منتديات مسك الغلا

 


Like Tree15Likes
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-21, 06:57 AM   #25
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....


السيدة أم سلمة رضي الله عنها ( 3 )


بعد طول افتراق اجتمع زوجين وثق الحب بين قلبيهما ووحد الإسلام كيانهما وما كانت الهجرتان إلا بوتقة صهرت هذا الكيان ، وقرت عين السيدة أم سلمة رضي الله عنها بزوجها وسعد أبو سلمة رضي الله عنه بزوجته وأبنائه ، وفي يوم وبينه ما هما جالسان يتحدثان إذ قالت السيدة ام سلمة رضي الله عنها لزوجها : بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها وهو من أهل الجنة وهي من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده إلا جمع الله بينهما في الجنة وكذلك إذا ماتت المرأة وبقي الرجل بعدها فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي ولا أتزوج بعدك !
فقال أبو سلمة رضي الله عنه: أتطيعنني ؟؟
فقالت أم سلمة رضي الله عنها : نعم فما أستأمرتك إلا وأنا أريد أن أطيعك!
فقال أبو سلمة رضي الله عنهفي تضحية وإيثار : إذا مت فتزوجي !
ثم قال أبو سلمة رضي الله عنه متوجهًا إلى الله عز وجل بالدعاء : اللهم أرزق أم سلمة بعدي رجلًا خيرًا مني لا يحزنها ولا يؤذيها .



عكفت السبدة أم سلمة رضي الله عنها على تربية صغارها وكان لها ثلاثة أبناء هم : سلمة وعمر وزينب ، وتفرغ زوجها للجهاد في سبيل الله فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر وعاد منها مع المسلمين وقد نصرهم الله عز وجل نصرًا عزيزًا مؤزرًا .

وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذي العشيرة استخلف على المدينة ابا سلمة رضي الله عنه ، ثم انطلق أبو سلمه رضي الله عنه ليخوض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة أحد و أبلى فيها بلاء حسنًا إلا أن أحد المشركين رماه في عضده بسهم فمكث شهرًا يداوي جرحه الشديد .



وبينما كانت الزوجة الوفية بجوار زوجها تمرضه إذ قال لها :
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم يصاب بمصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا أبدله الله خيرًا منها "
فحفظت منه ذلك أم سلمه رضي الله عنها ، ثم قال أبو سلمه رضي الله عنه : اللهم اخلفني بأهلي بخير مني .


وفي المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من الهجرة النبوية الشريفة بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن طليحة الأسدى وأخاه سلمه ابن خويلد قد جمعا حلفاء من بني أسد لمهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم في دار هجرته .

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة رضي الله عنهوقد تماثل جرحه للشفاء وقال له : "اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها " وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء وقال له : "سر حتى تأتي أرض بني أسد فأغر عليهم " .. ثم أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا .



وخرج مع أبي سلمة رضي الله عنه في تلك السرية مائة وخمسون رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهى إلى القوم فلما سمع به أعداء الله ممن اجتمعوا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا وتركوا نعمًا كثيرًا لهم من الإبل والغنم فأخذ ذلك كله أبو سلمة رضي الله عنهوأسر منهم ثلاثة وأقبل راجعًا إلى المدينة سالمًا غانمًا بعد أن غاب عنها تسعًا وعشرين ليلة فأعطى الغنائم كلها لرسول الله صلي الله عليه وسلم فقسمها .


وما أن عاد أبو سلمة رضي الله عنه إلى المدينة حتى انتفض جرحه القديم فمات في الثامن من جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتاه يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه ، فدخل عليه وقد شقَّ بصرُه . فأغمضَه . ثم قال : " إنَّ الروحَ إذا قُبِض تبِعه البصرُ " فضجَّ ناسٌ من أهلِه . فقال: " لاتَدْعوا على أنفسِكم إلا بخيرٍ . فإنَّ الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون " ثم قال : " اللهمَّ اغفِرْ لأبي سلمةَ وارفَعْ درجتَه في المَهديِّينَ واخلُفْه في عَقِبِه في الغابرين . واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالَمينَ . وافسَحْ له في قبرِه . ونَوِّرْ له فيه "
مسلم


ولنا لقاء متجدد بإذن الله


 


قديم 09-12-21, 06:59 AM   #26
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة أم سلمة رضي الله عنها (4 )

لما توفي أبو سلمة رضي الله عنه جاءت أم سلمة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله إن أبا سلمة قد مات
قال : "قولي :اللهم اغفر لى وله وأعقبني (عوضتي ) منه عقبى حسنة ."
قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لى منه محمدا صلى الله عليه وسلم
مسلم

وفي الصحيح أنها رضي الله عنها تذكرت ما حدثها به زوجها الراحل من أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله :" إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها" إلا أخلف الله له خيرا منها"
فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي
ثم سكتت ولم تكمل الدعاء و قالت في نفسها : أني أعاض خيرا من أبي سلمة ؟ أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
وذلك لحبها الشديد له ، ثم ألهمها الله أن تكمل الدعاء فقالت : "واخلف لي خيرا منها"
فأخلف الله عليها بمن هو خير منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكانت تقول : وأنا أرجو أن يكون الله قد أجرني في مصيبتي



وشعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصاب أم سلمه رضي الله عنها العظيم وحقها عليهم فما كادت تنتهي عدتها بعد وفاة أبي سلمه رضي الله عنه، حتى أرسل إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه يخطبها لنفسه فأبت أن تستجيب لطلبه ثم أرسل إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطبها فردته كما ردت الصديق
إلا أن الله عز وجل عزى حزنها وجبر مصيبتها وأبدلها خيرًا منها فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها لنفسه .

أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعه رضي الله عنه إلى أم سلمه رضي الله عنها ليخطبها إليه فقالت : مرحبًا برسول الله صلي الله عليه وسلم وبرسوله ، أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : أني كبيرة السن و أنا امرأة شديدة الغيرة وأخاف أن يرى مني رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئًا يكرهه فيعذبني الله به وأنا امرأة ذات عيال يشغلونني عنه وأنا امرأة ليس لي ها هنا أحد من أوليائي شاهد فيزوجني
فقال صلي الله عليه وسلم :" أنا أكبر منك ،وأما الغيرة فأدعوا الله فيذهبها عنك ،وأما العيال فإلى الله ورسوله واما الأولياء فليس أحد منهم إلا سيرضى بي"



عندئذ تهللت أم سلمة رضي الله عنها ولم تستطيع إلا أن توافق وقد جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعز الدنيا والآخرة فقالت لإبنها سلمه : قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة...


وكانت أم سلمة رضي الله عنها قد ولدت طفلة اسمها زينب من زوجها أبي سلمة رضي الله عنه ، فعندما تزوجها صلى الله عليه وسلم جعل يأتيها، فإذا جاء أخذت زينب فوضعتها في حجرها لترضعها، وكان صلى الله عليه وسلم حيياً كريماً يستحي فيسلم و يرجع، ففعل ذلك مرارا



وفطن عمار بن ياسر رضي الله عنه لما تصنع أم سلمة رضي الله عنها ، وكان أخاها من الرضاعة ، فأطلق قدميه نحو بيت أخته أم سلمة رضي الله عنها ، فأخذ ابنة أخته ليسترضعها في بيته أو عند أحد النساء

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -فقال: ( أين زناب ؟ )
فقالت ام سلمة رضي الله عنها : جاء عمار فذهب بها
فقال صلى الله عليه وسلم - : إني آتيكم الليلة..

وكانت لفتة حانية، وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها ، فقد أصبحت بعد وفاة زوجها رضي الله عنه من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام ثلاثة ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها .


لقد أوى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها إليه إشقاقًا عليها ورحمة بأيتامها وإكرامًا لزوجها الشهيد وأخيه من الرضاعة ،فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وقام على تربية أيتامها ووسعهم قلبه الكبير حتى أصبحوا لا يشعرون بفقد الأب إذا عوضهم الله عز وجل أبا أرحم من أبيهم ، وبذلك يكون الله عز وجل قد استجاب لدعاء أم سلمه رضي الله عنها فأخلفها خيرًا من أبي سلمه رضي الله عنه .. إنه الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم وكفى به سيدًا ورحيمًا .

ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمه رضي الله عنها قال لها:" يأم سلمه إني قد أهديت إلى النجاشي حلة وأوقى من مسك وإني لا أراه إلا قد مات وما أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد إلي فإن ردت علي فهي لك "
فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات النجاشي وردت إليه الهدية فأعطى كل زوجة من أزواجه رضي الله عنهن أوقية من مسك وأعطى أم سلمة رضي الله عنها بقية المسك والحلة .


ولنا لقاء متجدد بإذن الله


 


قديم 09-13-21, 06:52 AM   #27
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور....

السيدة أم سلمة رضي الله عنها ( 5 )

عاشت السبدة أم سلمة رضي الله عنها في بيت النبوة ،تنهل وتتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم ، وذات يوم وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها نزل عليه قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا ) الأحزاب 33
فدعا النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فاطمَةَ وحَسنًا وحُسَيْنًا رضي الله عنهم فجلَّلَهُم (غطاهم ) بِكِساءٍ وعلي رضي الله عنهٌّ خَلفَ ظَهْرِهِ فجلَّلَهُ بِكِساءٍ ثمَّ قالَ: "اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهْلُ بيتي فأذهِب عنهمُ الرِّجسَ وطَهِّرهم تطهيرًا"
قالَت أمُّ سلمةَ: وأَنا معَهُم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ:" أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ إلي خَيرٍ"
الألباني



وكانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية ، بعد كتابة الصلح ، فقد أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرة في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة واصطحب معه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، وخرج معه عدد من الصحابة رضوان الله علبهم بلغ عددهم قريب من ألف وأربعمائة ، ولما بلغ الخبر قريش خرجت لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأقمست ألا يدخل بلدهم مسلم

وبدأت المفاوضات بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش ،والمسلمون ينتظرون أن تفتح لهم أبواب مكة فيطوفوا ويسعوا ،ووضع صلح الحديبية ووافق علي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يبق إلا أن يسجل في وثيقة يمضيها الفريقان ، إلا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليهم أمر وحزن عظيم حين بلغهم شروط الصلح ظنا منهم أنه بخس المسلمون حقهم

وكان الصلح فيه : وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض ،على أنه من آتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش بغير أذن وليه رده عليهم ، ومن جاء قريش من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه ،وأن يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عامهم هذا فلا يدخلوا مكة على أن يعودوا إليها للعمرة في العام المقبل

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من نسكهم ، وحثّهم على النحر ثم الحلق ، فشقّ ذلك على الصحابة الكرام ، ولم يفعلوا ، حتى قالها النبى صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات
فلم يقم من المسلمين أحد



فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة رضي الله عنها مغضباً ، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره ، وكانت رضي الله عنها عاقلة حسنة الرأي والفهم ، ففطنت إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أتحب أن يمتثلوا لأمرك ؟ اخرج فلا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام وخرج ، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأى الناس ذلك قاموا مسرعيت فنحروا هديهم وجعل بعضهم يحلق بعضاً
الإمام أحمد

وثاب المسلمون إلى عقولهم ببركة رأي السيدة أم سلمة رضي الله عنها ،قال الإمام ابن حجر : " وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها "



وكانت السيدة أم سلمة رضي الله عنها ذات شخصية قوية متميزة ورأى صائب جريء ودور قيادي وسط أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وكان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب الله عز وجل عنها الغيرة أثرة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فكن يتحاكمن إليها لعلمهن ببراءتها من الغيرة .

وعندما علم الفاروق عمر رضي الله عنه، ان نساء النبي يراجعنه في القول دخل على اينته حفصة رضي الله عنها أولا ،ثم دخل على السيدة أم سلمه رضي الله عنها فقال لها : يا أم سلمه تكلمين رسول الله وتراجعنه في شيء ؟!
فقالت السيدة أم سلمه رضي الله عنها : عجبًا لك يا ابن الخطاب !! دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين الرسول وأزواجه ؟!...أي والله إنا لنكلمه فإن حمل ذلك كان أولى به وإن نهانا كان أطوع عندنا منك .
فخرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عندها نادمًا على كلامه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم


صحبت السيدة أم سلمه رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر وشهدت غزوة الطائف وخرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ، وجاء أخوها عبد الله بن أبي أمية يتلمس الدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه أمامه وذلك قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا ، فكلمت أم سلمه رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه واستشفعت له فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدخول عليه فأسلم .

وفي يوم من الأيام كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌ فقال: ألا تُنْجِزْ لي ما وعدتني ؟ فقال له: " أبشرْ "
فقال: قد أكثرتَ عليَّ من أبشرْ ، فأقبلَ على أبي موسى وبلالٍ كهيئةِ الغضبانِ ، فقال:
" رَدّ البُشْرى ، فاقْبَلا أنتما " قالا : قَبِلْنا ، ثم دعا بقَدَحٍ فيه ماءٌ ، فغسل يدَيْه ووجهَه فيه ومجَّ فيه ، ثم قال: "اشْرَبا منه ، وأفْرِغا على وجوهِكما ونُحورِكما وأبْشِرا "
فأخذا القَدَحَ ففعلا ، فنادت أُمُّ سلمةَ رضي الله عنها من وراءِ ستارٍ: أن أفْضِلا لأُمِّكُما ، فأفْضَلا لها منه طائفةً.
البخاري


ولنا لقاء متجدد بإذن الله




 


قديم 09-13-21, 06:54 AM   #28
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور....


السيدة أم سلمة رضي الله عنها ( 6 )


كانت السيدة أم سلمه رضي الله عنها من أشرف النساء نسبًا ولدت في بيت يضرب به المثل في الكرم وعندما أكرمها الله عز وجل بالانتساب إلى بيت النبوة وجدت أن النبي صلى الله عليه وسلم ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر ، ولقد سألت أم سلمه رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي أجر في بني سلمه أنفق عليهم ولست بتاركتهم هكذا فإنما هم بني ؟
فقال لها رسول الله : "نعم لك أجر فيما أنفقت "

وقد جلست إليها جاريتها ذات يوم فأتت نساء فقيرات يسألنها الصدقة ولم يكن لديها شيء فقالت لهن الجارية : اخرجن.. اخرجن ، فقالت أم سلمة رضي الله عنها : ما بهذا أمرنا يا جارية ردي كل واحدة ولو بتمرة تضعينها في يدها



و لما أنزل الله توبة أبو لبابة رضي الله عنه على رسوله صلى الله عليه وسلم ،من آخر الليل وهو في بيت أم سلمة رضي الله عنها ، فجعل يبتسم فسألته أم سلمة رضي الله عنها فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة ،فاستأذنته أن تبشره فأذن لها فخرجت فبشرته فثار الناس اليه يبشرونه وأرادوا أن يحلوه من رباطه فقال والله لا يحلني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صلاة الفجر حله من رباطه رضي الله عنه وأرضاه

وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اشترتني أم سلمة رضي الله عنها وأعتقتني واشترطت علي ان أخدم النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت، فقلت: أنا ما أحب أن أفارق النبي صلى الله عليه وسلم ما عشت.


وروى البخاري في صحيحة أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة رضي الله عنها، فاجتمع أزواجه صلى الله علبه وسلم إلى أم سلمة رضي الله عنها وقلن لها : قولى له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان ، فقالت أم سلمة رضي الله عنها فلما دخل على قلت له ذلك فأعرض عنى ، ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها ، ثم لما دار إليها قالت له فقال : " يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه والله ما نزل علي الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها"



ولقد شهدت السبدة أم سلمة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوادع سنة عشرة من الهجرة ، ولكنها مرضت وشكت وجعًا فلم تستطيع الخروج والطواف بالبيت الحرام فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا اقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك من وراء الناس وأنت راكبة" .
ففعلت أم سلمه رضي الله عنها ذلك وكان هذا بابًا للتوسعة رخص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير القادرين أن يحملوا في الطواف ومن باب أولى في السعي بين الصفا والمروة .


كما رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمه رضي الله عهنما في رمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس ليلة النحر ثم مضت فأفاضت إلى منى ، ثم لم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجة الوداع إلا قليلًا حتى توفاه الله عز وجل فأصيب المسلمون بمصيبة قالت عنها أم سلمه رضي الله عنها : "فيالها من مصيبة ما أصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم "



عاشت السبدة أم سلمه رضي الله عنها في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمًا للمؤمنين تتعلم وتنهل من معين النبوة وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تعد من فقهاء الصحابيات تروي احاديث النبي صلى الله عليه وسلم واخباره وعباداته وبلغ ماروته من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا

وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ، بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل ، ويحتكمون إليها عند الاختلاف ، ومن ذلك أن أبا هريرة وبن عباس رضي الله عنهما ، اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها ، فقال أبو هريرة رضي الله عنه : لها أن تتزوج ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : بل تعتدّ أبعد الأجلين ، فبعثوا إلى أم سلمة رضي الله عنها فقضت بصحّة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم.


ولما عزمت السيدة عائشة رضي الله عنها على الخروج إلى وقعة الجمل أرسلت إليها ناصحة تطلب منها لزوم بيتها، ومما قالته لها: لو قيل لي يا أم سلمة ادخلي الجنة لاستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتكة حجاباً ضربه علي، فاجعليه سترك وقاعة بيتك حصنك.


وفي عام تسع وخمسين للهجرة فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها ،وكانت قد بلغت الرابعة والثمانين من العمر ، ولقد آثر فيها استشهاد الحسين بن على رضي الله عنهما .،فلما بلغها الخبر وجمت لذلك وغشي عليها ،وحزنت عليه حزنا شديدا ، ولم تلبث بعده إلا يسيرا حتى انتقلت إلى جوار ربها ،وصلى عليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ،وكانت آخر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم موتا ، وشيع المسلمون جثمانها الطاهر إلى البقيع ليدفن مع بقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعا

ولنا لقاء متجدد بإذن الله




 


قديم 09-14-21, 06:27 AM   #29
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور...


السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ( 1 )

حديثنا اليوم عن زهرة جديدة من زهرات بيت النبوة ،حديثنا عمن كان زواجها بالرسول صلى الله عليه وسلم بأمر من الله من فوق سبع سموات ،عمن نزلت في يوم عرسها آية الحجاب ،عن أطول أمهات المؤمنين يدا ، وأسرعن لحوقا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عن السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها

هي السيدة زينب بنت جحش بن رئاب وتكنى "بأم الحكم " ،وكانت تسمى برة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بعد زواجه منها ، فعن زينب بنت أم سلمة قالت :" كان اسمي برة فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ،ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة فسماها زينب بعد زواجه منها" مسلم



وهي ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمها هي أميمة بنت عبد المطلب ،وأخوالها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه الملقب بأسد الله وسيد الشهداء في غزوة أحد ، والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وخالتها صفية بنت عبد المطلب الهاشمية ، أم حواري النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه

ولها إخوان هما عبد الله بن جحش الأسدي رضي الله عنه صاحب أول راية عقدت في الإسلام وأحد الشهداء ، والآخر أبو أحمد واسمه عبد بن جحش الأعمى ، وهو أحد السابقين الأولين ومن المهاجرين إلى المدينة ، و أختها حمنة بنت جحش رضي الله عنها من السابقات إلى الإسلام



ولدت السيدة زينب رضي الله عنها في مكة المكرمة في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة ،وقد نشأت في بيت شرف ونسب وحسب ، وأنعم الله عليها بالجمال والحسب الرفيع فكانت من علية نساء قريش ، وهي متمسكة بنسبها ، ومعتزة بشرف أسرتها ، وكثيرا ما كانت تفتخر بأصلها ، وقد قالت مرة :"أنا سيدة أبناء عبد شمس".

وما أن بعث النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسلم أخوها عبد الله رضي الله عنه ودعاها وإخوتها للإسلام فأسلموا ودخلوا جميعا في دين الله ،و تحملوا الأذى في سبيل الله حتى أذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لهم بالهجرة فهاجروا إلى المدينة و تركوا بيتهم في مكة خاليا فأخذه أبو سفيان فذكر عبد الله بن جحش رضي الله عنه ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له : "الا ترضى يا عبد الله ان يعطيك الله بها دارا في الجنة خيرا منها"



وحتى هذا الوقت كان التبني لايزال مشروعا في الإسلام ،وقد تبني النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وسماه زيد بن محمد وهذا كله قبل إبطال التبني ،وكان زيد من أعظم وأحب الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حبه، وقرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه من زينب رضي الله عنها

ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب رضي الله عنها ليخطبها لزيد رضي الله عنه فقالت: لستُ بناكحته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بَلْ فَانْكِحِيهِ".
قالت: يا رسول الله، أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدَّثان، أنزل الله تعالى قوله على رسوله : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا} [الأحزاب: 36]
فقالت رضي الله عنها: رضيتَه لي يا رسول الله منكحًا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نعم"
قالت: إذن لا أعصي رسول الله ، قد أنكحته نفسي.



وبهذه الواقعة أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحطِّم الفوارق الطبقيَّة الموروثة في الجماعة المسلمة، فيردَّ الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لأحد على أحد إلاَّ بالتقوى، وكان الموالي (وهم الرقيق المحرَّر) طبقة أدنى من طبقة السادة، ومن هؤلاء زيد بن حارثة رضي الله عنه ،فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُحقِّق المساواة الكاملة بتزويجه من شريفة من بني هاشم، قريبة النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها ؛ ليُسقط تلك الفوارق الطبقيَّة بنفسه في أسرته، وكانت هذه الفوارق من العمق والعنف بحيث لا يحطِّمها إلاَّ فعل واقعيّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم تتَّخذ منه الجماعة المسلمة أسوةً، وتسير البشريَّة كلها على هداه في هذا الطريق


ولنا لقاء متجدد بإذن الله


 


قديم 09-14-21, 06:28 AM   #30
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (05:14 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أمهات المؤمنين في سطور.....

السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها ( 2 )

قبلت السيدة زينب رضى الله عنها الزواج من زيد رضي الله عنه على مضض لانها كانت تراه دونها في الشرف والنسب فهو مولى وهي شريفة من شريفات بني هاشم ، وكانت الحياة بينهما غير مستقرة تخلو من المحبة والصفاء ،وكان زيد رضي الله عنه يشكوها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتكي له من عدم استطاعته البقاء معها

وجاء زيد رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يأذن له في طلاِّق زينب رضي الله عنها ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ردَّه، وقال له: "اتَّقِ اللهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ". فأنزل الله تعالى قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاس وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: 37]



فالله تعالى قد أخبر نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن زينب رضي الله عنها ستكون زوجةً من زوجاته، وأنه لابد لزيد رضي الله من مفارقتها وأن الله تعالى سيزوجه اياها ليبطل عادة التبني ،وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحى من أن يقال عليه صلى الله عليه وسلم تزوج زوجة ابنه وخاف المنافقين وأقوالهم؛ فعاتبه الله تعالى على خشيته من الناس في شئ قد أباحه الله له ؛ ليكون لزواجه من السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها حكمة تشريعية عظيمة، وهي إسقاط التبني، هذه العادة الجاهلية المستحكمة في نفوس الناس والتي تؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياع الحقوق.



وأول من يُطبِّق هذه الحكمة هو النبي صلى الله عليه وسلم على مَنْ تبنَّاه؛ إذ كان زيد رضي الله عنه منسوبًا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يُقال له: زيد بن محمد. ثم أُسقط التبني فنُسب لاسمه الحقيقي زيد بن حارثة رضي الله عنه

ولقد كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها إحدى دلائل نبوته ، وذلك لما تضمنه هذا الزواج من معاتبة الله له صلى الله عليه وسلم ، وهي معاني لو لم يكن عليه الصلاة والسلام نبياً لأخفاها عن الناس ، حفظا لسمعته وصونا لهيبته ، لكنه صلى الله عليه وسلم لم يكتمها ، بل بلغها ، وبلاغه لها صلى الله عليه وسلم دليل صريح على أنه رسول الله حقاً، والمبلغ عن الله صدقاً .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئا مما أُنزل عليه ، لكتم هذه الآية : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ } ) ( مسلم )



نزل أمر الله بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها لتصحيح المفاهيم الخاطئة وهدم العادات الجاهلية ، وقد ظهر في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب رضي الله عنها ، فضل كلا من زيد والسيدة زينب رضي الله عنهما

ففي قول الله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا } منقبة عظيمة لزيد رضي الله عنه ،فقد انفرد رضي الله عنه وحده دون الصحابة بذكر اسمه في القرآن الكريم، إذ لم يذكر اسم أحد في القرآن الكريم، إلا لنبي من الأنبياء ولزيد بن حارثة رضي الله عنه

فلما حرم زيد رضي الله عنه من أن يقول : أنا زيد بن محمد، لما نُزِع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، أكرمه الله وشرفه بخصوصية لم يخص بها أحدا من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وهي أنه ذكره باسمه في القرآن الكريم، وفي ذلك تأنيس له ، وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له .

أما السيدة زينب رضي الله عنها فكان زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم بأمر ربه، وهو الذي زوَّجه إياها، قال تعالى: { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً } (الأحزاب: من الآية37)، وفي هذا شرف عظيم ومنقبة جليلة للسيدة زينب رضي الله عنها ، ومن ثم كانت تفاخر بذلك ..
فعن أنس رضي الله عنه قال: ( كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول : زوَّجكن أهاليكن، وزوَّجني الله من فوق سبع سماوات ) البخاري


ولنا لقاء متجدد بإذن الله


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:31 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا