06-21-21, 04:10 PM | #1 | |||||||||
|
حسن الظن . (( أَنا عند ظَنِّ عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي ، وإِن ذكرني في مَلأٍ ذكرتُه في مَلأٍ خيرٍ منه ....)) [ متفق عليه عن أبي هريرة ] وكأن الله عز وجل يريد منا أن نحسن الظن به وفق المنهج الذي تحدثتم به ، لكن أريد متابعة الحديث : ((.... فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي ...)) [ متفق عليه عن أبي هريرة ] كيف يكون ذكر الله للإنسان عندما يحسن الظن بربه ؟ لكن الله إذا ذكرك منحك عطاء لا حدود له ، منحك الحكمة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، منحك الرضا ، منحك نعمة الأمن ، قال تعالى : ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [ سورة الأنعام: 81-82] (( إن بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوارها هم عمارها ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني ، وحُق على المزُور أن يكرم الزائر)) [ أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري] كيف يكرم الله عبده في المسجد ؟ يمنحه الحكمة ، بالحكمة يجعل عدوه صديقاً ، بالحكمة يتدبر حياته بالمال المحدود ، من دون حكمة يبدد المال الكثير ، بالحكمة يسعد بأي زوجة ، من دون حكمة يشقى بزوجة من الدرجة الأولى : ﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾ [ سورة البقرة: 269 ] أرى أن أعظم عطاء على الإطلاق الحكمة ، هذه تأتي من خلال اتصالك بالله : ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [ سورة البقرة: 152] الحكمة تأتي من خلال اتصالك بالله إن ذكرتموني في الصلاة أذكركم ، أمنحكم الحكمة ، أمنحكم نعمة الأمن ، نعمة السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، أمنحكم حسن التصرف ، أمنحكم الوفاق الزوجي ، أمنحكم الأولاد الأبرار ، عطاء الله لا يحد : (( استقيموا ولن تُحْصُوا )) [مالك عن بلاغ مالك ] الاستقامة معها حكمة ، معها سعادة ، معها استقرار ، معها تفاؤل ، معها قوة شخصية ، معها تصرف صحيح ، معها بيت منتظم هادئ ، معها زوجة صالحة ، معها أولاد أبرار ، معها رسالة ، فرق كبير كبير بين من يحمل رسالة في حياته وبين من يرتزق فقط ، جاء إلى الدنيا مليارات من البشر جاؤوا وعاشوا وماتوا ولم يدر بهم أحدالمؤمن لا يغادر الحياة حتى يترك بصمته أما المؤمن فجاء إلى الدنيا وترك بصمة ، بصمة كبيرة جداً ، بعد ألف وأربعمئة سنة نقول : سيدنا عمر ، سيدنا خالد ، سيدنا الصديق ، هذا ليس عملاً سهلاً ، تترك بصمة ، فلذلك إما أن تكون رقماً صعباً في خطة العدو ، أو أن يكون الإنسان رقماً تافهاً ، فإذا لم يعرف ربه فهو رقم تافه . بعض الناس وطنوا أنفسهم على إساءة الظن بالآخرين ، بمعنى لو رأى من أخيه خيراً فإنه يسيء الظن به ، من زاوية ثانية بعض الناس يفعلون أشياء تحمل على وجهين ، أي من طرف يحملون الناس على إساءة الظن بهم عندما لا يبينون ، البيان يطرد الشيطان ، ثم تجد أخاه يسيء الظن به فما هو الموقف لكل من الطرفين؟ لا يوجد أي مؤشر يدعو لإساءة الظن ، و إساءة الظن دون مؤشر خطأ كبيرإساءة الظن بالآخرين بلا دليل خطأ كبير إنسان مع زوجته لا يوجد مؤشر إطلاقاً يدعو أن يشك بها ، عندما دخل إلى البيت تتكلم على الهاتف تغلق السماعة رأساً ، صار هناك مؤشر ، فسوء الظن بلا مؤشر ظلم ، سوء الظن ظلم كبير ، أما حسن الظن مع مؤشر فسذاجة ، لذلك ورد : احترس من الناس بسوء الظن ، وسوء الظن عصمة ، أما حينما لا يكون هناك مبرر ولا مؤشر ولا سبب فسوء الظن ظلم كبير ، وهناك أناس حتى مع زوجاتهم إساءتهم للظن غير معقولة ، هذا بحق الزوجة وقع بخطأ كبير ، إذا كان هناك مؤشر لا يوجد مانع ، إذا كان هناك مؤشر وأنت لم تسئ الظن فأنت ساذج ، لذلك سيدنا عمر يقول والله كلمة دقيقة جداً : " لست بالخب ولا الخب يخدعني " أي لست من الخبث بأن أكون خباً ولست من السذاجة أن أخدع ، هذا الموقف الدقيق جداً أنا لست من السذاجة بحيث أخدع ولا من الخبث بحيث أخدع ، لا هذه ولا تلك . وإذا قام الإنسان بعمل يحتمل وجهين ولم يبين للناس ؟ هناك نقطة دقيقة ؛ إنسان سافر ووكل أخا زوجته أن يتردد على البيت ، ولم يبلغ الجيران ، يعرفون أن الجار مسافر ، وشاهدوا رجلاً أجنبياً دخل إلى البيت ، لا ، احترس من سوء الظن بالتبيين . النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( عَلَى رِسْلِكُمَا ، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ... )) [ سنن أبي داود عن صفية ] البيان يطرد الشيطان بيّن يا أخي ، البيان يطرد الشيطان ، إذا كان ممكن أن تغيب شهراً ووصيت أخا زوجتك ، ابن حماك ، أن يتردد على البيت لتأمين حاجاته ، يجب أن تبلغ الجيران أنا مسافر وكلفت أخا زوجتي أن يتردد على أخته ، أما الجار فيعرف أن الزوج مسافر وهذا أجنبي لا يعرفه دخل ، لذلك احترس من الناس بسوء الظن ، وأحياناً سوء الظن عصمة . | |||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||