منتديات مسك الغلا

 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-17-20, 09:51 PM   #1
الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

Icon N25 ثناء الله على نفسه.



في القرآن الكريم ثناء على الله تعالى كثير، وهو ثناء أثنى به سبحانه على نفسه، وأثنى عليه ملائكته عليهم السلام، وأثنى عليه أنبياؤه المرسلون إلى البشر؛ ليُغرس في قلب قارئ القرآن تعظيم الله تعالى ومحبته وخوفه ورجاؤه، فلا يبقى في قلبه شيء معظم سوى الله تعالى، وبذلك ينال سعادة الدنيا براحة القلب وطمأنينته، وفوز الآخرة بلقاء الله تعالى وهو راض عنه، ومن رضي الله تعالى عنه أرضاه، ومن أرضاه ربه سبحانه فلن يحزن ولن يخاف أبدا.

وقد أثنى الله تعالى على نفسه في آيات كثيرة بالحياة والعلم والقدرة، فحياته سبحانه حياة كاملة لا يرد عليها موت ولا مرض ولا نوم ولا نعاس، وهو الحي القيوم. وعلمه سبحانه محيط بكل شيء، ولا يحيط الخلق بشيء من علمه إلا بما شاء، وقدرته فوق كل قدرة، وكل قدرة لمخلوق فهي من العليم القدير، فإن شاء أبقاها لخلقه، وإن شاء سلبها عنهم، وهو على كل شيء قدير.

وأثنى سبحانه على نفسه بالملك في آيات كثيرة من القرآن، فهو سبحانه الملك {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [طه: 114] وكونه سبحانه ملكا فهو مالك كل شيء وله ملك كل شيء {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان: 2] {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ} [الزمر: 6] {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1].

وليس له سبحانه وارث لملكه كما للبشر؛ لأنه حي لا يموت، وكذلك لا شريك له في ملكه؛ لاستغنائه سبحانه عن الشركاء {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} [الفرقان: 2] وكونه سبحانه متفردا بالملك فذلك نعمة عظيمة على الخلق؛ إذ تتوجه قلوبهم إليه وحده لا شريك له، ولا تتعلق بغيره؛ ولذا كان الحمد على ذلك مأمورا به في القرآن الكريم {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111].

وملكه سبحانه شامل للدنيا والآخرة، ويقرأ المؤمن في كل صلاة فاتحة الكتاب وفيها {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] ويوم الدين هو يوم القيامة، وفي هذا الملك قول الله تعالى {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16] وفي حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ» متفق عليه.

وبما أن الملك ملكه سبحانه فإنه يؤتيه من يشاء، ويمنعه من يشاء، وينزعه ممن يشاء {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 247] {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26].

وبما أن الملك كله له سبحانه وتعالى فإن إرادته غالبة، ومشيئته نافذة، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ ولذا أثنى سبحانه في القرآن الكريم على نفسه بالمشيئة والإرادة فلا يقع إلا ما يشاء ويريد {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [المائدة: 1] {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107] {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [الحج: 14]. فكل ما يقع في الكون فبمشيئته وإرادته سبحانه، ولو لم يرضه؛ فإنه لا يرضى الكفر لعباده، ولا يحبه منهم، ولكنه شاءه كونا وقدرا؛ ابتلاء منه سبحانه للعباد {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99] {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [الرعد: 31] {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل: 93] وفي شرك المشركين {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا} [الأنعام: 107] {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} [الأنعام: 112].

فالهداية بمشيئته وإرادته سبحانه {يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 142] {وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} [الحج: 16] {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [الأنعام: 88] وإذا كان كذلك وجب أن تتعلق القلوب به سبحانه، وأن تتوجه النفوس إليه، سائلة إياه الهداية إلى صراطه المستقيم.

وما يقع في الأرض من الاختلاف والتفرق والحروب بمشيئته سبحانه؛ لتتحقق سنة التدافع في الأرض، وهي مما يريده سبحانه لتعمر الأرض، وليتعلم البشر {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251] {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253].

وكل مشيئة للمخلوق فهي تحت مشيئة الله تعالى، وما كانت إلا لأن الله تعالى شاء أن تكون {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29].

فسبحان ربنا العظيم وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، وله الحمد لا نحصي ثناء عليه كما أثنى هو على نفسه {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجاثية: 36، 37].


 


قديم 11-13-20, 12:55 AM   #2
عوض السوداني

آخر زيارة »  12-03-23 (07:41 PM)
الهوايه »  التصفح

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاكم الله خير ونفع بكم


 


قديم 11-13-20, 07:44 AM   #3
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لا اله الا الله

جزاك الله خيرا ونفع بك اخي

يختم ل3 ايام مع التقييم


 


قديم 12-16-20, 12:50 AM   #4
الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



شكرا لمروركم
حفظكم الله


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا