الإنسان رسالة ...
لابد للإنسان فى هذه الحياة أن تكون له رسالة ، يطرح أفكاره مادام الهدف الخيرللناس ، لقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وأعطاه نعمة العقل كى يفكر ويبدع وينتج لخدمة نفسه وغيره ، والإنسان الذى ليس له رسالة فى الحياة قد عطل عقله ، وأصبح كالبهيمة تأكل وتشرب ، ولاتفكر إلا فى قوت يومها وتخلد للنوم ، لم يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على هذه الشاكلة وإنما طلب منه التفكير ، والبحث لإعمار الكون .. كم تكون الكلمة الصادقة النابعة من القلب أقوى تأثيرا على نفوس الناس من أى شىء آخر .. فالكلمة الطيبة فى هذا الزمن مطلوبة .. لكل إنسان أن يفكر ويعمل ويجد ويجتهد لخدمة دينة و نفسه وأهله و وطنه الإنسانية . من كان قبلنا من علماء ومفكرين وفلاسفة لم يفكروا لأنفسهم فقط وإنما فكروا لخدمة الإنسانية ... الإنسان العاقل هو الذى يضع لنفسه هدف فى الحياة .. ويسعى لتحقيق هذا الهدف ليس بالصراخ أو بفرض الرأى بالقوة ، ولكن بالإقناع وإحترام غيره فلم تقم الحضارات التى سبقت إلا على أكتاف المفكرين فى مختلف العلوم .. يجب على الإنسان ألا يكون إمعة يتبع هذا وذاك دون تفكير وتبصر ودراسة وتأمل ، ما ضاعت حقوق ولاتدمرت مكتسبات إلا بسبب الحماقة والطيش وعدم التفكير العاقل المتزن .. رسالتى كإنسان مثقف يجب أن ننظر بأمل إلى الغد بأن يكون أفضل من اليوم .. لعل جائحة كورونا تكون قد نبهت الإنسانية كلها إلى غفلتها فى التفكير فيماينفع الناس وليس فيمايضر بالناس ، لابد أن تعيش الإنسانية فى حب ووئام يكفى كوارث وحروب ، يكفى دمار وخراب لما بنته أجيال على مر العصور .. لابد للناس أن تدرك أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس ، كى يعيشوا كالبهائم تأكل وتشرب ، بل خلق الإنسان كى يكدح فى الحياة يبنى ويعمر لايهدم ويخرب ..
| 