منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree3Likes
  • 2 Post By الزعيم1
  • 1 Post By عطاء دائم
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-24-20, 12:05 AM   #1
الزعيم1

آخر زيارة »  10-26-21 (04:58 PM)
المكان »  القاهرة-مصر
الهوايه »  قراة القران الكريم وارضاء الله عز وجل

 الأوسمة و جوائز

Icon N22 تفسير الربع الثانى والثالث الاخير من سورة يس








الربع الثاني من سورة يس



• الآية 33، والآية 34، والآية 35: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا﴾ يعني: وعلامةٌ لهؤلاء المشركين على قدرة الله على البعث: أننا أحيَيْنا هذه الأرض اليابسة (التي لا نباتَ فيها)، فأحيَيْناها بإنزال الماء، ﴿وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا﴾ أي أخرَجنا منها حبوبًا كثيرة، مِن مختلف أنواع النباتات (كالقمح وغيره) ﴿فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾، (ومَن أحيا الأرض بالنبات، أحيا الخلْق بَعد المَمات)، ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا﴾ أي: في هذه الأرض المَيِّتة ﴿جَنَّاتٍ﴾ أي: بساتينَ ﴿مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ (ولَعَلَّ الله تعالى خَصَّ العنب والتمر من بين باقي الفواكه لمَكانتهما عند العرب وكثرة فوائدهما)، ﴿وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ﴾ أي: فجَّرنا في الأرض المَيِّتة عيونًا من المياه لتَسقيها، كُلُّ ذلك ﴿لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ﴾ أي: الثمر الناتج من هذا النبات، ﴿وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ﴾ أي: لم تَخلقه أيديهم، بل يد الله هي التي خَلَقتْه لهم رحمةً بهم؛ ﴿أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ ؛ يعني: ألَا يشكرونَ ربهم على هذه النعم، فيُوَحِّدوه ويطيعوه؟



• الآية 36: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ﴾ أي: خَلَقَ جميع أصناف الفواكه والخُضَر من نبات الأرض، ﴿وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ أي: خَلَقَ لهم من أنفسهم ذكورًا وإناثًا ﴿وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾ مِن مخلوقات الله الأخرى، التي لا يعلمون عنها شيئًا، (فكما انفرَد سبحانه بالخلْق، فكذلك يجب أن يُعبَدَ وحده)، وسبحان الذي خَلَقَ جميع المخلوقات مِن ذَكَرٍ وأنثى، وهو سبحانه الواحد الأحد الذي لا زوجَ له، فلا يحتاج إلى زوجةٍ أو ولد، لعدم حاجته لشيءٍ مما يحتاجه البشَر، ولغِناه التامِّ عن جميع خلْقه.



• الآية 37: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ﴾ - على توحيد الله وكمال قدرته -: ﴿اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ﴾ أي: نَنْزع منه النهار ﴿فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ﴾ أي: يُظلِم عليهم سواد الليل (ولا يَقدر على فِعل ذلك أحدٌ إلا الله سبحانه وتعالى).



• الآية 38: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا﴾ يعني: وآيةٌ لهم على قدرة الله تعالى: الشمسُ تجري في فَلَكها إلى مكانٍ تستقرُّ فيه بَعد غروبها لا تتجاوزه، حيثُ إنها تسجد كل يوم تحت العرش لتستأذن ربها في الشروق، فقد ثبت في الصحيحين - البخاري ومُسلم - أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سأل "أبا ذر" حين غربتْ الشمس: ((أتدري أين تذهب؟))، فقال: (اللهُ ورسوله أعلم)، فقال: ((فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذَن لها، ويُوشِك أن تستأذن فلا يُقبَل منها، وتَستأذن فلا يؤذَن لها، يُقال لها ارجعي مِن حيثُ جئتِ، فتطلع في مَغربها، فذلك قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾)). (واعلَم أنَّ كونها تسجد تحت العرش لا غَرابةَ فيه، إذ الكون كله تحت العرش).



