منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   ابداعات أقلام الاعضاء الحصريه للمنتدى ( أقلامُنا ) (https://www.al2la.com/vb/f67.html)
-   -   مُخاض امرأة عذراء ! (https://www.al2la.com/vb/t110350.html)

نيرڤانا 09-02-20 07:14 PM

مُخاض امرأة عذراء !
 












___









كان الوجع أكبر من أن يُحتمل
بل كان موت أصغر .
كان شيء أكبر وأعظم من أن يكون تعب يجري بالجسد
ارهاق أكبر و أعظم من أن ابتسم وأقول :
أنا بخير !
شعورٌ أكبر من أن يقاس أو يصاغ .
لا أعرف ما هو بالضبط !
لكنه مليء بجرعات من البكاء الصامتة ، من نزيفٍ الجرح المخفي ،
من ولادةٍ غير مُكتملة ، من تضميدٍ الآلام لا تبرأ .



أنزل الحديقة أرتشف قهوتي أتنزّه و ألتقط صور توثّق لحظات الحزن على وجوهِ الزائرين الوجلين من فقدّ الأحباب وأتظاهر بعدم مبالاتي بما اخترقتُ من عين وجعي الملامس لوجعهم .
أكابر و أجامل بكلّ شيء بدون استثناء .
و لكن ما إن أعود إلى غرفتي وأتمدد على السرير الأبيض حتى يتضّح جسدّ ضعفي انكساري و قلة حيلتي ، وجعي و عدم شعوري بأني بخير !
تعتلي الحشرجةِ اسفل حنجرتي العصيّة ، ترقق عيناي وأحبسّها حتى لا أشفق على نفسي !
لكن دموع الوحدة المُصاحبة لخسارة في غالب الأمر تسقط ،
ها أنا وحيدة رغم أنني لست وحيدة في المشفى الممتلىء بالجرحى أمثالي وربمّا أكثر وجع مني
لكن لدي الحزن الأكبر الذي يمتدّ في صدري بجذره العتيق و غصنهُ القاسي و لا يعلم عنه أحد !
حتى هؤلاء الأطباء عجزوا عن الكشفِ عنه !!
و في كلّ مكان الجميع يودّ أن أُفصح عنه ولو بحديثٍ عابر ، أو آآهـٍ تشكي عن الشعور و بكلّ شيء .


في هذهِ الغرفة التي تبعد عن الأرض بعشرةِ أدوار
و نافذتها الشاسعة التي تطّل على معالم بارزة بالرياض و شوارع المشفى المليئة بسيارات الجرحى في كلّ ساعة من اليوم ،
ها أنا وحيدة وحيدة جدًا !
خالية من كلّ شيء سواي !
وحيدة بشكل خارجي وداخلي ، شكلاً و مضموناً ، وحيدة لدرجة أن أرى قصة بكائي على نفسي متعلقة بأسفل خاصرتي ، وأطراف يدي الباردة من أثر المُسكنات ، ومن شكل ابتسامتي وأنا أدحرّج الغصّة كي لاتظهر في انعكاسِ المرآة و أنا اساند نفسي .
وحيدة لأنني أكابد وحدي في أرض هذه الحياة
كي لا أغرق في وحلِّ اليأس ،
وحيدة لأنني أحمل " شعور من حيّث لا يشعرون "
وحيدة لأنني مُختلفة أو ربما مُتخلفة !
وحيدة لأنني أرتبطتُ بالاغنيات المُطبطبة على روحي .
وحيدة لأنني اتمازج مع الأشياء التي تُحيط بيّ ،
وحيدة لأنني لم أعتد على أن تمتدّ يدي بلا فائدة ،
وحيدة لأنني لم أعتد أن أخاف على قلبي أن يسقط أمام الهاوية المُظلمة ،
وحيدة لأنني ظننتُ أني تجاوزتُك منذ زمن ،
أصبحتُ وحيدة بعد كُنت الوطن الذي افاخر به بين قومي وقومك .
و الأمن والأمان والإيمان الذي يؤمن به قلبي .
و فجأة غدوت بدونك أنا هكذا أنا لوحدي .
تخيل كُنت أضحك لماضينا الذي يبكيني الآن .
والجيّد أنني وحيدة جدًا جدًا !
ولادليل واحدًا فقط يوضح عليّ كم أنا وحيدة .
غير بكائي على نفسي وبينَ نفسي !





مازلت أُجيّد تمثيل دور " أنا مُبتسمة وبخير "
رغم أنف الموت الذي أهديتهُ ليّ .











حين يسطو الوجع على هامة قامتك ،‏
أجعل من نفسك طوق نجاة لها .
وذكرها " بأنني وحيدة وسأظل وحيدة "









نيرڤانا
‏- 11:30 am
- 2020/08/31













أحـمد 09-02-20 11:44 PM

جميلة جدا هذه الوحدة التي أنبتت كل هذا الإبداع
لم أستمتع منذ فترة بمرارة حلوة كتلك .. رب وحدة نافعة
أشكرك 🌹

البـدر 09-03-20 03:43 AM

سلمت انامل اللي خطت هالحروف..
اتمنى الراحة تحتويك.. وتكون ايامك القادمة عنوانها الراحة والفرحة

++ منوره من جديد خلود

عطاء دائم 09-03-20 07:40 AM

رغم الوحدة والألم إلا أن هناك ضياء يكاد يسطع كي ينير عتمة قلبك غاليتي
خاطرة مضمخة بالالم الكثير والحزن العميق
اسعدك المولى ورزقك ما تتمني

يختم ل3ايام مع التقييم

نيرڤانا 09-05-20 02:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحـمد (المشاركة 2758732)
جميلة جدا هذه الوحدة التي أنبتت كل هذا الإبداع
لم أستمتع منذ فترة بمرارة حلوة كتلك .. رب وحدة نافعة
أشكرك 🌹




___



أحمد

‏يتدفق الماء العذب من راحة فكرك
‏فتصبح الواحات أكثر ارتواء وتورق الأشجار من ينابيعك
‏ممتنة لهكذا حضور يخلد تذكاراً






نيرڤانا 09-05-20 02:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البـدر (المشاركة 2758781)
سلمت انامل اللي خطت هالحروف..
اتمنى الراحة تحتويك.. وتكون ايامك القادمة عنوانها الراحة والفرحة

++ منوره من جديد خلود





___




البدر
‏وحدك تتوج الجمال وشكراً لا يجهل امنياتك / دعواتك





إمتناني الكثير


الساعة الآن 07:41 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا