العنوان

(( يا حبيبي ))

ذاك الذي تم اختياره هنا من باب التكرار والقفل لكل مقطع، كم كان النداء قريبا " يا " وكم كانت ياء التملك تؤكد ذاتها " ي " في نهاية كلمة " حبيبي " لتؤكد القرب وصفة التملك معا ،،، ودائما أقولها المحب يستأثر لنفسه كل ما يمت للمحبوبة بصلة ،،، فهو لا يقبل فكرة القسمة ولا أن تكون مسماة لغير ،،، أساس العشق قائم على صفة التملك بصورة أنانية تقاتل وتجابه كل صور التملك الأخرى ،،،
هذا العنوان راق لي لسبب: مختصر ومعبر معا ،،، فالتكرار منحه الأفضلية ،،، وكأن القصيدة قائمة على أعمدة " يا حبيبي " فقط فهي الأساس القوي الداعم لكل البناء ،،، إذا ما انهار دمر ما سواه ،،، فموضوع أنها لا تكون تلك الحبيبة مرفوض رفضا قاطعا ،،، وإلا لما كان التكرار باستماته ،،، معنى جميل تسبغه على أبيات القصيد ،،،



العنوان المتكامل في قصيدة من هنا أراه، رائع ،،،

عنوانها الأصلي

" أنت عمري "
لن اختلف كثيرا في تحليله هنا ،،، أيضا " ي " التملك في " عمري " كما سبقت الياء كلمة عمري لتؤكد على القرب الجد قريب فيا للقريب كأداة نداء ،،، فهنا ليدلل أن حياته كلها مكتملة الأركان بها ،،، من دونها لا يحسب العمر ،،، فحقيقة عمره تحسب أيامها فعليا مع من يهواها القلب وما دون ذلك ليسقط خارج النطاق العمر الرقمي الغير معترف فيه من قبل عاشق قد نال منه الهوى ما نال ،،،
رائع عنوانك
،،،

المجموعة

" أ "

يا حبيبي يا حبيبي أنت عمري يا هوايا
يا حبيبي انت روحي انت افراحي وهنايا
يا حبيبي خفف بعادك جرحني
احاول اكتم حزني بس دمعي فضحني
وينك اشتاقيت انا لشوفة عيونك
وانت تدري ما ابي عمري بدونك
***
المجموعة الأولى :

التأكيد " يا حبيبي " مرتين متتاليتين لربما أنت وضعت سبب التكرار الصورة الغنائية الطربية، لهذا كان التكرار ،،، لكن لأتمعن أنا به من ناحية القصيدة كبناء لفظي فالتكرار اللفظي هنا لتأكيد معنى القرب والتملك ،،، وكأنما هنا بالتكرار ذاك التأكيد ، والنسب للذات بالقرب " ي " + " يا " يؤكد أنها هي من تمتلك القلب والعاطفة ،،، والحب هنا العاطفة الأسمى التي تمتلك القلب وتسيطر عليه ،،،


ومن ثم بعد التكرار اللفظي ،،، تؤكد بمعنى أخر يعزز للتكرار اللفظي الأول ،، بجملة " أنت عمري " فهنا توجه ما هو أبعد من الحب ،،، أنت تقدم عمرك كفداء لها ،،، وكأن العمر من دونها لا يستحق أن يكون ،،، فالحياة هنا بمقدار العمر الرقمي هي من تعنيها ،،، وكأن العمر الحقيقي يُحسب إذا ما كانت هي في ذاك اليوم فعمر من غيرها لا يُعد عمرا حقيقا واجب الحسبان ،،، هكذا نحن بعاميتنا نقول " اليوم اللي ما تكون فيه ما عده من عمري " وذلك لتأكيد غلاة هذا الشخص ،،، ومكانته وقربه من القلب ،،، وبالفعل العاشق إنما حياته الحقيقة كما يراها وفق منظومة العشق و الهوى رائع ،،،


ولأقف مجددا عند " أنت عمري " : هذه الجملة الدارجة بالخبر كأسلوب خبري قد يحتمل التصديق والتكذيب ،،، لكنه معك تؤكد على صدقه حيث الأسلوب الإنشائي السابق " يا حبيبي " و اللاحق " يا هوايا " يؤكد الخبر بينهما فلا نحمله إلا معنى التصديق ،،، وهذه الجملة بها أخبار للطرف الآخر أنه يعني أنت ،،، فلما تقول لأحدهم أنت عمري أو حياتي أو ما شابه من تلك الألفاظ ،،، وكأنك تخبره أنا وأنت شخص واحد ،،،


هنا بهذا المعنى ليتم التلاحم والامتزاج ،،، حيث عندما يتوحد شخصان بهذه الطريقة يكون الحب قد جنى ثمره ،،، روعة ،،،

ثم تأتي بتأكيد عاطفة الهوى والحب والعشق بتأكيد " يا هوايا " فهي من تحتل في عالم العشق والهوى قلبك، لذا هذا البيت به من أرداف الجمل الشيء الكثير الذي يؤكد عاطفتك الجياشة نحوها، فحبك لها فاق حدود المعقول لذا كان التأكيد متتالي ومتتابع بحرفية رسمها شاعر متمرس، أبدعت ،،،


وهنا أيضا نلمح " ي " الملكية بالنسبة لك ،،، فالكلمة الأساسية " هواي " وتمت إضافة الألف كحرف زائد لمجاراة النطق والقافية التي عزمت أن تكون قصيدة غنائية ،،،


ونجد مرة أخرى تبدأ بيت جديد بتأكيد " يا حبيبي " حيث التكرار يؤدي في كل مرة من المرات إلى تأكيد معنى الملكية ،،، والتركيز على العاطفة القوية نحو تلك المحبوبة ،،، هنا نجد لفظ آخر يسمو لسمو أعلى وأعلى من مراتب الحب والهوى " أنت روحي " الروح من المعروف أنها شيء معنوي غير محسوس ،،، فوق مستوى المادي ، كما أن الروح في الكثير من المعتقدات تعبر عن الجانب الأهم من الإنسان فهي جوهره وحقيقة كنهه ،،،

كما أن جانبها المجهول له ارتباط بالغيب قال تعالى : " ويسألونك عن الروح قل هي من أمر ربي " ،،، هنا حبها وعشقها مرتبط بالروح فهي أسمى من أن يحدد حبها بكم معروف ومحدود ،،، وهي الجانب المرتبط بالخلود و البقاء وعدم الفناء " الروح " ،،، وهي الجزء الأغلى والأسمى ،،، فهي تعادل كل نفيس روعة هنا ،،،

كما أنها سبب الفرح والهناء ،،، وهي حقيقة تعتبر من المسلمات في عالم العشق والهوى فتكتمل فرحة العاشق وتكتمل سعادته بوجود من يهواها القلب ويعشقها وينعكس بطبيعة الحال ،،، جمييل


نأتي لتكرار " يا حبيبي " كسابقتها تماما ،،، كما أنها هنا لتأكيد الفن الغنائي بالتركيز على المقطع الأهم ،،، والذي عادة ما يذهب عنوان القصيدة لمبتغاه منه ،،، لذا كان العنوان بالنسبة لي " يا حبيبي " الأنسب مع الكمية اللفظية العددية ،،، ماذا ترجو من تلك المحبوبة ؟؟؟ أن تخفف من البعاد ،،، أن أن لا تبعد ولا تختار البعد شريعة ومنهاج لها ،،، عادة المحبوب لا يطلب تخفيف البعاد ،،، بل أنه يرفض البعد من أساسه لكن طلب التخفيف هنا ،،، من باب الرجاء كرجاء أول ،،، حيث واضح أن بعدها بشكل كبير ودائم ،،، فأنت تأمل بالتخفيف كخطوة أولى وكمرحلة أولى ،،، حيث أنها لو تواجدت ضمن اطار حياتك هناك أمل أن تزيد في قربها وبالتالي تتدرج المراحل بعدم بعدها كليا ،،، روعة فالتوظيف هنا جاء بشكل جدا جميل ودقيق ،،،



إن هذا البعد هو سبب كل آلامك وجراحك التي بطبيعة الحال هنا جراح معنوية ،،، العاشق يبتغي القرب والبعد يضنيه ويتعبه ويرهقه نفسيا ،،، فكأن الجراح هنا تشكل مفعول الجراح المادية ،،، لكنها جراح غائرة في النفس ،،،


ومع كل تلك الحالة التي بدأت من بعدها إلى الجراح التي ترتبت على ذلك البعد ،،، وشكلت علامة في النفس مع ذلك هناك محاولة من قبلك أن لا تبيح سرك ،،، أن يبقى ذاك الحزن طي الكتمان ،،، هنا لنقف للتساؤل ،،، لماذا الإصرار على كتمان الحزن ومواراته ؟؟؟ لعدة أسباب يخفي المر جراحه منها لعدم تلقي موجات من العتاب واللوم ممن يحيطون به ،،، حيث اللوم والتأنيب لحالته الحزينة على تلك المبتعدة دون اكتراث ،،، فكيف يشرح لهم إن الأمر خارج على نطاق سيطرته ؟؟؟ كما إن المحاولة كونك رجل والرجل يعاب عليه الحزن في العالم الشرقي بصورة أكبر بكثير من الفتاة التي من أساسها تمثل العاطفة ،،، وهنا كيف لهم أن يفهون أيضا أن الحب بعاطفته أقوى من قوة الرجال ،،، فليس من العيب أن تحرك المرء عاطفته ،،،

ولكن العرف السائد يناقض حتى م جُبلت عليه الفطرة ،،، فالحزن قد عانى منه الجميع حتى في تاريخ الإسلام الأول والدمع كان ترجمان لحالة الحزن تلك ،،، حتى النبي " صلى الله عليه وسلم " اعتراه الحزن في العديد من المواقف في جوانب حياته المختلفة ،،، كما قلت هنا ترجيح لسيادة العرف والتقاليد الدارجة ،،،

الدمع حيث دل على الحزن بشكل جازم ،،، وكأنه كان الفاضح للحالة الغير قادر على ستر ما ألم بك من الحزن العميق ،،، والفضيحة للأسباب آنفة الذكر ،،، ثم تلك الموجه من الغضب تتجمع لتبث سؤال البحث لتحديد المكان ،،، هل هنا لأنك تجهل المكان بالفعل ؟؟؟ أم للبعد ؟؟؟

أنا أرجح الثاني فالمكان هو ما دام على مقربة معنوية لا مادية بالنسبة للعاشق ،،، أبدعت هنا ،،، السؤال لم يأتِ فقط لمجرد معرفة تحديد المكان ،،، بقدر ما جاء لبيان اللهفة والشوق وحرقة الانتظار ،،، فقد بلغ الشوق منك بلغ عظيم ،،، نحن في العامية إذا رأينا شخص قد غاب منذ فترة وعودته مثلت لنا فرحة حيث الاشتياق ،،،


نعبر بقول وينك غايب من زمان ؟؟؟ عسى المانع خير ؟؟؟ نقولها للدلالة على صدق عاطفتنا ولهفتنا للقاء فكيف لو كان الشخص ذلك " المحبوبة " كما لديك هنا ،،، لا بد للشوق أن يتعاظم ويكبر ،،، ثم لفظ " العيون " المتأمل هنا : يرى جمال وحُسن عينيها ،،، كما أن العين هي من ترى وتناظر ،،، لذا هي أول ما يتبادر للذهن والشوق ،،، دائما في التعابير العامة نشوف لشخص مشتاق يقول : تعال بس أكحل ناظري بشوفتك ،،، هنا يمثل اللفظ نفس الدلالة رائع ،،،


بعد ذلك تبدو لمحة عتاب فهي تعلم بمدى محبتك وعشقك وهيامك وتعلقك بها ،،، فإذن الواضح هنا أن الحب من قبلك واضح وصريح ،،، وليس مستتر خفي عنها ،،، فهي تعلم أنك ترى حياتك من خلالها ودونها ترفض تلك الحياة وتعود لجملة " أنت عمري " تأكيد على نفس المعنى السابق ،،، رائعة المجموعة هنا ’’’