منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


Like Tree5Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-22-22, 05:55 PM   #7
جملة مفيده

الصورة الرمزية جملة مفيده

آخر زيارة »  05-03-22 (10:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة حب..

تمسك الأم مقبضي كرسيها المتحرك وتقوده قريبا من النافذة، تنادي ابنتها لتفتحها لها بحثا عن نسمات هواء باردة.
تأتي الفتاة مسرعة فتداعب أمها بوداعة: ايتها العجوز لما لم تنادي علي لاقود الكرسي عنك؟! فتعانقها وتضع رأسها في حجر أمها وهي تتمتم: اللهم لا تحرمني من والدتي، فتبتسم الأم وتمسح بيديها على رأس ابنتها، ويغالبها النعاس فتنام.
*****
حديقة هادئة كبيرة تستظل الأم تحت أحد اشجارها، وفتاتها تقطف الورود، تنظر إليها الأم بسعادة وتتمنى بينها وبين نفسها أنها تستطيع الوقوف على قدميها، أن تسابق ابنتها، أن تحملها، أن تراقصها، أن تكون أم ككل الأمهات، إلا أن كرسيها المتحرك جعلها تشعر بالعجز، تشعر بأنها أم قعيدة لا شيء تستطيع أن تقدمه لابنتها.. فترفع يديها إلى السماء " يا رب" فتغالبها الدموع وتصمت.
مسحت الأم دموعها آملة بأن ابنتها لم تلاحظها، والتفتت اليها فلم تجدها، وأخذت بانظارها تلتفت إلى كل مساحات الحديقة فلم تلمحها.
- هل ذهبت لشراء شيء؟ من المؤكد أنها ستشتري شيئا!
هكذا حاولت الأم أن تطمئن نفسها على ابنتها رغم أنها تعلم جيدا أنها لا تخطو خطوة واحدة بدون أن تخبرها!
بدأ القلق يسري إلى الأم رغم كل محاولاتها لمنعه، وبدأت تنادي:
ابنتي.. يا ابنتي.. اين انت؟ سيحل الظلام قريبا.. تعالي.. قد تعبت.. يا ابنتي اين انت؟
الأم العجوز تقرر أن تسير بكرسيها المتحرك بحثا عن ابنتها، تسير به قليلا فتصطدم إحدى عجلاته بحجر ويتوقف، تحاول أن تحركه الأم بجسدها فلا تستطيع، وكلما حاولت أن تحركه أكثر تتساقط دموعها بغزارة أكثر..
تستسلم الأم لأقدارها وتمسح وجهها من دموع غزيرة ملأت وجهها وأنفها..
حل الظلام، و نحيب الأم وانكسار قلبها وقلة حيلتها تكاد أن توقف أنفاسها..
- ابنتي، اين انت، لا تقتليني، أرجوك يا الله هي وحيدتي يا رب، فتجهش الأم ببكاء هستيري وترمي بجسدها عن الكرسي على الأرض وتحبو..
بضع مترات هي فتستسلم الأم للأرض وتبلل التراب بدموع عينيها فتفقد وعيها و تنام..
*****
تستيقظ الأم فجأة من نومها، تنظر حولها وتبتسم:
هذه جدران الغرفة وهذه النافذة ما زالت مفتوحة... و هذه ابنتي.. نعم ابنتي ما زالت تضع رأسها في حجري..
كان كابوسا.. نعم هذه ابنتي لا زال رأسها في حجري!

حكيم..


 


رد مع اقتباس
قديم 03-22-22, 06:12 PM   #8
جملة مفيده

الصورة الرمزية جملة مفيده

آخر زيارة »  05-03-22 (10:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



انتحار

ذاك الرجل الواقف على الطلل ينظر في القاع إلى آخر لحظاتٍ من عمره.. تمنّى أنه شيخ ورع بثوب قصير كي لا يقفز قفزته الأخيرة ويموت.. لكنه شريكٌ مذنبٌ للحياة.
يضع يديه على رأسه فيقترب خطوة، فخطوتين، ويُغمِض عينيه ويتخيل نفسه يطير في الهواء، وفي تلك النقطة التي يكاد أن يصل فيها إلى مثواه الأخير يدعو الله أن تنتشله يد القدر فيسقط في الفراغ بدون الم.

ذاك الرجل الواقف على الطلل يصحو من حلمه ويبتسم ابتسامة المنتصر " للآن أنا على قيد الحياة، للآن لم انتحر"، فيأخذ شهيقاً ويتبعه بزفير وينظر خلفه لعل قطعة من الحياة تركض إليه فلا يجد، استفزه كل هذا الصمت، استفزه أن لا أحد يلحق به ليبكي بين يديه في لحظاته الأخيرة، ليعانقه عناق مسافر، فأغمض عينيه من جديد وعندما كاد أن يقفز تخيل أنه سقط فأمسكته حورية بحر تشكلّت على هيئة حبيبته الراحلة، أمسكته وأمعنت النظر فيه وبكَت عليه " حبيبي ماذا صنعت بك الحياة من بعدي؟" عانقته بشدة حتى كاد ان يسمع صوت عظامه.. فاستيقظ.

الرجل الواقف على الطلل جسمه يرتجف ويتصببُ عرقاً وقدماه ما عادت تحملانه، يتمتم بشفاه متلعثمة " أين ذهبَت؟ أين رَحَلَت؟ تُرى لو أقفز الآن هل حقاً ستلتقطني؟" يا لخيبة الأمل حينما نشعر أننا نمتلك أشياءً قد يحرمنا إياها -فجأة وبعد فوات الأوان- شيء واحد.. لعله الموت أو الحياة!
قرر أن يقفز بدون أن يغمض عينيه، أن يسلّم نفسه للريح فتضعه حيثما تشاء، لعله يسقط على صخرة فيموت، أو قد تكون بانتظاره فتلتقطه تلك الحورية - حبيبته- مرة أخرى، وقبل أن يمشي خطوته الأخيرة إلى الحافة تعثرت قدمه فوقع.

الرجل الذي كان يقفُ على الطلل لم تسعفه المفاجأة في أن يفكر بشيء، صرخ بصوتٍ عالٍ لحظة تعثره ووقوعه، وحينما كان القاع يجذبه إليه حاول أن يستجمع بعض الصور التي في مخيلته لعلها تنقذه في رحلة حياته القادمة او موته القادم، أبوه، والدته، لكنه راهن على أن تنقذه حبيبته، تلك الحورية حبيبته.. فينظر إلى الأسفل لعله يراها وهي تتهيأ لالتقاطه..
الرجل الذي كان يقف على الطلل يكاد أن يصل القاع.. ينتظر حياةً أو موتاً على مضض.

حكيم..


 


رد مع اقتباس
قديم 03-22-22, 06:14 PM   #9
جملة مفيده

الصورة الرمزية جملة مفيده

آخر زيارة »  05-03-22 (10:10 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كلمات..

يرتدي ملابسه بسرعة، ويضع قدميه الصغيرتين في حذائهما بدون أن يربط خيطهما ثم يحملُ حقيبته المثقلة بكتبه المدرسية ويُسرع إلى الشارع!
يأخذ - كالمعتاد- زاوية صغيرة بجانب إحدى المحلات التجارية، ويقفُ متكئاً على الجدار حتى يلمح خيالها قادمٌ من البعيد فيمشي نحوها، وعندما كاد أن يقترب منها تصطدم به عربة مسرعة ... فيتأجل اللقاء إلى موعدٍ آخر.

يستفيق من غيبوبته بعد أسبوعين، ينظر إلى من حوله فعرف كل الوجوه، ولكنه تمنى للحظة لو أن أي من هذه الوجوه كانت لها، أو "لعلها هنا.. قد تكون مختبئة خلف أي واحدٍ من الذين يحيطونه به"، يبحث بعينيه بين العيون، بين الأجساد، بين خيوط الفراغ ولا يجدها، فيحمل خيبته وبعض أوجاعه ويعود إلى سباته!

ذات خريف، تتساقط عليه أوراق الحنين، ويسمع أجراس الشوق تُقرَعُ بين ضلوعه، فقرر أن يراها من جديد!
ينزلُ إلى الشارع، ويأخذ ركنه الدائم ... ويتكيء بظهره على الجدار فيراها قادمة، وكلما اقتربت تزداد نبضات قلبه تسارعاً فيهمس لنفسه بألم " ها قد جاءت.. ها قد كادت"... وحينما يفصلها عنه بعض الخطوات تبتسم له فيرتبك، ويتمنى - كالعادة- أن يكلمها.. وتضيع في جوفه كل الكلمات ... فتمضي هي وتتبعها عينيه بآلاف الحسرات!

القدمان الصغيرتان اصبحتا كبيرتان، والرأس الصغير أصبح متخمٌ بالحب،تجرهّ قدماه ورأسه إلى ذلك الركن الذي شهد ميلاد حبه لها قبل سنين، وفي كل مرة يصل فيها إلى محل تجاريٍ يقف أمامه وينظر إلى زجاجه الذي يتحول إلى مرآة في ساعات الظل، فيرتب هندامه ويعيد بعض خصلات شعره إلى مكانها ويكمل طريقه...
كانت تنظر إليه من بعيد، فابتسمت له، وقابلها الابتسام بالابتسام،اقتربت منه وفي عينيها آلاف الأسئلة .. " من أنت؟ لماذا تقف كل يوم هنا وتنظر إلي؟لماذا لا تكلمني؟ ماذا تريد؟ ....... "
وانقطعت سلسلة أسئلتها الحائرة حينما شعرت أنه يقترب منها مسافة لم يسبق أن اقتربها فوقفت، نظر إليها بذهول وكأنه يقول " وأخيراً.. أنا الآن بقربك... أنا معك.. "
حاول أن يخرج عن المعتاد فيكلمها، وكلما أراد أن ينطق كانت هي تهز رأسها وحالها يقول "ارجوك تكلم.. اني اسمعك"! ولكن ابتسم وعيناه دامعتان وتراجع خطوتان ليفسح لها الطريق.. ومضت هي تجر أذيال الخيبة.. وهو يجر آلاف الخيبات!

يكتب رسالة ويقرر أن يعطيها إياها، ويعود في اليوم الثاني إلى ركنه المعروف في الشارع، رآها قادمة فابتهجت اساريره، ابتسم ابتسامة عريضة وأمسك الورقة بيده ومضى نحوها ... قابلته بعصبية فقالت " ماذا تريد مني؟ أجبني؟ فقط قل لي كلمة واحدة أرجوك! منذ سنين وانت تنتظرني هنا ولا تتكلم.. قل لي أي شيء.. أو لا تعد هنا أبداً " فنظر إليها بحزن ووضع الرسالة بيدها .. ومضى مسرعاً!
وحينما وصَلَت البيت فَتَحت الرسالة فوجدت بعض من الكلمات التي كتبها بخط غير منتظم السطور " أحببتك بقلبي، وحاولت الف مرة أن أترجم محبتي لك حروفاً، ولكن الله حرمني من نعمة النطق، سيدتي ألا يكفي محبة قلبي لك!؟" فبكت .. بكت كثيراً ... ولم تعلم ما سبب بكائها.

خرج في الصباح إلى الشارع، وانتظرها إلى مغيب الشمس.. فلم تأتي!
القدمان الكبيرتان تشققتا بفعل العمر، والرأس الصغير أحرقه الشيب.. لكنهما لم يزالا ينتظران عودتها.

حكيم..


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 11:23 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا