منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   صور من حياة الأنبياء والصحابه والتابعين (https://www.al2la.com/vb/f89.html)
-   -   سالم مولى أبي حذيفة (https://www.al2la.com/vb/t105104.html)

عطاء دائم 02-19-20 10:32 AM

سالم مولى أبي حذيفة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من صحابة الرسول - صل الله عليه وسلم -سالم مولى أبي حذيفة: العبد الذي صار إمامًا للمهاجرين

هو: سالم بن معقل، كان عبدًا رقيقًا، أسلم؛ فرفع الإسلامُ قدرَه ومنزلته، حتى تبنَّاه واحد من أشراف قريش في الجاهلية والإسلام، وهو أبو حذيفة بن عتبة، ولما أبطل الإسلام عادةَ التبنِّي، صار هذا الصحابي الجليل مولى وأخًا لمن تبنَّاه في الجاهلية، وعُرِف فيما بعد بـ "سالم مولى أبي حذيفة"،

ولسابقته إلى الإسلام، واهتمامه بجانب العبادات والأخلاق والفضائل؛ كان ذا منزلة عالية بين المؤمنين، وأضحت أخوَّة الدين أقوى من أخوَّة النسب في كثير من الأحايين، لقد أذاب الإسلام ما بين المسلمين من فوارقَ تقوم على أساس: الجنس، أو اللون، أو المفاخر التي لم تقم على أساس الدِّين،

وحديثُ القرآن والسنة عن الأخوَّة الإسلامية لا يزال بين المتدينين والعقلاء إلى يوم الدين، ورأينا كيف عامَل الأنصار إخوانَهم المهاجرين، وكيف تعفَّف المهاجرون عما قدِّم إليهم في ساعة العسرة إلا في أضيق الحدود.

لقد استعاض "سالم" ونظراؤه عن اجتثاث الأصل الاجتماعي بطاعته وتقواه، بل كان الشرف والحسب الحقيقي مبنيًّا على أساس التقوى؛ لقول الحق: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.... ﴾ [الحجرات: ١٣].

ولقول المصطفى - صلى
الله عليه وسلم -: ((ليس لعربي على عجمي فضل، ولا لعجمي على عربي فضل، ولا لأسودَ على أبيضَ، ولا لأبيضَ على أسودَ فضلٌ، إلا بالتقوى)).

وبلَغ من رفعة الإسلام له، أنْ زوَّجه أبو حذيفة من فاطمة بنت الوليد بن عتبة، الأمر الذي يأنف منه الجاهليون، بل يرفضونه قديمًا!

وصار إمامًا للمهاجرين - من مكة إلى المدينة - مدة صلاتهم في مسجد قُبَاء، وكان حجة في كتاب الله، حتى أمر النبي -

صلى الله عليه وسلم - المؤمنين أن يتعلموا منه، فقال ((خذوا القرآن من أربعة: عبدالله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبَي بن كعب، ومعاذ بن جبل)).

بل أثنى عليه المصطفى - صل الله عليه وسلم - فقال: ((الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلَك)). وأثنى عليه إخوانه المؤمنون، فقالوا: "سالم من الصالحين".

وكان - رضي الله عنه - لا تأخذه في الله لومةُ لائم، ولا يحسب لغير الله حسابًا؛ فقد خرج ضمن سرية من السرايا، وعلى رأسها خالد بن الوليد، وقد وصاهم سيد القادة - صل الله عليه وسلم - بأنه قد أرسلهم دعاة هداة، لا غزاة مقاتلين مغيرين، ولكنه قد حدث في السرية أمورٌ جديدة حملت خالدًا - رضى الله عنه -

على أن يُرِيق بعض الدماء؛ مما جعل النبيَّ - صل الله عليه وسلم - يتوجَّه إلى ربه معتذرًا: ((اللهم إني أعتذر إليك مما صنع خالد))، وكان بسببها أن قال الفاروق - رضي الله عنه - فيه: "إن في سيف خالد رهقًا"، وما أن رأى سالم ما حدث حتى عدد عليه أخطاءه منكرًا عليه ذلك، ولم ينظر إلى ماضيهما الذي كان يعد خالدًا من أشراف العرب، وسالمًا من عبيدهم؛ فقد سوَّى بينهما الإسلام، والسبقُ للمتقين، وكما قال الشاعر:

أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه

إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ

ولما بلغ الرسولَ - صل الله عليه وسلم - الخبرُ، سأل قائلاً: ((هل أنكر عليه أحد؟))، وسُرَّ النبي - صلوات الله وسلامه عليه - حينما أُخبر: "نعم راجعه سالم، وعارضه".

إن الرسول - صل الله عليه وسلم - غَرَس في قلوب أصحابه أن يأمروا بالمعروف، وأن ينهوا عن المنكر، ولا يخشوا أحدًا إلا الله.

وسار سالم على الدرب بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما أن سمع بحرب المرتدين، إلا كان "سالم" و"أبو حذيفة" في طليعة المجاهدين الصابرين، بل عاهد كل منهما أخاه على الشهادة في سبيل الله.

واندفعا نحو الموت غير مكترثين بالأهوال؛ فكان أبو حذيفة ينادي: "يا أهل القرآن، زيِّنوا القرآن بأعمالكم"، وكان سالم يَصِيح: "بئس حامل القرآن أنا، إذا أُتيتم من قِبَلي"، وكان يغالب الأهوالَ والأخطار؛ حتى بُترت يمينه التي حمل بها راية المهاجرين، بعد أن رُزق الشهادةَ حاملُها زيد بن الخطاب، ولم يسمح للراية بالهوي؛ بل الْتقطها بيُسراه، وهو يردِّد قول الله - تعالى -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: ١٤٦].

وأحاط به كثيرون من المرتدِّين حتى استراح بدنه على الأرض، ولكن روحه لم تزل مرتبطة بالبدن الطاهر، حتى قرَّتْ عينُه بانتصار التوحيد وحُماته، وسقوط الشرك وحزبه، واندكاك معالمه تحذف.

ومن طريف ما نقل:

أن المسلمين وهم يتفقدون شهداءهم، وجدوا سالمًا في النزع الأخير، فسألهم: "ما فعل أبو حذيفة؟"، قالوا: استشهد، قال: "فأَضجِعوني إلى جواره"، قالوا: إنه إلى جوارك يا سالم، لقد استشهد في نفس المكان، لقد سرى في وجهه ابتسامته العريضة؛ لأنه قد تحقق لهما ما كانا يرجوان، أما اللسان، فقد امتنع عن الكلام مع رفاقه المؤمنين

- في الدنيا - حتى يعود الحديث بينهم في جنات النعيم.

الفيفي2017 02-19-20 04:10 PM

رضي الله عنه وارضاه

بارك الله فيك وجزاك خيرا

أعد النجوم 02-20-20 07:53 AM

الله أكبر


رضي الله عن صحابة رسول الله


جزاك الله خير عطاء على الطرح الاكثر من رائع

عطاء دائم 02-20-20 08:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيفي2017 (المشاركة 2488640)
رضي الله عنه وارضاه

بارك الله فيك وجزاك خيرا

واياك اخي خير الجزاء
ربي يحفظك شكرا على كرم الحضور

عطاء دائم 02-20-20 08:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعد النجوم (المشاركة 2489501)
الله أكبر


رضي الله عن صحابة رسول الله


جزاك الله خير عطاء على الطرح الاكثر من رائع

واياك اخي خير الجزاء
شكرا لك على جميل الحضور
ربي يحفظك

سمر .. 03-20-20 11:57 PM

رضي الله عنه
جزاك الله خير


الساعة الآن 08:50 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا