منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree1Likes
  • 1 Post By EVE
موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-21-21, 07:03 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

Strawberry Kiszy بس دقيقة....



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تروي صاحبة القصة:

في مدينة أوروبية كنت أقف منتظره دوري أمام شباك التذاكر..لأشتري بطاقة سفر بالحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم ، وكانت أمامي سيدة ستينية تحول بيني وبين شباك التذاكر وطال حديثها .. مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً !
فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال ، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة ، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة ، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع.
قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة . وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجددا.
اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني ، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني ، إلا أنها لم تفعل ، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى المحطه لركوب الحافله ،
وقالت لي بصيغة الأمر:
احملي هذه... وأشارت إلى حقيبتها.
كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لي ، فهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل ، كيف تتعامل معي هذه السيده بهذه الطريقه .
أنا بدوري وبدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة...
ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور... حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وكأنه يقول وهو يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن ...
لكن السيدة منعتني من الجلوس بجانب النافذه وجلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف واحد .
فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها نحوي دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها فالتفتُ إليها...
عندها تبسمتْ قائلة : كنت أختبر مدى صبركِ وتحملكِ !
صبري على ماذا ؟
على قلة ذوقي ، أعرفُ تماماً بماذا كنتَي تفكري ..
قلت لها : لا أظنك تعرفين بما كنت أفكر ، وليس مهماً أن تعرفي !
قالت : حسناً، سأقول لكِ لاحقاً، لكن بالي مشغولٌ الآن بكيف سأرد لك الدين..
قلت لها : الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك..
قالت : عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لكِ اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيركِ ؟
قلت : هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي ؟
قالت : إنها حكمة . أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة..
قلت لها : وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة ؟
قالت : لا.. فالكلام بعد أن تسمعيها لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.
أخرجتُ لها اليورو ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها.
لا زالت عيناها تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي، مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها، أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود
وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التاكسي أحرجني وأخذ مني
يورو واحد زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أن ذلك ممنوع...
أحببتُ أن أشكركِ بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتكِ ، حيث دفعت عني دون أن أطلب منكِ.
الموضوع ليس مادياً.
ستقولي لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لكي أنتي سارعتي بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعتُ المرأة مبتسمه : أتوقع بأنكِ ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ ؟ أين الحكمة ؟
قالت : "بس دقيقة".
قلت لها : سأنتظر دقيقة
قالت لي : لا، لا، لا تنتظري ..
" بَس دقيقة ".. هذه هي الحكمة !
قلت : لم افهم شيئاً !
قالت : لعلكِ تعتقدي أنكِ تعرضتَ لعملية إحتيال ؟
قلت : ربما !!
قالت : سأشرح لكِ الحكمه هي
" بس دقيقة "
لا تنسي هذه الكلمة أبداً ... في كل أمر تريدي أن تتخذي فيه قراراً، عندما التفكر في أي مسأله في الحياة ، وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك "بس دقيقه" دقيقة واحده إضافية ، ستون ثانية لاغير .
هل تعلمي كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستون ثانية ؟؟
في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إتخاذ قرارك قد تتغير أمور كثيرة ولكن بشرط واحد ..
قلت : وما هو الشرط ؟
قالت : أن تتجردي عن نوازع نفسك ، وتُودع في داخل دماغك وفي صميم قلبك جميع القيم الإنسانية والمُثل الأخلاقية دفعة واحدة وتعالجيها معالجة موضوعية دون تحيز ..
فمثلاً: إن كنتي قد قررت بأنك صاحبة حق وأن الآخر قد ظلمكِ،
فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نوازع نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً ، أو جزء من هذا الحق، وعندها قد تغير قراركِ تجاهه ..
إن كنتي نويتي أن تعاقبي شخصاً ما، فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنعي عن معاقبته وتسامحي نهائياً..
دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلكِ تعدلي عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتكِ لطالما اعتقدتي أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية .
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن أهواؤكِ وغروركِ ..
دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتكِ وحياة غيركِ ،
وإن كنتي من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة مجموعة كاملة من البشر !!!
هل تعلمي أن كل ما شرحته لكِ عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة ؟
قلت لها : صحيح ، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.
بسطت يدها وقالت : تفضلي، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر... والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو . تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة... لأنتبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة : هل تعلمي أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي.. فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب اليورو من أحد... !
:
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة... حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ هي الحافلة عند وصولنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.. وقبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد...
فأعطيتها جوالي لتتصل،
المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً إستلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو..
والثانية منها تقول فيها : كان عندي رصيد في هاتفي لكنني إحتلتُ عليكي لأعرف رقم هاتفكِ فأجزيكِ على حسن فعلتكِ.. إن شئتي إحتفظي برقمي، وإن زرتي مدينتي فاعلمي بأن لك فيها أمّاً ستستقبلكِ...
:
فرددتُ عليها برسالة قلت فيها : عندما نظرتُ إلى عينيكِ خطر ببالي أنها عيون ثعلبية، لكنني لم أجرؤ أن أقولها لكي.. أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة وإعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.
" بس دقيقة " حكمة أهديها لكم، فمن يقبلها مني في زمن نهدر فيه الكثير من الساعات دون فائدة ؟
الخلاصة :
بس دقيقة ستغير مجرى حياتك للأفضل، فأتبعها في كل يومك وفِي كامل شؤون حياتك .. جربتها كثيرًا وغيرت الكثير .. فجربها لتعرف قيمتها.

جعل الله أوقاتكم خير في كل ثانية وكل دقيقة ..



 


قديم 09-22-21, 11:39 AM   #2
EVE

الصورة الرمزية EVE

آخر زيارة »  اليوم (12:32 AM)
المكان »  عام 2009
الهوايه »  هواياتي كثيرة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حكمة تستحق أكثر من الثمن المدفوع


فعلاً


ستون ثانية كفيلة بأن تفعل الكثير من أجلنا أو من أجل غيرنا



شكرا عزيزتي عطاء دائم


لقد حصلت على حكمة بالمجان و المقابل ثوان معدودة


تحياتي لك


 
عطاء دائم likes this.


قديم 09-22-21, 04:44 PM   #3
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (07:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eve مشاهدة المشاركة
حكمة تستحق أكثر من الثمن المدفوع


فعلاً


ستون ثانية كفيلة بأن تفعل الكثير من أجلنا أو من أجل غيرنا



شكرا عزيزتي عطاء دائم


لقد حصلت على حكمة بالمجان و المقابل ثوان معدودة


تحياتي لك
اهلا بك غاليتي
الشكر موصول لك على كرم الحضور
ربي يرزقك كل خير ويحفظك


 


موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 05:30 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا