منتديات مسك الغلا
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-20, 10:40 PM   #1
عمـر

آخر زيارة »  03-01-24 (10:38 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كيف نعمل للإسلام !!!



الحياة صراع بين الحق والباطل، بين الأخيار والأشرار، منذ فجر التاريخ، والأخيار هم الذين كلفهم الله وشرفهم ليقوموا بأمره ويتسلموا قيادة البشرية، ويوجهوا دولاب الحياة لما لهم دون غيرهم من حق البقاء وعمارة الأرض، ولهذا أشارت الآية الكريمة ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 40، 41].



والحق لم يكن في يوم ما أكثر عددًا من الباطل ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]. وإنما كان يتم تسيير دفة سفينة الحياة وفق مواصفات شرط الله توفرها في الدعاة، فإذا التزم الدعاة تلك الشروط وهبهم الله السيادة والتمكين لقوله تعالى: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 5، 6].



في اليوم الذي تلتقي فيه جهود المخلصين وتتحد كلمتهم ويأخذوا بالأسباب اللازمة وفق سنن الله الكونية سينصرهم، ويومها لن تقوى قوى الباطل (الخُشُب المُسَنَّدة) على مجابهة هذه الجذوة المباركة التي انطلقت.



والباطل مهما امتلك من مظاهر القوى المادية فلن يعدو الزبد كما وصفه الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ﴾ [الرعد: 17]. وما نراه الآن من تسلط الأشرار على دولاب الحياة، فبسبب غفلة الصالحين والأخيار.



وليس بعيدًا أن تستقيم الأوزان وتستقر الأوضاع، ولكن ذلك رهين الإيمان العميق، والتنظيم الدقيق، والعمل المتواصل. وذلك أن الناس لم يكونوا صالحين قبل ابتعاث محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنهم لم يكونوا فاسدين من بعده.. وإنما ابتدأ الفساد برجل واحد ثم ثان وثالث ثم استشرى الداء وظهر الفساد في البر والبحر. وليس بدعًا كذلك أن يبدأ الإصلاح في زماننا هذا برجل واحدٍ ثم ثان وثالث وآخر، ومما لا شك فيه أن اثنين لو اجتمعا على أمر (ما) يكونان به مؤمنين، أقوى من مائةٍ آحادًا متفرقين، وهذا ما نعانيه في عصرنا من تفكك أهل الحق ووحدة أهل الباطل!.



إن عالمنا هذا قد ابتلعته هذه المعسكرات شرقيها وغربيها، ولو أنها تختلف فكريًّا إلا أنها تتفق عمليًّا في حرب الإسلام، إذ جاءتنا من فوقنا ومن أسفلَ منَّا وعن أيماننا وعن شمائلنا، عن طريق المذياع وشاشة السينما والتلفزيون، وهذه الكتب والمجلات الرخيصة الداعرة.. الموجة التي غطت على المكتبات العلمية، وسرقت أرواح شبابنا واستهوت عقولهم بفنها وسحرها، وكدنا من جراء هذه الاستكانة نفقد الأمل في إنجاح عملية البعث الإسلامي المرتقب لولا بقية إيمان..



إن المذاهب المادية المعاصرة قد تسلحت بالوسائل المغرية العديدة والنظم الدقيقة، والنظام لا يقابل بالفوضى، والجمع لا يقابل بالشتات، وقد أضحى واضحًا أن من يعمل للإسلام في هذا العصر منفردًا كمن يسبح في غير ماء، أو كمن ينقب عن البترول (بالمعول) أو يبحث عن الجواهر (بالشَّبَكَةِ).



إن الدعوة الإسلامية قد اتسمت بالدقة والنظام، وقد واكبت ذلك منذ فجر تاريخها، ولعل في مراحلها السرية والعلنية بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم إشارة ولفت نظر وذكرى.. وأي ذكرى للدعاة في كل عصر ومصر. ولست مُدَّعيًا إذا قلت: أن كل من رام الإصلاح - عفوًا - لهذا المجتمع المريض، ولم يسع له سعيه اللازم فقد خالف سنة الله الكونية..



ولقد رأيت كثيرًا من المصلحين في هذا العصر يعتمدون فقط على الخطب الحماسية كعلاج لأدواء هذا المجتمع، وكثيرًا ما يذهب أحدهم وتذهب كلماته أدراج الرياح، وتبقى حالة الناس كما هي.. وما زال الخطباء يخطبون منذ انهيار الدولة الإسلامية وتفكك أوصالها، فهل أفلح الخطباء في تربية جيل مثالي، أو استطاعوا إعداد كتائب إسلامية مجاهدة؟ بينما نجد دعوات باطلة عقديًّا وسياسيًّا قد حالفها الحظ، وتمت لها السلطة والتحكم في رقاب الصالحين بفضل التنظيم وقوة العتاد.



إن الدعاة هم أطباء هذه الإنسانية المعذبة، والطبيب البارع هو الذي يعرف مواطن الداء وكيفية استئصاله، وقد يضطر لتنويع الدواء، فيقدم هذا ويؤخر هذا، لما يترتب عليه من تأخر برء أو نحو ذلك. فالشيوعية والقومية والوجودية وغيرها يجب على الداعية أن يحيط بها علمًا حتى يكشف زيفها على ضوء الإسلام.. ومن عرف سلاح عدوه عرف مواطن ضعفه وإصابة مقاتلة. فالخطب ليست العلاج العملي لمشاكلنا المعاصرة، وإنما يجب أن يسبقها نظام ومنهج تربية ينظم الشباب والناشئة، كما تفعل اليوم الأندية الرياضية، ويعني بمتطلباتهم وحصانتهم لئلا يعيشوا في فراغ اجتماعي، وحياة متناقضة بين القول والتطبيق.



وإذا علمنا ضرورة الإيمان العميق والتنظيم الدقيق كشرط أساسي لصد هذه الأفكار الفاسدة المستوردة، فإنه يتحتم على المنظمات الإسلامية أيًّا كانت أن تتعاون وتتحد، وهي تصارع هذه الجاهلية على طول الجبهة الممتدة من المحيط إلى المحيط ما دام الهدف والمقصد هو إرضاء الله عزَّ وجلَّ.



إن الحركات الإسلامية تواجه اليوم عدوًا مشتركًا متعددة وسائلة وفنونه، وما لم تتحد هذه الجماعات وتتعاون فستظل متناثرة حتى يسهل التهامها الواحدة تلو الأخرى، خاصة إذا كانت من بلد واحد، ومما يذكر أنه لأن يجتمع الناس على ضعف في الرأي خير من أن يتفرقوا على صواب فيه.



وأخلص فأقول: إنه قد آن الأوان لنبذ الخلافات فيما بيننا، والاتهامات والتجريحات التي لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام، وأن نقف جنبًا إلى جنبٍ، وأن ندعوا جميعًا لما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، إلا خلافًا يفضي إلى كفر بواح.



إن قطرات الندى قد تتلاشى لو تناثرت وتباعدت، أما لو اجتمعت وكانت ثجَّاجًا فبها الأرض تهتز والحياة تزهو وتزهر. وإن شئتم فأقرؤوا قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4].





 


قديم 05-04-20, 11:10 PM   #2
نصف القمر

آخر زيارة »  يوم أمس (01:54 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خير




تقبل مروري


 


قديم 05-04-20, 11:18 PM   #3
عمـر

آخر زيارة »  03-01-24 (10:38 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



نصف القمر شكرا على تواجدك الجميل


 


قديم 05-05-20, 01:40 AM   #4
رمـآد آلآحسـآسـ

آخر زيارة »  12-23-23 (10:32 PM)
المكان »  عالمي الصغير

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



بارك الله فيك وجزاك خيرا
وجعله في ميزان حسناتك


 
مواضيع : رمـآد آلآحسـآسـ



قديم 05-05-20, 02:03 AM   #5
فتاة الوطن

آخر زيارة »  03-06-23 (05:56 PM)
المكان »  بين السماء والأرض
الهوايه »  التصوير - الطبخ - الشعر - الألعاب

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كلامك عميق الاخ الفاضل
ولكن هل تعتقد ان عقولهم لا تستوعب او ادغمتهم تستبعد؟
وانت ادرى بالاجابه ....
هم يخالفون الاتحاد والاجتماع - ويفضلون التشتت والابتعاد
وقد قيل بكتابه انه القوة فالاتحاد ... فنطلب الله السلامة


كلامك جميل دمت بخير


 
مواضيع : فتاة الوطن



قديم 05-05-20, 11:48 AM   #6
عمـر

آخر زيارة »  03-01-24 (10:38 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الله يكتب لكم الاجر والثواب


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 08:48 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا