- رأيتُ اليوم فلماً , ظهرت فيه كائناتٌ فضائية , كان لتلكَ الكائنات ميزةٌ متفردة عنّا ..
وذلك بأنها تستطيع رؤية الزّمن كحلقة , ترى الزمن من بُعد خامسٍ أو سادسٍ آخر ..

من تلك الأبعاد التّي ان استطعت دخولها ستستطيع رؤية الزمن لا كخطٍّ يتجه إلى الأمام ,
بل كحلقة .. حلقةٍ دائرية تُعيد نفسها ! لتلك الكائناتِ القدرة على الولوج إلى الزمن
من أي نقطةٍ تريدها والإنتهاء بأي نقطةٍ تريدها أيضاً , أي كما حلقةِ السباق !
هكذا يبدو لها الزّمن أيضاً , تستطيع هذه المخلوقات رؤية الزّمن بأكمله , وتستطيع

تغييره .
الآن , وأنا في هذه النُّقطة من الزمن, هذه النّقطة التي ستجتازني هي ولن أجتازها أنا

.. أحسّ بأني أرَى الزمن بأكمله .. إلا وأني لا كما تلكَ المخلوقات , لا أستطيع
القفز في مدار الزّمن , أحسّ بالعجز , بالخوف , يتآكلنِي الماضِي وينهش بعقلي كما
لو أنّه موجودٌ معي الآن , ولا أستطيع تغييره , كما لا أستطيع تجاهله ..
تستمرّ الذكريات البائسة تتوالى تباعاً بهدف التهامِ ما بقي من السعادةِ ف ذاكرتي ..
ذكرياتُ العجز , والخوف , وتحطّم الأحلام ..
لستُ أشتكي , أنا أعبّر , لأني أُريد إكمال حَربي على الخوف, لأنه وكما بدى لي فقد
كان أحد ألّد أعدائي شراسة , ذلك الشّعور الذي يهبط على الجسد فيجعله
سجيناً في مَوضعه , أحاول التحرك فلا أقوى إلّا على الارتجاف , تصطكّ أسناني
بقوةٍ وأشعر بالبرد .. لا يّهم مقدار الدفئ الذي يحوطني, لا يبقى هنالِك سوى الفراغ..
شعورٌ قاتم , فارغ , لا لون له , يجعلكَ تشعر بأنك وحيدٌ وعاجزٌ في وسطِ كونٍ

هائلِ الضخامة , وليس لكَ ماتستند عليه ..
يستنزفُ الخوف كل مابداخلك , تشعر بعظام جسدكَ كأنها أنابيبُ خاوية , باردة , يحيط
بالعالم لونٌ أسود , رمادي , وبني , تشعرُ بأن لا طاقةَ لك على الهرب , ولا مكان
للهرب إليه ..
أوّد حقاً أن أغلبَ هذا الخوف, أن يأتي يوماً ما فإذ بهِ طريحاَ على الأرضِ هامداً لا
يستطيع الحِراك , وأنا بي أقفُ وأنظر إليه بازدراء , أنظرُ إلى كلّ تلكَ الذكرياتِ
البائسة فلا أحسّ بشيء, لتصبح ذكرياتٍ بلا أهمية, وأكون أنا أكثر قوّة , فخراً ,
وَ شجاعة .