منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-20, 08:01 AM   #109
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 95 »
السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات مع القبائل و قرار الهجرة جزء1 ))
________

نظرة عامة لوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الآن في مكة
قلنا إنّ العام {{ العاشر }} من البعثة أطلق عليه عام الحزن [[ تخيلوا عشرة أعوام و في كل يوم منها استهزاء بدعوته وأذى في الطريق،في السوق ،عند الكعبة ، وتعب نفسي ، وحصار ....الخ ]] .

في هذا العام فقد النبي - صلى الله عليه وسلم - عمه {{ أبا طالب }} الذي كان يوفر له الحماية من بطش قريش و زوجته {{ السيدة خديجة - رضي الله عنها - }} التي كان يأوي إليها .

اشتد جداً ايذاء قريش للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللمسلمين ، حتى قال : {{ ما نالت منى قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب }} .
لا أحد من أهل مكة يريد أن يدخل في الإسلام ، ومن يدخل في الاسلام يكتم إيمانه خوفاً من بطش قريش .

استطاعت قريش ، تشويه صورة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة وخارج مكة ، فإذا جاء أحد من خارج مكة ،كانت قريش تحذره من الرسول
وتقول : هناك رجل ساحر اسمه {{ محمد بن عبد الله }} إذا سمعت كلامه يسحرك ، ويفرق بينك وبين قومك ، وبين أبيك وأمك وزوجتك .
حتى وصل الأمر أنه كان إذا أراد الرجل أن يسافر إلى مكة من أي مكان في الجزيرة ، يحذره قومه من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقولون له : {{ احذر غلام قريش لا يفتننك }} .

أصبح الوضع في مكة صعبا جداً ، وضاق الأمر !!

في هذا الوقت بدء النبي - صلى الله عليه وسلم - يفكر في الهجرة من مكة
يجب أن يترك مكة ، هو ومن معه من المسلمين ، ويذهبون إلى مدينة أخرى تكون مركزا للدعوة إلى الله ، فالرسول يريد أن يبلغ الإسلام ليس لأهل مكة فقط ، بل {{ للناس كافة }}

مهمة ليست بالسهلة أبداً أبداً أبدا ، فقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض الإسلام ، على رؤساء القبائل خارج مكة في موسم الحج والمواسم التجارية ، بالرغم من كل ما سيتعرض له من إيذاء قريش ، وكانت كل قبائل العرب تأتي إلى مكة في موسم الحج ، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينتهز هذه الفرصة في عرض الإسلام على تلك القبائل .

وكانت هناك أسواق معروفة للعرب ثابتة ، يأتيها كل العرب من كل أنحاء الجزيرة العربية ، وفيها سلع مختلفة ، فكان - صلى الله عليه وسلم - يذهب أيضا إلى هذه الأسواق حتى يلتقي بالعرب من كل أنحاء الجزيرة . كان يقف في الأسواق يقول : هل من رجل يحملني إلى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي، فإنّ قريشاً قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي ؟ وكان طلبه من هذه القبائل واضحا وهو {{ الإيواء ، والنصرة ، حتى يبلغ كلام الله }} .

وفي يوم من الأيام وقف - صلى الله عليه وسلم - وقال :{{ يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا }} ،فمنهم من تفل في وجهه ، ومنهم من حثا عليه التراب ،ومنهم من سبه ، حتى انتصف النهار فأقبلت ابنته زينب - رضي الله عنها وأرضاها - ومعها الماء ، فغسل وجهه ويديه ، وهو ينظر إلى الدمعة في عينيها من حزنها على أبيها - صلى الله عليه وسلم - قال : يا بنية {{ لا تخشي على أبيك غلبة ولا ذلة }} يصبرها ، فالأب لا يتحمل دمعة من ابنته ، صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله .

[[ هذا حبيب الله يا أمة محمد ، يا من تتباكون عند أول بلاء ، انظروا كم تحمل - صلى الله عليه وسلم - !!! من يتحمل من الخلق كلهم ما تحمله حبيب القلوب وحبيب الله - صلى الله عليه وسلم - ؟؟؟ والبعض يقول :

" يا رب ايش عاملك أنا حتى تعمل معي هيك " ؟؟ ]]

حرب إعلامية في كل الجزيرة العربية ضد الرسول – صلى الله عليه وسلم - ورفضت القبائل دعوته رفضا عنيفا يصل إلى السب والبصق ، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم – أحيانا يسافر لمقابلة بعض القبائل في أماكنها خارج مكة سرا في الليل، كما فعل مع الطائف . ومن القبائل التي ذهب اليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبائل {{ كلب وبني حنيفة وبني عامر وغيرهم }} ،حتى إن المفاوضات مع قبيلة {{ بني عامر وهي من أكبر خمس قبائل في الجزيرة}}

كانت ستنجح ، فقد عرض عليهم الإسلام ، فقال رجل منهم اسمه {{ بيحرة بن فراس }} وقد أُعجب بكلامه : والله لو أني أخذت هذا الفتى لأكلت به العرب [[ يعني لو تكفلته ، لانتصرت على جميع العرب]] ، ثم نظر للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقال له : أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟؟

[[ يعني إذا بايعناك وأصبحت ملكا من الملوك العظام ، توعدنا أن نكون خلفاءك في الملك ؟؟؟ ]] فقال له - صلى الله عليه وسلم - :{{ الأمر لله يضعه حيث يشاء }} .فقال له : أَفَنُهدفُ نحورنا للعرب دونك [[ يعني نتعرض للموت بالدفاع عنك ]] فإذا أظهرك الله كانت الإمارة لغيرنا ؟ لا حاجة لنا بأمرك . فالنبي - صلى الله عليه وسلم - هو من رفض {{ بني عامر }}، بالرغم من أنها قبيلة قوية كثيرة العدد، لأن نية {{ بني عامر}} كانت السلطة والسيطرة على العرب ، وليست لوجه الله تعالى .

كثير من الناس يستعجلون في تحقيق الهدف ، ويكون الأساس غير سليم ، فيجدوا أنفسهم قد عادوا إلى نقطة الصفر .

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 11-12-20, 08:03 AM   #110
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 96 »
السيرة النبوية العطرة (( مفاوضات مع القبائل وقرار الهجرة جزء 2 ))
________

المفاوضات مع قبيلة {{ بني شيبان }}
وقد خرج اليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكان معه {{ أبو بكر الصديق و علي بن ابي طالب }} ، يقول علي بن ابي طالب - رضي الله عنه - : خرجنا حتى وصلنا إلى مجلس عليه السكينة والوقار، [[ يعني وجدوا رجالا جالسين ، لا يعرفون من أية قبيلة ، ولكن يكسوهم الوقار والهيبة ]] فقال أبو بكر لهم : من القوم ؟؟ قالوا: من قبيلة {{ شيبان بن ثعلبة }} ، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: بأبي وأمي ، هؤلاء غُرَر الناس [[ يعني كبار القبيلة ]] ، وكان يجلس بينهم رجل اسمه {{ مفروق }} .

يقول علي - رضي الله عنه - كان مفروق قد غلبهم لسانا وجمالاً ، فاستأذنوا بالجلوس ، فجلس أبو بكر بجانب {{ مفروق }} فقال أبو بكر- رضي الله عنه - لمفروق : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق: إنا لا نزيد على الألف ولن تُغلب ألف من قلة [[ لأنه فهم أنهم يريدون المساعدة ]] ، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق :

إنا لأشد ما نكون غضباً حين نُلقى [[ أي حين القتال ]] وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد ، [[ يعني الاهتمام بمعدات القتال أهم من أولادنا ]] ، ونؤثر السلاح على اللقاح ، [[ أي نهتم بالسلاح أكثر من اهتمامنا بالنوم مع النساء " أريتم يا خير أمة ؟! مع أنهم قوم أهل جاهلية، لكن ما يبيع ما فوقه وتحته مشان بنت حكت معاه كلمتين حلوين ، ويخرب بيته وبيت أولاده ، قال شو ؟؟ نزوة !!! ]]
ثم قال مفروق لأبي بكر: لعلك أخو قريش؟

[[ أ أنت ذلك الرجل الذي تتكلم عنه قريش و انتشر خبره بأنه نبي ؟؟ ]] فقال أبو بكر: فها هو ذا ؛ وأشار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فالتفت مفروق إلى رسول الله قائلا : إلام تدعونا يا أخا قريش؟ فقال له الرسول : {{ أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإنّ قريشا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله ، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد }} فقال مفروق : وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟

فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى :
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"


فلما سمع مفروق كلام الله ذُهل وتأثر وقال : دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك ، وظاهروا عليك ... فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا!! ثم نظر مفروق إلى شيخهم وقال : يا أخا قريش ، هذا {{ هانئ بن قبيصة}} وهو شيخنا ، فقال هانئ:

قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، وإني أرى تركنا ديننا واتباعنا دينك لمجلس جلست إلينا ، لذل في الرأي، وإن الزلة مع العجلة، يعني : [[ يعني أنا سمعت كلامك بس من جلسة واحدة لا ينفع أخذ القرار فيه ]] ، وإنا نكره أن نعقد على من ورائنا عقدا
[[ لا يجوز أن نتفق معك ، ولم نأخذ رأي قومنا ]] ، ولكن نرجع وترجع وننظر.

ثم نظر هانئ إلى رجل آخر يجلس معهم ليشاركهم الحديث ، وهو{{ المثنى بن حارثة ، وقد أسلم بعد ذلك }} قال : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش ، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة ،[[ يعني هانئ قال الصواب ]] ، ونحن نزلنا بين صَرَيَين أحدهما اليمامة والآخر السَّمامة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما هذان الصريان ؟؟ قال: أنهار كسرى، ومياه العرب .

[[ بمعنى يقول للنبي : نحن عايشين في منطقة بين نارين ، بين كسرى وبين العرب ]] ، فأما ما كان من أنهار كسرى ، فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثا ، [[ يعني قومنا عايشين بعضهم بأراضي كسرى والبعض الآخر بأراضي العرب ، مثل ما بنقول على الحدود ، وكسرى ما بيرحم ، وعاهدناه أن لا نؤي أحدا يوجع رأسنا ورأسه ]] .

وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك ، [[ يعني إذا سمع فيك كسرى وبدينك ما بيعجبه ، أنت تدعو إلى " كلكم من آدم وآدم من تراب ، وكلنا سواسية " و الملوك ما بيعجبهم إلا السيد سيد والخادم خادم ]] ، فإنّ أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا .

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعجب بكلامهم :
{{ ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه }} ، ثم بشرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : {{ أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً ، حتى


يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم ويفرشكم نساءهم، تسبحون الله وتقدسون }} . فقالوا : اللهم فلك ذاك .

وقد كان ذلك - صلى الله وسلم عليك يا حبيبي يا صادقا الوعد .
كان موقف {{ بنى شيبان }} فيه وضوح وتعظيم للنبي - صلى الله عليه وسلم – فقد عرضوا على النبي حماية جزئية ، وموقفهم جميل وعاقل .
يتبع ... وفد المدينة المنورة التي منها سيسطع النور المحمّدي ...

( اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم )


 


قديم 11-13-20, 07:41 AM   #111
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 97 »

السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الأولى ))
________
سقطت قريش كلها من عين النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج ؛ وعمه أبو لهب يمشي وراءه ، يكذبه فتنفر الناس منه قائلين :عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي أن نسمع ما يقول . حتى التقي - صلى الله عليه وسلم - بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب ووقفوا يستمعون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم : من القوم ؟ قالوا : من يثرب [[ المدينة المنورة كان اسمها يثرب ]] ،فقال - صلى الله عليه وسلم - :

من الأوس أم من الخزرج ؟؟

[[ قبيلتان في يثرب ]] قالوا: من الأوس 0فقال لهم - صلى الله عليه وسلم - :هل تجلسون أكلمكم ؟؟ قالوا : بلى يا ابن سيد قومه. [[هم يعلمون أنه ابن عبد المطلب ]]، فجلسوا إليه وكان عددهم في بعض الروايات {{ سبعة رجال }} :

1_أميرهم أسعد بن زرارة 2_رافع بن مالك 3_معاذ بن عفراء 4_عوف بن الحارث 5_عبادة بن الصامت 6_عقبة بن عامر 7_ جابر بن عبدالله السلمي [[ ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث]]

قالوا : ماذا عندك يا أخا قريش ؟ قال : إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه . فقال بعضهم لبعض متهامسين وليس على سمع النبي : أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟؟

ويستفتحون به عليكم ؟؟ قالوا : ورب الكعبة إنه هو !!! فقالوا لبعضهم متهامسين : فلا تسبقنا إليه اليهود ، فلنؤمننّ به ، فآمنوا به - رضي الله عنه - وأرضاهم ووضعوا أيديهم بيد النبي - صلى الله عليه وسلم - إيمانا فقط وليس بيعة ، [[ يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]] ، وعلمهم - صلى الله عليه وسلم - شيئا من الدين .

{{ سنقف هنا قليلا عند المغضوب عليهم - اليهود - لنفهم السيرة أكثر }}
يثرب فيها ثلاث قبائل من اليهود : بني النضير، بني قينقاع ، بني قريظة يحاصرونها ، ويسكنون شمالها ، وجنوبها ، وشرقها ،أما العرب قبيلتان : {{ الأوس ، الخزرج }} وهما أبناء عمومة ،و جدهم واحد ،أمهم اسمها {{ قَيلى }} احفظوا هذا الاسم وكان اليهود ينسبون العرب لأمهم [[ فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج{{ يا بني قَيلى }}

ينسبوهم إلى أمهم ]] لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟ لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم ، وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه !!

[[ قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟ لا ندري !! هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم من سائر العرب ، خاصة الدجالين !! إذا أراد أن يفك السحر، يطلب اسمه واسم أمه ، لأن السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ]] - حسبي الله ونعم الوكيل - أما شرع الله، فيقول تعالى:

{{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ }} .


اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين ، فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم وفي معاملاتهم ، والعرب أصحاب شهامة و نخوة و كرم ، فكان اليهود قبل الإسلام لا يحبون أن يتحد العرب ، وهذا حالهم الآن ، " فاتّعظوا يا أمة الإسلام " ، وكانوا دائماً يوقعون العداوة ، بين الأوس والخزرج ، " كما يفعلون الآن " لأن اليهود يعلمون ، لو اجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج . لذلك جعل اليهود أهل يثرب من العرب يعملون بالزراعة غالبا ، أما اليهود فقد اهتموا بالعمل وتجارة المجوهرات و السلاح ، فيبيعون السلاح للأوس و الخزرج كي تشتعل الفتنة بينهم . " تماما كما يفعلون الآن " ، فنحن الآن غثاء كغثاء السّيل إلا من رحم ربّي .
وكان اليهود يخوّفونهم قائلين : غداً يُبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسول الله نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون أنتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم ... فيخاف الأوس والخزرج [[ مساكين ]] ، حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود أنفسهم ، وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود : {{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}

لذلك سارع وفد المدينة بإعلان إسلامهم أمام الرسول صلى الله عليه و سلم .
نعود و نكمل .. ثم قال له أسعد بن زرارة : يا رسول الله ، لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريشا ، على إخوتنا بعد يوم بعاث ، ماهو يوم بعاث ؟؟ [[ قبل خمس سنوات من إسلامهم ، حصل بين الأوس والخزرج قتال ، فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما بقي إلا أبناؤهم الشباب ]] وقال أسعد : يا رسول الله،إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا . [[ أي جمع بينهم وأصلح الله قلوبهم بالمحبة ]] .
وانطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني و بدلا من سبعة ، تخلف من السبعة اثنان ، وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين ، فأصبح عددهم اثني عشر رجلا . اجتمعوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة ،

[[ أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ]] ، وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهادا [[ ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنر ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ]] ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - :

{{ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه }} . فقالوا : قبلنا وبايعوه ، وانطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة {{ ١٢ من البعثة }} .

فلما انطلقوا ، بعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا نريد رجلا من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا في الصلاة ، [[ خافوا إذا وقف إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج ، وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس، وهم حديثو العهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق ]] . فاختار لهم - صلى الله عليه وسلم - أول سفير في الإسلام {{ مصعب بن عمير - رضي الله عنه - }} ،

ومصعب أنعم فتى في قريش، و من السابقين إلى الإسلام ،عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال ،[[ كان مصعب ، يصرف على أصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، وكان يلبس أجمل الثياب ، وكان شابا منّعما بين شباب مكة كلهم ]]، فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش،

[[ كيس خيش ، يشقه من الأسفل و يلبسه بعنقه - رضي الله عنه - وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به الثياب ]] ،
اختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، فقد باع مصعب الدنيا كلها من أجل دينه ، وكان صادق الإيمان ، ولا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه رضي الله عنه . . .


 


قديم 11-15-20, 08:08 AM   #112
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 98 »
السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الثانية الجزء 1))
_________
انتشر الإسلام في يثرب " المدينة المنورة لاحقا " ، ولكن ليس كل أهل يثرب دخلوا في الإسلام ؛إنما الذين دخلوا جميعهم قوم {{ سعد بن معاذ من الأوس }}؛ أما الخزرج فمنهم من أسلم ، ومنهم من لم يسلم ،ولم ينتشر الإسلام في كل بيوت الأنصار ، ولكن عددا كبيرا من أهل يثرب انتشر فيهم الإسلام ،وأقام مصعب فيها سفيراً لرسول الله يعلم الناس القرآن وتعاليم الدين .
الناس الذين دخلوا الإسلام ولم يروا نبيهم ، ولم يسمعوا صوته - صلى الله عليه وسلم - أصبحت قلوبهم تتشوق لرؤيته :

[[ إلى متى نحن آمنون مطمئنون ، ونترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة يتعرض للأذى من قريش ويعرض نفسه الكريمة على القبائل ، ألا فلنبايعه ونخرجه من مكة إلينا ]] .

تماماً كشعورنا نحن الآن ونحن نتابع السيرة ، لم نره ولم نسمع صوته - صلى الله عليه وسلم - والله يعلم ما في قلوبنا من شوق لرسول الله - صلى عليه وسلم - اللهمّ اجعله شفيعنا يوم القيامة ، واسقنا من يديه الشريفتين شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ، حُرمنا رؤيته في الدنيا فلا تحرمنا جواره في الجنة وجوار أصحابه يا رب العالمين .

فلما كان موعد الحج [[ وهو زيارة البيت الحرام وتعظيمه و الطواف به ، وهذه عادة الحج عند العرب قبل الإسلام ]] سبقهم مصعب قبل موعد الحج إلى مكة، وأخذ ينسق بينهم وبين رسول الله ، حتى لا تشك قريش بهذا التنسيق ، فمصعب قرشي ،وهو من أهل مكة ، وأخبرهم مصعب أن يختاروا بعض الرجال منهم ، ونصحهم أن لا يكون العدد كبيرا ، حتى لا ينفضح أمرهم ، فاتفقوا أن يكون عددهم ٧٠ رجلا و امرأتين ، وهذا العدد بين أعداد الحجيج الكثيرة الذين يأتون إلى الكعبة من جميع بقاع الأرض ؛ لا يستطيع أحد من كفار قريش أن ينتبه له . وأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - على لسان مصعب أن موعدهم عند جمرة العقبة ( بعيدا عن عيون قريش ) .

سنرى الآن حكمة رسول الله في هذه المباحثات وأخذه بالأسباب
قال : يا مصعب ، قل لهم إذا مضى الثلث الأول من الليل ، والناس قد ناموا ، فلا تنتظروا غائبا ولا توقظوا نائما ، وليتسللوا إلى العقبة تسلل القطا ، فإنّ عليهم من قريش عينا .

[[ لم يكن نبينا - صلى الله عليه وسلم - صيادا ، وسبحان الذي علمه ، فالقطا نوع من الطيور معروف بين الصيادين بكثرة حذرها من الصيد ؛ حيث لا تنام كما ينام الطير، بل تقف على رجل واحدة ، وتأخذ بالرجل الثانية حصى ، حتى إذا غطت بالنوم ، ترتخي المفاصل ، فتسقط الحصى ، فتستيقظ من نومها ، فتطير وتغير موقعها ]] . تم تحديد الموعد ، وكان موعدا عجيبا ، يثبت مدى دقة واحتياط رسول الله ،وأخذه بالأسباب، وتكتم - صلى الله عليه وسلم - على الموضوع ولم يخبر إلا ثلاثة رجال {{ أبو بكر الصديق ، وعلي ، وعمه العباس }}.


يقول كعب بن مالك : فما نمنا تلك الليلة ونحن نتشوق لرؤية رسول الله لأول مرة ، حتى إذا مضى ثلث الليل ، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله نتسلل تسلل القطا ، وكانوا يخرجون رجلا رجلا ، أو رجلين رجلين ، حتى اكتمل من الأنصار سبعون رجلا وامرأتان في موعدهم .

وجاء أيضا رسول الله في موعده ، ومعه العباس بن عبد المطلب وأبو بكر وعلي ، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر إلى فم الشعب من ناحية ،وعلي إلى فم الشعب من الناحية الأخرى ، ليعطيا إشارة إلى المسلمين ، إذا شاهدوا حركة من قريش . {{ وهذا اللقاء كان أعظم لقاء على وجه الأرض ،تغيرت فيه خريطة العالم وقامت دولة الإسلام عليه، وسقطت عروش الجبابرة وانتشر الإسلام }} .

اجتمع القوم ، قالوا : فلما مضى نصف الليل ، وإذا بالحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يُطل علينا ومعه رجل بعضنا يعرفه ، وبعضنا لا يعرفه وهو {{ العباس عم النبي ،وهو مازال على دين قريش لم يسلم ولم يعلن إسلامه }}

فقد حضر مع النبي ليطمئن على ابن أخيه ، ثم قام القوم باستقبال النبي ، وسلموا عليه، و على العباس ، واستأذن العباس بن عبد المطلب عم النبي بالحديث قائلا بما معناه : [[ إذا كنتم تريدون رسول الله أن يهاجر إليكم وأنتم تستطيعون حمايته فهو مسؤوليتكم ، وإذا لم تستطيعوا حمايته ، اتركوه في مكة فهو في حمايتنا ]] .

ثم تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمد الله ، وقرأ شيئا من القرآن ، ثم قال : أبايعكم على أن تؤمنوا بالله ، ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وأبناءكم . فقال أحدهم : أجل يا رسول الله بايعنا ، فنحن والله أبناء الحروب ، وأبناء الحلقة ورثناها كابراً عن كابر ، والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أنفسنا .

فمد يده أسعد بن زرارة وقال : بايعنا يا رسول الله ، فقام أحد رجالهم وأمسك يد أسعد وأبعدها وقال : يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ قالوا : نعم .قال : إنكم تبايعونه على حرب الأحمر، والأس


ود من الناس [[ يعني كل أصناف البشر]] يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً [[ يعني بيننا وبين اليهود في المدينة حبال وصل ومعاملة]] ، فهل عفيت إن نحن فعلنا ذلك وقطعنا علاقتنا مع اليهود ثم أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟؟؟ [[ كلام فيه صراحة وجرأة وأدب ]] .
فقال لهم - صلى الله عليه وسلم - :

{{ بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنتم مني وأنا منكم ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم }} فقال الرجل : إن بايعناك على ما طلبت فماذا لنا؟ قال: لكم الجنة [[ وكأنه يبشرهم جميعاً بالجنة]]

فلم يعدهم بمال ولا جاه ولا سلطان ، فهم يبايعون الله ورسوله ،لذلك ستكون الجنة مكافأة لهم على صدقهم . فقال الرجل : إنكم تبايعون على حرب العرب قاطبة ، فإن علمتم أنكم صابرون على هذا فبايعوه وإلا فمن الآن دعوه كما قال لكم عمه . فقالوا: والله ما جئنا إلا لنبايعه على ذلك . يا رسول الله ، ابسط يدك نبايعك .

فبسط يده وبايعهم ، رجلا ، رجلا ، حتى إذا جاء دور المرأتين سأل عنهما
قالوا :_هذه أم عمارة ، وهذه أم منيع .. فبايعهم دون مصافحة ....

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 11-15-20, 08:09 AM   #113
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 99 »

السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الثانية ، الجزء 2 النّقباء ))
_____
بعد أن تمت البيعة ، طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم أن يختاروا {{ ١٢رجلا }} يكونون نقباء على قومهم ،[[ بمعنى أنهم يتكفلون بالمسؤولية في تنفيذ بنود هذه البيعة مع قومهم ، حتى إذا هاجر المسلمون إلى المدينة لا يجدون معارضين لهم ]]، وكانوا خليطا من الأوس و الخزرج ، وهذا يبّين عظمة الدين الإسلامي الذي جعلهم صفا واحدا بعد النزاعات التي كانت بينهم قبل الإسلام .

وقال - صلى الله عليه وسلم - للنقباء : {{ أنتم على قومكم كفلاء ، كفالة الحوارين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي }} أي على المهاجرين أهل مكة . ثم قال : انفضوا إلى رحالكم [[ أي تفرقوا ]] تسلل القطا كما جئتم ، لا يشعرن بكم أحد [[ أخذ بالحيطة والأسباب]] .

ولكن لأمر يريده الله ، ما إن أشرقت الشمس حتى جاءت قريش تسأل الخزرج : ما الأمر الذي اتفقوا عليه ليلاً مع محمد ؟؟ هل حالفتموه على حربنا ؟؟ يقول كعب : فأخذ بعضنا ينظر إلى بعض ، من الذي سرب الخبر ؟؟ قال كعب : وقام المشركون الذين أتوا معنا من يثرب ، ولم يعلموا بالأمر ، قاموا يقسمون لقريش باللات والعزى ، أنه لا يوجد مما تقولون شيئا [[ وهم صادقون لأنهم لم يعلموا ]] ،ثم توجهت قريش بالكلام إلى سيد الخزرج، وهو أيضاً لا يعلم بالموضوع {{ عبد الله بن سلول }}

[[ لما هاجر النبي للمدينة ، وانتشر الإسلام أصبح رئيس المنافقين ]] وسبحان من ساقه اليوم ليكون في هذا الموقع!! لأن قريشا تثق به . فقال عبد الله بن سلول : ما هذا يا قريش؟ إني زعيم قومي كما تعلمون ، ولا يخفون عليّ شيئا ، واللات والعزى ما حدث مما تذكرون أبداً قالوا صدقت يا ابن سلول ، فمثلك لا يكذب [[ المشركون يصدقون بعضهم !!!]] .

أسرع القوم بالخروج من مكة ، ولكن سرعان ما انتشر الخبر، فلقد بحثت قريش ودققت بالخبر ، حتى تأكدت أنه كانت بيعة مع محمد - صلى الله عليه وسلم - في تلك الليلة . وقد رحل أهل يثرب ، وأصبحوا على أطراف مكة ، فركب أهل قريش خيلهم ولحقوا بهم ، فأمسكوا بسعد بن عبادة [[ سعد هو سيد الخزرج ]] ،وأوثقوه بالحبال وأعادوه إلى مكة ضرباً وتوبيخاً . يقول سعد بن عبادة :
فبينما هم يضربونني ، اقترب مني رجل لا أشك أنه يكتم إيمانه

[[ يعني مسلم من مستضعفي مكة ]] فهمس في أذني قال : ويحك!! أليس بينك وبين أحد من رجال قريش عهد ؟؟ فقلت له : بلى والله إني كنت مجير {{المُطعم بن عدي }} في تجارته . قال: فناده باسمه وأنا أذهب وأبلغه ، قال : فهتفت باسم المُطعم . ثم انطلق الرجل إلى المُطعم وقال: يا مُطعم بن عدي،هناك رجل من أهل يثرب يصرخ باسمك ويقول : بينك وبينه عهد ، و إنه الآن يُضرب من قريش. قال : ما اسمه ؟؟!! قال له : سعد بن عبادة . فقام المُطعم مسرعاً يجر رداءه وقال : نعم والله لقد صدق ، فذهب المُطعم وقال بيده هكذا وهكذا [[ كأنما كش القوم كشاً كالذباب ليبتعدوا عن سعد بن عبادة ]]

قال : ويلكم ! أنسيتم أن الرجل من سادة يثرب ؟ وإن تجارتكم لا تأتي إلا عليهم ؟ ابتعدوا عن الرجل . قال سعد : ففك وثاقي وأطلقني ، ثم انطلقت إلى يثرب سالماً .
هل تذكرون المطعم بن عدي ؟؟ هو الذي نقض صحيفة المقاطعة لبني هاشم ، وأجار النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما رجع من الطائف ، رجل شهم و كريم ، ولكن للأسف لم يُسلم رغم أعماله الداعمة للمسلمين.
____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 11-15-20, 08:10 AM   #114
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 100 »
السيرة النبوية العطرة (( زواجه - صلى الله عليه وسلم - من سودة بنت زمعة ))
_________
الآن سندع أهل يثرب ينشرون فيها الإسلام ، وقبل أن ننتهي من العهد المكي سنرجع للوراء قليلا لبعض الأحداث التي جرت، ومنها زواجه - صلى الله عليه و سلم - بسودة وعائشة رضي الله عنهما .

بعد وفاة أم المؤمنين خديجة شعر أصحاب النبي - صلى الله عليه سلم - أن النبي قد فقد أم العيال ،وقد داخلته وحشة ، وقد أصبح بحاجة إلى سكن لكن مهمة الدعوة تشغله عن كل ذلك ، فما استطاع أحد من الصحابة أن يكلمه في موضوع الزواج .مضت سنتان من وفاة خديجة دون زواج ، حتى ذهبت إليه صحابية جليلة اسمها {{ خولة بنت حكيم السلمية }} ،

وبكل رفق وأدب ، جلست وكلمته .قالت : بأبي وأمي يا رسول الله ، أرى قد دخلتك وحشة بعد خديجة ؟! قال لها :أجل يا خولة . فقالت : بأبي وأمي ألا تفكر بالزواج ؟ فأطرق رأسه - صلى الله عليه وسلم - وبكى حتى ابتلت لحيته .وقال : ومن بعد خديجة ؟ [[ أي لا توجد واحدة تسد مكانها ]]

قالت: بنت أقرب الناس وأحبهم إليك {{ عائشة بنت أبي بكر الصديق }} أول من آمن بك وخير صاحب لك .فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: عائشة ؟! ولكنها لم تنضج بعد يا خولة! [[ وكانت عائشة على أرجح الروايات أنها تجاوزت التاسعة من عمرها ]] قالت : أخطبها من أبيها ، وتبني بها بعد ذلك ،

[[ تبني بها ، ما نسميه بعد حفل الزفاف الدخلة ]] ،

فأطرق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : ومن للبيت والعيال يا خولة ؟
قالت : هناك أخرى يا رسول الله .قال : ومن ؟ قالت : أحببت أن أقدم لك البكر أولا ، فإن شئت فامرأة .. ثيّب . قال :ومن ؟ قالت: سودة بنت زمعة
فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم .
لماذا دمعت عين النبي عند سماع اسم سودة بنت زمعة ؟ لأن مهام الدعوة شغلته عنها . . . سودة بنت زمعة امرأة مؤمنة من أهل مكة ، وزوجها ابن عمها {{ السكران بن عمرو }}

كان مسلما أيضاً ،عندهم ستة من العيال ،أسلما وكانا ممن هاجر إلى الحبشة في أول من هاجر ، ولما استقرّا في الحبشة توفى زوجها السكران ، فأصبحت سودة في غربة وترمل ، فرجعت المسكينة إلى مكة مع قوافل التجار فاقدة زوجها، وكان أبوها وأهلها ما يزالون مشركين . ولم يكن عندها تجارة أو حرفة، وليس لديها مال تنفق منه على عيالها الستة، فبقيت {{سودة}} مع أهلها و أولادها الستة وحيدة مقهورة وكانت فرصة السيدة {{ سودة }}

في الزواج تكاد تكون معدومة ، لأنها لم تكن ذات حسب وجمال .
دمعت عين النبي عندما ذكرتها خولة، ولكن موت خديجة وزيارة الطائف والحزن الذي تلقاه – صلى الله عليه وسلم – كل ذلك شغله عن حال هذه المسكينة ، فلما ذُكرت له سودة ، نزلت دموعه كيف غفل عن هذه المرأة المسكينة وهي ما زالت تقيم على إيمانها؟؟!!!


وافقت {{ سودة }} ، ووافق أبوها المشرك الطاعن في السن{{ زمعة }} قائلا : نعم الرجل محمد . وكان زواج نكاح لا سفاح ، حيث تزوجت سودة بإذن والدها ، وسُمّي المهر بحضور الشهود ، وأعلن الخبر في مكة ، وانتقلت سودة إلى بيت النبي - صلى الله عليه وسلم – وفرح أهل البيت النبوي بقدومها ، وكان في البيت {{ بناته و أم بركة حاضنته وزيد بن حارثة }} ، وجاءت سودة - رضي الله عنها - لتقوم بخدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وترعى شؤونه ، واتخذها زوجة له ، واهتم أيضا بأبنائها .

فكان زواجه منها - صلى الله عليه وسلم - مجرد رحمة ، لأن النبي يريد أن يضمها لبيته ليرعاها، وهذا يدل على مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .
_____________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:40 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا