!
- هناك مريض قادم الم تسمعني! هيا أخرج..
- دكتور .. انا مريض مثله.. ما زلت متعباً.. رأسي ثقيل.. ثقيل جداً!
- سأدعو لك الأمن ليحملوك خارجاً.. انت حر!
تخيلت للحظة أن الأمن يجذبني من قميصي.. أو بنطالي الأسود.. فتراني هي فجأة في مثل هذه الحالة.. وحينها ستخرج من رأسي أو تخرج نفسها.. فخرَجتُ بكل أدب، وما زالت ملاك في رأسي.. مع أني أُراهِنُ أنّي لو رأيتها غداً لن اعرفها!
فُرات.