منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree27Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-20, 07:39 AM   #49
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 41 »
السيرة النبوية العطرة (( نزول الوحي جزء 2 ))
__________

روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان أول ما بُدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد،

قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت:

ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : " اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ " .

وفي شهر رمضان ، وعندما بلغ – صلى الله عليه وسلم – أربعين سنة ، كان يجلس في غار حراء يتعبد - صلى الله عليه وسلم - وكانت ليلة مظلمة ، لا ضوء للقمر فيها ، جاءه جبريل على هيئة إنسان ، وتقول الروايات إن النبي سمع صوتا يناديه : يا محمد ، فوقف عند باب الغار ونظر إلى الأعلى فإذا بجبريل بين السماء والأرض على صورة إنسان

فقال له : أنا جبريل ، وأنت رسول الله ، فدخل النبي للغار وجلس وهو يرتعد من الخوف ، حتى نزل جبريل ، ووقف على باب الغار ،
وقال جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، أنا جبريل وأنت محمد رسول الله . فنظر إليه النبي وكان يرتعد من الخوف وقال : وعليك السلام . فقال جبريل : يا محمد .. اقرأ ..

قال النبي: ما أنا بقارئ .قال : فأخذني وغطني غطة شديدة [[ أي ضمة لصدره حتى خشيت أن أنفاسي تذهب أي أختنق ]] ثم أرسلني وقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية ، ثم أرسلني وقال : اقرأ

فقلت : ما أنا بقارئ ، فغطني الثالثة ثم أرسلني وقال : اقرأ .. يقول النبي : فخشيت إن قلت له ما أنا بقارئ أن يكرر ضغطته هذه

فقلت له : ماذا اقرأ ؟؟ ماذا اقرأ ؟؟ فقال {{ اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم }} . ثم ارتفع جبريل .

يقول - صلى الله عليه وسلم - : ثم أخذتني الرعدة وشدة خوف
فنزلت من الغار [[ نزل - صلى الله عليه وسلم - ، من الغار وهو يرتجف من شدة الخوف ، والمسافة من الغار لبيت خديجة مسافة كبيرة ، والجبل مرتفع ، واتجه إلى بيته مباشرة ]]

وأتيت الدار ،فرأت ما به خديجة، فقالت : ما الخبر يا ابن عم ؟!!!
[[ ابن عم كلمة تودد عند العرب تقولها الزوجة لزوجها وإن لم يكن قرابتها ]]
فقال : دثروني دثروني ، زملوني زملوني [[ أي أريد غطاء ]] ،فأسرعت خديجة وأحضرت الغطاء و وضعته عليه ،وهو يرتعد - صلى الله عليه وسلم - فلما ذهب عنه الرعدة [[ القشعريرة ]]

سألته خديجة : ما الخبر ؟ فأخبرها - صلى الله عليه وسلم - ما حدث معه بالتفصيل

قالت : فوالله لا يخزيك الله أبداً {{ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق }}

كلمات قالتها خديجة فأراحت بها قلب رسولنا الكريم ، بعد شدة ما حصل عند رؤية جبريل و ما نزل من الحق ،[[ انظروا إلى السيدة خديجة ما أعظمها من امرأة - رضي الله عنها وأرضاها -هي فعلاً نِعم الزوجة ، نسأل الله أن يجمعنا بك في الجنة، فالقلب قد اشتاق لكم جميعاً ]]

ثم قالت خديجة : أبشر، أنت رسول الله إلى هذه الأمّة ، انّ ابن عمي ورقة بن نوفل قد حدثني عن أمور أهل الكتاب الكثير الكثير .. فهل تأذن أن نذهب إليه فنسأله عن اسم {{ جبريل }} ؟ فخرج النبي وخرجت معه خديجة وذهبوا إلى ورقة بن نوفل ( وكان شيخا كبيرا قد طعن بالسن ، وقيل إنه أعمى أيضا ، كره عبادة الأصنام وتوجه إلى عبادة الله عن طريق أهل الكتاب ، وكان يؤمن أن هناك نبيا منتظرا آخر الزمان )

فلما دخلا عليه ، طلبت منه أن يستمع إلى نبينا – محمد صلى الله عليه وسلم - فقال ورقة : هاتِ يا محمد وتكلم يا خير قومه .فحدثه - صلى الله عليه وسلم - بكل ما حصل معه . فلما سمع ورقة قول النبي قام ووقف على قدميه إجلالاً للرسول ، وصاح .... قدوووس .. قدوووس !! هذا الناموس الأعظم كان يأتي موسى وعيسى عليهما السلام . تقول خديجة : ثم أخذ يتلمس رأس النبي [[ لأنه أعمى ]] ، فلما أحاط به وأمسك برأسه أخذ يقبّل رأسه . وقال : أشهد أنك رسول الله النبي المنتظر. ثم تنهد ورقة وقال : ليتني فيها جذعاً [[ يا ليتني أكون حيا ]] حين يخرجك قومك !!! فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مستغرب :أو مخرجي هم ؟ !!! قال ورقة : نعم . لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً .
فآمنت خديجة على الفور أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله ، .

ثم أعلن ورقة - رضي الله عنه إيمانه بالنبي ، [[ فأسلمت خديجة وأسلم ورقة مع أن النبي لم يكلف بعد بدعوتهم إلى الإيمان ]] .

ثم رجع النبي إلى داره وما لبث غير أيام .. حتى هلك ورقة ، وكان عمره قد تعدى المئة عام ، وكأن الله تعالى قد مد عمر {{ ورقة }} حتى يقوم بهذا الدور الهام جدا ،وهو تثبيت قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول يوم من أيام نزول الوحي عليه ، رضي الله عن ورقة بن نوفل ، فهو أول من آمن بالنبي و أول من صدّق بدعوته من الرجال .

بعد ذلك ينقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم لمدة أسابيع، وهي التي يطلق عليها علماء السيرة {{ فترة الوحي }} .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 09-08-20, 07:41 AM   #50
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 42 »

السيرة النبوية العطرة (( ما سرّ " اقرأ " ؟؟؟ ))
__________

قال جبريل عليه السلام في أول لقاء ، للنبي - صلى الله عليه وسلم - : {{ اقرأ }} النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقرأ ولا يكتب . قال تعالى :

" وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك "

أي قد لبثت في قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمرا ، لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة ، وكل واحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب ، وهكذا صفته في الكتب المتقدمة كما قال تعالى :" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ."

حتى البيئة التي عاش فيها عليه الصلاة و السلام كلهم أهل شعر ، وفي كل عمره - صلى الله عليه وسلم - ما تكلم بالشعر ، قال تعالى : {{ وما علمناه الشعر وما ينبغي له }} .

إذن : القراءة والكتابة وسيلة وليست غاية ، مثلاً

[[ حتى تصبح كاتبا ، عليك أن تتعلم ، من البداية الأحرف أ ب ت ث .. الخ ، ثم تتعلم وصل الحروف ثم تقرأ ، ثم في مراحل الدراسة تكتسب العلوم والمعرفة ويصبح عندك كما هائلا من العلم ، حتى تصل لمرحلة أن تمسك قلم وتكتب ]] .
كل هذه المراحل ، التي تمر بها هي وسيلة ، لتصل للغاية وهي اكتساب العلم والمعرفة . لما قال له الله - عزوجل - عن طريق الوحي جبريل {{ اقرأ }}


فكأن الله يقول لنبيه : يا محمد ، أنت رسول الله إلى العالمين وداعية إلى الله، ولا ينبغي للداعية أن يدعو إلى الله إلا على علم ومعرفة ، فأعطاه الله العلوم جميعها والمعرفة من غير أن يخضع للأسباب .قال تعالى:
{{ علمه شديد القوى }} ،

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه الله بقدرته العلم والمعرفة جميعها ، وقد فاق العلماء بعلمه ، وأهل الاختصاص :

يا أيها الأمّي حسبك رتبةً ........ في العلم أن دانت لك العلماءُ

وهنا الإعجاز فهو أمّي ، لم يمر بمراحل التعلم ، ولم يخضع للأسباب ، ولكن وصل للغاية ، فقد ملك من العلم والمعرفة مالم يصله بشر قبله ولا بعده ، فيقف العلماء مذهولين عند علمه - صلى الله عليه وسلم - النبي أُمّي !!! لكن عقول العلماء تستقي وتتغذى منه، فسبحان من علم نبيه بالوحي ، لا باللوح والقلم !!!

إن الله يخاطبكم أنتم يا من تقرؤون السيرة ، ويخاطب العالم كله أصحاب التطور العلمي ، من أول آية في القرآن خاطب الله العالم كله ، فالقرآن لكل زمان و مكان ، والعلم و المعرفة من ضرورات الدعوة إلى الله .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 09-09-20, 07:13 AM   #51
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 43 »
السيرة النبوية العطرة (( فترة انقطاع الوحي ))

__________

لما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام ورقة تشوق بعدها إلى الوحي وتشوق إلى جبريل ، وهذه حكمة الله البالغة - جل جلاله - من انقطاع الوحي فترة ، وحتى يذهب عنه الروع و الخوف أيضا ، ما أعظمه من خالق !! و ما أجمل لطفه !!! ]]

وقد اختلف العلماء في مدة انقطاع الوحي، وقد تكون قُرابة شهر حُبس فيها الوحي عن النبي منذ الليلة الأولى في الغار عندما قال له جبريل {{ اقرأ }} ،ثم ينتظر النبي جبريل أن يأتيه في اليوم الثاني لم يأت، ذهب إلى غار حراء ولم يأت ، وأخذ ينتظر ولم يأت ،وكل يوم يزداد شوقه لرؤية جبريل،هل من جديد ؟ لم يأت!!!!

كلّ ذلك من أجل أن يشتد شوق النبي - صلى الله عليه وسلم - للوحي ويكون قد ثبت ، وجهز نفسه - صلى الله عليه وسلم - ، ويكسر حاجز خوف الوحي من السماء إلى قلبه ، فلا تأخذه الرعدة .

يقول - صلى الله عليه وسلم - : ذهبت إلى غار حراء على أمل أن يأتيني جبريل ، فبينما أنا بالطريق وهممت أن أصعد الجبل إلى الغار ، وإذ به يناديني من السماء يا محمد !!! فنظرت إلى أعلى ، وإذا بجبريل بين السماء والأرض ، قد سد الأفق
[[ وفي هذه المرة كان جبريل على صورته الملائكية الحقيقية ]]
كما تقول بعض الروايات . والنبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل على صورته الحقيقة مرتين فقط ( كان يأتيه على صورة بشر) فكانت هذه المرة الأولى كما تقول بعض الروايات، والمرة الثانية ليلة المعراج عند سدرة المنتهى قال تعالى :

{{ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى }}

يُتابع النبي و يقول - صلى الله عليه وسلم – كما جاء في صحيح الإمام مسلم فيما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: "جاوَرْتُ بحِراءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوارِي نَزَلْتُ فاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الوادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أمامِي وخَلْفِي، وعَنْ يَمِينِي، وعَنْ شِمالِي، فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أرَ أحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا هو علَى العَرْشِ في الهَواءِ - يَعْنِي جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ - فأخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فأتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلتُ: دَثِّرُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ ماءً، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ:

{ يا أيُّها المُدَّثِّرُ * قُمْ فأنْذِرْ * ورَبَّكَ فَكَبِّرْ * وثِيابَكَ فَطَهِّرْ * و الرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر* ولربك فاصبر } " والله تعالى أعلم .

ولربك فاصبر ؛ لأن الوحي سيكون ثقيلا على النبي في أول الأمر، هنا علم النبي أن المهمة شاقة ومتعبة ، وتذكر قول ورقة بن نوفل : {{ لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عُودي }}.

محمد يُعرف بين قومه بالصادق الأمين ، والآن سيأتيهم محمد الرسول من أجل أن يربيهم ويصلح حالهم ، ويمنع عنهم الرغبات المحرمة ... هنا سيصبح القوم ضده . . . {{ ولربك فاصبر }} هنا تهيأ النبي التهيئة النفسية من أجل أن لا يتفاجأ بما هو قادم ، لأنه سيجد تكذيبا من قومه وعداوة . . .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 09-09-20, 07:16 AM   #52
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 44 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ))
__________

لما علم وأيقن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رسول الله إلى هذه الأمّة ، كان له صديق حميم ، وكان أحب الرجال إلى قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه {{ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - }} . وكان يصغر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعامين

[[ يعني الآن عمر أبو بكر ٣٨ عام ]] ،وكان أبو بكر يعرف خُلق صاحبه محمد جيداً ، وكان أبو بكر خلوقا متواضعا وكريما ، ولا يقرب لأماكن الفساد ، وكان يخدم الناس . لم يسجد لصنم في حياته قط ، ولم يشرب خمرا قط لا في الجاهلية ولا في الإسلام ، فأراد النبي أن يقول سره لأقرب الناس له .

ذهب إلى أبي بكر، فوجده يطوف بالكعبة ،فأخذه النبي في خلوة خارج الازحام ، قال له : اجلس يا أبا بكر ، فجلس . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا بكر هل تصدقني إن حدثتك ؟؟

قال : يا محمد، لم أجرب عليك الكذب قط، وإنك فينا الصادق الأمين . فقال له : هل تذكر إذ أنا أرغب عن آلهة قومي وأبحث عن ملة إبراهيم ورب هذه البرية ؟؟

قال : بلى ، أذكر يا محمد !! قال: يا أبا بكر، إن الله أكرمني ، وهداني إلى ملة إبراهيم ، وأوحى إلي ، و اختارني أن أكون رسول الله لهذه الأمّة . فقال له: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله ، لا أظن أن هذه الأصنام تنفع أو تضر .
[[ أبو بكر يجيب النبي فوراً ، انظروا ما أجمل أبو بكر - رضي الله عنه - ]]

قال أبو بكر : يا رسول الله ، ماذا يصنع من أراد الدخول في هذا الدين ؟ قال له الرسول : لقد دخلت يا أبا بكر.
[[ يعني المطلوب منك تقول لا إله إلا الله وتشهد أني رسول الله وها أنت قلتها ]] . قال أبو بكر : و ها أنا يا رسول الله أكررها :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله . [[ فأخذ يكررها ويكررها ]] .
فقال له النبي : حسبُك حسبُك يا أبا بكر !!! [[ يعني يكفي أن تقولها مرة واحدة ]] هل رأيتم جمال أبو بكر - رضي الله عنه - ؟ أسلم من غير تردد .

هذا الموقف لم ينسه له وظل يتذكره - صلى الله عليه وسلم - يقول لأصحابه :
" ما دعوت أحد إلى الإسلام إلا كانت له كبوة [[ يعني تردد ، أو سكت وفكر قليلا ، تدبر بالأمر ]] ، إلا أبا بكر دخل في دين الله من أول لحظة علم فيها أنه يوحى إلي " .
وهل توقف أبو بكر عند الشهادة فقط ؟؟ لا، انظروا ماذا فعل !!

لما علم أن هذا الدين نجاة من النار، وفيه رضا الرحمن ، وبشرى بدخول الجنة ، ذهب مسرعاً إلى أحب الناس إليه من أصدقائه الذين يثق بهم ، من أجل أن يدعوهم إلى دين الله ، من باب المحبة ذهب إلى صديقه عثمان بن عفان ،وكان يثق به فدعاه ... فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى عبد الرحمن بن عوف، فدعاه ... فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى أبي عبيدة ودعاه ....
فأسلم - رضي الله عنه - وذهب إلى الزبير ودعاه .... فأسلم - رضي الله عنه - ،ثم ذهب إلى طلحة ودعاه .... فأسلم - رضي الله عنه - ،أسلم على يديه في يوم واحد خمسة رجال ، وهم من المبشرين بالجنة - رضي الله عنهم ، وكان لهم دور بارز في الدعوة ، و تثبيت أركان الدولة الإسلامية.

إن تحرك أبي بكر- رضي الله عنه - في الدعوة إلى الله تعالى، يوضح صورة من صور الإيمان بهذا الدين ، والاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - صورة المؤمن الذي لا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله رضي الله عنه و أرضاه ، فهو بحق خير صاحب كما ذكره القرآن :

" إذ يقول لصاحبه " ، أسأل الله أن يختار لنا جميعا الصحبة الطيبة .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 09-11-20, 06:56 AM   #53
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 45 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام علي بن أبي طالب وأخيه جعفر رضي الله عنهما وأرضاهما ))

__________

جاء جبريل وعلّم الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلاة إبراهيم عليه السلام ،في الصباح ركعتين ، وفي المساء ركعتين ،وعلمه كيف يتطهر في الصلاة ، ولكن هذه الصلاة تختلف عن صلاة الفروض الخمس التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج ، علمه فقط كيف يركع وكيف يسجد ، وماذا يقول وأن يقرأ الآيات التي نزلت عليه في صلاته كما جاء في بعض الروايات .

ويُروى أن علي بن أبي طالب قد دخل على سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام- وهو يؤم بزوجته خديجة -رضي الله عنها- للصلاة، فاستغرب علي من تصرف ابن عمه وزوجته ، وسألهما عما يفعلان، فأخبره رسول الله بأن الله تعالى اصطفاه ليكون رسول العالمين،
وينشر دين الله بين الناس، وهو توحيد الله عز وجل والكفر بالأصنام، كما تمنى من علي أن يؤمن بالإسلام، إلا أن علياً رفض ذلك حتى يشاور أباه أبا طالب في ذلك الأمر، فاستأمنَ رسول الله علياً على كتمان سرّه حتى يأذن الله تعالى له بالإعلان عنه، وقضى علي ليلته في حيرة من أمره عما علم،

وفي الصباح الباكر ذهب للبحث عن النبي -عليه السلام- ليعلن إسلامه أمامه، ويكون أول صبي دخل في الإسلام ، فأسلم و كتم إسلامه ، وكان في العاشرة من عمره تقريبا ، وهو من العشرة المبشرين بالجنة .. وهو زوج الطاهرة البتول فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم .

[[ مع أن عليّا صبي ، إلا أنّ عقله راجح ، هؤلاء رجال أعدهم الله واصطفاهم من الأزل ليكونوا حول الرسول – صلى الله عليه وسلم - وهذا علي جد آل البيت - رضي الله عنه – وأرضاه ، ولم يقصّر أبدا في نشر الدعوة الإسلامية ]] .

أمّا أخوه جعفر بن أبي طالب ، فقد كان أسنّ من أخيه علي بعشر سنين تقريبا ، و يُروى أنّه أسلم قبل أن يدخل الرسول محمدٌ دار الأرقم ويدعو فيها، وقد أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل، وهو أحد السّابقين إلى الإسلام، وقد أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً، وقيل أسلم بعد واحد وثلاثين . وقد جاء في بعض الروايات أن أبا طالب رأى محمداً وعليّاً يصليان، وعلي عن يمينه، فقال لجعفر: " صِلْ جناحَ ابن عمك " يقصد النبي عليه الصلاة و السلام.

وإذا تقدمنا بالسيرة ورأينا كيف أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء من زيد في غزوة مؤتة ، وحمله بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى استشهد، وكان عمره ٤١ عاما فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله أبدله بهما جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء ، ولذا سمي بذي الجناحين و سُمّي أيضا جعفر الطيار .
__________
اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


قديم 09-11-20, 06:58 AM   #54
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:28 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الحبيب « 46 »

السيرة النبوية العطرة (( إسلام زيد بن حارثة - رضي الله عنه – وأرضاه ))

__________
من هو هذا الصح
ابي الجليل {{ زيد بن حارثة }} ؟؟ ولماذا كانت قريش تناديه : زيد بن محمد ؟؟ زيد أصله عربي وليس من العجم ، واسمه زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي . و العرب لا يبيعون أولادهم ، وكان الذين يبيعون أولادهم هم العجم ، فكيف أصبح زيد من الرقيق يُباع ويشترى ؟

قصة زيد بدأت عندما كانت أمه في زيارة عند قبيلة أهلها ، وكان العرب في الجاهلية يهجمون على بعضهم البعض كل فترة ، يسمى هذا الهجوم [[ غارة ]] فيأخذون السبايا ويقتلون وينهبون . [[ هكذا كانت العرب ، قبل أن يؤدبهم الإسلام ، كانوا أشداء على بعضهم البعض ،مثل صورتنا هالأيام ، أصبحنا لا نقوى إلا على بعضنا البعض ، لو إنسان مسلم مغترب في بلدك ، البعض يستقوي عليه بأهله وعشيرته، وإذا ابن بلد من عشيرة معروفة تحسب له ألف حساب ، هكذا أصبح البعض منا عندما انسلخنا من ديننا واتبعنا الغرب ]] . ...

هجمت عليهم قبيلة وقتلوا فيهم ونهبوا ، فكان زيد من ضمن هذا السبي ( وكلمة السبي تُطلق على النساء و الأطفال ) ، خطفوه من حضن أمه ، وكان طفلا في الثامنة من عمره تقريبا ، وذهبوا به ، إلى سوق عكاظ ، ليباع زيد مع الخدم .

فلما عرضوا زيدا للبيع ، كان في السوق رجل يقال له {{ حكيم }}

تكون السيدة خديجة - رضي الله عنها - عمة حكيم ، فاشترى حكيم من السوق أكثر من خادم ومن ضمن العبيد الذين اشتراهم
{{ زيد بن حارثة - رضي الله عنه - }} . و كانت خديجة متزوجة حديثا من رسول الله .فلما وصل حكيم لمكة ، ذهبت السيدة خديجة تزور ابن أخيها حكيم وتسلم عليه ، فلما سلمت عليه وجلست معه وقبل أن تمشي ، أراد حكيم أن يكرم عمته ويعطيها هدية ، وسبحان الله كيف ألهمها الله إلى اختيار زيد ،مع أن زيدا في الشكل لم يكن أجمل العبيد {{ قصير ، أسمر ، شديد السمرة ، أفطس الآنف }} لم تختره خديجة لجمال شكله ، لماذا اختارته خديجة ؟


[[ حتى السيدة خديجة لا تدري ، إنها إرادة الله ، فالأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وسيكون له شأن في الإسلام ، فالله هو المدبّر لكل شيء ]] .

أخذت خديجة زيد بن حارثة وذهبت به إلى الدار، فلما دخلت به إلى البيت، قال لها النبي : من هذا ؟!!!

[[ طبعا هذا الكلام قبل نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ]] قالت : غلام أعطاني إياه ابن أخي حكيم هدية . فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه ، نظرة شفقة ورحمة
[[ طفل صغير يُحزن القلب ]] ، ثم وضع يده على رأس زيد بكل لطف وشفقة وقال لزيد : يا غلام أتعرف أباك ؟ قال : نعم ، أنا زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب الكلبي ، فنظر النبي إلى خديجة وقال : أجل ، إن دمه عربي وروحه تدل على ذلك .

فقالت خديجة : أني أراه قد شد انتباهك يا محمد وأنا أهبه لك، وأجعل رقبته في يديك فأصنع به ما تشاء . فأخذه النبي ثم نظر إليه - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا غلام أنت حر من اليوم !!!

إن شئت أقم في بيت محمد معززاً مكرماً وإن شئت أن ترجع إلى أهلك فارجع . [[ صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله ، يا من أرسلت رحمة للعالمين ]] ، فلما رأى زيدا هذه الرّقة والحنان والرحمة من رسول الله ، قال له : بل أبقى معك . وأقام زيد في بيت النبي حرا لا خادما ولا مملوكا .

[[ وهذا الكلام قبل نزول الوحي ، ولم يكن هناك تشريع ولا وحي ولا فرض الحجاب وما في حرج أن يختلط زيد بأهل البيت ]] .

ومازال يتربى زيد ويتعلم من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - مكارم الأخلاق ، وأحبه النبي كثيراً ، فزيد - رضي الله عنه - كان خفيف الظل خفيف الروح [[ شخصيته محبوبة]] وكان مخلصا في خدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - . ومضت الأيام ،وكان أهل زيد يبحثون عنه بين العرب ، وسمع أبوه أن زيدا في مكة عند رجل اسمه محمد بن عبدالله ، فلما قابل النبي قال له :

يا محمد يا ابن سيد قومه ، إنكم أهل حرم ، تفكوّن العاني ، وتطلقون الأسير، وتعينون على مواقف الدهر ، ولقد أتينا نفدي ولدنا . فقال له النبي : ألا لكم في خير من هذا

[[ يعني أحسن من أنكم تدفعوا فلوس وتحرروا ابنكم أعطيكم خيارا أفضل ]] قالوا : وما هو ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - له و لمن معه : نرسل إلى زيد ، ثم نخيره فإن اختاركم فهو لكم .

[[ هم لا يعلمون أن ابنهم حر طليق من أول يوم كان عند الرسول ]] وإن اختارني، فما أنا بالذي يختار على ما يختارني فصاح عمه لزيد وقال : أنصفت وعدلت وزدت بالعدل . فأرسل النبي شخصا يحضر زيدا ، و النبي جالس ولم يفارق مجلسهم ،فلما جاء زيد نظر فرأى أباه وعمه فعرفهم ، وذهب مسرعاً نحوهم ، وعانقهم .

ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا زيد، القوم قدموا لفدائك وأنا أخيّرك بيني وبينهم؛ فإن اخترتهم فأنت لهم بلا فداء ، وإن اخترتني كان لي معك شأن آخر.


فنظر زيد إليهم وقال : ما أنا بالذي اختار عليك أحدا ، أختارك أنت يا أبا القاسم .
فصاح عمه وأبوه !!!! وقالوا : زيد ، زيد !! لا أمك لك [[ شتيمة مؤدبة عند العرب تعني بأيامنا ، تعدمك أمك ]]

أتختار العبودية على الحرية ؟ !!! فقال لهم زيد وقد وأشار إلى النبي بيده : لو عرفتم هذا الرجل وعشتم معه لاخترتم أنتم أن تكونوا عبيدا عنده !!! هل تعلمون أنه أعطاني حريتي من اليوم الأول وأنا أعيش في بيته كواحد من أهله ؟؟

فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد زيد وقام ووقف في صحن الكعبة ، ونادى : يا معشر قريش ومن حضر من العرب هنا ، اشهدوا أن زيدا

{{ ابن محمد يَرثني وأرثه }}.

هو من اليوم ابني

[[ وكانت من عادة العرب التبني قبل أن ينزل الوحي والقرآن ويبطل التبني ]]

وأصبح زيد بن محمد من أشراف العرب ، ففرح أبوه وعمه ، وعادوا إلى ديارهم مطمئنين لمصير ابنهم . ولما نزل الوحي على رسول الله ، كان زيد بن حارثة أول من أسلم مع الصحابة الكرام السابقين إلى الإسلام . وعندما نزل قوله تعالى : { ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ } ، بطل التبني ، و عاد زيد لاسمه الأول ،

وزوَّجه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من زينب بنت جحش ، ثم انفصلا بسبب تعثُّر الحياة الزوجية بينهما . استشهد زيد - رضي الله عنه - في غزوة مؤتة ، وقد بكى عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم – بكاء شديدا حزنًا عليه وشوقًا له .
__________

اللهم اجمعنا به - صلى الله عليه وسلم - في جنّات النّعيم


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 02:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا