منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-29-19, 12:58 PM   #1
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 الكلمات تبكي أحياناً..



هذه القصة عبارة عن "مُلامسة" لقصة عمى!! المكتوبة في هذا القسم..

يرتدي ملابسه بسرعة، ويضع قدميه الصغيرتين في حذائهما بدون أن يربط خيطهما ثم يحملُ حقيبته المثقلة بكتبه المدرسية ويُسرع إلى الشارع!
يأخذ - كالمعتاد- زاوية صغيرة بجانب إحدى المحلات التجارية، ويقفُ متكئاً على الجدار حتى يلمح خيالها قادمٌ من البعيد فيمشي نحوها، وعندما كاد أن يقترب منها تصطدم به عربة مسرعة ... فيتأجل اللقاء إلى موعدٍ آخر.

يستفيق من غيبوبته بعد أسبوعين، ينظر إلى من حوله فعرف كل الوجوه، ولكنه تمنى للحظة لو أن أي من هذه الوجوه كانت لها، أو "لعلها هنا.. قد تكون مختبئة خلف أي واحدٍ من الذين يحيطونه به"، يبحث بعينيه بين العيون، بين الأجساد، بين خيوط الفراغ ولا يجدها، فيحمل خيبته وبعض أوجاعه ويعود إلى سباته!

ذات خريف، تتساقط عليه أوراق الحنين، ويسمع أجراس الشوق تُقرَعُ بين ضلوعه، فقرر أن يراها من جديد!
ينزلُ إلى الشارع، ويأخذ ركنه الدائم ... ويتكيء بظهره على الجدار فيراها قادمة، وكلما اقتربت تزداد نبضات قلبه تسارعاً فيهمس لنفسه بألم " ها قد جاءت.. ها قد كادت"... وحينما يفصلها عنه بعض الخطوات تبتسم له فيرتبك، ويتمنى - كالعادة- أن يكلمها.. وتضيع في جوفه كل الكلمات ... فتمضي هي وتتبعها عينيه بآلاف الحسرات!

القدمان الصغيرتان اصبحتا كبيرتان، والرأس الصغير أصبح متخمٌ بالحب،تجرهّ قدماه ورأسه إلى ذلك الركن الذي شهد ميلاد حبه لها قبل سنين، وفي كل مرة يصل فيها إلى محل تجاريٍ يقف أمامه وينظر إلى زجاجه الذي يتحول إلى مرآة في ساعات الظل، فيرتب هندامه ويعيد بعض خصلات شعره إلى مكانها ويكمل طريقه...
كانت تنظر إليه من بعيد، فابتسمت له، وقابلها الابتسام بالابتسام،اقتربت منه وفي عينيها آلاف الأسئلة .. " من أنت؟ لماذا تقف كل يوم هنا وتنظر إلي؟لماذا لا تكلمني؟ ماذا تريد؟ ....... "
وانقطعت سلسلة أسئلتها الحائرة حينما شعرت أنه يقترب منها مسافة لم يسبق أن اقتربها فوقفت، نظر إليها بذهول وكأنه يقول " وأخيراً.. أنا الآن بقربك... أنا معك.. "
حاول أن يخرج عن المعتاد فيكلمها، وكلما أراد أن ينطق كانت هي تهز رأسها وحالها يقول "ارجوك تكلم.. اني اسمعك"! ولكن ابتسم وعيناه دامعتان وتراجع خطوتان ليفسح لها الطريق.. ومضت هي تجر أذيال الخيبة.. وهو يجر آلاف الخيبات!

يكتب رسالة ويقرر أن يعطيها إياها، ويعود في اليوم الثاني إلى ركنه المعروف في الشارع، رآها قادمة فابتهجت اساريره، ابتسم ابتسامة عريضة وأمسك الورقة بيده ومضى نحوها ... قابلته بعصبية فقالت " ماذا تريد مني؟ أجبني؟ فقط قل لي كلمة واحدة أرجوك! منذ سنين وانت تنتظرني هنا ولا تتكلم.. قل لي أي شيء.. أو لا تعد هنا أبداً " فنظر إليها بحزن ووضع الرسالة بيدها .. ومضى مسرعاً!
وحينما وصَلَت البيت فَتَحت الرسالة فوجدت بعض من الكلمات التي كتبها بخط غير منتظم السطور " أحببتك بقلبي، وحاولت الف مرة أن أترجم محبتي لك حروفاً، ولكن الله حرمني من نعمة النطق، سيدتي ألا يكفي محبة قلبي لك!؟" فبكت .. بكت كثيراً ... ولم تعلم ما سبب بكائها.

خرج في الصباح إلى الشارع، وانتظرها إلى مغيب الشمس.. فلم تأتي!
القدمان الكبيرتان تشققتا بفعل العمر، والرأس الصغير أحرقه الشيب.. لكنهما لم يزالا ينتظران عودتها.

.
فُــرات الحكيم


 


رد مع اقتباس
قديم 12-29-19, 01:34 PM   #2
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ما أجملها من قصة تجسدت فيها الأحداث وكأنك تراها
وما اصعب أن لا تستطيع البوح بما تريد
لأن هناك أمر يمنعك
ومع هذا فأحيانا الصمت والنظرة تترجم بما يحمله القلب

الانتظار والترقب وكل معاني الود كانت تحمله هذه القصة
ورغم النهاية الحزينة
الا أنك كتبتها بشكل جميل أخي

شكرا لك


 


رد مع اقتباس
قديم 12-30-19, 05:26 AM   #3
موسيقى

الصورة الرمزية موسيقى

آخر زيارة »  04-13-20 (07:57 PM)
المكان »  بغداد والشعراء والصور
الهوايه »  أمشط شعرها

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لم تبكي وحدها فقط
فلو رأيت عيناي البُنية الأن لشاهدت بؤبؤيّ يكبلهم الدمع !
هو مانطق بلسانه
لكن أحساسه كان صارخاً لدرجة يخترق حاجز الصوت !
هو ماكان متردداً
بل قلبه أندفع نحوها بطريقة ترجته سائر أعضاءه على البقاء مستقراً خلف قفصه الصدري
لكنه الحب
يعبث بنا يطير بنا ويسقطنا كيفما شاء ويشاء
غصة العاشق شبيهة بغصة فتاةٍ متزوجة منذ عشرون عاماً ومنذ نعومة أظافرها كانت تحلم بطفل
ولأن الله موجود لذا فالأمل لايموت
لكن زوجها استشهد دفاعاً على وطنه بعد يومين من أخبارهم بأن بمقدورهم أن ينجبوا طفلا !
لذة الحب ياصاحبي بعذابه
وكم من قتيلٍ بالعشق عانى بصمت
فُرات
كنت محتاجاً لأن اقرأ لك هذهِ الرائعة
وأنفض من عليّ أغبرة الركود
أرجوك
لاترحمنا بجديدك
ف قسوة المُحب حياة


 


رد مع اقتباس
قديم 12-30-19, 12:02 PM   #4
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء دائم مشاهدة المشاركة
ما أجملها من قصة تجسدت فيها الأحداث وكأنك تراها
وما اصعب أن لا تستطيع البوح بما تريد
لأن هناك أمر يمنعك
ومع هذا فأحيانا الصمت والنظرة تترجم بما يحمله القلب

الانتظار والترقب وكل معاني الود كانت تحمله هذه القصة
ورغم النهاية الحزينة
الا أنك كتبتها بشكل جميل أخي

شكرا لك
أهلا يا عطاء
وبنفس الوقت
العيون تنطق أحيانا.. فلما تقيد المشاعر في كلمات..
سعيد أنها أعجبتك..
كل الشكر لمرورك الكريم


 


رد مع اقتباس
قديم 12-30-19, 07:19 PM   #5
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موسيقى مشاهدة المشاركة
لم تبكي وحدها فقط
فلو رأيت عيناي البُنية الأن لشاهدت بؤبؤيّ يكبلهم الدمع !
هو مانطق بلسانه
لكن أحساسه كان صارخاً لدرجة يخترق حاجز الصوت !
هو ماكان متردداً
بل قلبه أندفع نحوها بطريقة ترجته سائر أعضاءه على البقاء مستقراً خلف قفصه الصدري
لكنه الحب
يعبث بنا يطير بنا ويسقطنا كيفما شاء ويشاء
غصة العاشق شبيهة بغصة فتاةٍ متزوجة منذ عشرون عاماً ومنذ نعومة أظافرها كانت تحلم بطفل
ولأن الله موجود لذا فالأمل لايموت
لكن زوجها استشهد دفاعاً على وطنه بعد يومين من أخبارهم بأن بمقدورهم أن ينجبوا طفلا !
لذة الحب ياصاحبي بعذابه
وكم من قتيلٍ بالعشق عانى بصمت
فُرات
كنت محتاجاً لأن اقرأ لك هذهِ الرائعة
وأنفض من عليّ أغبرة الركود
أرجوك
لاترحمنا بجديدك
ف قسوة المُحب حياة
:montaser_205:
شكرا لكل هذه الموسيقى التي أتحفت فيها قصتي..
أسعدني مرورك..
دمت بخير


 


رد مع اقتباس
قديم 12-30-19, 09:28 PM   #6
مساحة قلم

الصورة الرمزية مساحة قلم

آخر زيارة »  04-02-24 (05:20 AM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



في قمه الجمال ياصديقي
يختم ل3ايام


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:01 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا