اليوم هو السابع عشر من الشهر الحالي الشهر الذي فقدتك فيه، بعد تسعة ايام سيمر على رحيلك عشر سنين، آهٍ لسرعة الأيام مرت كل هذه السنين بالفعل وانا التي اعتقدت اني لن اعيش يومًا آخر بعدك، فمنذ رحيلك ظل قلبي يحتضر وحيدًا وروحي تصرخ صاعدةً تناديك وعبراتي تعيق خروج الكلمات، سرحت بالتاريخ البارحه وظهرت انت أمامي بدأت بحساب الأيام وادركت ان عقدًا كاملًا مر على ذلك اليوم، اقشعر جسدي وذُهلت كيف عشت طوال هذه السنين؟ كيف أستطعت مواصلة حياتي حتى هذه اللحظة؟ كيف هذا وانا لازلت أرى ذلك اليوم المشئوم في منامي ويقظتي، امسكت هاتفي وبحثت عن صورتك التي خبأتها بحرص، آخذت أتأملها وانا عاجزة تمامًا عن استحضار صورتك بعقلي او حتى تذكر تلك الابتسامة التي ماكانت تفارقك .. آلمني رأسي بعد العديد من المحاولات التي لم تجد نفعًا ، كان وجهك تعلوه غشاوة كالغيمة الصغيرة وكنتَ مدفون بمكان بعيد في الذاكرة، علمت ان السنون المنصرمة فعلت فعلتها الشنيعة واتحدت مع ذاكرتي الضئيلة في سلب اخر وأثمن شيءٍ بقي منك لي، الذكريات التي كانت كالوقود لي التي كانت كالماء والهواء اخذت تتلاشى خارج حدود الذاكرة تاركه خلفها جسدي الهزيل يذبل من الحاجه لها، لُمت نفسي فإهمالي لحضورك برأسي دفعك للرحيل منه أيضا، حدث ماخشيته حينها .. كسر الزمان تلك الذكريات الحادة ليتني جاهدت نفسي السقيمه في التذكر كل ليله، بدأت تفاصيل وجهك بالإنفلات من قبضة الذاكرة أخاف ان يومًا قد يأتي لا أبكيك فيه ترعبني فكرة ان الأيام التي أنستني وجهك تنسيني الحزن عليك .. اليوم وبعد مرور عشر سنوات على رحيلك ما زالت تُرعبني تفاصيل ذلك اليوم جدًا ، أرى الايام تمر ومُر فراقك لا يمّر فلا ألم يُعادل ألم فقدك ولا ذِكرى أبشع من ذِكرى رحيلك ولا حُزن يفوق حُزن وفاتك، اللّهم ارحم أبي واعّفو عنه اللّهم اجمعني به في فردوسك الاعلى.