ولا هممتُ بشرب الماء من عطشٍ
إلا رأيتُ خيالًا منك فــي الكاسِ

الْبُعْد لَو اقْدِر اعِيشَة وَاطَيقَة ..
مَا شُفْتِني قُدَّام وَجْهِك اعَانّى ..
مَالِي طَرِيْقَة وَانْت مَالِك طَرِيْقَة ..
..الَا الْقِصَايِد وَالْسَّهَر وَالامَانّي ..!

ليتَ شِعري ما لي وما لِلَّيالي
قَدْ حَمَتْني حَتَّى طُروقَ الخَيال
فَرَّق الهَجْرُ بَيْنَ قَلبي وبَيْنِي
مَنْ شَفِيعي إلى زَمانِ الوصالِ
كُلَّ يَومٍ تَقاطُعٌ وتَناءٍ
كُلَّ يَوْمٍ تَهاجُرٌ وتَقالِ
لا أذوقُ المَنامَ إلّا غِراراً
لا أنالُ الوِصالَ إِلّا أمالي

،.

ولقد ذكرتكَ والحنينُ يَضمُّني
في مهجعِ الذكرى أرومُ ضمادي

الليلُ يعبثُ بالفؤادِ وكم لهُ
صولاتُ حزنٍ صافناتُ جيادي

يا ليت شِعري كم سأبقى صامدًا
والشوقُ يطعنُ والدموعُ جهادي

الحبُّ صبرٌ والتَّصبُّرُ قطعةٌ
من نارِ حربٍ أُجِّجَتْ بشوادي ..!!

خُذُوا بَقيَّة نَفْسي وامْحَقُوا الأثرا
حَسْبي رِضاكُم ودَعْ مَنْ لامَ أوْ عَذَرا
يا نازِحينَ وآمالِيْ تُقَرِّبُهُمْ
فَما اخْتَفَى حُسْنُهم عَني ولا اسْتَتَرا
مالِيْ أراكُم تُوالُوني مُقاطَعةً
هَبْني أسأْتُ فَها قَدْ جِئْتُ مُعْتَذِرا
أنا المُحِبُّ المُعَنَّى فارْحَمُوا وَلَهِي
ورَدِّدوا في ضَنا جُثْمانِيَ النَّظَرا

لك منزلٍ كثروا عليه الحاسدين
لك مسكنٍ غيرك بوسطه ماسكن .