منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree1Likes
  • 1 Post By الفضل10
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-23-20, 08:57 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:30 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الامانة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة حقيقية يرويها شيخ كبير من قبيلة مطير ؛ يقول :
كنا في حدود عام 1370هـ رعاة إبل نجوب الصحراء. وصادف ذات رحلة أن اقتربت مؤنتنا على النفاذ ، ونحن آنئذ بالقرب من مدينة عنيزة . ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
كنا مجموعة رعاة
ولم يكن مع أحد منا ريالا واحداً ، وأيضاً – لسوء الحظ – لم يكن معنا ما نقايض به ؛ كأن نشتري تمراً بسمن ، أو إقطاً .
اتفق الجميع أن أنزل وحدي إلى عنيزة ، وأن أتلمس أحداً من تجارها يقرضنا إلى حين ميسرة .
نزلت سوق عنيزة ، وبدأت أتفرس وجوه الرجال أصحاب الدكاكين ، بحثاً عن تاجر أتوسم فيه المرونة في ذلك الزمن الشحيح ..!!
هفت نفسي إلى رجل منهم ، توسمت في سيمائه الخير والمرونة ، فسلّمت عليه ، ثم قصصت عليه خبري وخبر جماعتي .
قال التاجر : لو كنتَ وحدك لأعطيتك ما يكفيك ، ولكنكم جماعة تحتاج إلى ما لا يقل عن 40 ريالاً ، وهذا يضر بتجارتي ، فضلًا عن أني لا أعرفك .
احترتُ ما أقول له ؛ فحجته قوية ، ولا يرضيني أن أضر به ، وأنا بدوي تقذفني الصحراء من فج إلى فج ، ولا أدري متى سأعود إليه .. ‏عندئذ ألهمني الله أن أذكر محزم الرصاص الذي كنت ألبسه ؛فقلت : خذ هذا المحزم ، فيه 10 أمشطة، تساوي 40 ريالًا ، هي لك بعها إن لم أعد بعد شهر إليك .
ارتاحت نفس التاجر ؛ فقال : اتفقنا ، خذ بقيمة 40 ريالاً ما شئت من التمر ، وموعدنا بعد شهر : إن عدت ، وإلا بعت هذا المحزم ، واستوفيت ثمني منه .

أخذت التمر ، وعدت إلى رفاقي ، ثم – كما العادة – دفعتنا الصحراء إلى بطنها ؛ فمضى الأجل الذي بيننا ، وقلت في نفسي : الرجل أخذ حقه ، فلتطب نفسي .
تقلّبت بي الحياة ظهرًا لبطن ، فتركت البداوة ، وعملت سائقاً في أرامكو ، ثم صرت سائقاً يقوم بتوصيل السيارات الجديدة من الميناء إلى وكالاتها .
بعد قرابة 20 سنة ذهبت بحملة سيارات من الميناء إلى القصيم لإيصال سيارات إلى وكالة المشيقح .
كانت السيارات ذلك الزمن تحتاج إلى التبريد ..
( والتبريد هو أن توقف السيارة فترة حتى تبرد مع رفع غطاء ماكينتها ) .
توقفنا في أطراف عنيزة لتبريد سياراتنا ، ونزلت أتريض في بعض بساتينها ، لقد تغيّرت عنيزة ، ولك أن تتخيل ماذا فعلت الطفرة بالمدن السعودية .
فيما أنا في تلك المزرعة إذ بصاحبها يقترب مني ويسلم علي ، فسلمت عليه ، وأخبرته أننا مجموعة من السائقين نبرّد سياراتنا ، وأني دخلت أتريض هنا .

فقال صاحب المزرعة : قل لأصحابك ألا يطبخوا شيئاً للغداء ، وأخبرهم بأنّ غداءهم عندي هنا في المزرعة . اعتذرت قليلًا فألحّ كثيراًً .
وفيما أنا أتريض معه في المزرعة خطرت عليّ قصة محزم الرصاص وذلك التاجر ، فقلت له : يا عم ؛ لي عن عنيزة 20 سنة ، ولي فيها قصة هي كيت وكيت .
فقال الشيخ صاحب المزرعة : هل تذكر شكل التاجر ؟؟
قلت : لا ، فقال : هل تذكر أمارةً فارقة تذكرك به ، فقلت : بجوار دكانه نخلة .
فقال الشيخ : وصلت ، وأتى الله بك فقد كنت أنتظرك ، وكتبت أمرك في وصيتي ، وذاك أني بعتُ محزم الرصاص بـ 50 ريالاً ، وهذا هو ثمنه الحقيقي ، فأدخلت العشرة ريالات لك في تجارتي ، وقد نما لك منها شيئاً .
ثم سحبني من يدي‏ ، وأخذني إلى فضاء واسع في المزرعة مليء بالأغنام وقال : هذه الأغنام كلها لك يا بني من عشرة ريالات قبل 20 سنة .
اعترتني رعشة من أمانته ، فقلت : لا آخذ شيئاً ، فقال : والله لا أتركك ، فقلت : النصيفة بيننا لترضى ، فقال : كما تريد ، فقد أزاح مجيئك عني هماً طويلاً .
‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌ ‌‌‏ ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏
الـحِـكْـمَـة :
العجب من الإثنين .
العجب من التاجر لأمانته ، ومن صاحب المحزم لسخائه .

دمتم بعافية



 


قديم 12-23-20, 10:16 AM   #2
الفضل10

الصورة الرمزية الفضل10

آخر زيارة »  03-08-24 (09:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة /

حين نقرأ ، أو نسمع عن هكذا قصص في وقتنا الحاضر ، نظُنها وكأنها من قصص ألف ليلة وليلة ! لأننا في زمنٍ قد تبدلت فيه المفاهيم ، وماتت فيه القيم _ إلا ما رحم ربي _ ،
وعزّ وجود الأمانة فيه ، ومراقبة الله فيها _ ولا أعني بذلك المُطلق بقولي ، فهناك من بقت لديهم تلك المعاني والقيم النبيلة ، غير أنهم قليلون _

ما نستخلصه من فائدة من هذه القصة هو التالي :

_ ذلك الحال المُتعب ، وذاك الفقر المُدقع الذي عاشه الأجداد .

- تلك المسافات الشاسعة المُنقطعة التي تحتاج للجهد العظيم للتنقل بين منطقة لمنطقة أخرى .

تلك الشفافية التي كانت بين التاجر وذاك المحتاج للبضاعة ، بعدما أخبره
بصعوبة اعطاءه ما يُريد من بضاعة مع عدم وجود المبلغ المطلوب .

_ تلك الصراحة وذلك الاتفاق بعد أن أعطاه محزمه وأخذ من التاجر حاجته ،
وكأن الواحد منهم يُبرّي نفسه من تبعات الاتفاق إذا لم يأتي آخذ البضاعة
ليرد قيمة التمر الذي أخذه ، حين اخبره بأن يبيع محزمه إذا تأخر عليه .

_ والعجيب هو مرور السنوات الطوال ، وحين نزل ذلك المستفيد من التمر تلك البلده ، وبعد مرور 20 سنة ، ولقاءه بذلك التاجر ، الذي ساقه ليرَ ذلك الاستثمار لما زاد عن مبلغه الأصلي _ 40 ريال _ ،
وذلك الرزق الكثير الذي تكاثر ببركة تلكم الأمانة ، وكأن الله تعالى يُنمّي له
رزقه من حيث لا يشعر .

_ وعن أمانة التاجر الذي لم يكن هناك ما يُجبره على اخبار الرجل عن ذلك المتبقي من حقه ، واخباره عن ذلك الخير من الأغنام ، غير أنها الأمانة والخوف من الله ،
وذلك الرجاء من الأجر الذي ينتظره من مولاه ، مقابل أن يُعطي ذلك الرجل ما من حقه من ذلك المال .

_ وذلك التردد من ذلك الرجل حين اخبره التاجر بما استثمره له ، ومحاولته الفكاك من أخذها .

هي قصة :
بها الكثير من الفوائد والعبر ، التي نحتاج أن نربي بها أنفسنا ،
ونغرزها في قلوب فلذات أكبادنا .


دمتم بخير ...


 
عطاء دائم likes this.


قديم 12-24-20, 08:53 AM   #3
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:30 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفضل10 مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة /

حين نقرأ ، أو نسمع عن هكذا قصص في وقتنا الحاضر ، نظُنها وكأنها من قصص ألف ليلة وليلة ! لأننا في زمنٍ قد تبدلت فيه المفاهيم ، وماتت فيه القيم _ إلا ما رحم ربي _ ،
وعزّ وجود الأمانة فيه ، ومراقبة الله فيها _ ولا أعني بذلك المُطلق بقولي ، فهناك من بقت لديهم تلك المعاني والقيم النبيلة ، غير أنهم قليلون _

ما نستخلصه من فائدة من هذه القصة هو التالي :

_ ذلك الحال المُتعب ، وذاك الفقر المُدقع الذي عاشه الأجداد .

- تلك المسافات الشاسعة المُنقطعة التي تحتاج للجهد العظيم للتنقل بين منطقة لمنطقة أخرى .

تلك الشفافية التي كانت بين التاجر وذاك المحتاج للبضاعة ، بعدما أخبره
بصعوبة اعطاءه ما يُريد من بضاعة مع عدم وجود المبلغ المطلوب .

_ تلك الصراحة وذلك الاتفاق بعد أن أعطاه محزمه وأخذ من التاجر حاجته ،
وكأن الواحد منهم يُبرّي نفسه من تبعات الاتفاق إذا لم يأتي آخذ البضاعة
ليرد قيمة التمر الذي أخذه ، حين اخبره بأن يبيع محزمه إذا تأخر عليه .

_ والعجيب هو مرور السنوات الطوال ، وحين نزل ذلك المستفيد من التمر تلك البلده ، وبعد مرور 20 سنة ، ولقاءه بذلك التاجر ، الذي ساقه ليرَ ذلك الاستثمار لما زاد عن مبلغه الأصلي _ 40 ريال _ ،
وذلك الرزق الكثير الذي تكاثر ببركة تلكم الأمانة ، وكأن الله تعالى يُنمّي له
رزقه من حيث لا يشعر .

_ وعن أمانة التاجر الذي لم يكن هناك ما يُجبره على اخبار الرجل عن ذلك المتبقي من حقه ، واخباره عن ذلك الخير من الأغنام ، غير أنها الأمانة والخوف من الله ،
وذلك الرجاء من الأجر الذي ينتظره من مولاه ، مقابل أن يُعطي ذلك الرجل ما من حقه من ذلك المال .

_ وذلك التردد من ذلك الرجل حين اخبره التاجر بما استثمره له ، ومحاولته الفكاك من أخذها .

هي قصة :
بها الكثير من الفوائد والعبر ، التي نحتاج أن نربي بها أنفسنا ،
ونغرزها في قلوب فلذات أكبادنا .


دمتم بخير ...

اهلا بك اخي
صحيح كما ذكرت وكأنها قصة من الف ليلة وليلة
اصبحت مثل هذه المواقف نادرة جدا

تشرفت بك وبحضورك اخي
شكرا لك على الاضافة
ربي يحفظك


 


قديم 01-26-21, 02:18 AM   #4
رونق

الصورة الرمزية رونق

آخر زيارة »  01-13-22 (06:40 PM)
المكان »  مآبيُن وبيُن
الهوايه »  نَقآ شُآت
أن مشُكلتكُ ليُستْ سًنوآتكٌ ـآلتيُ ضآعتٌ
وُلكن..!
سُنوآتكٌ ـآلقآدمه ـآلتيُ سُتضيعٌ حتمآ اذآ وآجهتُ
ـآلدنيآ بٌنفسُ العٌقليهُ .
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصه جميلهّ
شكرآ لنقلكّ الرائع
يعطيك الف عافيه
مع كامل ودي واحترامي


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:44 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا