المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حالك مع الله حيث لا يراك أحد إلا هو سبحانه؟


عطاء دائم
08-18-19, 08:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://3.top4top.net/p_13258hj1g1.jpg



الخلوة اختبار شديد! وتظهر نتيجة هذه الاختبار في الدنيا والآخرة؛ قال عطاء بن أبي رباح في قوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]: "ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة، وهو السرائر، ولو شاء أن يقول: قد صُمْتُ، وليس بصائم، وقد صلَّيتُ، ولم يصلّ، وقد اغتسلت، ولم يغتسل". فيا ويل غير الصادقين من يومٍ تُخْتبَر فيه سرائر العباد، فينكشف منها ما كان في الدُّنْيا خافيًا عن عيون الأشهاد، فأسِروا الخير، وأصلحوا خلواتكم، فهي منكشفةٌ غدًا، وأول ما تظهر؛ ستبدو على الوجوه، فتبيض وجوه، وتسودُّ وجوه.



لا تكتمل تقوى دون صلاح سريرة! أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر رضي الله عنه: «أوصيك بتقوى الله تعالى في سِرِّ أمرِك وعلانيته»
(صحيح الجامع:2544).
والتقوى في السر أصعب لكنها أعظم أجرًا؛ لأن الدافع إليها: خشية الله وحده، وأما تقوى العلانية فقد يدفع إليها كذلك خوف الفضيحة بين الناس.


اعلم إن سيئاتك في الخلا تنسف حسناتك في الملا! في حديث ثوبان رضي الله عنه: «لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا». قال ثوبان: يا رسول الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها»
(السلسلة الصحيحة: 505). وهو ما يجعلك أحرص ما تكون على محارم الله إذا خلوت، وأخوف -إن أغلقت عليك بابك- من تبديد طاعاتك التي قدَّمت، وإلا كنت أحمقًا وأخسر الخاسرين. قال ابن الأعرابي: "أخسر الخاسرين من أبدى لِلنَّاسِ صَالِح أعماله، وبارز بالقبيح من هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد".


احذر من سوء الخاتمة! وهي عقوبة إلهية على عدم صدق العبد، وإيثاره رضا المخلوقين على رضا رب العالمين. قال ابن القيم: "أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات". وأيَّده في ذلك ابن رجب فقال: "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسةٍ باطنة بين العبد وربه".


ذنوب الخلوات عنوان كبير لضعف تعظيم الله في قلب العبد، وبرهانٌ ساطع على عدم إجلال الله سبحانه كما يليق بجلال وجهه، وتقديم تعظيم الخلق وخشيتهم على تعظيم الله وخشيته.

يا مذنبا في الخلوات! راقَبت أهل الأرض أكثر مما راقبت من في السماوات! واستخفيت من الناس ولم تستخفِ من الله! وخشيت الناس كخشية الله بل أشد خشية. اجترأت على ربك جرأة ما تجرَّأت مثلها على مديرك أو أميرك!


قال ابن الجوزي: "والحذر الحذر من الذُّنُوب خصوصًا ذنوب الخلوات، فإن المبارزة لله تعالى تُسقِط العبد من عينه سبحانه". ومتى سقطت من عين الله فكيف تُفلِح؟!



أخطر ما في ذنوب الخلوات أن تكرار السقوط فيها يبث اليأس في قلوب العصاة، فيتركون المحاولة، وينقطعون عن التوبة، وهو ما يؤدي لموت القلب، وأي مُصيبة أعظم من موت القلب! وعلامته الأساسية: عدم الحزن على ما فاتك من الطاعات، وترك الندم على ما فعلته من المعاصي والزلات. وهذا دليلٌ على غضب الرب، فإن الَّذي مات قلبه لا يخشع، ولا المواعظ فيه تنفع، فإذا تُلِيت عليه آيات ربه أصرَّ مستكبرا كأن لم يسمع. إِذا مَضَتِ الأوقاتُ في غير طاعة * ولَمْ تكُ محزونا فذا أعظم الخَطْبِ علامة موت القلب أن لا ترى به * حراكًا إلى التقوى وميْلًا عن الذَّنبِ

#ذنوب_الخلوات
#خالد_أبو_شادي

هاجسي
08-18-19, 09:25 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته


موضوع جميل .... احسنت الاختيار


وبارك الله فيك ولاحرمك الاجر



دمتي سعيده .... عطاء .

قيثارة
08-18-19, 12:59 PM
جزاكِ الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتكِ

أبعاد
08-18-19, 01:29 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

طرح قيَم جداً ،
جزاك الله خير الجزاء عطاء
الله يسعدكِ ..🌷

عطاء دائم
08-19-19, 07:20 AM
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته


موضوع جميل .... احسنت الاختيار


وبارك الله فيك ولاحرمك الاجر



دمتي سعيده .... عطاء .

واياك اخي الفاضل
شكرا لحضورك

عطاء دائم
08-19-19, 07:21 AM
جزاكِ الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتكِ

واياكِ غاليتي خير الجزاء
شكرا لحضورك
دمتِ بود
:ah11:

عطاء دائم
08-19-19, 07:22 AM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

طرح قيَم جداً ،
جزاك الله خير الجزاء عطاء
الله يسعدكِ ..🌷

واياكِ غاليتي خير الجزاء
شكرا لحضورك
دمتِ بود
:ورده:


SEO by vBSEO 3.6.1