ً
يقال :
تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة حسناء وشاعرة فصيحة

وهي هند بنت المهلب رغماً عنها، وكانت تبغضه وتريد الخلاص منه

وذات مرة وبعد مرور وقت على زواجهما

جلست هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين :

وماهند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولدت فحلاً فلله درها
وإن ولدت بغلاً فجاء به البغل !

فسمعها الحجاج فغضب وذهب إلى خادمه

وقال له اذهب اليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط

لو زدت ثالثة قطعت لسانك وأعطها هذه العشرين ألف دينار

فذهب اليها الخادم فقال لها :

كنتِ .. فبنتِ !!

كنتِ يعني: كنتِ زوجته

فبنتِ يعني: أصبحت طليقته

ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت :

كنا فما فرحنا … فبنا فما حزنا !!

وقالت : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها !
ٖ

.
.

ً

يتعين على الانسان التفاؤل وتوقع الخير
لا يجب ان يعيش على اوهام يتصورها
عليه الا يربط ما يشاهد في الواقع بحياته
ولا يؤذي مشاعره بما يحدث في الواقع
لانه ان ربط الواقع وما فيه بمشاعره
تعب وتألم وانغمس في بحر القلق

لا بد ان يتعلم فن التفاؤل وتوقع الخير
لا بد ان يبقى بنفسية طيبة مطمئنة
ليعيش ويتنفس بحيوية ونشاط

التفكير السلبي يقود للاكتئاب
ويقود الى التشاؤم والمرض

ليس هناك شيء يستحق
ليحمل نفسه ما لا تحتمل
فهي حياة واحدة ولن تتكرر
فلا يذهبها في هموم واحزان

عليه ان يوازن حياته
فلا افراط ولا تفريط
ولا اهمال ولا مبالغة
ولا اندفاع ولا احجام

بل يزن الامور بميزان العقل
وميزان ما يقتضيه الوضع

ِ

ِ

ً

ً

الرجولة تتجلى في اجمل صورها

حينما تقف مع من تحبها في كل احوالها

وتتفهم ظروفها وتقلبات الجو الخارجة عن ارادتها

وتعلم ان الظن لوحده سم قاتل وسهم نافذ وحكم ظالم

ِ

.
.

"صديقٌ واحِدٌ بمقاسِ قلبي

‏أحبُّ إليَّ من كُلِّ البقيّه

‏يُشاركُني ويفهمُ ما شُعُوري

‏ويمنحُني مسراتٍ بهيّه

‏فلا الأبياتُ منصفةٌ صديقي

‏ولاشيءٌ سيحكي ما لديَّ

‏تحارُ بهِ القصائدُ والقوافي

‏فؤادٌ طيّبٌ، نفسٌ زكيّه " ♥
.

ً

قالت له : أغار
قال : سمي مين بغيتي أبعده؟
قالت له : إن الهوى إلي بصدرك ما أحبه
والماء إلي تشربه كله كرهته
والناس حولك حيل غثه
قال : بس هذا إللي تبين؟
يا الهوى عنك اكتفيت ،،
يا الماء عنك ارتويت
يا الخلايق عنكم ما دريت
بتنفسك و أشربك و أعيش لك
سمي مين بغيتي أبعده؟


- بدر بن عبدالمحسن


ِ