﴿ذَلِكَ﴾ أي: دوران الشمس في مَدارها إلى يوم القيامة هو ﴿تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ﴾ الذي لا يَمنعه شيئٌ مما أراده في مُلكه، ﴿الْعَلِيمِ﴾ بكل خلْقه.



• الآية 39: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ أي: جَعَلنا القمرَ آيةً في خلْقه، إذ جعلنا له منازل يسير فيها كل ليلة، (والمقصود بالمنازل هنا: المواقع التي يَظهر فيها القمر في كل ليلة مِن الشهر، وهي ثمانية وعشرون مَنزلة، يَنتقل فيها القمر مِن هلال إلى بدر) ﴿حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ أي: ثم يعُود في آخر الشهر ضئيلًا منحنيًا (مِثل عِذْق النخلة الذي يَحمل التمر في فروعه)، وهو العود الأصفر اليابس المنحني، الذي يُستخدَم بعد ذلك في "الكَنس" والتنظيف.



• الآية 40: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ يعني: لا يمكن للشمس أن تَلحق القمر فتمحو نوره أو تُغيِّر مَجراه، ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾ يعني: ولا يمكن للَّيل أن يَسبق النهار، فيَدخل عليه قبل انتهاء وقته، (فهما لا يختلطان أبدًا إلا بدخول جزء مِن أحدهما في الآخر، وهو معنى قوله تعالى: ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾ [الحج: 61]، ﴿وَكُلٌّ﴾ مِن الشمس والقمر والكواكب ﴿فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ أي: يَجْرون في مدارهم الخاصِّ بهم إلى نهاية الحياة، فلِذا لا يَصطدم بعضُها ببعض، وإلَّا لَفَسَدَ الكون وتَدمَّر، فسبحانَ اللهِ العظيم الحكيم المُهَيمِن على كَوْنه.



• من الآية 41 إلى الآية 44: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ﴾ على إنجاء اللهِ للمُوَحِّدين وإهلاكه للمشركين: ﴿أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ أي: حَمَلنا ذرية قوم نوح المؤمنين، فأنجيناهم في السفينة المملوءة بأنواع المخلوقات، ﴿وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ أي: خلقنا لهم سُفُنًا مِثل فُلك نوح - وهي السفينة - وغيرها مِن المراكب التي يَركبونها لتُبّلِّغهم أوطانهم، ويستخدمونها في تجاراتهم ونقل بضائعهم.



♦ واعلم أن قوله تعالى: ﴿وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾ فيه إشارة إلى تنوُّع السفن التي عَلَّمَ اللهُ الإنسانَ كيفية صُنعها (كالغوَّاصات وغيرها).



♦ ثم أخبَرَهم سبحانه أنه قادرٌ على إهلاكهم بهذه النعمة التي سَخَّرها لهم إذا عصَوا المُنعِمَ وعبَدوا غيرَه، فقال: ﴿وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ﴾ وهُم في البحر ﴿فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ﴾ أي: لا يجدون مَن يُغيثُ صراخهم عند غرقهم، ﴿وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ﴾ أي: لا يستطيعون أن ينجُوا بأنفسهم من الغرق ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾ يعني: إلا أن نرحمهم فنُنجِّيهم ونُمتِّعهم إلى أَجَلٍ مُعَيَّن نشاؤه لهم؛ لَعَلَّهم يَرجعونَ ويَتداركونَ ما فرَّطوا فيه في حق ربهم.



• الآية 45، والآية 46: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ﴾ أي: لهؤلاء المشركين: ﴿اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ﴾ أي: احذروا الدنيا وعقابها، واحذروا الآخرة وأهوالها (وذلك بالإيمان والاستقامة على الحق) ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ أي: ليرحمكم الله تعالى، فإذا قيل لهم ذلك، أعرَضواعن الاستجابة كأنهم لم يَسمعوا، ﴿وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ تَهديهم للحق، وتُبيِّن لهم صِدْق الرسول: ﴿إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ أي: أعرَضوا عنها، ولم ينتفعوا بها.



• الآية 47: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾؛ يعني: إذا قال فقراءُ المؤمنين في مكة للأغنياء الكافرين: ﴿أَنْفِقُوا﴾ علينا ﴿مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾، (ولَعَلَّ المقصود هنا: الرزق الذي زَعَمَ كفار مكة أنهم جعلوه لله، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ﴾ [الأنعام: 136]، فحينئذٍ ﴿قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ - استهزاءً بهم - ﴿أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ﴾؟ ﴿إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ ؛ يعني: ما أنتم يا أتْباع محمد إلا في ضلالٍ ظاهر، لأنكم تَطلبون منا ذلك، (ولم يَعلم هؤلاء الجهَلة أن الله تعالى قد ابتلى قومًا بالفقر وابتلى قومًا بالغنى، وأنه أمَرَ الفقراء بالصبر، وأمَرَ الأغنياء بالعَطَاء).



• الآية 48، والآية 49، والآية 50: ﴿وَيَقُولُونَ﴾ للمؤمنين: ﴿مَتَى هَذَا الْوَعْدُ﴾؛ يعني: متى يكون هذا البعث الذي تَعِدوننا به ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾؟ فرَدَّ اللهُ عليهم بقوله: ﴿مَا يَنْظُرُونَ﴾ أي: ما يَنتظر المُكَذِّبونَ بالبعث ﴿إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ (وهي نفخة الفَزَع عند قيام الساعة، والتي يموتونَ فيها جميعًا)، إذ ﴿تَأْخُذُهُمْ﴾ فجأة ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ أي: يَختصمون ويتجادلون في شؤون حياتهم (كالبيع والشراء والأكل والشرب وغير ذلك) ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً﴾ أي: لا يستطيعون أن يوصوا أحدًا بشيء (كما يَفعل المحتضر)، ﴿وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ أي: لا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم ليَطمئنوا عليهم، بل يموتون في أسواقهم وأماكنهم، (وهذا كناية عن شدَّة السرعة بين الصيحة وهَلاكهم).




• الآية 51، والآية 52: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ أي: نُفِخ في "البوق" النفخةُ الثانية، لترجع أرواحهم إلى أجسادهم ﴿فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ أي: يَخرجونَ مِن قبورهم مُسرعينَ إلى ربِّهم، فـ ﴿قَالُوا﴾ حينئذٍ - نادمين -: ﴿يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ يعني: مَن أخرَجَنا مِن قبورنا؟، فيُقال لهم: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ﴾ ﴿وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ فيما أخبروا به.



• الآية 53، والآية 54: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾؛ يعني: ما كان البعث مِن القبور إلا نتيجة نفخة واحدة ﴿فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ﴾ أي: جميعُ الخلْق: ﴿لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ أي: ماثِلونَ أمامنا للحساب والجزاء، ﴿فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾؛ (لأن الحساب يتمُّ بالعدل) ﴿وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.


الربع الأخير من سورة يس



• من الآية 55 إلى الآية 64: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ﴾؛ أي: مَشغولونَ عن غيرهم، (وشُغلهم الشاغلُ هو التلذُّذ بأصناف النَّعيم)، وهم ﴿فَاكِهُونَ﴾؛ أي: فَرِحونَ مَسرورون ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ﴾؛ أي: في ظلال الجَنَّة ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾؛ أي: يَجلسونَ مُتَّكِئينَ على السُرُر المزيَّنة، تحت الظلال المُمْتَدٌّة (والسُرُر جمع سرير)، ﴿لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ﴾؛ أي: لهم في الجَنَّة مِن كل أنواع الفواكه اللذيذة، ﴿وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ﴾؛ أي: يَتحقَّق لهم كل ما يَتمنَّونه ويَشتهونه، ولهم نعيمٌ آخر أكبر مما هم فيه، حين يَرون ربَّهم في الجَنَّة، فيُكَلِّمهم قائلًا: ﴿سَلَامٌ﴾؛ أي: سلامٌ لكم مِن كل مكروه، وقد كان هذا ﴿قَوْلًا﴾ لهم ﴿مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ﴾ بهم.



♦ ويُقال للكفار في ذلك اليوم: ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ﴾؛ أي: تميَّزوا عن المؤمنين، وانفصِلوا عنهم، ويقول اللهُ لهم توبيخًًا وتذكيرًا: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ﴾؛ يعني: ألم أوصِكم على ألْسِنة رُسُلي ﴿أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾ ولا تُطيعوه؟ ﴿إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾؛ أي: عداوتُه ظاهرةٌ للإنسان، ﴿وَأَنِ اعْبُدُونِي﴾؛ يعني: وأمَرتُكم بأن تعبدوني وحدي، ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾؛ أي: هذا هو الطريق القويم الموصل لِجَنَّتي (وهو عبادتي وطاعتي ومعصية الشيطان)، ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا﴾؛ أي: خلقًا كثيرًا، ﴿ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾؛ يعني: ألم يكُن لكم عقل يَنهاكم عن اتِّباع الشيطان؟! إذًا فـ ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾؛ أي: التي كنتم توعَدونَ بها في الدنيا على كُفركم وتكذيبكم للرسل، ﴿اصْلَوْهَا الْيَوْمَ﴾؛ أي: ادخلوها لتَلتهب أجسادكم فيها، وتُعانوا مِن حَرِّها الشديد، جزاءً ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾.



• الآية 65: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ﴾؛ أي: نُغلق أفواههم فلا يستطيعون الكلام، ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ﴾ فتَشهد بالمعاصي التي بَطَشتْ بها، ﴿وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾؛ أي: تَشهد أرجُلهم بما سَعَتْ إليه مِن المعاصي.



• الآية 66: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ﴾؛ يعني: لو شئنا لأعمينا أبصارهم كما أغلَقنا أفواههم، ﴿فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ﴾؛ أي: فحينئذٍ سارَعوا إلى الصراط ليَمُرُّوا فوقه، ﴿فَأَنَّى يُبْصِرُونَ﴾؛ يعني: فكيف يَمُرُّونَ عليه وقد عُمِيَتْ أبصارهم؟!



• الآية 67: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ﴾؛ يعني: ولو شئنا لَغَيَّرنا خَلقَهم وأقعدناهم في أماكنهم على الصراط ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا﴾؛ أي: فحينئذٍ لا يستطيعون أن يَمْضوا أمامهم على الصراط، ﴿وَلَا يَرْجِعُونَ﴾ وراءهم.



• الآية 68: ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ﴾؛ أي: نُطِلْ عمره حتى يصل إلى سنِّ الشيخوخة ﴿نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ﴾؛ أي: نُعِدْه في هذه السِنِّ إلى حال الطفولة مرة أخرى، فيَصير ضعيفَ العقل والجسد، بعد أن كان قويًّا راشدًا أثناء فترة شبابه، ﴿أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾ أنَّ القادر على أن يفعل ذلك بهم، قادرٌ أيضًا على بَعثهم بعد موتهم؟



• الآية 69، والآية 70: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ﴾؛ أي: ما عَلَّمنا رسولنا محمدًا الشِعر، ﴿وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾ أن يكون شاعرًا، (وهذا ردٌ على مَن اتهَموه كَذِبًا بأنَّ الذي يتلوهُ شِعرٌ)، فإنهم يَعلمونَ أنه لم يتعلَّم الشِّعر طوال حياته، وكذلك يعلمون أن هذا القرآن لا يُشبه الشِّعر في شيء (لا في الوزن ولا في القافية)، ﴿إِنْ هُوَ﴾؛ أي: ما هذا الذي يتلوه ﴿إِلَّا ذِكْرٌ﴾ يَتذكر به أصحاب العقول السليمة ﴿وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾؛ أي: قرآنٌ واضح في تمييز الحق مِن الباطل، ومُوَضِّحٌ للأحكام والحِكَم والمواعظ ﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا﴾؛ يعني: (حيَّ القلب والضمير)، ﴿وَيَحِقَّ﴾ به ﴿الْقَوْلُ﴾؛ أي: الحُكم بالعذاب ﴿عَلَى الْكَافِرِينَ﴾؛ لأنهم قد قامت عليهم الحُجَّة بالقرآن.



• الآية 71، والآية 72، والآية 73: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا﴾ - وهي الإبل والبقر والغنم - ﴿فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾؛ أي: فهم مالكونَ لأمرها (يتصرَّفون فيها كما يشاؤون)؟ ﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾؛ أي: سَخَّرناها لهم لينتفعوا بها، ﴿فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ﴾؛ أي: منها ما يَركبونه في أسفارهم، ويَحملون عليها أثقالهم ﴿وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾ بعد أن يذبحوها، (ولولا هذا التسخير، لَمَا قدروا عليها أبدًا)، ﴿وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾؛ (كالانتفاع بأصوافها وأوبارها وأشعارها، إذ يَصنعون منها ثيابهم وأثاث بيوتهم وغير ذلك)، ﴿وَمَشَارِبُ﴾ إذ يَشربون ألبانها، ﴿أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾؛ يعني: ألَا يشكرونَ ربَّهم الذي أَنعَم عليهم بهذه النِّعَم، فيُخلِصوا له العبادة، ولا يعبدوا معه أحدًا مِن خَلْقه؟!



• الآية 74، والآية 75: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً﴾؛ يعني: ورغم هذه الأدلة على قُدرة الله تعالى وإنعامه على خلْقه، فإنَّ المشركين قد اتَّخذوا مِن دُون الله آلهةً يعبدونها ﴿لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ﴾؛ يعني: إنهم عَبَدوها طمعًا في نَصْرها لهم وإنقاذهم مِن عذاب الله، (وذلك بشفاعتها لهم عند الله تعالى كما يَزعمون)، كلا، ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ﴾؛ أي: لا تستطيع تلك الآلهة أن تنصر عابِديها، ولا حتى تستطيع أن تنصر نفسها، ﴿وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾؛ يعني: والمُشركون وآلهتهم جميعًا مُحضَرون في العذاب، مُتبرِّئ بعضُهم مِن بعض.



• الآية 76: ﴿فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ﴾؛ أي: لا يَحزُنك أيها الرسولُ قولُ المُكَذِّبين فيك بأنك شاعر، فإنَّ قولهم لا يَضُرُّك شيئًا، ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾؛ أي: نعلم ما يُخفونه مِن الكِبر والعناد، ونعلم ما يُظهرونه للناس بهذه الأقاويل حتى يصدُّوهم عن الإيمان بك، وسنُجازيهم على ذلك كله (وفي هذا تصبيرٌ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم).



• من الآية 77 إلى الآية 80: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ﴾ المُنكِر للبعث ﴿أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ﴾؛ أي: مِن ماءٍ حقير مُستَقذَر، ثم أخرجناه مِن بطن أُمِّهِ لا يَعلم شيئًا، حتى إذا رَبَّيناهُ وأصبح رَجُلًا ﴿فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾؛ يعني: فإذا به يَقْوى ويَغترُّ، ويُصبح شديدَ الجدال في إنكار البعث، ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾؛ أي: جَعَلَ إعادتنا للخلْق أمرًا عجيبًا وغريبًا، ﴿وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾؛ أي: نَسِيَ ابتداء خلْقِه، ونَسِيَ قُدرة ربِّه الذي خَلَقَه مِن العدم، فـ ﴿قَالَ﴾: ﴿مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾؟ يعني: مَن يستطيع أن يُحيي العظام المتفتتة؟ ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، (وهذا هو القياس العقلي الواضح، إذ بالبَداهة أنَّ مَن أوجد شيئًا مِن العدم، قادرٌ على إيجاد مِثله في أيِّ وقت) ﴿وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾؛ يعني: وهو سبحانه عليمٌ بجميع خلْقه، خبيرٌ بتكوينهم.



♦ ورغم أنَّ لَفْظ "العِظام" مؤنَّث إلا إنه تعالى ذَكَرَ معها لفظ "رميم"، ولم يَقُل "رَميمة"؛ وذلك لأن العظام ليست مؤنثًا حقيقيًّا، بل هي مؤنَّث مَجازيٌّ؛ (يعني: مما لا يَبيض ولا يَلد)، فلذلك يجوز أن تأتي مع لفظَي: (رميم) و(رميمة)، وهذا مِثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56].



♦ ثم ذَكَرَ سبحانه دليلًا آخر على قُدرته على البعث، فقال: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ﴾؛ أي: أَخرَج لكم مِن الشجر الأخضر (الذي سارت الماء في أغصانه)، فأخرَجَ منه ﴿نَارًا﴾ مُحرِقة ﴿فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾؛ يعني: فإذا أنتم توقدون النار مِن هذا الشجر الرطب، فهو سبحانه القادر على إخراج الشيء مِن ضِدِّه، كما أَخرَج أمامكم النارَ مِن الماء (فكذلك يُخرج مِن الموتى أحياءً يوم القيامة).



• الآية 81، والآية 82: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ﴾، (ويُعيدهم كما بدأهم؟) ﴿بَلَى﴾ إنه قادرٌ على ذلك، (بل إنَّ هذا أَهوَنُ عليه مِن خلْق السماوات والأرض)، ﴿وَهُوَ الْخَلَّاقُ﴾ لجميع المخلوقات، ﴿الْعَلِيمُ﴾ بتكوين الأجساد والأرواح التي خَلَقها، فلذلك لا يَصعُب عليه إعادتها مرة أخرى، و ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ﴾؛ أي: شأنه سبحانه أنه ﴿إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ﴾ ﴿فَيَكُونُ﴾؛ يعني: فإذا به كائنٌ موجود كما أرادَه الله.



• الآية 83: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾؛ أي: تَنَزَّهَ اللهُ وتَقدَّسَ عن العجز والشرك، فهو المالك لكل شيء، المتصرِّف في شؤون خلْقه بلا مُنازع أو مُمانِع، وقد ظهرتْ لكم دلائل قُدرته وتمام نعمته، ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ بعد موتكم، ليُحاسِبكم ويُجازيَكم على جميع أعمالكم.







 


قديم 12-24-20, 08:22 AM   #2
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:23 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خيرا ونفع بك اخي ولا حرمك الاجر
يعطيك العافية
يختم ل3 ايام مع الفايف ستارز


 
الزعيم1 likes this.


قديم 12-25-20, 10:30 PM   #3
قيثارة

آخر زيارة »  01-23-22 (02:39 PM)
المكان »  كوردستان

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خيراً ع الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك


 


قديم 12-26-20, 12:20 AM   #4
بسام البلبيسي

آخر زيارة »  09-28-23 (06:12 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خيـر الجزاء
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه


 


قديم 01-09-21, 01:42 AM   #5
رونق

آخر زيارة »  01-13-22 (06:40 PM)
المكان »  مآبيُن وبيُن
الهوايه »  نَقآ شُآت
أن مشُكلتكُ ليُستْ سًنوآتكٌ ـآلتيُ ضآعتٌ
وُلكن..!
سُنوآتكٌ ـآلقآدمه ـآلتيُ سُتضيعٌ حتمآ اذآ وآجهتُ
ـآلدنيآ بٌنفسُ العٌقليهُ .

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جزاك الله خير
وبارك الله فيك


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 10:04 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا