منتديات مسك الغلا
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-27-20, 07:14 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حكاية العهد الجديد... قصة متسلسلة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة حاجّة




المقدمة:
دارت عجلة الأيام لتعود إلى حيث كانت لي الذكرى، وهطل من الماضي يتدفق حتى كأنه الأمس القريب، والمشاعر ما زالت كما هي، كل يوم تتجدد شوقاً وأملاً لنيل ذلك الفضل العظيم من جديد ..

كنت في مثل هذه الأيام أستعد للانضمام إلى ركب الحجيج وزيارة البيت العتيق، من بعد سنين الأشواق واللهفة، كل عام كان يمر علي ذو الحجة، والقلب يهتف متى يا رب تكتب رحلة العمر ويولد القلب من جديد؟

ولما تيسرت بعد طول الترقب وأيام الدعاء، لم تكد تتسع فرحتي سماء السعادة وحلقت روحي مع نسمات السرور..

وبدأت أخطط و أستعد، فعكفت أدرس أعمال الحج وأبحث وراء المقاصد والمعاني وأجمع تجارب الأهل والأصدقاء، وهم يحملون لي الأماني ودعوات القبول..

يتبع


 


قديم 07-27-20, 07:17 AM   #2
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ليلة السفر (١/١٠)





(١/١٠)

ليلة السفر

حان موعد انطلاق الرحلة إلى الله، حيث نقطع علائق الدنيا، أعمالها وهمومها، ونولي وجوهنا إلى الله، بإخلاص وإيمان واحتساب، نحمل الصبر معنا رفيقا..
رحلة تعلم واختبار، فهل ترانا سنفهم الدروس ونفوز في الاختبار؟ أم ستكون خسارتنا هي الأعظم؟


بدأت إجراءات الاستعداد للسفر، تأكدت من قائمة الاحتياجات، أقفلت الحقائب، رتبت المنزل،أقفلتُ جميع النوافذ عدا نافذة غرفة النوم، لم يعمل قفلها، استودعت ربي إياها، وانطلقنا إلى منزل أهلنا، والذي يبعد عن مدينتنا مسافة طويلة، حيث سنبيت عندهم ليلة السفر قريباً من المطار..

قضينا ذلك اليوم بالأنس بالأهل، وزيارة مرضاهم، وتوديعهم، فلما أحكم الليل عتمته وحان موعد الراحة والنوم لليوم المرتقب، وجدنا أننا قد نُسِّينا جوازات السفر..! فهل يمنعنا هذا الأمر من الحج ؟!

ورغم ثقل المعضلة، إلا أننا قابلناها باطمئنان تام، ويقين بالله عز وجل وتيسيره، وبإذن الله سنحج هذا العام مهما كلفنا ذلك من جهد، فالحج جهاد، وهو فرصة العمر..

استيقظنا فجراً، وقبل طلوع خيوط الشمس ودعنا الأهل ظناً منهم أننا متوجهان إلى المطار، ونحن نكتم سرنا أننا سنعود إلى منزلنا مسافة سفر لنحضر جوازاتنا ومنه ننطلق إلى المطار..

ولم تكن مسافة الدرب بالنسبة لنا موضوعاً مشكلاً مثل ما كان عدم العثور على مفتاح المنزل بعد وصولنا مصدر القلق، لقد تبين لنا أننا بعد قطع كل تلك المسافة، لا نحمل مفاتيحنا معنا…!

كان ذلك الموقف، رغم التوتر الذي فيه، يستدعي أن نتأمل أن وراء هذا القدر حكمة يريد رب العالمين منا أن نتدبرها، وأن نتدبر أسماءه وصفاته.
قال زوجي :

ماذا عسانا أن نفعل الآن؟

قلت: لا سبيل إلا أن تدخل من النافذة (وهي النافذة الوحيدة التي لم أتمكن من قفلها).

ولكننا سنحتاج إلى سلم، ومن أين لنا السلم؟

لم نستغرق الكثير من الوقت في البحث والتفكير فقد وجدنا سلماً عند البيت لا ندري من وضعه، ولكننا ندري أنه لطف من رب العالمين.

يتبع


 


قديم 07-29-20, 08:43 AM   #3
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حكاية_العهد_الجديد







حكاية_العهد_الجديد

(٢/١٠)

توجهنا إلى المطار وكان ذلك كما الحلم، وقلوبنا تشكر المولى على هذا المن العظيم.
صعدنا الطائرة وجلسنا على الكرسي الأخير و كان عن يسارنا زوجان فرّق بينهما بالمقاعد.لفتت انتباهي السيدة، وشعرت بالأسى لوحدتها..


أحرمنا في الطائرة للحج متمتعين، وبعد وصولنا للمطار، توجهنا للوضوء والصلاة، ثم جلسنا على مقاعد الانتظار ننتظر وصول حافلات الحملة، اختلست نظرة إلى من تجلس بجواري فوجدتها تلك السيدة رفيقة الطائرة، فلما وصلت الحافلات وصعدت الحافلة، وكنت آخر من تركب، وجدت تلك السيدة تجلس بجواري مجدداً ..

مضت الدقائق وطالت ونحن ننتظر تحرك الحافلة، و سرحت في وقت الانتظار بالتفكير بما هو آت، وخصوصاً المرحلة القادمة من هذه الرحلة. كان يشغل تفكيري في هذه الأثناء، من سيكون معي في الغرفة؟ هذه هي المرة الأولى التي سأحتك فيها مع غرباء بل سأشاركهم المأكل والمبيت!، لكم أتمنى أن يكونوا بسطاء، لطفاء، متعاونين و صدورهم واسعة، غير متذمرين، و لا يقفون على الأمور الصغيرة..

بسبب طول الانتظار جلوساً قامت سيدة تبدو بعمر أمي تمدد ظهرها فقد أتعبها طول الجلوس.
قلت في نفسي: أظنني سأكون سعيدة لو كانت هذه المرأة معي في الغرفة.

وأخيراً تحركت الحافلة، وبعد صمت طويل بدأت جارتي في المقعد التي تكرر جلوسي قربها تتحدثُ مع جارتها، كانت نبرة صوتها واللهجة مألوفة لدي، فكأنها ممن أعرفهم وعشت معهم سنيناً ..
دخلت معهما في الحديث، ثم سألتها عن اسمها وأبديت لها ما شعرت به تجاهها..
قالت فاطمة: من مدينتكم ليس لدي أقارب ولا أعرف أحداً، غير فلانة زوجة أخي.
قلت: سبحان الله، أعرفها..

وصلنا الفندق بعد العشاء، واشتد الزحام عند الباب، كل يريد معرفة غرفته..
وصلت الغرفة، وفي داخلي خجل ممن سألاقي ولكني أواريه و أتصنع الثقة. لم أجد في الغرفة أحدا، دخلت بهدوء وحجزت سريراً قريباً من النافذة، ووجهت نظري إلى الباب في ترقب وصول الرفيقات.

دخلت فاطمة، تبسمت وأنا في ذهول، تقول: عهد!
وبعد دقائق وصلت السيدة مريم التي كانت تمدد ظهرها في الحافلة، ومعها ابنتها رهف..

يتبع


 


قديم 07-30-20, 08:55 AM   #4
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حكاية_العهد_الجديد

(٣/١٠)

عمرة الحج

في الفندق طلبوا منا تناول وجبة العشاء والاستراحة لمدة ساعتين قبل الانطلاق لأداء العمرة، لم تكن لي رغبة بالأكل، خشيت أن ترهقني معدتي أثناء الطواف، ولم تراودني رغبة بالنوم بسبب الخجل وتغيير المكان، وندمت لاحقاً على هذا..

ركبنا الحافلة نحو محطة الباصات، ومنها ركبنا حافلة أخرى تقلنا إلى الحرم.. لقد وقفنا ننتظرها طويلاً حتى تورمت أقدامنا، وجلسنا على الرصيف، ومن حولنا جموع الحجيج من مختلف البلدان، ينتظرون معنا، ويركبون قبلنا، كان هذا أول موقف لنا نلتمس فيه دروس الحج، هنا موقف يشعرك بفقرك، يعلمك التواضع، يقول لك هنا في الحج كل المسلمون سواسية، فقراء كانوا أم أغنياء.

وصلنا الحرم في منتصف الليل، العين ترقب المكان في ذهول، والقلب يهتف يا لسعادة الوصول، أخيراً أرى الكعبة بعد طول حنين وأعيش أجواء الحج الروحانية!
أتأمل المكان أحاول تسجيل اللحظات في ذاكرتي. لم تكن هذه أول عمرة لي، لكنها عمرة الحج..

بدأنا الطواف في الصحن، وما أن بدأنا حتى شعرت بشدة الزحام، وكثرة التدافع، فطلبت من زوجي أن نصعد لنطوف في المطاف العلوي، فخشوع القلب في هذه اللحظة أولى من أن نطوف في قطر صغير..

بدأت دعائي لمولاي في طوافي بالحمد الكثير والثناء والشكر وتلعثمت فيما دون ذلك..
أنهينا الطواف، وانتهت معه طاقتنا..وحاولنا قدر الإمكان أن نتقوى بماء زمزم، ونستعين بالله على استكمال السعي..

سعينا حتى الشوط الثالث، ثم صرنا نسحب قدما ونجر الأخرى وكأننا نقطع الصفا والمروة مسيرة مئة عام في الشوط الواحد،
لم يمر علي في حياتي قط أصعب من هذا المشي، وصرت أناشد نفسي: ايه نفسي، مالك؟ قد مشيت سابقاً في إحدى السفرات فوق جبل في طريق غير معبد مسافة التسع كيلومترات، ولكنكِ الآن عن هذه الخطوات تعجزين؟..
اضطررنا لأخذ استراحة و أغمضنا أعيننا دقائق معدودة ..غفا زوجي وسرحت أنا في عالمي..

“نعم لقد مشيت فوق الجبل في تلك الرحلة تسع كيلومترات مرغمة، لأنني علقت في المكان وكان حتماً علي أن أمشي كي أعود!
وأنا اليوم أمشي ما يجبرني على ذلك غير أن أكمل العمرة، لا لكي أسلك طريق عودة أو طمع في شيء من الدنيا..”

رباه، تربينا على الإخلاص و على ابتغاء وجهك الكريم..على أن نتحمل ما نلاقي لأجلك وحدك، لا لمتعة دنيا ولا لطلب راحة، إلا الراحة التي سنجدها من نعمتك في الجنة.

فتحت عيناي وأيقظت زوجي.. هيا بنا نكمل.
لا أستطيع وصف فرحتنا عند وصولنا المروة في آخر شوط، ولا أستطيع أن أصف حجم إحباطنا ونحن نتذكر أننا الآن يجب أن نمشي نحو محطة الحافلات، وهي ليست بالقريبة..

وصلنا المحطة وهنالك كان الزحام شديداً، ولم يكن عدد الحافلات يكفي الحجاج، والناس ينتظرون وصول حافلة ثم يتزاحمون على بابها تنافساً من يصعد ومن يبقى ينتظر.. أما نحن فلم نكن من المتنافسين، وبقينا ننتظر الفرج بهدوء عسى أن يكون لنا نصيب بالركوب، غفوت من غير أن أشعر ولم أستيقظ إلا على صوت زوجي وهو يقول:
-هل لك طاقة على المشي؟

-نعم نمشي..

مشينا في ممر تحت نفق، كانت الجاليات الآسيوية الفقيرة تسير ذهاباً وإياباً تمشي من فنادقها نحو الحرم سيراً على الأقدام.. كانت أرضية الممر متهالكة، والحاجز الحديدي الذي يفصل بين الممر والشارع مكسورة بعض أجزائه وبارزة لدرجة تكفي أن تخترق جسد من لم ينتبه لها. كنت أمشي بعيداً عن الرجال على الطرف قريباً من الحديد، حيث الحفر، والحديد المكسور ومن التعب ومع غطاء الوجه، كان سهلاً جداً أن يخترق الحديد بطني بغفلة صغيرة، ثم لفت نظري أن بعضاً من أجزاء الحديد المكسور لُبّست بعلب بلاستيكية حتى لا يؤذي الطرف الحاد جسم أحدٍ إذا لم ينتبه..

عمل تطوعي بسيط جداً، ولكنه خفض نسبة الخطر بشكل كبير.. فكم لاقى فاعل الخير الذي صنع هذا من الأجر؟

مشينا حتى وصلنا إلى أحد الفنادق، وسألنا عن كيفية الوصول إلى فندقنا. لقد ذهلوا منا، وشعروا بالشقفة على حالنا، ففندقنا بعيد لا نصله سيراً ولا مجال للوصول إلا من خلال محطة الحافلات..

ساعدونا بأن أوصلونا إلى شارع عام، وهنالك التمسنا لطف الله بنا فسرعان ما مرت بنا سيارة أجرة كانت هي الوحيدة التي تسير في الشارع فنقلتنا إلى فندقنا..
لقد كانت هذه المرحلة أول إشارة لنا نلتمس خلالها أن ما قدمنا إليه أمر عظيم لا يقبل إلا الإخلاص، وأن نيل مطلبنا من القبول والتطهر من الذنوب لن يكون مع طلب الراحة، والرفاهية التي اعتدنا عليها..

يتبع


 


قديم 07-30-20, 08:58 AM   #5
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حكاية_العهد_الجديد

(٤/١٠)

يوم التروية

“الله يعينكم على حج الصيف”
أذكر أنني زمانا منذ أن بدأت تخالط وجداني رغبة الحج، كنت أتمنى الحج شتاءً! وكنت أقول لابد أن أحج قبل أن يصادف الحج فصل الصيف..

ولكن كتاب رب العالمين سابق، والله أراد لي الحج صيفاً وحتما له في ذلك حكمة..
لم يقلقني أبداً موضوع حرارة الجو، فرب العالمين الذي كتب ذلك لنا رحيم بنا..

كنت أقول لمن حولي ألا تلاحظون أنه في كل عام يصادف هطول المطر في موسم الحج؟ أنا على يقين أن رب العالمين سيهون علينا الجو..

كنت حقا في قرارة نفسي أتمنى وأدعو أن يظللنا الغمام وأن تهطل علينا الأمطار، فكم لذلك من روعة وروحانية وسكينة..

ضحى يوم التروية، وهو اليوم الذي انتظرناه بكامل الشوق لنبدأ مناسك الحج حقاً ونعيش أجواء منى، أحرمنا من مكاننا ثم انتظرنا التفويج، ولكنهم أبلغونا أننا سنتأخر.

عصراً، سمعت هتاف الرفيقات وهن ينظرن من النافذة: انظرن سحابة شديدة السواد قادمة نحو مكة! لقد استبشرنا خيراً وتلمست استجابة الدعاء ..

صلينا المغرب وانتظرنا أن يحين موعد تفويجنا.. لقد مللنا الانتظار في الفندق وعمرت منى بالحجيج ونحن ما زلنا هنا!

خرجت فاطمة والخالة مريم لتناول وجبة العشاء في مطعم الفندق وبقيت أنا ورهف في الغرفة نجلس على الأرض نتناول مما لدينا من الطعام الخفيف

رهف: هل تعلمين يا عهد، أنا لا أصدق كيف تيسرت أموري للحج وتفضل المولى علي أن أكون ضمن الحجيج و قد تعرضت لظرف كاد أن يلغي كل شيء، ولكن رحمة الله سبقت.

أنا: الله لطيف بعباده، أنا أيضا لا أتخيل نفسي كم كنت أتمنى الحج سنيناً ولم يكتب لي أن أحج إلا بعد أن مررت بتغيرات في حياتي وظروف ومحن لعلها كانت السبب في زيادة إيماني لأحج وإيماني بالله أكبر مما كان.

تغير وجه رهف فجأة وانصب عليها الخوف صباً..
أنا: ماذا بك؟
أشارت إلى النافذة، “برق قوي”.
أنا: مطر!
لقد شعرت بسعادة كبيرة رغم أن المنظر كان يستدعي الخوف أكثر من السعادة..

لم نكن نرى المطر، كانت ريحا شديدة تكاد تخلع الشجر، وغبار..
وبدأت رسائل الواتس أب تصل، مطر على المشاعر،
وكان على المشاعر فقط!

تصل التعليمات إلى الحملة بتأجيل التفويج حتى استقرار حالة الطقس..وأخبار بلدنا تطمئن أهالينا أننا بخير ولم نتعرض للخطر..

لم نكن نعلم وقتها ماذا يجري في منى وحالة الذعر التي عاشها الحجاج هنالك حتى قالت لي صديقة سبقتنا بالوصول: لقد كان مشهد يذكرنا بالقيامة، والكل نفسي نفسي..

وصلنا خيمتنا في منى و استعددنا للمبيت، هنالك شعرت أن عائلتي في الحج أصبحت كبيرة. فبعد أن كنت خجلة من أن أبيت مع ثلاث نساء لا أعرفهن، اليوم سأبيت مع العشرات.

لقد كانت هذه التجربة من أجمل تجارب الحياة، حيث تلاشت كل المظاهر ولبسنا جميعاً ثياب التواضع والمساواة..

نمنا في وقت متأخر ثم أيقظتنا المشرفة الساعة الثالثة والنصف نستعد للفجر، فلما أذن الفجر، وصلينا، شعرنا أن نسمات رحمات هذا اليوم الفضيل قد هبطت علينا ..
تأخر التفويج، فاضطجعت أستريح لأستعين بذلك على العبادة المقبلين عليها هذا اليوم. فإذا أصوات جاراتنا من الحملة المجاورة تصل إلى أذني بكلام طيب وتواصٍ بالخير وفوائد علمية ثم دعاء وتأمين وأنا أؤمن معهن..

يتبع


 


قديم 07-31-20, 07:35 AM   #6
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حكاية_العهد_الجديد

(٥/١٠)
يوم عرفة

عرفة، وما أدراك ما عرفة، اليوم العظيم الذي عشته سنيناً صائمة، و ها أنا الآن أفطر فيه لأول مرة داعية مبتهلة..

وصلنا عرفات، ومشينا مسافة تحت لهيب الشمس تسطع فوق رؤوسنا من غير حجاب وكأنه لم يكن في الأمس مطر.
وصلنا خيمتنا و حجزنا مكاناً قريباً من المكيف. استرحنا وتناولنا ما يقوينا على العبادة وانتظرنا موعد الزوال وخطبة عرفة..

الخطبة اليوم تعني لي شيئا كبيراً..ولكن للأسف لم يصلنا الصوت واضحاً
دخلت إلينا و واعظتنا. بدأت تحمد الله وتشكره وتذكرنا بفضل هذا اليوم العظيم وتحثنا على استغلال لحظاته بالدعاء والتوسل إلى المولى جل في علاه..

“اليوم ليس يوم النوم، اليوم يوم عبادة"
لقد كانت الجملة هذه منها سبباً في إشعال همتنا رغم النوم المسيطر على أعيننا، ، فلم ننم في الليل شيئاً.

قضينا ساعات النهار، وكان أطول نهار نعيشه حقاً، بين ذكر ودعاء وغفوات من غير شعور..
كان الحر شديداً جداً في الخيمة والتكييف لا يصل إلى الجالسات بعيداً عن المكيف. لم أدرك ذلك إلا وأنا أمر من أمامهن لحاجة..
فبدأت أنا و رفيقاتي وجاراتنا في المقاعد نهيئ لهن مكاناً وندعوهن للجلوس بقربنا..الحج يعلمك الرحمة و التكاتف والشعور بالآخرين..

اقترب المغيب وحان موعد الإفاضة. هل هو الوداع يا عرفة؟ هل يا ترى أحسنّا في هذا اليوم؟ هل تقبلت يا رب دعواتنا؟.. آمالنا بالله.
العين والقلب يودعان المكان، واللحظات العزيزة في أمانينا أن تتكرر..

مشينا إلى محطة القطار. لقد كان طريق العودة أسهل بكثير من قدومنا..
توقفنا في المحطة على السلم ننتظر دورنا في الركوب. لقد كانت هنا لحظات إيمانية كبيرة في تأمل الغروب ونفير الحجيج، جموع من الحجاج يغادرون و قوافل من الحافلات مجتمعة..
الوداع يا عرفة..

يتبع


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 01:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا