منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-22-19, 01:10 PM   #1
سلمان الخالدي

الصورة الرمزية سلمان الخالدي

آخر زيارة »  اليوم (04:26 AM)
المكان »  محافظة الخرج
الهوايه »  الدعوه إلى الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الذكرى



"سطوة الذكرى)

(حول تحفيظ الأبناء القرآن في الصغر)

علي الفيفي



" ..... وبين يدي حديثي عن " سطوة الذكرى " سأضع أسئلة مهمّة سيتبيّن من خلالها ما أرمي إليه :

_لماذا يحبّ بعضنا عطراً ما مع أنّه ليس بجميل في ذاته ؟
_لماذا تجد الشيخ الكبير يتلذذ بسماع القرآن الكريم من قارئ ميّت ذي صوت أقلّ في إمكانيّاته من القارئ الشاب المتقن ؟
_لماذا نكره في صغرنا بعض الأكلات الشعبية ثم نحبّها في الكبر ؟
_لماذا نحب الآن أصوات القراء الذين كنّا نسمعهم في صباحات المدارس ، مع أننا سمعناهم في أماكن تعتبر غير جيّدة لدى غالبية الأطفال ؟
_لماذا يستعيب البعض من لهجاتهم الخاصّة ثم تراه إذا كبر بات ينسج في كلامه شيئا من مفردات لهجته التي لم يكن يحبّذ النطق بها قديماً ؟
_لماذا لا يكون للقبيلة والقرية والموطن الأصلي أي إحساس حب لدى كثير من الشباب فإذا ما كبروا وصاروا إلى الكهولة أقرب استيقظت في نفوسهم مشاعر الحب والحنين ؟
_لماذا تعشق آذاننا أصوات الماضي ؟ سواء كان أذان شيبان الحيّ ؟ أو قراءة إمام قديم ؟ أو ترنيمة غائرة في الزمن ؟
_بل وحتى الطراز القديم في البناء ، وبعض قطع الأثاث ، وأشياء من المقتنيات تجد أن القديم منها بات ذا نكهة خاصة وإحساس فريد ؟
لماذا تحدث كل هذه الأمور ؟ والتي تتناقض فيها مشاعرنا البكر مع مشاعرنا الحديثة ؟ وتختلف فيها أحاسيسنا فتنتقل من خانة السلب إلى الإيجاب والإعجاب ؟

كل ما سبق يمكن الإجابة عنه بـ "سطوة الذكرى" ..

إن في عقولنا خانةً تحتفظ بالأشياء ، فإذا ما تطاول الزمن على هذه الأشياء أخرجتها مضرّجة بالحنين .. فصارت أفئدتنا تعتصر حزناً على فقدها .. وتتوق للحديث عنها واسترجاع خيالاتها ..
هذه الخانة ، بل وهذه الطاقة الشاعريّة خلقها الله في أنفسنا لتشكّل طريق أوبة وعودة للنفوس .. لذلك ترى أن البشريّة بعموم تعود في تصرّفاتها واختياراتها في سنّ الكهولة إلى ما كان عليه آباؤها .. هكذا تجدها كالقاعدة العامّة ..

فهذا الذي كان يتذمّر من طريقة كلام والده ، ما إن يفارق والده الحياة ويصير هو في عمر مقارب لسنّ والده إلا ويحذو طريقة والده التي كان يرفضها .. إنّها سطوة الذكرى ومغناطيس الأشياء القديمة ..

وقد قال أحد الأدباء : إن الإنجليز لا يحبّون شعر شكسبير لأنّه جيّد في ذاته ، بل لأنّ ذاكرتهم تحتفظ به منذ طفولتهم .. ومن المعلوم أن الإنجليز يحفظون مسرحيات شكسبير في مدارسهم حفظاً ..

وأنا أجد البعض يتلذذ ببعض الأبيات السائرة للمتنبي وغيره ، فأفحصها ناقداً فلا أجد فيها تلك الروعة التي تستحق معها ذلك التلذذ ، فلا أجد مسوّغاً لذلك الانبهار إلا كون تلك الأبيات من محفوظات ذلك الشخص ..

إذا عُلم هذا :

فإن القرآن الكريم إذا حفظ في الصغر ، حتى وإن أُكره الطفل على حفظه ، فسوف يحتفظ به في تلك الخانة المقدّسة من الذاكرة ..
نعم سوف يتسخّط الطفل ويتذمّر من طريقة تحفيظ المدرَسة له .. نعم سوف يتمنّى ألا يحفظ شيئا منه .. هذا كلّه سيحدث ، ومن الطبيعي أن يحدث لدى الأطفال .. ولكنّ التذمر سيتلاشى مع الزمن وتبقى " سطوة الذكرى" تعيد في نفسه وهج ذلك المحفوظ المقدّس ..

إنّك إن حفّظت ابنك القرآن أو أكثره في صغره ، فستكون بذلك قد ضمنت بقاء القرآن في خانة الأشياء العظيمة في نفسه ، حتى وإن نسيه تماماً .. فسيكبر وينضج ويسمع القرآن بكمّ من الحنين والخشوع والذكريات ..
استخدم سطوة الذكرى لتعينك على تربية ابنك في الكبر ..
نحن عادة نحرص على أبنائنا في الصغر .. ثم نعتقد أن العلاقة التربوية قد اضمحلّت في الكبر .. أو أن الحياة والتقاليد وأشياء أخرى تجعلنا نفعل ونعتقد ذلك .. ولكنّك إن غرست في ذاكرته أشياء معيّنة ، ستكون بذلك غرست مجموعة من الشتلات التربوية التي لا تزيدها الأيام إلا تجذرا في العمق وتمددا في السطح ..

اجعل القرآن ضمن ذكريات ابنك الجميلة حتى يكون ضمن موضوعات حنينه في الكبر .. فلعلّ ذلك الحنين يرجعه إلى صفحات القرآن فيعود تالياً .. عاكفاً عليه .. بل قد يحفظه في كبره بسبب عدّة دوافع من ضمنها ذلك الحنين للذكريات ..

استثمروا " سطوة الذكرى" في غرس أشياء جميلة في نفوس أبنائكم تظهر فجأة في المستقبل ..

أسمعوهم القرآن ..
بل وأناشيد الفضيلة ..
واجعلوا ذكرياتهم في مكة والمدينة متميّزة ..
اجعلوا صلة الأرحام من ذكرياتهم ..
اجعلوا طفولتهم تستيقظ على الإحسان للجار ، وقول الحق ، والإثار ..
اغرسوا في ذاكرتهم أشياء كثيرة من الفضيلة والرقي والجمال .. وسيكبرون ، فتظهر هذه الأشياء أكثر فضلا ورقيا وجمالا ..

تذكروا :
ذكريات الماضي كانت عاديّة جداً في لحظة حدوثها .. ولكن لما تطاول عليها الزمن صارت تظهر في مسرح ذكرياتنا وكأنّها قطع مصغّرة من الجنّة .. لها إحساس آخر .. وخلفيات تشبه الآهات الحزينة .. ولون باهت يجعلها أكثر هيبة ..

أخيرا :
يكفي أن يكبر ابنك ذلك الذي أطرته على حفظ القرآن .. يكفي أن يكبر فيمسك المصحف فيتلوه بلا أخطاء .. إن قراءة القرآن نظراً بلا أخطاء يعدّ من أعظم الهدايا التي يهديها الآباء لأبنائهم .. ولا يمكن أن تتم هذه الهدية إلا باهتمامه بالقرآن صغيرا .. "

: مقال رائع.


 


قديم 11-22-19, 08:58 PM   #2
الفيفي2017

الصورة الرمزية الفيفي2017

آخر زيارة »  اليوم (04:37 AM)
المكان »  حيث يكون للصداقه اخلاص وتقدير
الهوايه »  الرياضه والانترنت

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



فعلا رائع والاروع نقلك له
وفقك الله اخي سلمان الخالدي


 


قديم 11-22-19, 10:43 PM   #3
قيثارة

الصورة الرمزية قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



موضوع قيم
تسلم ايدك اخوي
ينقل للقسم المناسب /
قسم العام للمواضيع العامه
https://www.al2la.com/vb/f2.html


 


قديم 01-20-20, 09:10 AM   #4
سلمان الخالدي

الصورة الرمزية سلمان الخالدي

آخر زيارة »  اليوم (04:26 AM)
المكان »  محافظة الخرج
الهوايه »  الدعوه إلى الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيفي2017 مشاهدة المشاركة
فعلا رائع والاروع نقلك له
وفقك الله اخي سلمان الخالدي


حظورك هو الرائع جعل عمرك طويل


 


قديم 01-20-20, 09:11 AM   #5
سلمان الخالدي

الصورة الرمزية سلمان الخالدي

آخر زيارة »  اليوم (04:26 AM)
المكان »  محافظة الخرج
الهوايه »  الدعوه إلى الله

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيثارة مشاهدة المشاركة
موضوع قيم
تسلم ايدك اخوي
ينقل للقسم المناسب /
قسم العام للمواضيع العامه
https://www.al2la.com/vb/f2.html
تسلمين من كل شر جزاك الله خيرا


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 07:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا