القلوب أوعية تفيض بها الألسنة، فاعمل على قلبك تهذيبا وتطييبا
قبل أن يفضحك لسانك. حول هذا المعنى يدندن قول أحد رجالات السلف الصالح
يحيى بن معاذ، وهو يصور تصويرا أدبيا راقيا هذا المعنى بكلمات قليلة ومركزة
أراد منها الوعظ والإرشاد رحمه الله تعالى
وذلك عندما قال:
القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها
فانظر إلى الرجل حين يتكلم، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه:
حلو، حامض، عذب، أجاج.. وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه.

إن الإنسان يسهل عليه التحفظ والاحتراز.. منع نفسه..
من أكل الحرام والظلم والسرقة والنظر المحرم وغير ذلك
ولكن يصعب عليه التحفظ والمنع من حركة لسانه
قال أبو الدرداء: أنصف أذنيك من فيك فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد
لتسمع أكثر مما تتكلم به

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فترفعه درجات في الجنة
وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله عليه لا يلقي لها بالا فتقذفه في نار جهنم سبعين خريفا

ولكي نقلل من سيئات لساننا
وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وصفة سهلة فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت
وقال صلى الله عليه وسلم:
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه

رزقني الله وإياكم استقامة اللسان
وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين