المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوثائق الرسمية الضائعة لنهاية رجل.


جملة مفيده
08-08-19, 07:18 PM
السلام عليكم..
هذه إن شاء الله رواية كاملة قد يطول العمر فأُنهيها وقد يَقصُرُ فلا تنتهي..

أودّ التنويه لطفاً بعدم الردّ إلا حين انتهائها إن شاء الله.. إن أمكن
مع خالص الاحترام والود

" فُرات"

جملة مفيده
08-08-19, 07:33 PM
مبروك أجاكم ولد!
ولد!؟ عندي من الابناء سبعة.. أرغب بفتاه يا إلهي!
المولدة "طنشت" كلام الأم وبدأت تنادي على إحدى الجارات:
يا عليا قومي وسخني الماء الله يرضى عليكي!
إذن.. ستبدأ اول خطوات حياتي في الحمّام، ترى هل الماء ساخن إلى درجة أن جلدي الرقيق سيذوب الآن؟!
أماه.. إني ما زلت رضيع، أماه اعتبريني فتاة ولا تدعي هذه المجرمة تحممني!
بدأت بالبكاء، أو بدا البكاء بي، وجارتي أم 15 عاماً تمسكني من وتصرخ في أمها " يا أمي ما أحلاه بدي واحد مثله"!
واحد مثلي؟! تبا لك.. أنا بشري ولست دميه، أنا بشري ذاهب الآن لينسلخ جلده من الماء.
وبعد الحمام تمسكني العزيزة عليا من قداي وتبدأ بضربي على قفاي " بكره بتكبر وبتشوف حالك علينا.. ترى ضربتك هون يا مسقع" !
وما علاقتي أنا إن أبناءك عاقين.. أو ما ذنبي انا إن كان زوجك هاجرك.. أو ما علاقة قفاي بكل مشاكلك!!
لم تكن الحالة التي أمر بها سوى بعض من القرف من كل ما على هذه الأرض.. ولو استطعت حينها لصرخت:
أعيدوني بالله عليكم.. أعيدوني إلى صحن أمي!

يُتبــــع.

جملة مفيده
09-07-19, 10:09 PM
سنسميه! ماذا ستسميني يا أمي؟ أمي بالله عليك اختاري اسماً لائقاً بي.. ابنك الأخير انا.. آخر العنقود يا أماه!
- لا اعلم.. والده مسافر، سأسميه سلامه على اسم أبي مبدأياً ولكن سنرى ما رأي والده.
أحب جدي يا أماه، ولكن سلامه؟! وأسم مؤقت.. هل سأبدأ حياتي باسم مؤقت.. وسلامة!!
وأبي سيعود بعد شهر.. فهل سأبقى مؤقتاً لمدة شهر!! لا بأس.. سيأتي الآدمن بعد شهر فيغيره.
أما ابنت جيراننا فأرادت أن تسميني "علاء" واكتشفت بعدها أن علاء هذا حبيب لها كان يخاصمها وارادت أن تصالحه بأن تسميني على اسمه!
لم تكن الحياة حقيقية، أو عالأقل لم يكن يراها ذلك الصغير حقيقية إلى الآن وبعد مرور كل تلك الشهور، لا شيء منظم، لا شيء اعتيادي، وخاصة تلك اللحظة التي جاءت فيها عجوز لتقرأ القرآن علي وتقوم بالختان وتبخرني، تبخرني!؟ نعم تبخرني عن العين!
لا أعلم من أين جاءت تلك العادة، فعندما كبرت قليلاً كنت أرى من يشتري سيارة جديدة يضع حذاءً عن الحسد، أو خرزة زرقاء!
لا يهم.. التبخير فوق رأسي أفضل من الحذاء على رأسي.
وبعد كل هذا تنطلق الزغاريد، وتحملني احدى الجارات وترميني عالياً.. أول مره.. ثاني مره.. ثالث مره كنت على الأرض، لتنقلب الأفراح إلى أتراح، فتبدأ الطبيبة المبخرة متعددة المواهب العجوز بعلاجي وهي تصرخ: "ابتعدو.. ما صار شي.. هسه ارجعه أحسن من أول"!
أحسن من أول؟ وكأنني سيارة سيعاد طلاءها من جديد.. أو ستقوم بتركيب قطع جديدة لها.. المهم سأعود من جديد.. إنسان من جديد.
وكبرتُ قليلاً.. عامان مرّا في حياتي، تفاصيلهما مجهولة لدي كجهلي بماهية اسمي الجديد، عمّار، فجأة أصبحت عمّار، لكنه أفضل من سلامة..
الساعة 8 صباحاً، تقرع الباب إحدى الفتيات فتتجه إلى أمي راكضة: خالتي أريد أن آخذه إلى السوق معي، سنشتري له ونرجعه بعد ساعة، وبالفعل كان هذا يومي الأول للخروج من البيت ورؤية أشياء جديدة.. جديدة جدا.. جديدة إلى حد البكاء.
حملتني الفتاة وصديقتها إلى بيتهم.. وصنعت لي جديلتين ووضعت لي بعض المكياج وخرجت بي إلى السوق، وعند عودتهما بي إلى البيت لم تعرفني أمي إلى أن قامت بغسيل وجهي.. فعدتُ من جديد ابنها.
وامي تلك كانت امرأة قوية، مناضلة، ويقال أنها بنت نصف البيت.. ولم تستطع اكمال بناء النصف الثاني لأنها كانت تبنينا نحنُ.. أنا واشقائي!


يُتبَع..

عطاء دائم
12-31-19, 04:30 PM
قصة جميلة
نتمنى تكملة لتلك القصة


SEO by vBSEO 3.6.1