منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-21, 08:26 AM   #13
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة .......... ( 10 ) ........... ))
الحشر (1 )
ما هو يوم الحشـــــر ؟؟

هو جمع الخلائق (الملائكة والإنس والجن والحيوانات) للحساب، فيحشرهم الله عز وجل على أرض مستوية حفاة عراة وكل مخلوق مشغول بأحواله، وهو موقف طويل يشتد على الناس حتى يتصبّب منهم العرق، ولكن الله عز وجل يخففه على عباده المؤمنين ويكون سهلاً عليهم.

هذا اليوم الرهيب يخرج الناس من الأجداث (القبور ) في لحظة واحدة كأنهم جراد منتشر , مسرعين مهطعين(مذعنين خاضعين) إلى الداعي, وقد خفتت كل حركة وخيم الصمت الرهيب , حيث تنتشر صحف الأعمال , فيكشف المخبوء , ويظهر المستور , ويفتضح المكنون في الصدور .

ماهي صفــة أرض المحشر ؟؟

أرض المحشر هى الارض التى يحشر عليها الناس يوم القيامة ليس فيها شجر ولا حجر ولا بنيان فليس هناك مكان يختبئ وراءه الخلائق بل هى ارض مستوية ، وهي أرض جديدة غير الأرض التي نحن عليها قال سبحانه :
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }
ويكون التغيير للكون كله

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يُحشَرُ الناسُ يوم القيامة على أرضِ بيضاء عفراء كقُرصَةِ النَّقِيّ ليس فيها علمٌ لأحد "
( رواه مسلم )

عفراء : أي بيضاء إلى حمرة ليست ناصعة البياض
قرصة النقي : أي قرص الدقيق النقي من النخالة
و عن عائشة رضي الله عنها أَنَّها قالتأنا أَوَّل الناس سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[إبراهيم:48]
قالت قلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: على الصراط)
( مسلم )

وفي مسلم من حديث (اليهودي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين يكون الناس يوم تُبدَّلُ الأرض غير الأرض والسماوات؟
فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هم في الظلمة دون الجسر")

كيف يُحشر الناس ؟؟
يحشر الناس يومئذ حفاة عراة غُرْلا

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" يُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غُرْلاً (مختونين )"
قلت : يا رسول الله، النساء و الرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال صلى الله عليه و سلم : " يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض "
متفق عليه )

ويحشر الكفار على وجوههم :

قال الله تعالى :
{وَ نَحْشُرُهم يَوْم القِيَامةِ على وُجُوههِمْ عُمْيًا و بُكْمًا و صُمًّا مَأْواهم جَهَنَّمَ كلَّمَا خَبَتْ زِدْناهُم سَعيرًا } الإسراء 97

و عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال :
يا رسول الله كَيْفَ يحْشرُ الكافر على وجهه يوم القيامة ؟
قال : " أَلَيْسَ الذي أمْشَاهُ على رجْلَيْهِ في الدُّنيا قادراً على أن يُمْشِيهُ على وجهه يوم القيامة ؟ "
قال قتادة : بلَى وَعزَّةِ ربنا "
( مسلم )

كيف يكون الناس في أرض المحشر ؟؟
تدنو الشمس من رؤؤس الخلائق بمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم منهم من يكون عرقه الى كعبيه ومنهم الى ركبتيه ومنهم من يغرق في عرقه ، ولو أنهم كحالهم في الدنيا لانصهروا وذابوا لكن يعطيهم الله قوة غير التي في الدنيا ، إلا أهل الأعمال الصالحة فهم في ظل عرش الرحمن ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
"يعْرَقُ الناس يوم القيامة حتى يذْهب عَرقهُم في الأرض سبعين ذراعاً و يُلْجِمُهُم حتى يَبْلُغ آذانَهُم "
( مسلم )

و عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار مِيل "
قال : " فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه و منهم من يكون إلى ركبتيه و منهم من يكون إلى حقويه و منهم من يُلجمه العرق إلجاماً "
( رواه مسلم )

حقويه : أي الخصر
إلجاما : أي يصل إلى أفواههم
من الذين يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؟؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إنَّ اللهَ يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي اليوم أُظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظل إلا ظلي "
( رواه مسلم )

بجلالي : أي بعظمتي و طاعتي لا للدنيا
ظلي : أي في ظل العرش يوم القيامة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" سبْعةٌ يُظلُّهم اللهُ تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظِلُّه : إمَامٌ عَدْلٌ، و شابُّ في عبادة الله، و رجلٌ قلبُه معلق في المساجد، و رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه و تفرقا عليه، و رجلٌ دعتْهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ و جمالٍ فقال : إني أخاف الله، و رجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
( مسلم )

و عن أبي اليسر كعب بن عمرو رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" منْ أنظَر مُعْسِراً أو وضع عنهُ أظلَّهُ اللهُ في ظله "
( رواه مسلم )

و عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
" كلُّ امريءٍ في ظلِّ صدقتِه حتى يُفصل بين الناس " أو قال : " يُحكَمَ بين الناس "
( صححه الألباني )

انتظرونا في الحلقة القادمة لنعرف من أول من يحشر ؟ ومن أول من يكسى من الخلق؟ وكيف يحشر وأحوالهم في الحشر ؟

سلسلة الدار الآخرة .........


 


رد مع اقتباس
قديم 04-06-21, 06:49 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة ......... ( 11 ) ............. ))

( .... الحشر .... )

في الحلقة السابقة تكلمنا عن الحشر وأرض المحشر وكيف يكون الناس فيها ، واليوم نكمل حديثنا لنعرف من هو أول من يحشر ؟ومن اول من يكسى ؟ وكيف يحشر الناس ؟
من أول من يحشر من الخلق ؟؟

نبينا صلى الله عليه وسلم هو أول من يحشر؛ حيث تنشق عنه الأرض قبل كل مخلوق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة, وأول من ينشق عنه القبر))


فهو أول الناس يحشر، وأول الخلق تنشق عنه الأرض، لا غيره من البشر.
من أول من يكسى من الخلق ؟؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام هو أول من يكسى يوم القيامة، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:
( وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ) البخاري

وهذا يدل على أن الخلائق يخرجون من القبور دون كسوة كلهم، ثم يكسى بعد ذلك من أراد الله كسوته من أصفيائه

وفي هذا اليوم الشديد تسود وجوه , وتبيض وجوه , وجوه ٌ تعلوها غبرة الحزن والحسرة , ويغشاها سواد الذل والانقباض , فقد عرفت ماقدمت واستيقنت ماينتظرها من جزاء , ووجوه مستنيرة مستبشرة مطمئنة ,
قد عرفت مصيرها , وتبين لها مكانها , فتهللت بعد الهول والفزع المذهل

يقول تبارك وتعالى :
{ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقو العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون } .سورة آل عمران 106-107
كيف يبعث الناس ؟؟

يبعث الناس على ما ماتوا عليه من خير أو شر , وكل نفس تشغل بأمرها ولا تلتفت إلى سواها حيث تقطع أواصر القربى والدم , فالكرب يلف الجميع , والهول يغشي الجميع في هذا اليوم الرهيب
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يبعث كل عبد على ما مات عليه )
( رواه مسلم )

فالجميع يسيرون إلى الموقف أمما أمما ، يتقدم كل أمة رسولها ، أفواج لا قبل للعقل بتصورها ولا يعلم عددها إلا خالقها ،يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد

الله أكبر ، ما أعظم ذلك الجمع !! وما أشد زحامه ، وما أفظع كربه !! فهل من عدة يعدها كل مسلم للنجاة من كربه ؟!

( كيف يحشر المتكبرين ؟ وكيف يحشر أهل الربا ؟
( وكيف يحشر أهل الوضوء والشهداء ؟

( بعض صور الحشر )
يأتي الخلق يوم الحشر بهيئات وحالات مختلفة؛ إما حسنة، وإما قبيحة، بحسب ما قدموا من خير، وشر، وإيمان، وكفر، وطاعة, ومعصية فتزود لهذا اليوم بالعمل الصالح.

( حشر المتكبرين )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال, يغشاهم الذل من كل مكان)
( الألباني )

والذر : هو صغار النمل ،وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تعاظم وغرور بأنفسهم، لأنهم كانوا في الدنيا يتصورون أنفسهم أعظم وأجل المخلوقات؛ فجعلهم الله في دار الجزاء أحقر المخلوقات وأصغرها.

حشر السائلين:
السائلين الذين يسألون الناس وعندهم ما يغنيهم، يأتون يوم القيامة وليس في وجوههم مزعة لحم (قطعة لحم )، يعرفهم الناس كلهم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((ما يزال الرجل يسأل الناس؛ حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم))
( متفق عليه )

( حشر أهل الربا )
فأهل الربا يتخبطون حال بعثهم، كما قال الله تعالى:
{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} البقرة: 275

لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياما منكرا
قال ابن عباس رضي الله عنهما : "آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق"

( حشر النائحة )

إذا لم تتب قبل موتها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل(لباس) من قطران
حشر أهل الوضوء، أهل الغرة والتحجيل:
قال صلى الله عليه وسلم :
(إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء)
( البخاري )

وقال صلى الله عليه وسلم:
((أمتي يوم القيامة غر من السجود, محجلون من الوضوء))
( الألباني )

غرا : الغرة هي بياض في الجبهة ، والمراد به النور يكون في وجوههم
والتحجيل :هو بياض في اليدين والرجلين بسبب آثار الوضوء

حشر الشهداء:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كل كلم (جرح ) يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دماً. اللون لون الدم والعرف عرف المسك))
( البخاري )

فيحشرون ودمائهم تسيل لون الدم وريح المسك ، وهذا إكرام لهم وبيان لعلو مقامهم عند الله تعالى، لأن الجزاء من جنس العمل.
( حشر المحرم )

كما قال عليه الصلاة و السلام في الرجل الذي مات وهو محرم
" اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ، ولا تخمروا (تغطوا ) وجهه ولا رأسه ،فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا "
( الألباني )

فهو يبعث وهو يلبي "لبيك اللهم لبيك"
فتفكروا في هذا اليوم وفي الخلائق و ذلهم و انكسارهم في ذلك اليوم الطويل خوفا و انتظارا لما يُقضى عليهم من سعادة أو شقاوة...فكيف بكم في ذلك اليوم و قد لفظكم القبر بعد طول بلاء فنظرتم في أعمالكم التي قدمتم ..

يتبع بإذن الله ...


 


رد مع اقتباس
قديم 04-12-21, 07:18 AM   #15
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة .........


(الحوض )

إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر ، فيقومون في أرض المحشر قياماً طويلا ، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم ، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً

قال الله تعالى :
( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ )سورة المعارج(4)
خمسين ألف سنة والناس في كرب عظيم وشدة وحر وضيق ، تدنو الشمس من الرؤوس، ويتمكن العطش من الناس، ويشتد الكرب بهم حتى يطلبوا بدء الحساب

و تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين ،إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل أكرمهم بحياض يشربون منها

فإذا طال المُقام رَفَعَ الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود ، فمن مات على سنته غير مغير ولا مبدل ، ورد عليه الحوض وسقي منه ، فيكون أول الأمان له أن يكون مسقيا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. ، ثم بعدها يرفع لكل نبي حوضه ، فيسقي منه صالح أمته

الحوض والكوثر

الكوثر هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة
والحوض هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر

فالكوثر والحوض ماؤهما واحد، إلا أن أحدهما في الجنة، والآخر في أرض المحشر، لذلك يطلق على كل منهما اسم الكوثر


وصف الحوض

حوض النبي صلى الله عليه و سلم ماؤه أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل ، وريحه أطيب من المسك، وطوله وعرضه سواء ، وسعته كما بين أيله (بلد بالشام) وصنعاء ، و عدد آنيته كعدد نجوم السماء، من شرب منه فلا يظمأ أبدا

قال – صلى الله عليه وسلم – في وصف الحوض:
" أشدُّ بياضا من اللبن و أحلى من العسل يَغُثُّ (يصب) فيه ميزابان يُمدانه من الجنة أحدهما من ذهب و الآخر من ورق ( فضة) "
رواه مسلم

و ‏قَالَ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ ( آنيته ) كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبدا " ‏ ‏
متفق عليه ‏ ‏

وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"‏ ‏تُرَى فِيهِ ‏أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السماء "
مسلم


و ليردَنَّ على رسول الله صلى الله عليه و سلم الحوض رجال من أمته يعرفهم بعلامة الوضوء غُرًّا محجَّلين ثم يطردون عن الحوض لأنهم نكصوا على أعقابهم و غيروا بعده صلى الله عليه و سلم و ما أكثرهم في هذا الزمان، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

فمن هم المطرودون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" تَرِد عليَّ أمتي الحوضَ و أنا أذُود ( أطرد وأدفع ) الناسَ عنه كما يذود الرجل إبِل الرجلِ عن إبله"
قالوا : يا نبي الله أتعرفنا ؟
قال : " نعم، لكم سِيْمَا ( علامة) ليست لأحد غيركم. تردون علي غُرًّا محجَّلين من آثار الوضوء و ليُصَدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول : يا ربِّ هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول : و هل تدري ما أحدثوا بعدك "
رواه مسلم

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ُ:
" أَنَا فَرَطُكُمْ ( أي : سابقكم ) عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "
فَأَقُول : " إِنَّهُمْ مِنِّي"
فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ
فَأَقُولُ : "سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "
متفق عليه


فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه

فعلينا أن نجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله علينا بالشرب من هذا الحوض المبارك

وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب ، ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب...
فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.


الشيخ / صالح المنجد
مقالات الإسلام ويب


 


رد مع اقتباس
قديم 04-17-21, 09:24 AM   #16
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة

الشفاعة (1 )

الشفاعة من النعم العظيمة التى أنعم الله بها على العباد ، فكم رحم بها من الناس ، فأدخلوا الجنة وعصموا من النار ،أو رفعت درجاتهم بها إلى أعلى الجنان ، أو خفف عنهم العذاب في النار


ماهي أنواع الشفاعة؟
للشفاعة أنواع متعددة وأهمها الشفاعة العظمي

فماهي الشفاعة العظمي؟
هي الشفاعة الخاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء والرسل ، وهي خاصة بأن يأتي الله سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين الخلائق ، فيرفع الكرب عن الخلق ويحاسبهم


الشفاعة العظمى

عندما يشتد البلاء بالناس في الموقف العظيم ويطول عليهم زمن وقوفهم مع ما يعانونه من الحر والأهوال والكربات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا الموقف :
" كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ، ثم لا ينظر الله إليكم " السلسلة الصحيحة

حينها يبدأ العباد في البحث عن أصحاب المنازل العالية ليشفعوا لهم عند ربهم كي ينفس عنهم ما هم فيه من البلاء وليأتي سبحانه لفصل القضاء بين العباد

فيأتون آدم عليه السلام فيعتذر ، فيأتون نوحاً عليه السلام فيعتذر ، فيأتون إبراهيم عليه السلام فيعتذر ، فيأتون موسى عليه السلام فيعتذر ، فيأتون عيسى عليه السلام فيعتذر

فيأتون نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها ، أنا لها . فيشفع في أهل الموقف لفصل القضاء وذلك هو المقام المحمود الذي وعده الله إياه في قوله :
( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 .
لأنه من حينها يكثر حمد الناس له

فعن أَنَسِ بْنِ مَالِك ٍرضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ :اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ،

فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ
فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُول :ُ لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ
فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ لَسْتُ لَهَا: وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ
فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَيَأْتُونِي فَأَقُولُ : " أَنَا لَهَا " فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُول :"ُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ "
البخاري

فيسأل الله أن يخلص الناس من هذا الكرب العظيم ويبدأ الحساب ، وبعد أن يقبل الله تعالى شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعجيل الحساب.
يبدأ العرض على الله ويبدأ الحساب ...

....انتظرونا لنعرف ماهي أنواع الشفاعة الأخرى ،و هل هناك أعمال تشفع لصاحبها؟
وكيف نفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

الشيخ/ صالح المنجد


سلسلة الدار الآخرة


 


رد مع اقتباس
قديم 04-23-21, 09:29 AM   #17
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة

الشفاعة (2 )

أحبتي تكلمنا في الحلقة السابقة عن أول نوع من أنواع الشفاعة وهي الشفاعة العظمي ، شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لكل الخلق ليبدأ الله الحساب ، وهي المقام المحمود الذي وعده الله

ونكمل اليوم معا بقية أنواع الشفاعة...

أنواع الشفاعة

شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته
قال صلى الله عليه وسلم :
"لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً" .

و منها :

الشفاعة في أهل الكبائر من الموحدين الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي"
صحيح الترمذي

شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأقوام تساوت حسناتهم مع سيئاتهم ، فيشفع لهم ليدخلوا الجنة وفي آخرين أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها

شفاعته صلى الله عليه وسلم لرفع درجات من يدخل الجنة
قال صلى الله عليه وسلم : وهو يدعو لأبي سلمة رضي الله عنه
" اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين"
مسلم

الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عمن يستحقه ، كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذاب النار ، وهي خاصة بعمه أبي طالب
قال صلى الله عليه وسلم :
" لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه "
البخاري ومسلم

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للإذن للمؤمنين بدخول الجنة
وهي شفاعته في استفتاح باب الجنة ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
" أَنا أَوَّل الناس يشفع في الجنة، وأَنا أكثر الأنبياء تبعاً "
مسلم

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" آتي باب الجنة يومَ القيامةِ فأستفتح، فيقول الخازن، مَنْ أَنْتَ؟
فأقول : محمد، فيقول بك أمرت لا أفتح لأَحَدٍ قبلك "
مسلم

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة المنورة
وهي شفاعته لمن سكن في المدينة المنورة ومات بها
قال صلى الله عليه وسلم :
" لا يثبت على لأواء المدينة و شدتها أحد من أمتي ، إلا كنت له شفيعاً، أو شهيداً، يوم القيامة"
مسلم

هل هناك شفاعات أخرى ؟

الشفاعة لأصحاب الذنوب والمعاصي ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده ،بل يشاركه فيها الأنبياء والشهداء والعلماء والصالحين والملائكة ، وقد يشفع للمرء عمله الصالح لكن للنبي صلى الله عليه وسلم من أمر الشفاعة النصيب الأوفر .

وهذه مجموعة منها :

شفاعة القرآن والصيام :
قال صلى الله عليه وسلم:
" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه "
مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم :
" الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة "
الألباني

شفاعة الشهيد في سبيل الله تعالى:
فإنه يشفع في سبعين من أهله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته"
الألباني

شفاعة بعض الصالحين :
قال صلى الله عليه وسلم:
"ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر"
صححه الألباني

شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال َ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ . . . فذكر الحديث ، حتى ذكر مرور المؤمنين على الصرط وشفاعتهم في إخوانهم الذين دخلوا النار : " يَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ.... "

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"ما من مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا ، إلا شفعوا فيه"
مسلم

شفاعة أرحم الراحمين
ففي صحيح مسلم أن الله عز وجل يقول: " شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما "


وأخيرا ...كيف نفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ؟

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله أي الناس أسعد بشفاعتك يوم القيامة قال:
" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله "
البخاري

الترديد خلف المؤذن وسؤال الله الوسيلة للرسول صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة "
متفق عليه

....أسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى

أن يشفع فينا نبيه صل الله عليه وسلم

صالح المنجد

سلسلة الدار الآخرة


 


رد مع اقتباس
قديم 04-24-21, 09:48 AM   #18
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة الدار الآخرة

الحساب (1 )

ويبدأ العرض على الجبار..

و يؤتى بجهنم أمام أعين الناس فتوضع أمامهم..

ففي هذا الموقف المهول كثير الشدائد ، ما يشعر الناس إلا ومطلع مهيب يأتي إليهم ، ألا إنه نار جنهم ، تجر يجرها الملائكة إلى أرض المحشر ، ليرى المجرمون ما كانوا يوعدون وبه يكذبون

قال الله تعالى :{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى }

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يُؤْتَى بجهَنَّم يوْمئذٍ لها سبعون ألفَ زِمام (حبال)، مع كلِّ زمام سبعون ألف ملك يجُرُّونها "
رواه مسلم

لا إله إلا الله ! أربع بلايين وتسع ومائة مليون ملك ...ومايعلم جنود ربك إلا هو

وعندئذٍ ماذا يحدث للناس ؟

"وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا."

سبحان الله ! جهنم ترى وتزفر ..

قال السُدي: "تراهم من مسيرة مائة عام، وأول ما ترى الكفار، تفور وتزفر وتكاد تميز من الغيظ"
أي: تكاد ينفصل بعضها عن بعض من غيظها على من كفر بالله وجاهره بالمعاصي والآثام.


ثم يحدث أمام الناس مشهد هو أعجب من سابقه، فعندما تخرج إليهم ويرونها يخرج منها عنق له عينان وأذنان ولسان يتكلم ويقول إنه موكل بثلاثة أصناف من الناس

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ عُنُقٌ من النارِ يومَ القيامةِ ، له عينانِ يُبْصِرانِ ، وأُذُنانِ يَسْمَعانِ ، ولسانٌ يَنْطِقُ ، يقولُ : إني وُكِّلْتُ بثلاثةٍ : بكلِّ جَبَّارٍ عنيدٍ ، وبكلِّ مَن دعا مع اللهِ إلهًا ، وبالمُصَوِّرِينَ"
الألباني

فتلتقطهم كما يلقط الطيرُ الحب ، فلا هرب ولا نجاة لمن كان من أولئك ..

ثم تمر أمامهم فيراها كل من في الموقف ...

فإذا اقتربت من الناس زفرت زفرة شديدة، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم إلا سقط على ركبتيه

" وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون"َ

فأين أنت حينها !

وماذا ستفعل ؟

ثم تخيل الآن وقد بدأ العرض.

وتتنزل الملائكة لتحيط بالناس من كل اتجاه ثم يبدأ أمر جليل.. أمر عظيم ... إنه قدوم الله عز وجل ليقضي بين الخلائق...

{وأشرقت الأرض بنور ربها } الرمز 69

أضاءت الأرض يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء..

تخيل..

يقول الله تبارك وتعالى : ( وجاء ربك والملك صفا صفا )

و عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" أما إنكم ستُعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر "
رواه مسلم

فتخيل هيبة هذا الموقف !

العرض على الله جلّ وعلا... والوقوف بين يديه سبحانه للحساب..

هل تعلم كيف ينادي على اسمك ؟

ينادي فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار والحساب...فمن شدة خوفك لا تتحرك .....
والملائكة تعرفك من بين الملايين.... فيجرونك للعرض على الله عز وجل .

و قد رفع الخلائق إليك أبصارهم...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
البخاري

و أنت في أيديهم..
و قد طار قلبك..
و اشتد رعبك...
لعلمك أين يراد بك !!!!!!!!!.

ماذا أعددنا لهذا اليوم ؟

إن المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

...فكيف يكون الحساب في ذلك اليوم؟ ما هي القواعد التي يحاسب عليها العباد ؟

انتظرونا لنكمل معا بإذن الله...

سلسلة الدار الآخرة


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:06 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا