منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-21, 08:43 AM   #199
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 186 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني النضير ج4))
______
لما رأت قبيلة بني النضير جيش المسلمين ، خافوا منهم ودخلوا إلى حصونهم وكان عددهم تقريبا {{ ١٥٠٠ }} ، وفي ذلك يقول تعالى :
{{ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ }} .

وتخلى عن بني النضير رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول ، والذي كان قد وعدهم بأن يقاتل معهم في ألفين من المنافقين ، وتخلى عنهم أيضا حلفاؤهم من غطفان وإخوانهم من بني قريظة .

دخل بنو النضير في حصونهم، وحاصرهم المسلمون ، فأخذوا يرمون المسلمين بالسهام وبالحجارة ، ثم أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ، أن يقطعوا نخيلهم [[ ليدخل الرعب في قلوبهم و يزيدهم خزيا وحسرة ]] قال المُسلِمونَ : قطَعْنا بعضَها وترَكْنا بعضَها ، فلَنسأَلَنَّ رسولَ اللهِ : هل لنا فيما قطَعْنا مِن أجرٍ؟ وهل علينا فيما ترَكْنا مِن وِزْرٍ؟ ثمّ نادى اليهود من فوق حصونهم وقالوا: يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ؟؟!! ، أفمن الصلاح قطع النخل ؟ فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ (( مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)) . لِينَةٍ : [[ هي النخيل ، لأن التمر وهو ثمرة النخيل ، لين وسهل الأكل وسهل الهضم ]] .

واستمر الحصار ست ليال فقط ، فلما قذف الله تعالى في قلوبهم الرعب ، خرج حيي من على رأس الحصن وقال : يا محمد سننفذ مطلبك ونرحل كما طلبت . فقال – صلى الله عليه وسلم - : لا ، اليوم لا أقبله . فقال حيي : وماذا تريد يا أبا القاسم ؟ فقال له – عليه الصلاة و السلام - : أن تنزلوا على حكم الله ورسوله . [[ ما هو الحكم ؟ أن يُقتل المقاتل وتُسبى النساء والأطفال ]] ، فأخذوا يستغيثون ويستجيرون ، وأرسلوا بالصبية والنساء يبكون بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فرَّق قلبه عليهم [[ على الرغم من غدرهم و حقدهم ]]

فوضع لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - شروط الجلاء و الاستسلام .
أمرهم – عليه الصلاة و السلام- : اخرجوا من المدينة جميعكم ، ولا تحملوا معكم إلا ما تحمل إبلكم فقط، ولا تحملوا معكم السلاح . قال حيي : يا أبا القاسم ، إنا لنا أموالا وديونا عند الناس !؟

فقال له - صلى الله عليه وسلم - : تعجل وضع .[[ يعني خذ ما أمكن ، اعمل مفاوضة مع اللي إلك معه دين ، يعني ايش ما يعطيك خذ ، و اكسب الوقت للجلاء بسرعة ]] هكذا هو القائد المسلم ، جعل أنوف الأعداء في الأرض ، وجعلهم يستجدون الوقت للنجاة .

أخذ بنو النضير معهم ما عز من أموالهم ، كالذهب ، والفضة ، والديباج ،والحرير وطعام الطريق ، [[ لأن ليس لهم إلا ما حملته الإبل ، وكان عدد إبلهم ٦٠٠ ]] فأرادوا أن يستعيروا أبلا فمنعهم النبي من ذلك ، وتركوا سلاحهم غنيمة للمسلمين . ((هذه هي قوة الإسلام و عِزّة المسلمين )) .

وقد عزّ على بني النضير أن يتركوا بيوتهم عامرة، [[ معتقدين أن الصحابة سيأخذونها ويسكنونها ]] ، فأخذوا يهدمون بيوتهم لكي لا يستفيد منها المسلمون ، فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعلون ذلك ؛ قال لأصحابه : ساعدوهم في هدم بيوتهم . [[يعني احنا مش طمعانين في بيوتكم ]] ، وفي ذلك نزل قوله تعالى سورة الحشر :

{{ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}} .

وفي أثناء خروجهم قال حيي بن أخطب لقومه - والخزي في وجهه - :
لا نريد أن نخرج أذلة صاغرين ، حتى لا يشمت بنا المسلمون ، قالوا له : ماذا نصنع ؟ قال : أخرجوا الدفوف، ولتلبس النساء زينتهن من ذهب و حرير ، و ليغنّين ، ونحن الرجال نضرب الدفوف ، و الصغار يصفّقون ، ونغادر من ديارنا و نحن فرحين لا غاضبين ولا نادمين

[[ طبعاً هذا العمل لا ينفع بشيء ، يعني اليهود بحبوا المكابرة ، و بحبوا الإعلام الكذاب ، و اليوم مثل زمان : بشتروا قنوات خاصة إلهم ، وعندهم أقلام مأجورة !!! ]] .

فخرجت النسوة وهن يغنّين ، وكان الرجال يضربون الدفوف ؛ ولكنّ الغيظ يقطع قلوبهم ، ولا يملك رجل منهم أن يحمل سيفاً واحدا . وقد وقف محمد بن مسلمة ومعه ١٠٠ رجل يفتشونهم ، حتى لا تخرج معهم قطعة سلاح واحدة ، مع أنهم كانوا أكثر يهود المدينة سلاحا !! .

اتجه يهود بني النضير إلى الشام ، فهي أول الحشر لهم لآخر الزمن ، فيتجمعون في بيت المقدس للقضاء عليهم بإذن الله . قال تعالى : {{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ }} .
فأول الحشر كان في ذلك اليوم ، فمنذ أن خرجوا من المدينة ما خرجوا قبلها أبداً ، وما جرى عليهم جلاء من أيام م


وسى وهارون - عليهما السلام - لذلك قال لهم الله تعالى في سورة الاسراء : {{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا }} .

وها نحن نشهد تجمعهم من جميع أنحاء الأرض في بيت المقدس ، كما وعدهم الله تماما ، ليأتي اليوم الذي يطهّر به الله الأرض من رجسهم ، إن الله لا يخلف وعده أبداً .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 
الفيلسوف likes this.


قديم 03-02-21, 08:45 AM   #200
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 187 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بدر الآخرة ))
______
ذكرنا سابقا إن آخر مشهد في غزوة أحد كان عندما قال أبو سفيان - سيد قريش - قبل أن ينصرف هو ومن معه من ساحة أحد : إن موعدكم بدر العام القابل [[ يعني العام المقبل ، يأتي جيش المسلمين وجيش قريش ، إلى بدر ويكون هناك قتال ]] فقال الرسول الله - صلى الله عليه وسلم – : قولوا له‏ نعم ، هو بيننا وبينك موعد ، إن شاء الله تعالى .
وجاء موعد اللقاء عند بدر ، أخذ المسلمون يتهيئون للخروج إلى بدر، وعلى الجانب الآخر في مكة كان أبو سفيان لا يريد مواجهة المسلمين ، ويخشى هذه المواجهة ، وفي نفس الوقت – إن فعل ذلك - تسقط هيبته عند المسلمين وفي الجزيرة كلها .

وكان في مكة رجل اسمه {{ نعيم بن مسعود }} من قبيلة غطفان ، فاتفق معه أبو سفيان أن يذهب إلى المدينة ، ويخوف المسلمين من قوة جيش قريش، ووعده بعشرين من الإبل إن نجح في مهمته . وصل نعيم بن مسعود إلى المدينة فوجد المسلمين يتهيئون للخروج ، فبدأ في أداء مهمته ؛ وأخذ يطوف بالمسلمين ، ويتحدث عن كثرة جموع قريش محاولا بث الخوف في قلوب المسلمين . وأخذ المنافقون يخوفون المسلمين أيضا من قول نعيم ، فيقول لهم المسلمون : {{ حسبنا الله ونعم الوكيل }} .

على الجانب الآخر خرج أبو سفيان بجيش قريش وهو يعتقد أن نعيم بن مسعود قد نجح في إخافة المسلمين ، وأن المسلمين لن يخرجوا ، فخرج بجيشه حتى يبدوا أمام المسلمين وأمام كل العرب أنه قد خرج للقاء المسلمين ، وأن المسلمين خافوا وجبنوا ولم يخرجوا ، وكان عدد جيش قريش {{ ٢٠٠٠ }} مقاتل .

سار جيش قريش لمدة يومين فقط حتى وصل إلى {{ مجِنَّة }} وهي سوق معروفة تبعد عن مكة حوالى ٨٠ كم ، حتى وصلت إلى أبي سفيان الأخبار أن المسلمين قد وصلوا بالفعل إلى بدر وعدد المسلمين {{ ١٥٠٠ }} مقاتل .
فخاف أبو سفيان من مواجهة المسلمين مرة أخرى ، فقال : يا معشر قريش ، لا يصلحكم إلا عام خصب ، وإن عامكم هذا عام جدب ، وإني راجع فارجعوا . فرجع جيش قريش ، و أصبح أبو سفيان مثار سخرية في الجزيرة كلها ، حتى أن أهل مكة أخذوا يقولون له و لجيشه ساخرين: {{ أنتم جيش السويق }}. بمعنى أنكم ذهبتم للأكل و تناول الطعام فقط !!

[[ والسويق هو طعام اعتاد العرب أكله في السفر، وهو مدقوق القمح والشعير، سمي سويقا لانسياقه في الحلق ]] .

أقام المسلمون في بدر ثمانية أيام ، وقد أطلق على هذه الغزوة {{ غزوة بدر الآخرة }} وكانت هامة جدا بالنسبة للمسلمين ، فمن نتائجها أنها أعادت للمسلمين كثيرا من الهيبة خاصة بعد أحداث أحد وبئر الرجيع وبئر معونة ، كما أعادت لجيش المسلمين ثقته بنفسه ، بينما أحبطت المشركين، وأصبحوا مثار سخرية داخل مكة و خارجها ، وكانت هذه الغزوة في السنة الرابعة للهجرة .

وضمن أحداث هذه السنة تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين {{ أم سلمة }} - رضي الله عنها – وقد ذكرنا سابقا أنّ أبا سلمة و زوجته هما من أول المهاجرين إلى الحبشة ، وذكرنا أيضا أنه هاجر وحيدا إلى المدينة المنورة بعد أن منعه أهل أم سلمة أن يأخذ معه زوجته و ابنها ، ثم أشفق قومها عليها وعلى ولدها و زوجها فسمحوا لها بالهجرة . . .

توفي أبو سلمة متأثرا بجراح أصيب بها في أحد ، وكان أبو سلمة - رضي الله عنه - أخو النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرضاعة ، فلما مات قال النبي لأم سلمة : قولي إنا لله وإنا اليه راجعون ، اللهم اغفر له ، اللهم أجرني في مصيبتي وأبدلني خيرا منها . فاستجاب الله دعاءها ، وبعد انقضاء عدتها تزوجها – صلى الله عليه وسلم – .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 
الفيلسوف likes this.


قديم 03-03-21, 08:45 AM   #201
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 188 »
السيرة النبوية العطرة (( غزوة بني المصطلق وموقف المنافقين ))
______
نحن الآن في مطلع السنة الخامسة من الهجرة ، وقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -أن قبيلة {{ بنو المصطلق }} تستعد لغزو المدينة ، فمن هي هذه القبيلة ؟ هي أحد بطون قبيلة {{ خزاعة }} ،

ومعنى مصطلق في اللغة الصوت العالي في الغناء ، فقد كانوا مشتهرين بالغناء والأصوات الجميلة . و ديار خزاعة منتشرة على الطريق من مكة إلى المدينة ، ولذلك فإن موقعها مهم جدا في الصراع بين المسلمين و قريش ، لذلك اتخذت خزاعة موقفا محايدا بالنسبة لهذا الصراع ، فهي لم تدخل مع قريش في عداء المسلمين ، وفي نفس الوقت لم يدخلوا في الإسلام ؛ ذلك أنّ خزاعة في طريق تجارة العرب إلى الشام ، وأيضا فيها أحد أصنام العرب الشهيرة وهو (( مناة )) – كما يُقال - ، فكان العرب يحجون إلى هذا الصنم، لذلك كانت خزاعة لها مصالح مادية ومعنوية ، فاتخذت موقفا محايدا مع الجميع باستثناء بني المصطلق .

وقد اتخذ بنو المصطلق موقفا معاديا للمسلمين ، لدرجة أنهم اشتركوا مع قريش في حرب المسلمين في غزوة أحد، وسيّدهم هو {{ الحارث بن أبي ضرار }} والذي اتخذ قراره الآن بتجميع القبائل لغزو المدينة ، فوصلت هذه الأخبار إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم – وبعد أن تأكد من نيّة بني المصطلق في غزو المدينة ؛ جهز جيشا يتكون من {{ ٧٠٠ مقاتل و ٣٠ فارس }}

وخرج معه من نسائه السيدة عائشة – رضي الله عنها - ، وكانت المسافة بين المدينة وبني المصطلق حوالي {{ ٤٠٠ كم }} ، وأعطى لواء المهاجرين لأبي بكر – رضي الله عنه – و أعطى لواء الأنصار لسعد بن عبادة – رضي الله عنه - [[ و مباغتة الأعداء من صفات القائد الناجح ، وكان من سنّته – عليه الصلاة و السلام – أن يباغت عدوه في داره ، فكان يسير ليلاً ويكمن في النهار حتى يُعمي عيون الأعداء عنه قدر المستطاع ]] .

وصل المسلمون قريبا من بني المصطلق ، وعسكروا هناك عند عين ماء اسمها {{ المريسيع }} [[ سمّيت بذلك لأنّها ماءها يخرج ببطء، ويحتاج وقتا حتى يتجمع و يحملونه ؛ وشبّهوها بعين الإنسان لأنها تدمع قليلا قليلا ]] .
فلما وصل بنو المصطلق إلى عين المريسيع ليشربوا منها ، ويتجهزوا للمضي لغزو المدينة ، باغتهم المسلمون ، وأغاروا عليهم عند عين الماء، فوقع رجالهم في الأسر، وأصبحت نساؤهم سبايا للمسلمين ، وقد بلغ عددهن أكثر من 100 سبيّة ، وغنموا منهم الآلاف من الإبل و الأغنام ، و الكثير من الأموال والمتاع والمصاغ والسلاح ، وحقق المسلمون انتصارا ساحقا وسريعا .وكان في الجيش رئيس المنافقين

{{ عبد الله بن أبي سلول }} الذي سالت لعابه على هذه الغنائم الكثيرة ، و كان في الجيش أيضا ابنه الصحابي عبد الله رضي الله عنه .
قسّم النبي – عليه الصلاة و السلام – الغنائم ، أربعة أخماس وزّعها على الجيش فورا ، وخمس يُصطفى لله والرسول ، فلما قُسّمت الغنائم دخلت النساء في السبي ، وكان في السبايا ابنة الحارث بن أبي ضرار سيد بني المصطلق واسمها جويرية - رضي الله عنها -


[[ لأنها أسلمت وأصبحت بعد ذلك أمّا للمؤمنين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ]] ، وهي فتاة عاقلة راشدة تحسن تدبير الأمور، ووقعت الآن في السبي ، و أصبحت من نصيب أحد الصحابة وهو {{ ثابت بن قيس بن شماس }} ، فعرضت عليه على الفور المكاتبة ، فكاتبته على نفسها . [[ يعني اتفقت معه أن تدفع له مبلغا من المال مقابل أن يعتقها ، وكذا يفعل السيد وعبده ليصبح حرّا ، وكان هذا النظام موجودا عند العرب ، وقد أقر الإسلام هذا النظام ،قال تعالى : {{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }} بل وجعل الإسلام هذا النظام واجبا، فكان ذلك من أساليب الإسلام في إلغاء الرق ]].

ثم استأذنته كي تذهب وتدبّرأمرها ، واتجهت نحو خيمة النبي - صلى الله عليه وسلم – و كان في خيمته أم المؤمنين عائشة . قالت : أنا جويرية بنت الحارث سيد القوم ، وأنا {{ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله }} ، وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك ، فكاتبت على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي ، وأطلب منك العون .

(( وحقيقة فإنّ ما أشغل تفكير النبي في هذه الغزوة سبي النساء !! كيف نسبي 100 بيت من أعز بيوت العرب ؟؟ فكانت الفرصة الآن أمام النبي لتجنّب ذلك ما أمكن )) ، فقال لها عليه الصلاة و السلام : " أقضي كتابك مع ثابت بن قيس و أتزوجك " . بمعنى أدفع لثابت بن قيس المبلغ كله، وتكونين حرة، ويكون هذا المبلغ هو مهرك . قالت: نعم يا رسول الله قد فعلت .

فشاع الخبر بين الناس أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد تزوج بنت الحارث بن ضرار ، فقال الصحابة : أصبح بنو المصطلق أصهار رسول الله ، فردّ كل الصحابة الأسرى الذين في أيديهم إلى ذويهم حبّا و كرامة للنبي – صلى الله عليه وسلم - ، وهذا ما كان يرجوه عليه الصلاة و السلام من هذا الزواج . وكان هذا حدثاً فريداً لم يحدث في تاريخ الجزيرة ، تقول عائشة – رضي الله عنها - : "

فلقد أُعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق ، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها " . فلما رأى بنو المصطلق هذه الأخلاق والكرم ، دخلوا في الإسلام .
وعودة إلى صورة المنافقين الآن ؛ فقلوبهم تمتلئ غيظاً من المسلمين ، خاصة {{ ابن أبي سلول }} ،

فقد استرد المسلمون الغنائم من أيديهم ، وردوها إلى بني المصطلق ، و المنافقون ما خرجوا أصلاً إلا لهذه الغنائم ، فغاظه ذلك وأخذ يترقب فرصة كيف يوقع فتنة بين صفوف المسلمين ؛ وحانت الفرصة له عندما تنازع عند عين الماء رجلان أحدهما من المهاجرين و الآخر من الأنصار، و كل واحد يريد أن يسقي قبل الآخر، وتطور الأمر إلى الضرب ، فصاح الأنصاري : يا للأنصار ، وصاح المهاجر : يا للمهاجرين . فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصراخ كما سمع الناس ، فخرج من خيمته مسرعاً نحو الصوت ، ورفع كلتا يديه يؤدبهما أمام الناس ويقول : أبدعوى الجاهلية ، وأنا بين ظهرانيكم ؟

دعوها فإنها منتنة . [[ يعني إياكم والتعصب لأحد بالباطل ، كالتعصب للقبيلة والبلد وإنما شأن المؤمن أن يقف مع الحق ، وأن ينصر المظلوم برفع الظلم عنه ، وينصر الظالم بحجزه ومنعه عن الظلم ، ويجب أن نبتعد عن عادات الجاهلية الذميمة ، ويجب أن يكون انتماؤك للإسلام ]] . وأصلح – عليه الصلاة و السلام - الأمر في نفس اللحظة ، و تصافى المتخاصمون ، وانطلق كل في حال سبيله .

لكن المنافقين وجدوها فرصة لهم ، لإحداث فتنة بين المهاجرين والأنصار ، وعلى رأسهم {{ ابن سلول }} حيث قال : " أَوقد فَعلُوها ؟ أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل "

[[ يعني جاء الوقت للمهاجرين أن تقوى شوكتهم علينا ونحن اللي آويناهم ؟ يجي واحد منهم يرفع السيف بوجهنا ؟؟!! احنا الأنصار أعزاء و أصحاب الديار ، و المهاجرين جايين هاربين مشتتين غلابة لاجئين فهم أذلاء ... ؟؟ !! ]] . وكم من أناس مسلمين هذه الأيام يعيشون بيننا وهم يقتدون بعقل وتفكير ابن سلول ؛ فهو ابن بلد وغيره دخيل !!


فسمع كلام ابن سلول غلام صغير عمره 14عاما اسمه {{ زيد بن أرقم }} من الخزرج ، وهو غلام صادق الإيمان ، حافظ للقرآن ، فذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان جمع من المهاجرين والأنصار حوله ، فأخبره بمقولة ابن سلول ، فقال له النبي : يا فتى ، لعلك أخطأت السمع ؟ أو ربّما في نفسك على صاحبك شيء فقلت عليه ما قلت ؟؟

قال : لا والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، ليس بيني وبينه إلا أخوة الإسلام . فقام عمر بن الخطاب وقال : يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يا عمر ، كيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ؟؟ [[ لأن ابن أبي سلول مسلم ، وقتله سيعطي أعداء الإسلام فرصة لتشويه صورة الإسلام ]] .

وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرحيل على الفور حتى يشغل الناس عن الكلام في هذا الموضوع ، لأنه فتنة .

بلغ ابن أبي سلول أن كلامه وصل للنبي -صلى الله عليه وسلم - فذهب إلى النبي حالفا يكذّب الخبر ، ومعه بعض أصحابه من المنافقين ، لكنّ الله سبحانه و تعالى أنزل آيات جاءت تصديقا لكلام الغلام – زيد – وتفضح المنافقين ،

قال تعالى : {{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}} .

فلما سمع الصحابي الجليل عبد الله بن عبد الله بن أبي أن آيات نزلت بحق أبيه استأذن النبي بقتل والده المنافق ، لكنّ النبي رفض ذلك ، وعند وصول الجيش إلى المدينة منع عبد الله والده من الدخول ، ووضع السيف على عنق أبيه وقال : تزعم يا عدو الله بأنك عزيز ورسول الله ذليل ؟؟ والله لن تدخل المدينة حتى يأذن لك النبي بذلك . فوصل النبي وأمر برفع السيف عن رقبته وقال : سنحسن صحبته ما دام بين أظهرنا .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-04-21, 08:05 AM   #202
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 189 »
السيرة النبوية العطرة (( حادثة الإفك ))
______
كانت عائشة – رضي الله عنها - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المُصْطَلق كما ذكرنا ، وفي طريق العودة ، وبعد أن اقترب الجيش من المدينة، وقف الجيش في أحد الأماكن ليستريح ، وكان ذلك في الليل ، وذهبت السيدة عائشة – رضي الله عنها - لتقضي حاجتها فابتعدت عن الجيش ، وعندما عادت وجدت أنها قد فقدت عقدا ثمينا لها كانت قد أعطته لها أمها عند زواجها ، فعز عليها العقد ، وعادت مرة أخرى إلى المكان الذي كانت فيه لتبحث عن العقد ،

وتأخرت بعض الوقت ، وبدأ الجيش يتحرك ،وجاء الذين يحملون هودجها ، فحملوا الهودج ، ووضعوه على البعير وهم يعتقدون أن السيدة عائشة بداخل الهودج ، حيث كانت في ذلك الوقت خفيفة الوزن . [[ والهودج هو غرفة صغيرة من الخشب توضع فوق الجمل وتركب فيه المرأة حتى لا يراها أحد ]] . و ارتحل القوم بسرعة ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان قد تعجّل بهم ليشغلهم عن فتنة المنافق ابن أبي سلول .

عادت السيدة عائشة إلى منزلها في المعسكر فوجدت الجيش قد تحرك ، فخافت أن تسير خلف الجيش فتفقد طريقها ، وكان الوقت ليلاً ، فجلست مكانها وقالت في نفسها : إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما يكتشف عدم وجودها ، فسيعود مرة أخرى .ثم غلبها النعاس فنامت في مكانها .

في ذلك الوقت كان أحد الصحابة واسمه (( صفوان بن المعطل )) يسير خلف الجيش متأخرا عنه – وهذه من عادة الجيش حتى إذا وقع أي شيء من متاع الجيش أخذه معه ، وهو من خيرة الصحابة ، وكان صفوان لا يسير بالليل ، وإنما يسير في الصباح حتى يظهر له ما وقع من الجيش ، فرأى سواد إنسان من بعيد ، فاقترب فإذا بها عائشة مستغرقة في النوم ، فاسترجع بصوت مرتفع [[ قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ]]

حتى يوقظها ، فاستيقظت من نومها وغطت وجهها بجلبابها ، وأناخ صفوان راحلته، وركبت السيدة عائشة وانطلقا . [[ الجمل يمشي خلف صفوان و عليه السيدة عائشة، وصفوان يسير أمام الجمل، حتى وصلا إلى الجيش وقت وصوله إلى المدينة ، تقول عائشة: والله ما كلمني كلمة واحدة ]] .

وشاهد المسلمون السيدة عائشة على راحلتها يقودها صفوان ، هنا كان رأس النفاق {{ عبد الله بن أبي بن سلول}} يمتلئ قلبه غيظا من النبي - صلى الله عليه وسلم – فاستغلّ الفرصة مباشرة ، وقال للمنافقين حوله ليلفت أنظارهم و يبثّوا الموقف لأهل المدينة : انظروا زوجة نبيّكم يقودها صفوان ليلة كاملة ؟!!

[[وهذا من خبث المنافق ، مثل بعض الناس هالأيام، فلانة ما بدي أحكي عليها ولا اشي !! بس بقول الله يعافينا. . . يعني كل الصفات السيئة فيها !! ]] .وأخذ المنافقون يرددون كلامه في المدينة بالتلميح دون التصريح حتى لا يؤخذ عليهم أي شيء، فقد فضحهم القرآن قبل ليلة ، ولا ينقصهم مشاكل أخرى ، فتلقّفه الآخرون وقالوا ما قالوا .

أما النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد سأل عائشة عن سبب تأخرها وأخبرته بما حدث ، فقبل الأمر ، وانتهى الموضوع . لكنه لم ينته عند أصحاب القلوب الحاقدة ، والألسنة الكاذبة .

دخلت عائشة بيتها وكانت مريضة بسبب عناء السفر والنوم في العراء ، فظلت مريضة شهرا كاملا لا تخرج من بيتها ، والناس في المدينة يتحدثون عنها وعن صفوان بن المعطل وهي لا تعلم شيئاً ، ولكن الذي لاحظته أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل عليها لا يتلطف لها كما اعتاد أن يفعل كلما كانت مريضة ،فقد كان يدلّعها في مرضها و يظهر لها العطف و الحنان ، أما الآن فيقول لمن حولها : كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟

[[ اسم إشارة مؤنث في اللغة : أي كيف حال هذه المرأة ؟ شو أخبارها ؟ ]] ، فتقول عائشة : أنكرت هذه الكلمة، وقلت في نفسي لعله همه أمر المنافقين و ابن سلول !! وكان هذا الموقف من أشد الابتلاءات التي مر بها - صلى الله عليه وسلم - لأنه يُطعن في عِرضه وشرفه .

اقتربت السيدة عائشة من الشفاء فخرجت مرة مع قرابتها {{ أم مسطح }} ، فعثرت أم مسطح بثوبها فقالت : تعس مسطح !!

[[ كعادة بعض النساء يا بتدعي على حالها يا على أولادها يا على حظها مع زوجها !! ]] فقالت لها عائشة : بئس ما قلتِ يا خالة !!!! أتسبّين رجلاً شهد بدراً ؟؟!! قالت لها أم مسطح : يا هُنتاه!!

[[ يعني يا مسكينة يلي ما معك خبر شي ]] أولم تسمعي ما يقوله الناس عنك ؟؟ !! فأخبرتها أم مسطح بكل ما يقوله الناس عنها ، وبكل ما خاضوا فيه طوال شهر كامل – كما أخبرها ابنها مسطح - فصُعقت السيدة عائشة من هذا الكلام ، وعادت إلى بيتها مسرعة.

تقول السيدة عائشة : فانفجرت بالبكاء ، وما توقفت دموعي أياما ، و لم أذق الطعام ، وازددت مرضا على مرضي ، فاستأذنت النبي في الذهاب إلى بيت أهلي فوافق . وعندما وصلت سألت أمي : يا أماه ، ما يتحدث الناس ؟؟ فقالت : "يا بنية هوني عليك ، فوالله لقلما كانت امرأة جميلة مثلك عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها " . عندها تأكدت السيدة عائشة من المعلومة، فزاد مرضها وأغشي عليها .

و كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في كرب شديد ، سأل أصحابه ، فقال له زيد : يا رسول الله ، أهلك ، أهلك، ما علمنا عنهم إلا خيرا . وقال له علي : يا رسول الله لم يضيق الله عليك ، والنساء سِواها كثير ، ثم أشار إليه باستجواب خادمتها {{ بريرة }} التي قالت : لا والذي بعثك بالحق والله ، إن عائشة أطيب من الذهب . وأما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – فقال : ألم تخبرنا يا نبي الله أن عائشة هي زوجك في الدنيا و الآخرة ؟ قال له النبي : بلى . قال : إذن يا رسول الله ، إن الله لا يختار لك زانية ، وهي بريئة مما يُقال عنها .

والنبي - صلى الله عليه وسلم واثق – من براءتها ، ولكنه رسول الله ، و قدوة لأمة كاملة إلى قيام الساعة ، لذلك كان يريد حجة ليواجه المنافقين ، والمصيبة تدور في بيته منذ أكثر من أربعين ليلة .

ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى عائشة في بيت والديها ، وجلس إلى عائشة، [[ وكانت هذه هي أول مرة يجلس إليها منذ بدأ الناس حديث الإفك ]] فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا عائشة ، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيظهر الله براءتك ،وإن كنت ألممتِ بذنب ، فاستغفري الله وتوبي إليه .

تقول عائشة : كنت أبكي بلا توقف ، وطلبت من أبي و أمي أن يُجيبا نبي الله ، فلم يتكلما بكلمة واحدة !! فكأنهما يصدّقان ما يُقال عني !! فقلت : والله ما أجد لكم مثلاً إلا قول أبي يوسف [[ تقول عائشة غاب عني اسم يعقوب من الصدمة ]] ، قَالَ {{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }} تقول ثم أجهشت بالبكاء . وما هو إلا وقت و إذا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - يجهد جهداً شديدا ، وغشيه ما غشيه من نزول الوحي ، وأخذ جبينه يتصبب عرقاً .

فلما سُرّي عنه [[ أي ذهب الوحي ]] ابتسم في وجهي وضحك ، فكان أول كلمة قالها – عليه الصلاة و السلام - : أبشري يا عائشة فقد برَّأكِ الله . فسجدت شكرا لله ، وهنا كان سنة سجود الشكر لله تعالى ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقرّه .

تقول عائشة – رضي الله عنها - : فوالله ما كنت أظن أن ينزل في شأني قرآنا يُتلى إلى قيام الساعة ، لأنا أحقر في نفسي أن ينزل الله بي قرآنا ؛ ولكني كنت أظن أن يرى رسول الله رؤيا صادقة تبرئني . ثم تلا قوله تعالى :

{{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }}

نزلت آيات من سورة النور تناولت هذه القضية الهامة، وهي قضية اتهام الناس في شرفهم بالباطل ، ووضعت لذلك عقابا دنيويا رادعا وهو الجلد ثمانين جلدة، وطُبق هذا العقاب بالفعل في ثلاثة من الذين ثبت بالفعل تناولهم هذا الأمر بكلمات صريحة واضحة لا تأويل فيها وهم : مسطح بن أثاثة ، حسان بن ثابت ، حمنة بنت جحش أخت زينب زوجة النبي .

أما {{عبد الله بن أبي بن سلول}} فلم يطبق عليه الحد لأنه - كما ذكرنا – خبيث شرّير، فلم يتكلم في هذا الأمر بكلمات صريحة ، ولكن توعده الله تعالى هو وأصحابه من المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة، فقال تعالى :
(( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) . فإياكم وأعراض الناس ، و إياكم و قذف المحصنات ؛ فكلّنا عنده بنات وأخوات وعمات وخالات ، فاحرص على عِرض غيرك كما تحرص على عِرضك ،

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-06-21, 07:34 AM   #203
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 190 »
السيرة النبوية العطرة (( زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة زينب بنت جحش ))
______
قلنا في جزء سابق إن [[ زيد بن حارثة ]] خرج وهو ابن ثمانية أعوام مع أمه في زيارة لقبيلتها ، وأغارت عليهم قبيلة أخرى ، واختُطف زيد في هذا الهجوم ، وأصبح عبداً بعد أن كان حراً ،وعُرض للبيع في أحد الأسواق ، فاشتراه { حكيم بن حزام بن خويلد } وأهداه إلى عمته { خديجة بنت خويلد } والتي أهدته بدورها إلى زوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعتقه النبي من أول يوم .
ثم جاء أبو زيد يريد ابنه فاختار زيد البقاء مع النبي – عليه الصلاة والسلام – فأخذه النبي ونادى عند الكعبة :

من اليوم زيد ابني يرثني وأرثه ، فطابت نفس والد زيد بعد أن اطمأن على ولده ، وقد أصبح اسمه (( زيد بن محمد ، زيد مولى محمد : المولى هو لقب للعبد بعد أن يُحرّر )). [[ والتبني في ذلك الوقت كان معروفا ، ويعتبر الابن المُتبنّى كالابن تماماً ، يرث الأب ، ولا يتزوج الأب زوجة ابنه ]] .

أمّا [[ زينب بنت جحش ]] – رضي الله عنها وأرضاها - تكون ابنة عمة النبي - صلى الله عليه وسلم – و أمها هي أميمة بنت عبد المطلب .

و حين بلغ زيد بن حارثة سن الزواج ، أراد النبي أن يزوّج ابنة عمته السيدة زينب بنت جحش لزيد مولاه ، وكان عُمر زينب في ذلك الوقت { 36عاما } وهي من بنات أشراف قريش ، وكان يريد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الزواج أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في المجتمع المسلم ، لأن العرب كانوا ينظرون إلى {{ الموالي }} باستعلاء ويرون أنهم في طبقة اجتماعية أقل منهم .

وعندما عرض - صلى الله عليه وسلم - على السيدة زينب الزواج من زيد ترددت كثيرا إلى أن وافقت طاعة لرغبته عليه الصلاة و السلام . ولكن لم يكن ذلك الزواج على قدر من النجاح ، وقلّت فيه المودة والسكينة ، وتعب زيد كثيراً من جفاء زوجته ، وصدها وترفعها عليه حتى نفذ صبره ، فذهب مرارا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ رأيه في طلاقها ؛ فيقول له – صلى الله عليه وسلم – في كلّ مرة :

[[ أمسك عليك زوجك : أي ارجع و عش مع زوجتك لعلّ حياتكما تستقيم ]] ، ولكنّ الوقت لم يغيّر في حياتهما شيئا ، حتى جاء اليوم الذي طلق فيه زيد بن حارثة زوجته زينب بنت جحش . و بعدها تزوّج زيد أم كلثوم بنت عقبة بن معيط ، فأنجبت له زيدا ومات وهو صغير .

وبعد أن انقضت عدة زينب بنت جحش تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وتَقُولُ : "
زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ ".وكانت - رضي الله عنها - صوامة قوامة ، تتصدق باستمرار على فقراء المسلمين .

وماتت السيدة زينب في سنة 20 هـ ؛ فكانت أول أزواج النبي لحاقا به ، ودُفنت في البقيع .
وكان هذا الزواج واجباً ، لأن إلغاء التبني ليس أمرا سهلا أبدا ، ولا يزول إلا بحادث كبير، فكان زواج نبينا من زينب بنت جحش إبطالا واقعيا عمليا لعادة التبني .

قال تعالى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) .

ولا يزال أعداء الإسلام يحرفون الكلم عن مواضعه ، و يدّعون أنهم علماء في التفسير و السيرة ، و يحاولون إيذاء النبي ، وتشويه صورته في تحليلاتهم لزواجه من زينب ،وأنّه أحبّها، فزوجه الله منها !!!

إيّاكم أن تصدّقوا ما يكتبونه ، فهم يفسّرون الآيات السابقة بما يُناسب أهواءهم ، فاحذروهم ، و احذروا ما يكتبون . {{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }} .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 03-09-21, 08:52 AM   #204
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:00 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 191 »
السيرة النبوية العطرة (( فرض الحجاب ))
______
قبل فرض الحجاب لم تكن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم –يحتجبنَ عن الصحابة ولكن كنّ يجلسن في مجلس النبي وأصحابه عنده جالسون، وهنّ محتشمات ساترات الرأس و الجسد ، يكلمن الصحابة ، والصحابة يكلمونهنَّ دون حجاب ؛ أي يستطيع الصحابة رؤيتهنّ في المجلس ، [[ و هذا لا يعني الاختلاط الهابط الذي نعرفه اليوم ]] ، وأشار عمر بن الخطاب مرّة إلى النبي قائلا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ البَرُّ وَالفَاجِرُ" .[[ ولا يظنّ بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم - أن تلك المصلحة خفيت عليه ]] ، لكنّه كان ينتظر الوحي في ذلك ، فيقول : لم يأمرني ربي .

وفي زواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش كانت مناسبة فرض الحجاب ، ففي صبيحة الزواج ، ذبح – عليه الصلاة و السلام - شاة وقال لخادمه أنس : ادع أصحابنا للطعام [[ يعني مع الظهر ]] ، يقول أنس : فأخذت أدعو كل من ألقاه في طريقي . ثم أخذ الناس يأتون أفواجاً أفواجاً ، نضع لهم الطعام فيأكلون ويخرجون ، ويأتي أفواج يأكلون فيخرجون ، ثم يأتي غيرهم ، وهذا من بركته - صلى الله عليه وسلم - .

فلما انتهى الناس ورفعنا الطعام ، بقي ثلاثة رجال يتكلمون في حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي اتخذها لزينب ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - شديد الحياء [[ ما كان بيقول للناس بيكفي ، اطلعوا برة ، انتهت الضيافة ]] .
فأخذ يطوف على حجرات أزواجه يسلم عليهن مرات ، ثم يرجع إلى حجرة زينب فيجد الرجال الثلاث جالسين ، وقد استرسلوا في الحديث مع بعضهم ، وزينب جالسة معطية وجهها للجدار ، وظهرها إلى الرجال . فنظر النبي فيهم وهم يتكلمون فلم يدخل ، ثم خرج [[ ليشعرهم أن يخرجوا : خلص بيكفي ]] ، فلما رجع وجدهم قد خرجوا .

يقول أنس : فوضع رجله أسكفة الباب [[يعني عتبة الباب ]] ورجله الأخرى خارجها ، وأرخى الستر بيني وبينه ،أي أنزل ستارة الباب ، فلم يأذن لأنس بالدخول ، فقد نزلت آيات الحجاب ، و نزل القرآن معاتباً الذين بقوا جالسين يتحدثون في بيت النبي ، و يعلّم الناس أدب دخول البيوت .

قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا )) .

[[ مش تجوا تتسلوا وتحكوا وتستنوا لينضج الطعام وناكل !! لا ، عليك أن تأتي فوراً للأكل وتخرج فورا {{غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ }} لا تستنوا لينضج الطعام يعني ما تجوا بكير !! معزومين على الغدا تجوا على الساعة ١١!! أو معزومين على العشا تيجوا من العصر !! ]] هذا غير مقبول .


{{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }} مع أنّهنّ أمّهات المؤمنين ، ومحرمات على الصحابة ، ومع ذلك يقول : اسألها من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ، وهذه الحكمة من الحجاب ، فهو ينشر العفة و الطهارة ، وللأسف اليوم بعض الناس :

[[ مهي مثل أخته وهو مثل أخوها ،عادي يروحوا وييجوا مع بعض ]] طبعا الشيطان ثالثهما والعياذ بالله .

ثم سألت أمهات المؤمنين النبي عن أهلهنّ هل يحتجبن عنهم ؟ فنزلت الآيات :
{{ لّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }} .

ومن جانب آخر ؛ إذا تأملنا السفور وكشف المرأة وجهها للرجال الأجانب وجدناه يشتمل على مفاسد كثيرة مثل الفتنة ؛ فإن المرأة تفتن نفسها بفعل ما يجمّل وجهها ويُبهيه ويظهره بالمظهر الفاتن ، و أيضا زوال الحياء عن المرأة الذي هو من الإيمان ومن مقتضيات فطرتها ، كذلك افتتان الرجال بها ، لاسيما إذا كانت جميلة وحصل منها تملق وضحك كما يحصل من كثير من السافرات ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق .

لذلك كان من الواجب على المرأة تغطية وجهها امتثالا لقوله تعالى :
{{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا }} ، ولها الأجر و الثواب على ذلك . اللهم احفظ نساء المسلمين من كل سوء ، و اجعلهنّ من الحور العين في الجنّات .

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:15 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا