بالطبع،
ما زلتُ أرى أن فناء الجنس البشريّ
جرّاء اصطدام النيزك هو أبهى لوحة
يُمكن لنا مُشاهدتها وحضورها بل والعيش فيها،
أعظم لوحة ينتهي بها هذا العالم البائِس ..
أعني،
ما أجمل من مشهدٍ ترا فيه اقتراب النيزك
من الأرض وتغيّر ألوان السماء كُل يوم حتى يَصل؟
تخيّل نيزكاً بحجم الأرض قبل عشرِ أيام من اصطدامه،
ينمو كل يوم في قلب السماء وتلاحِظ أنتَ هذا النموّ،
ثُم تستمع لتصريحات وكالات الفضاء بأن الاصطدام بدقّة سوف يكون
مساء اليوم عند الساعة العاشرة واثنين وعشرين دقيقة وثلاثين ثانية،
ولم يتبقّ سوى ساعاتٍ تفعل فيها ما شِئت.
ثُمَّ حينَ يصطدم، ستبدأ اللوحة بالتكوين،
ستُرسَم عبرَ دماء البشر، إني أراهم،
بشرٌ عُراة بعد أن أحرقت نار الاصطدام ثيابهم
يركضون في كُل الأنحاء بحثاً عمّا يُطفئ لهيبَهم،
ستكون ميتَة سريعةً ليس فيها عذاب حينما ندرك أن الجميع سيفنى.
لوحةٌ تتشكّل فيها جميع الوقائع،
تاريخٌ كامل للجنس البشريّ سيتواجد في هذه اللوحة.
وعبرَ عويلهم، وبُكائهم، وصُراخهم،
ستُعزَف أعظم سيمفونيّة.
سيمفونيّة الانقراض الكبير .
هناك شيءٌ من الجمال خفيّ في مشهد كهذا ..
أرأيت؟ ألم تشعر بنشوة؟ ..
ألا يليق هذا المشهد بنهاية الجنس البشريّ العظيم
الذي حكم الأرض وسخّرها لنفسه وتسيّد عليها؟
أليست أفضل من الإهانة التي يتعرّض لها اليوم عبر كائن
لا يُرى بالعين المُجرّدة يهدد البشريّة التي نجَت لآلاف السنوات
من الكوارث والسيول والعواصف والبراكين والمجازِر والمطاحن
والحروب والقنابل النووية؟ ..
إن الموتَ بسبب فايروس لهو أكثر الطرق إهانة على الإطلاق.

للسهر (

لمن لا يبدا حديثه بذكر الله

للجميع.