لا أدّعي شيئا ليس في نفسي، وأُظهِر ما أبطِنه جهدي، ولو كان فجًّا ممجوجًا لذوق بعض الناس فلا يعنيني، ولا أدخل في خاصة أمور الناس.

فيه ناس بيخلّونا جنبهم، مش بيحبّونا ولا بيكرهونا، هم شايفينا فرصة بتدّيهم أمل في نفسهم، وترضي غرورهم، فمستخسرين يضيّعوها، ومستنيين يخترعوا شكل للعلاقة ما يحمّلهمش مسؤولية تجاهنا وفي الوقت نفسه ما يخليّهمش يخسرونا، ويبقى الحال على ما هو عليه!

الناس دي بتئذينا أكتر من أعدائنا، وبيشوّهوا علاقتنا بنفسنا وبالحب وبالحياة نفسها، لأننا بنفضل في حيرة طول الوقت، بين إننا نبعد فنخسر ما نظنه فرصة للسعادة، أو نستمر في القرب فنخسر ما هو أهم وأخطر: إحساسنا، وغالبا الموقف ده بينتهي بدراما مروِّعة، بانكسار أحد الطرفين!

وصحيح مفيش حل سحري لإنهاء الوضع المأساوي ده، لأن التعود بيبقى أشد تأثرا من الحب، وتغيير عاداتنا صعب جدا وأحيانا مستحيل، لكن برضه استمرارنا في النزيف بالشكل ده بيهدم إحساسنا بالحياة، لدرجة إن حتى لو أملنا اتحقق، ممكن ما نحسش بطعمه، فلازم -بجدعنة- نقف ونبص إحنا فين من التجربة، وفيه طاقة نور ولا نتّكل على الله، إلا بقى لو مستمتعين بالمظلومية والألم والعذاب والشكوى!

والضمانة الوحيدة المؤكدة إن غريزة الحياة جوّانا -غصب عننا- أقوى مما سواها، يعني حتى لو هنتعذّب ونتعب شوية، فهنقف على رجلينا تاني، ونكمّل، مكسورين ومخذولين، بس واقفين على رجلينا، وفي يوم هنلاقي اللي يطبّب قلوبنا.
فخد القرار واهرب.

إنت تستحق حياة كاملة وحقيقية ومتفصلة على مقاسك.. مش بواقي حياة حد تاني.

#تعافي

لو تنأى عنّا الأحزان كما نأى الأحبّة..!

وفراغاتي مَن يسدها؟!

”‏حتى حزني لم يعدْ كما كان
وكأني لم أعد أنا.

منسيٌّ حتى مني“.