لا أعلم كيف تجرّدت من كُل انتماء،
وأصبحتُ أشعر أن أحدًا أو شيئًا أو إنجازًا أو فشلاً،
أو حُبًا أو فُراقًا أو موتًا في هذا العالم لا يعنيني.
لا أعلم كيف هيّمن علي هذا النفور من كل شيء واقعي بشراسة،
فأصبحتُ كتومةً وغير راغبة بسماع أي إنسان.
لا أعلم كيف أصبح من المستحيل عليّ
أن أبدي أي اهتمام ولو من خلال ابتسامة مزيّفة،
يصعب عليّ حتى أن أتمنى لأحدهم يومًا سعيدًا،
وحين أضطر لقولها بدافع اللباقة،
أشعر بالضيق وأسخر من نفسي.
لا أعلم كيف أصبحتُ هكذا وحيدةً بكُل معنى الكلمة،
وغير قادرة على الشعور بشيء غير الغضب تجاه الآخرين،
والإغتراب بينهم والضيق من وجودهم،
وأن جميع البشر بشِعون لحدٍ مُريع.
لا أعلم كيف تسمّمت مشاعري،
وبردتُ إلى هذا الحد المُخيف حيال الناس جميعهم
والواقع بكاملة ولم يبقَ لي ما يحرّك روحي سوى الخيال.
لا أعلم كيف أصبحتُ في الواقع صلبةً باردةً كالفولاذ،
بينما لا يزال مقطع واحد من رواية قادرًا أن يجعلني أبكي،
بينما لا تزال الموسيقى قادرة أن تدمي قلبي.

وإذا رفعتُ يدي لأطلُبَ جنّةً
‏طلبَ اللّسانُ بأن نكونَ جميعًا


.
.

‏يحتِمي الإنسان دوماً في ظِل مسراته البسِيطة .

هادئة،
بإمكاني أن أُشعرك بالإرتياح،
بينما أتداعى كل الأشياء من حولي.