هل تعلمون من أقدر المخلوقات على حاسة الشم..؟
يقول العلماء إذا كانت قوة الشم عندنا واحد فالكلاب 100 , والذئاب 200
وأما سمك السلمون فـ 30000 مرة…تخيلوا..!!
ما أروع المعرفة في حياة الإنسان …ولكن الوصول لها فيه شيئ من المشقة ويحتاج الواحد منا إلى قراءة ومطالعة جادة ومستمرة ..

أنا لا أقصد هنا تلك القراءة السطحية كقراءة الجرائد والأخبار والمجلات , بل قراءة تجعلنا نتجول ونغوص في أعماق الكتب والعلوم والفنون كل فيما تميل له نفسه ,

فنحن لا نريد جيلاً مثقفاً فحسب , بل نريد جيلاً كما يقول عنه نزار قباني جيل مختلف الملامح , يفتح الآفاق ويقلب التاريخ وينكش الفكر من الأعماق

وللأسف فإن أغلبنا لا يميل للقراءة العلمية وينزعج منها وتملها نفسة .

يقول الشيخ الأديب على الطنطاوي عليه رحمة الله في كتابه (مع الناس)
إن الحديث العلمي الذي أتعب في إعداده وأنفق فيه الساعات الطويلة لا يلقى من التشجيع والرضى عشر ما يلقاه حديث كالحديث الذي أكتبه في ساعه واحدة بلا كد ولا تعب فهل معنى هذا أن أكثر السامعين من غير العلماء والمثقفين أم أن الناس حتى العلماء منهم والمثقفين لا ينتظرون إلا أمثال هذه الأحاديث السهلة القريبة ..

ثم قال مخاطباً نفسه ولكن مالي ومال هذا الكلام ..وأنا الرابح في كل حال.


لقد سمعت عن أناس عشقوا القراءة وتلذذوا بها ….حتى أن أحدهم وفي ليلة دخلته بزوجته تذكر مسألة علمية فذهب إلى كتبه ليبحث فيها …
وكان ذلك في بداية الليل , ولم ينتبه لنفسه إلا بعد مرور ساعات طويله حينما سمع صوت المؤذن ينادي بصلاة الفجر.

وأعرف رجلا دعانا إلى بيته وهذا الرجل عنده كتب ومؤلفات وأحيانا يخرج في القنوات الفضائية….
وكان مكان الجلسة في مكتبتة , وعندما دخلت المكتبة تفاجأت بتلك المكتبة الكبيرة و الكتب الكثيرة والتي كان عددها وبدون مبالغة يتجاوز العشرة آلاف كتاب.


على العموم أريد أن أخبركم اليوم بالطريقة الخلدونية للقراءة والتي ذكرها الدكتور خالص جلبي

حيث يرى صديقنا العزيز ابن خلدون أن القراءة الجيدة للكتاب تحتاج لثلاث دورات:

الأولى / مرور الكرام سطحية.
والثانية / تنقيحية تعرّفية اكتشافيه في محاولة لفهم ما بين السطور وتحت الكلام.
وفي الثالثة / أن لا يدع مغلقا إلا وفتحه، ولا عويصا إلا وفك مغاليقه، ولا مبهما إلا ويعرف سره.

وبهذا تكون قد استفدت فعلا من الكتاب.